أثير – ريما الشيخ

هي نوع من أنواع النباتات التي تحمل أزهارًا بيضاء أحادية الساق، مشابهة لأزهار الزنبق، لكن ثمارها تنمو في باطن الأرض، وتتميز بجلدها السميك اللون البني، حيث كان أهالي محافظة ظفار وما يزالون يستخرجونها ويطبخونها بطريقة غريبة، ويحضرونها ويتركونها لساعات على مواقد خاصة مخصصة لهذا الغرض.

فهل سمعت بـ “البيضح”؟

تمثل وجبة البيضح جزءًا من التراث الغذائي التقليدي في ظفار، حيث يظهر التناغم بين الإنسان والطبيعة في استخدام الموارد الطبيعية المتاحة للطهي، فهي مثال على كيفية الاستفادة من النباتات البرية في تلبية الاحتياجات الغذائية؛ مما يعكس الثقافة المحلية والمهارات التقليدية في تحضير الطعام.

فكيف تطبخ هذه الوجبة؟

يقول علي سالم عكعاك، باحث في النباتات والأشجار العمانية في محافظة ظفار لـ “أثير”: تعد هذه الوجبة من أشهر الوجبات الموسمية في ظفار، وبخاصة بعد انتهاء موسم الخريف، حيث تُحضّر من درنات تنمو تحت نبتة تُعرف محليًا بـ”البيضح”، وتبدأ عملية التحضير بإشعال النار ووضع السماد البقري المخلوط بالتربة على النار لتكوين قاعدة دافئة لطهي البيضح.

وأضاف: بعد تسخين السماد، يُوضع البيضح في غطاء، ثم يوضع فوقه، ثم يُغطى بطبقة أخرى من السماد للحفاظ على الحرارة، وتُترك هذه الوجبة لتطبخ لمدة تتراوح بين نصف ساعة إلى ساعة بدرجة حرارة معتدلة؛ لضمان عدم حصول طعم لاذع، ويُغطى البيضح بطبقات من الألياف التي تغلفه تمامًا، مما يمنع مرور أي شوائب من الوسط الذي يُطبخ فيه، وبعد انتهاء الطهي، يُقشّر البيضح ويكون جاهزًا للأكل، ويضاف له السمن البلدي.

ويشير تفتح أزهار نبات البيضح في محافظة ظفار إلى قرب موسم “الصرب”، وهو مسمّى محلي للربيع وانتهاء موسم الخريف، حيث يشهد هذا الموسم انقشاع الضباب، وتفتح الأزهار وجني الثمار، ويعد من أهم المواسم لأصحاب الإبل الذين يبدأون رحلتهم لإعادة الإبل إلى مواطنها.

لكن ما خصائص نبات البيضح؟

تشير المعلومات التي حصلت عليها “أثير” من الموسوعة العمانية إلى أن هذا النبات ينتمي إلى جنس Gladiolus الذي يضم 300 نوع منتشر في مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط، والقارة الأفريقية، والمناطق الجنوبية الغربية من قارة آسيا، ويوجَد هذا النوع في كينيا وإثيوبيا والصومال وتنزانيا، ولا يوجد في الجزيرة العربية إلا في محافظة ظفار على السفوح الجبلية شديدة الانحدار والمتأثرة بالأمطار الموسمية، حيث ينمو على ارتفاعات تتراوح بين 200 إلى 1000 متر فوق مستوى سطح البحر، ويملك الخصائص الآتية:

-ينمو إلى ارتفاع يصل إلى 45 سم، وله أصل صغير كروي يُعرف بالجعثن، يبلغ طوله من 1 إلى 2 سم.
-يغطى بغلاف ليفي بني محمر.
-أوراقه سيفية الشكل، عددها 4 أو 5، تتوزع في صفين، ويبلغ طولها من 15 إلى 30 سم وعرضها من 0.5 إلى 1 سم.
-أزهاره بيضاء وتترتب في سنابل أحادية الجانب تحتوي كل منها على 3 أو 4 أزهار.
-ثمرته عبارة عن كبسولة بيضية منعكسة الشكل، والبذور ذات شكل مثلث مسطح ولون بني محمر.

ماذا عنك عزيزنا القارئ، هل جربت هذه الوجبة؟

*صور الموضوع من الشبكة العنكبوتية*

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: محافظة ظفار هذه الوجبة

إقرأ أيضاً:

جمهورية الدومينيكان.. وجهة سياحية في أحضان الطبيعة

بوناو "د.ب.أ" تعتبر جمهورية الدومينيكان من الوجهات السياحية العالمية؛ حيث تتمتع البلد الواقعة في منطقة البحر الكاريبي، بطبيعة خلابة تأسر الألباب، بالإضافة إلى الطابع الاستعماري، الذي يهيمن على المباني والمنازل.

وعند فتح باب المصنع الصغير يشعر الزائر بأنه محاط بسحابة حلوة ويعيش حالة جميلة من التعلق بالشوكولاتة، ويشاهد "نيريدا أكوستا" وهي تقوم بدحرجة كتلة كبيرة من الشوكولاتة على سطح العمل بواسطة الملاعق، والتي يتم تشكيلها على شكل "لفائف الكاكاو"، والتي تتحول بعد ذلك إلى ألواح شوكولاتة.

وتعتبر "نيريدا أكوستا" واحدة من خمس نساء أسسن جمعية صانعات الشوكولاتة في قرية "كاريبي"، والتي تقع على مقربة من بلدة "بوناو"، وتهدف هذه الجمعية إلى الاستفادة من أرباح زراعة الكاكاو المحلية، وعدم ترك الأرباح تذهب بالكامل إلى الغرباء، ويقتصر عملها على غرفة واحدة، وبمجهودها الذاتي يتم إنتاج منتجات فائقة الجودة.

وأسست "نيريدا أكوستا" علامة التجارية تحت اسم "كاريفير"، ويمكنها منافسة العلامات التجارية الفاخرة من سويسرا وبلجيكا بكل سهولة، وتشعر "خوانا بانياجوا"، زميلة "نيريدا أكوستا"، بالرضا التام عن العمل والمنتجات، التي يتم بيعها بشكل مباشر فقط، وأضافت قائلة: "نفخر بأننا نقوم بكل شيء بأنفسنا، ولقد منحتنا الحياة فرصة جديدة".

ولقد ظهرت العديد من المبادرات المحلية الرائعة لضمان بقاء الإيرادات داخل المجتمعات المحلية في وديان "بوناو" و"سيباو" والمناطق المحيطة بهما، والتي تقع بعيدا عن الشواطئ الشهيرة في جمهورية الدومينيكان، والتي لا تزال تحتفظ بسماتها الحقيقية والأصيلة.

وعلى غرار سلاسل الجبال "كورديليرا" المركزية ينطلق طريق صغير من بلدة "بوناو"، وتنتشر نباتات الخيزران العملاقة في الخارج، وتتجول عائلة من أربعة أفراد على دراجة فيسبا بدون اتداء خوذات لحماية الرأس، ويجتمع شباب القرية في صالة البلياردو.

مجمع "ريو بلانكو"

ويسعى السياح إلى زيارة مجمع السياحة البيئية "ريو بلانكو"، الذي تم تأسيسه بواسطة "جمعية سكان الريف من أجل التقدم"، وبحسب تقديرات "أندرياس ساريتا" فإن هذه الجمعية تضم حوالي 600 أسرة، ويعمل هذا الشاب، البالغ من العمر 32 عاما، كمتطوع في المشروع التابع لهذه المنظمة غير الربحية.

ويمكن للسياح المبيت في غرفة مزودة بحمام، كما يمكن الاستفادة بعروض الإقامة الشاملة بتكلفة بسيطة، وينعم السياح بإطلالة رائعة على المناظر الجبلية الخلابة، ويمر المسار التعليمي عبر مزارع حبوب القهوة؛ حيث يتم تخفيف حبوب القهوة وتحميصها وبيعها في هذه المنطقة. وأكدت ساريتا أنه يمكن للسياح تناول الكمية، التي يريدونها من القهوة أثناء إقامتهم، وأضافت أنه نوع خاص من الإقامة الشاملة.

ولكن في وقت ما يشعر السياح برغبة ملحة لزيارة المقاصد السياحية الشهيرة في جمهورية الدومينيكان، والاستمتاع بالشواطئ الرائعة والأجواء الاستعمارية في العاصمة سانتو دومينجو، ويمكن أن تكون زيارة المناطق الداخلية في البلاد إضافة للبرنامج السياحي في العاصمة وليست بديلا عنه.

محمية "سالتوس دي جيما"

ويتجول السياح في المحمية الطبيعية "سالتوس دي جيما" الصغيرة بعيدا عن الشاطئ والأفواج السياحية، وتظهر على لافتة الترحيب "مرحبا بكم في الجنة". وأوضحت المرشدة السياحية نادية هيرنانديز سالسيدو قائلة: "تستقبل المحمية في بعض الأيام 5 زوار فقط". ويعتبر شلال "جيما" هو عنصر الجذب الأساسي في المحمية الطبيعية، ويلزم أن يكون السياح برفقة مرشد سياحي أثناء هذه الزيارة.

وتبلغ رسوم دخول المحمية الطبيعية 200 بيزو، أي ما يعادل ثلاثة دولارات أمريكية تقريبا، ويذهب نصف هذه القيمة إلى الصندوق الخاص بفريق المرشدين السياحيين، والمكون من 26 مرشدا سياحيا. وأضافت نادية هيرنانديز قائلة: "هذا هو المشروع السياحي لمجتمعنا". وفي السابق كانت نادية، البالغة من العمر 40 عاما، تعمل ربة منزل، أما الآن فإنها تقوم بشرح عالم النباتات للسياح.

ويسير السياح في المسار المظلل ويمرون على الجذور ويصعدون السلالم ويعبرون جسور المشاة، ويلزم أن يصطحب السياح معهم طارد البعوض، حتى يصلوا في النهاية إلى الشلال، حيث تتساقط المياه من ارتفاع منخفض عبر المسطحات الخضراء.

وأضافت المرشدة السياحية نادية هيرنانديز قائلة: "يأتي بعض السياح إلى هنا للاستمتاع بجلسات التأمل على خلفية هدير الماء"، وفي طريق العودة يتعين على السياح التوقف عند حمام السباحة الطبيعي في نهر "جيما".

وعلى الرغم من الأجواء المنعشة في هذا الحمام، إلا أنه لا يمكن مقارنته بشواطئ النخيل، ومع ذلك فإن المنتجعات السياحية الساحلية لا يوجد بها ورش عائلية مثل ورشة "مارينو أنطونيو بريتو"، التي تقع على مسافة 8 كلم إلى الجنوب الغربي من "موكا"، حيث يقوم الرجل البالغ من العمر 58 عاما وفريقه بتحويل قشور جوز الهند إلى فراشات فنية تحت العلامة التجارية "آرتيكو".

وتعمل هذه الورش الفنية على تحويل المواد، التي يتم التخلص منها إلى معروضات زخرفية خفيفة الوزن ومطلية بألوان الأكريليك، وتتوافر هذه الهدايات التذكارية بتكلفة بسيطة للغاية لا تتعدى 200 بيزو، بالإضافة إلى ذلك تساعد مثل هذه الأعمال في دعم النساء، ومنهم "ميري إسبايلات"، من خلال توفير فرصة عمل لهن في هذه المنطقة الفقيرة.

مركز الفنون "نيوارتي"

ويقوم مركز الفنون "نيوارتي" القريب ببيع الهدايا التذكارية أيضا، والتي تعود بالنفع على سكان الريف، وأعرب مدير المركز "هنري ميجيل كريسوستومو" عن حماسته لدعم النساء من خلال بيع منتجاتهن، مثل "الدمى بدون وجوه"، في المتجر مباشرة بدون الاضطرار لدفع عمولة للوسطاء.

وأوضح مدير المركز، البالغ من العمر 57 عاما، أن "الدمى بدون وجوه" تشير إلى وحدة سكان الجزر الأصليين والأفارقة والأوروبيين، وأضاف قائلا: "ليس هناك سمات جسدية موحدة لسكان جمهورية الدومينيكان، فنحن عبارة عن بوتقة ينصهر فيها كل الأجناس والأعراق".

وأضاف "هنري ميجيل كريسوستومو" قائلا: "يجب أن تختفي سياحة الإقامة الشاملة"، وهو على قناعة بأن وعي السياح بذلك يزداد يوما بعد يوم، كما أنهم يبحثون عن معايشة تجارب جديدة في المناطق الريفية.

وعلى الرغم من ذلك يستسلم السياح لإغراء المنتجات السياحية الكبيرة والشواطئ الرائعة المنتشرة في الشمال في مناطق "سوسوا" و"كاباريتي" و"بلايا دورادا"، والتي تعرف باسم الرمال الذهبية، بالإضافة إلى المنتجعات السياحية المنتشرة في الشرق بالقرب من "بونتا كانا"، وتشتهر جمهورية الدومينيكان، التي تشترك في جزيرة مع هايتي، بسواحلها الجميلة والشعاب المرجانية الرائعة.

مقالات مشابهة

  • جمهورية الدومينيكان.. وجهة سياحية في أحضان الطبيعة
  • “ديناميكية الروبوتات” مشروع لإعداد مدربين شباب وتأهيل يافعين بالسويداء
  • "صقّاري الإمارات" يعرّف بالتراث والتقاليد الأصيلة
  • المؤتمر الدولي للتحول الرقمي يوصى يدعو لإعداد مواثيق لأخلاقيات الذكاء الاصطناعى
  • اليمن: افتتاح “مركز أيوب الطبي” بتمويل كويتي في زنجبار عاصمة محافظة أبين
  • “الثقافة” و “هيئة الترفيه” تُطلقان مشاريع مشتركة في تنمية القدرات
  • القوات العراقية تلقي القبض على أحد إرهابيي تنظيم “داعش” جنوب العراق
  • التطبيقات الرقمية سهلت لزوار موسم الخريف الخدمات المقدمة في محافظة ظفار
  • الرياض تستضيف أولى جولات موسم 2025 لـ” ليف جولف”
  • فرص لهطول أمطار متفرقة على جبال الحجر وسواحل وجبال محافظة ظفار