كل المؤشرات الميدانية والسياسية من أرض فلسطين وغزة والجبهات المساندة في اليمن وجنوب لبنان والعراق تؤكد أن المعركة مع العدو الصهيوني ومن يدعمه من قوى كبرى وخصوصا أمريكا وبريطانيا هي معركة طويلة ولن تنتهي أو تتوقف حتى لو تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق الأسرى وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة .



فهذه المعركة التي انطلقت منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) والمستمرة إلى اليوم لم تعد معركة عسكرية أو ميدانية فقط، بل تحولت إلى معركة وجودية بالنسبة للكيان الصهيوني، وتحولت إلى معركة تحرير فلسطين وإنهاء الكيان الصهيوني بالنسبة لقوى المقاومة، وهي انتقلت إلى كل أنحاء العالم والساحات الأكاديمية والدولية، وآخرها محكمة العدل الدولية والتي أصدرت قرارا تاريخيا حول الاحتلال الصهيوني لفلسطين.

تتجه بعض المؤسسات الفكرية والإسلامية للبحث في عقد مؤتمرات موسعة من أجل بلورة مشروع فكري مقاوم قادر على بلورة رؤية متكاملة للمرحلة المقبلة وتحديد أفق الصراع وآليات العمل .على ضوء هذه المعطيات وبانتظار وضوح الصورة الميدانية ولا سيما بعد الدخول اليمني الواسع على المعركة والتصعيد الكبير على الجبهة الجنوبية في لبنان، تتواصل الجهود الفكرية والإعلامية والسياسية لمواكبة هذه المعركة ودعمها والبحث في آفاقها المستقبلية .

وتتجه بعض المؤسسات الفكرية والإسلامية للبحث في عقد مؤتمرات موسعة من أجل بلورة مشروع فكري مقاوم قادر على بلورة رؤية متكاملة للمرحلة المقبلة وتحديد أفق الصراع وآليات العمل .

ولا تزال العاصمة اللبنانية (بيروت) تشهد المزيد من اللقاءات المعلنة وغير المعلنة من أجل بحث آفاق المعركة ودور مراكز الأبحاث والدراسات في مواكبتها، وتم إعداد بعض أوراق العمل من أجل مناقشتها ووضع برنامج محدد سواء على مستوى الأفكار أو الآليات العملية .

وخلصت هذه النقاشات إلى نتيجة تؤكد: أن المعركة الدائرة اليوم هي ضد الإنسانية على كل المستويات الإنسانية والعسكرية والفكرية والسياسية والإعلامية والتعليمية والتربوية والقانونية وسوى ذلك، مما يستدعي من الجميع أفراداً ومنظمات واتحادات ونقابات وأحزاباً ومجالس نيابية وحكومات المشاركة الفعّالة في هذه الحرب الوجودية التي هي ليست ضد شعب فلسطين فقط بل ضد شعوب المنطقة والعالم الذي يقتضي الرد عليها فكراً وعملاً.

وتضيف: إن مهمة المفكرين والأدباء ومراكز الدراسات والكتاب بما فيها المؤسسات المشار إليها يجب أن لا تنحصر أبحاثها وكتاباتها وبياناتها وتحليلاتها على تفاصيل المعركة العسكرية ومدى تأثيرها النفسي على الصهاينة ونتائج فعلها دون الالتفات إلى المناحي الأخرى التي أشرنا إليها والعمل على معالجتها من ناحية كل ما يمكن أن ندعم الرد المقاوم على المستوى العربي والعالمي.

وأن ما يحصل في غزة على المستوى العالمي يستدعي منا دراسته دراسة معمّقة للتعامل معها بما يخدم قضايانا وخاصة فلسطين القضية المركزية للأمة، وبما يخدم الإنسانية جمعاء، ولتكن حركة تعاون الشعوب ضد الصهيونية الأمريكية والأوروبية هي الحركة الواجب قيامها بشكل منظّم ولا يجوز تركها وعدم الاهتمام بها ليكن تأثيرها ليس منحصراً بكل دولة من الدول بل يقتضي أن تكون حركة عالمية متعاونة متماسكة لننتصر على هذا الشر المطلق.

المعركة الدائرة اليوم هي ضد الإنسانية على كل المستويات الإنسانية والعسكرية والفكرية والسياسية والإعلامية والتعليمية والتربوية والقانونية وسوى ذلك، مما يستدعي من الجميع أفراداً ومنظمات واتحادات ونقابات وأحزاباً ومجالس نيابية وحكومات المشاركة الفعّالة في هذه الحرب الوجودية التي هي ليست ضد شعب فلسطين فقط بل ضد شعوب المنطقة والعالم الذي يقتضي الرد عليها فكراً وعملاً.وفي دراسة خاصة أعدّها الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب المحامي عمر زين وقدّمت في هذه اللقاءات الحوارية رفع شعارا مركزيا ينبغي العمل على أساسه وهو: "يا أحرار العالم اتّحدوا لتحقيق العدالة الدولية بوقوفكم ضد العنصرية والصهيونية العالمية ".

وطرح الأستاذ عمر زين عددا من الأسئلة من المهم الإجابة عنها لمواكبة المعركة العسكرية ومنها:

أولاً ـ  كيف يمكن العمل لعدول الأمم المتحدة عن إلغاء القرار رقم 3379 القاضي باعتبار الصهيونية شكلاً من إشكال العنصرية والتمييز العنصري؟

ثانياً ـ كيف يمكن تشبيك ودعم رؤساء وعمداء وأساتذة الجامعات في العالم الأمريكي والأوروبي الذين طردوا وأجبروا على الاستقالة من مناصبهم؟

ثالثاً ـ كيف يمكن تشبيك ودعم الحركات الطلابية والعمالية المساندة لفلسطين في العالم وخصوصاً في أمريكا وأوروبا؟

رابعاً ـ كيف يمكن تحريك الدول لتأخذ مواقف لصالح غزة والقضية الفلسطينية؟

خامساً ـ ما العمل لدعم تنشيط العلاقات في المجالات كافة مع هذه الدول؟

سادساً ـ ما العمل لتطوير العلاقات وتوسيعها مع الدول التي طردت السفير الإسرائيلي لديها وسحبت سفيرها من إسرائيل؟

سابعاً ـ كيف يمكن تفعيل عمل الجاليات العربية وبالأخص الفلسطينية في العالم؟

ثامناً ـ كيف يمكن دعم المنظمات والهيئات الشعبية الدولية الداعمة للقضية الفلسطينية؟

تاسعاً ـ كيف يمكن فضح الوحشية الصهيونية لدى المنظمات والهيئات والاتحادات الدولية؟

عاشراً ـ كيف يمكن الرد القاطع على الحركة الصهيونية في المستويات كافة الفكرية والسياسية والإعلامية وغيرها من العمل؟

حادي عشر ـ كيف يمكن دعم الدراسات في العالم التي تميّز بين الصهيونية واليهودية؟

ثاني عشر ـ ما هي الخطة الواجب اتخاذها لإنشاء منظمة عالمية غير حكومية تضم الأكاديميين والمفكرين في العالم لتنظم مؤتمرات دولية ضد العنصرية والصهيونية العالمية؟

ثالث عشر ـ كيف يمكن دعم المفكرين والكتّاب وأساتذة الجامعات المساندين للقضية الفلسطينية؟

رابع عشر ـ كيف يمكن تشكيل مقاومة قانونية ووضع برنامج عملها للتنفيذ الفوري لمحاكمة الكيان الصهيوني عالمياً؟

خامس عشر ـ كيفية التشبيك بين التنسيقية الشعبية العربية لمقاومة التطبيع وحركات المقاطعة في العالم وطبعاً بعد أن تُصبح التنسيقية الممثلّة لكل منظمات المقاطعة العربية؟

سادس عشر ـ ما هي الوسائل التي يقتضي اتباعها لإنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية؟

هذه الاسئلة وغيرها من الأفكار والطروخات التي تقدّم خلال اللقاءات الفكرية والبحثية تؤكد أن مسار المعركة طويل وأنها لن تبقى محصورة في إطار محدد وحتى لو تم وقف إطلاق النار أو التوصل إلى اتفاقات محددة في قطاع غزة ، فالعدو الصهيوني يريد تصفية القضية الفلسطينية وقطع الطريق أمام قيام الدولة الفلسطينية وصولا لتهجير كل الشعب الفلسطيني وإعادة هيمنة الكيان على دول المنطقة واستعادة قوة الردع، وبالمقابل فإن قوى المقاومة اليوم أمام فرصة تاريخية لتحويل هذه المعركة إلى معركة تحرير كاملة وإنهاء هذا الكيان الصهيوني .

فهل نحول معركة طوفان الأقصى إلى المعركة الكبرى للتحرير ونتعاون مع كل أحرار العالم أو ستنجح القوى الكبرى في إعادة الزمن إلى ما قبل السابع من أكتوبر؟

@kassemkassir

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطين غزة الاحتلال الحرب احتلال فلسطين غزة حرب تداعيات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ـ کیف یمکن فی العالم عشر ـ کیف من أجل

إقرأ أيضاً:

خرافة “سهم باشان”.. ما حاجة الصهيونية لتبرير أطماعهم؟!

خرافة “سهم باشان”.. ما حاجة الصهيونية لتبرير أطماعهم؟!

مقالات مشابهة

  • ناصر مقلد: التوازن بين عمل المرأة ودورها الأسري يخلق أجيالا قادرة على مواجهة التحديات (فيديو)
  • “أرحومة” يجتمع بمدراء بعض الشركات التي قدمت خدماتها للجنة الطوارئ لمدينة سبها ومدن الجنوب الغربي
  • القحوم : المعركة مع العدو مفتوحة وعليهم أن يتوقعوا مفاجآت كبيرة
  • حركة المجاهدين الفلسطينية: العدوان الصهيوني على المنشآت المدنية في اليمن يعكس فشلاً عميقاً
  • أوكرانيا: قوات كوريا الشمالية تتكبد خسائر فادحة في ساحة المعركة
  • أبرز أحداث عام 2024 التي شغلت العالم
  • خاص| توقعات عبير فؤاد لبرج الحوت 2025.. تحقيق أهداف طويلة المدى
  • وزارة الصحة الفلسطينية توجه التحية لأطبائها بصور
  • رئيس الوزراء: التغيرات في العالم لا تعطي رفاهية لوضع خطط لفترات طويلة
  • خرافة “سهم باشان”.. ما حاجة الصهيونية لتبرير أطماعهم؟!