الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠٢٤، اجتمعت لجنة الحوار الوطنى مع وجود إرادة سياسية عبر عنها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى وأعطى تكليفًا بذلك لمناقشة مشكلة مهمة تؤرق المجتمع وهى الحبس الاحتياطى والعدالة الجنائية والبحث عن الحلول والبدائل فى حوار جاد وناجز يهدف الى سرعة اصدار تشريع ينصف المتهم ويحترم حريته ويصون كرامته حيث أصبح الحبس الاحتياطى عقوبة وليس تدبيرًا احترازياً خشية هروب المتهم أوخشية الإضرار بمصلحة التحقيق أو العبث فى الأدلة ولهذا فالحبس الاحتياطى هو قضية معقدة تتطلب منا التفكير فى التوازن بين الحفاظ على الأمن والنظام العام وحماية حقوق الأفراد، فلهذا يجب أن يكون هناك توافق بين التشريعات والقضاء والمجتمع المدنى لإيجاد حلول عادلة لهذه المشكلة التى باتت تؤرق المجتمع.
واصبح الحبس الاحتياطى يثير جدلاً واسعاً فى الأوساط القانونية والحقوقية. فمن ناحية، هو أداة ضرورية لضمان سير العدالة وحماية المجتمع. ومن ناحية أخرى، يمثل تهديداً حقيقياً لمبدأ أساسى فى القانون وهو «البراءة الأصلية للمتهم».
أهم نقطة خلاف هى أن الحبس الاحتياطى يفترض سلب حرية الشخص قبل أن يصدر حكم قضائى نهائى بإدانته وهذا يتناقض بشكل مباشر مع المبدأ القائل بأن الشخص بريء حتى تثبت إدانته حيث الأصل فى الإنسان البراءة.
كما أن الحبس الاحتياطى يتسبب فى أضرار نفسية ومادية كبيرة للمتهم وعائلته، حتى لو ثبتت براءته لاحقًا ولهذا أصبح عقوبة وليس إجراء تحفظيا، ومجرد توجيه الاتهام وتوقيع الحبس الاحتياطى يضر بسمعة المتهم بشكل كبير.
ولا شك ان فى الجرائم الخطيرة، مثل القتل أو الاغتصاب، قد يلجأ القضاء إلى الحبس الاحتياطى لحماية المجتمع من خطر تكرار الجريمة.
كما أن خطر هروب المتهم، خاصة إذا كان أجنبياً أو ليس لديه روابط قوية بالبلد، قد يتم حبسه احتياطياً لضمان حضوره للمحاكمة. والحقيقة ان الحبس الاحتياطى أصبح عقوبة فعليا نظرا للإسراف فى استخدامه وطول مدة الحبس فى حين أن الحبس قصير المدة حتى لو كان عقوبة فإنه له العديد من السلبيات منها عدم الردع واتجهت العديد من التشريعات الى استبدال تلك العقوبة ببدائل أخرى والسياسة الجنائية الحديثة تضع فى أولوياتها عند سن التشريعات ضمان حرية المواطن وعدم سلب حريته الا بحكم قضائى وهناك العديد من الوسائل الكفيلة لحماية التحقيق وسير العدالة وحماية المجتمع كوسائل الربط الإلكترونى بالرقم القومى والشمول المالى بالإضافة إلى إحساس المواطن بعدم استخدام الحبس الاحتياطى معه يعزز من الانتماء لديه والواقع ان الحبس الاحتياطى اصبح هو الأصل وليس الاستثناء ولهذا فإننا نأمل أن يلغى الحبس الاحتياطى نهائياً أو على الاقل أن تكون مدة الحبس الاحتياطى قصيرة قدر الإمكان لا تتجاوز ثلاثة اشهر فى الجرائم الخطيرة او لاصحاب السوابق الجنائية، مع أهمية ان تكون الاحكام القضائية سريعة وناجزة مع وجود شرطة لتنفيذ الاحكام تابعة للمحاكم حتى تتحقق العدالة المنشودة.. وللحديث بقية
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحبس الاحتياطى حاتم رسلان الرئيس عبدالفتاح السيسي الحوار الوطني الحبس الاحتیاطى
إقرأ أيضاً:
الحبس 3 سنوات لخادمة وشريكها بتهمة سرقة شقة الفنان تامر عبد المنعم
عاقبت محكمة الجنح بالجيزة خادمة الفنان تامر عبد المنعم وشريكها، بالحبس ٣ سنوات بعد إدانتهما بسرقة ساعات ومشغولات ذهبية من داخل شقة الفنان بمنطقة الدقي.
وكانت شقة الفنان تامر عبدالمنعم قد تعرضت لسرقة مشغولات ذهبية وساعات باهظة الثمن من داخلها في منطقة الدقي بالجيزة، وبتكثيف الجهود الأمنية تبين ان الخادمة التي كانت تعمل في الشقة منذ حوالي 10 أيام وراء الواقعة.
وذكر مقدم البلاغ أنه اكتشف اختفاء مشغولات ذهبية وساعات وسامسونج ماركة هاتف محمول تقدر قيمته بأكثر من 100 ألف جنيه، بعد أن طلبت الخادمة إجازة لزيارة أهلها وأصرت على أخذ كيس القمامة معها أثناء خروجها من الشقة، وبعد عودتها اكتشف الفنان وزوجته اختفاء المسروقات، وهو ما دفعهم إلى الإبلاغ عن الواقعة.