الوطن:
2024-12-25@03:11:24 GMT

محمد ممدوح يكتب: خطوة مهمة تليق بالجمهورية الجديدة

تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT

محمد ممدوح يكتب: خطوة مهمة تليق بالجمهورية الجديدة

تعتبر قضية الحبس الاحتياطى من أبرز القضايا الحقوقية والقانونية، التى تشغل الرأى العام المصرى خلال السنوات الأخيرة، ففى ظل الخطوات الإيجابية التى تقوم بها الدولة المصرية لتعزيز مسيرة حقوق الإنسان فى مصر، تبرز الحاجة الملحة لإعادة النظر فى هذا الإجراء وتبنى بدائل أكثر عدالة وإنسانية، حيث يجب علينا تسليط الضوء على أبعاد هذه القضية، وتقديم تحليل معمق للتجارب الدولية الناجحة فى هذا المجال، واقتراح حلول عملية قابلة للتطبيق فى السياق المصرى، وذلك فى ظل المطالبات المتزايدة من مختلف الأطراف بضرورة الإصلاح الشامل للنظام القضائى المصرى.

- أسباب اللجوء إلى الحبس الاحتياطى:

الخوف من هروب المتهم: يعتبر هذا السبب من أهم الأسباب التى تدفع النيابة إلى طلب الحبس الاحتياطى، خاصة فى الجرائم الخطيرة.

التأثير على الشهود.

ضمان حضور المتهم للمحاكمة: يهدف الحبس الاحتياطى إلى ضمان حضور المتهم لجلسات المحاكمة وعدم فراره.

الاعتقاد بأن الحبس الاحتياطى ضرورى لحفظ النظام العام.

- الآثار السلبية للحبس الاحتياطى:

يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان: يمثل الحبس الاحتياطى انتهاكاً صريحاً لحقوق الإنسان، بما فى ذلك الحق فى الحرية الشخصية خاصة فى حال ثبوت براءة المتهم.

الاكتظاظ فى أماكن الاحتجاز: تؤدى زيادة أعداد المسجونين الاحتياطيين إلى تفاقم مشكلة الاكتظاظ فى أماكن الاحتجاز، مما يؤثر سلباً على ظروف الاحتجاز.

تأثير سلبى على الاقتصاد: يكلف الحبس الاحتياطى الدولة مبالغ طائلة، ويمكن توجيه هذه المبالغ إلى مشاريع تنموية أخرى.

إضعاف الثقة فى منظومة العدالة: حيث يؤدى الإفراج عن العديد من المتهمين بعد فترة طويلة من الحبس الاحتياطى بسبب عدم كفاية الأدلة إلى تآكل الثقة فى القضاء.

- بدائل الحبس الاحتياطى: تجارب دولية ناجحة:

تعد العديد من الدول المتقدمة والنامية قدوة فى مجال تطبيق بدائل الحبس الاحتياطى، حيث أثبتت هذه البدائل نجاحها فى تحقيق أهداف العدالة وحماية حقوق الإنسان:

ألمانيا: تعتبر ألمانيا من الرواد فى مجال تطبيق بدائل الحبس الاحتياطى، حيث يتم اللجوء إلى هذه البدائل بشكل واسع، مثل الإقامة الجبرية والمراقبة الإلكترونية، ما أدى إلى تقليل عدد المسجونين الاحتياطيين بشكل كبير.

فرنسا: اعتمدت فرنسا نظاماً شاملاً لبدائل الحبس الاحتياطى، بما فى ذلك الكفالة المالية والحظر من السفر، مما ساهم فى تخفيف الضغط على السجون وتحسين ظروف الاحتجاز.

إيطاليا: نجحت إيطاليا فى تطبيق نظام مراقبة إلكترونية متطور، حيث يتم ربط المتهم بجهاز تتبع يتيح للمحكمة مراقبة تحركاته والتأكد من التزامه بشروط الإفراج عنه.

أمريكا: على الرغم من الانتقادات الموجهة إلى نظام العدالة الجنائية الأمريكية، فإن بعض الولايات الأمريكية تبنت برامج ناجحة لبدائل الحبس الاحتياطى، مثل برامج الإفراج المشروط تحت الإشراف.

- مقترحات لتطبيق بدائل الحبس الاحتياطى فى مصر:

لتطبيق بدائل الحبس الاحتياطى فى مصر بشكل فعال، يجب اتخاذ مجموعة من الإجراءات، منها:

تعديل تشريعى: تشمل إجراء تعديلات على قانون الإجراءات الجنائية لتوسيع نطاق تطبيق بدائل الحبس الاحتياطى، وتحديد الحالات التى يكون فيها الحبس الاحتياطى ضرورياً.

تطوير البنية التحتية: إنشاء نظام معلوماتى متكامل لإدارة بدائل الحبس الاحتياطى، وتوفير الأجهزة والمعدات اللازمة لتطبيق هذه البدائل، مثل أجهزة التتبع الإلكترونى.

تدريب أعضاء الهيئات القضائية: بما يشمل تنظيم برامج تدريبية للقضاة والنيابة لتوعيتهم بأهمية بدائل الحبس الاحتياطى وكيفية تطبيقها.

تعزيز دور المجتمع المدنى: تشجيع دور المنظمات الحقوقية والمجتمع المدنى فى مراقبة تطبيق هذه البدائل والعمل من أجل إصلاح النظام القضائى.

توفير برامج تأهيل للمتهمين: تقديم برامج تأهيل للمتهمين الذين يتم الإفراج عنهم تحت الإشراف، بهدف إعادة دمجهم فى المجتمع ومنعهم من العودة إلى سبب الاحتجاز.

ودعونا نؤكد أن تطبيق بدائل الحبس الاحتياطى فى مصر يمثل خطوة حاسمة نحو بناء نظام قضائى أكثر عدالة وإنسانية، بما يتوافق مع الخطوات الجادة التى اتخذتها الدولة المصرية لعملية الإصلاح، ابتداء من دستور عام 2014 وصولاً للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، حيث يتطلب هذا الأمر تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، بما فى ذلك الحكومة والبرلمان والسلطة القضائية والمجتمع المدنى، من خلال تبنى هذه البدائل يمكن لمصر أن تحقق تقدماً ملحوظاً فى مجال حقوق الإنسان وتعزيز سيادة القانون

*عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحبس الاحتياطي الحوار الوطني البرلمان لحقوق الإنسان هذه البدائل فى مصر

إقرأ أيضاً:

كريم خالد عبد العزيز يكتب: البيت والأسرة.. أساس بناء الشخصية المستقرة نفسيًا واجتماعيًا

قوة البيت تظهر من خلال الدعم العاطفي، والشعور بالأمان، والانتماء الذي يحصل عليه الفرد من أسرته .... ترابط العائلة وتماسك أفراد الأسرة يُسهم في تكوين شخصية الإنسان .... الإنسان العاطفي الحساس يُعطي دائمًا الأولوية لبيته وأفراد عائلته على أصدقائه ونشاطاته الخارجية. عندما يكون البيت مليئًا بالحب والتفاهم، فإنه يُسهم في بناء شخصية عاطفية محبة للحياة، شخصية سوية متزنة وقوية قادرة على مواجهة التحديات الخارجية بثقة .... أما إذا كان هناك ضعف أو تفكك في العلاقات الأسرية فهذا يصنع شخصية مضطربة ومهزوزة، وقد يُؤدي ذلك إلى شعور الفرد بعدم الاستقرار العاطفي، مما ينعكس على سلوكه وتعامله مع الآخرين، وقد يضطر للبحث عن الدعم العاطفي خارج البيت، مما قد يعرضه للاستغلال أو الخداع من قِبل كثيرين غير موثوق بهم. 

كريم خالد عبد العزيز يكتب: فن إدارة ردود الأفعال.. بين الحق والسمو الإنسانيكريم خالد عبد العزيز يكتب: البيت والوطن.. هوية عميقة تتجاوز الجدران والحدود

البيت يجب أن يكون مكانًا للراحة النفسية قبل الجسدية .... مكانًا آمنًا وصالحًا للحياة، وبيئة خصبة لإنتاج أفكار إبداعية ناجحة .... البيت هو العالم الداخلي الموازي للعالم الخارجي الحقيقي، فيه يتربى الإنسان ويتأسس ليستطيع التفاعل والتعامل مع العالم الخارجي أو مع الواقع .... البيت ليس جدرانًا تحتوي أجسادنا بقدر ما هو مكان يشهد على كثير من المشاعر والذكريات والتاريخ ومراحل عمرنا ونمونا .... وكذلك، فإن ترابط أفراد العائلة أو الأسرة وتفاعلهم الإيجابي يُضفي للبيت روح القوة والتماسك والفرح. الترابط الأسري قد لا يشترط العيش في بيت واحد، بل يعتمد على قوة العلاقة والمودة بين أفراد الأسرة، بغض النظر عن المسافات أو الظروف .... الطلاق، السفر، أو ظروف العمل قد تُفرق أفراد الأسرة مكانيًا، ولكن يمكن للتواصل المستمر، والاهتمام المتبادل، والدعم العاطفي أن يحافظ على هذا الترابط .... التكنولوجيا اليوم، رغم سلبياتها في تقليل التواصل بالكلام بين أفراد الأسرة وانشغال كل فرد بهاتفه المحمول، إلا أنها تُساعد بشكل كبير في تقوية الروابط من خلال المكالمات الهاتفية، الفيديو، والرسائل التي تُبقي الجميع متصلين رغم المسافات بين الدول والقارات. يجب أن نسعى دائمًا لتقوية الروابط الأسرية والعائلية، للمحافظة على الأمان والاستقرار النفسي داخل بيوتنا، ولمعالجة مشكلات التواصل بالمشاركة والتفاعل .... بيتنا يمثل هويتنا وقوتنا ووحدتنا وانتماءنا، فهو ليس مكانًا نسكن فيه فقط، بل هو مساحة تجمعنا بالمحبة والتفاهم، حيث نتشارك الأفراح ونتخطى الأحزان معًا .... عندما نحافظ على دفء العلاقة الأسرية، فإننا نبني أساسًا قويًا يمدنا بالقوة لمواجهة تحديات الحياة بثقة وثبات.

مقالات مشابهة

  • ماذا تفعل «رياضة المشي» في جسم الإنسان؟
  • برلماني: قرار العفو عن 54 من أبناء سيناء يؤكد تطبيق استراتيجية حقوق الإنسان
  • أيمن نصري يكتب: الرياضة وحقوق الإنسان فريق واحد
  • كاتب صحفي: محطة بشتيل خطوة مهمة لتخفيف الزحام بـ«رمسيس»
  • كريم خالد عبد العزيز يكتب: البيت والأسرة.. أساس بناء الشخصية المستقرة نفسيًا واجتماعيًا
  • النائب جمال أبوالفتوح: قانون المسؤولية الطبية خطوة تنظيمية مهمة
  • ما الذي ينتظر منفذ هجوم ألمانيا الدموي؟ تفاصيل مصير المتهم بعد التحقيق
  • محمود الجارحي يكتب: سفاح التجمع على موعد مع عشماوي
  • محمد ممدوح: الشمول المالي لذوي الإعاقة بالقطاع المصرفي على رأس أولويات المجلس
  • محمد ممدوح: "القومي لحقوق الإنسان" يهتم بدعم وتعزيز الفئات الأولى بالرعاية