“البيضح”: مزج الطبيعة والتقاليد لإعداد وجبة في ظفار
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
أثير – ريما الشيخ
هي نوع من أنواع النباتات التي تحمل أزهارًا بيضاء أحادية الساق، مشابهة لأزهار الزنبق، لكن ثمارها تنمو في باطن الأرض، وتتميز بجلدها السميك اللون البني، حيث كان أهالي محافظة ظفار وما يزالون يستخرجونها ويطبخونها بطريقة غريبة، ويحضرونها ويتركونها لساعات على مواقد خاصة مخصصة لهذا الغرض.
فهل سمعت بـ “البيضح”؟
تمثل وجبة البيضح جزءًا من التراث الغذائي التقليدي في ظفار، حيث يظهر التناغم بين الإنسان والطبيعة في استخدام الموارد الطبيعية المتاحة للطهي، فهي مثال على كيفية الاستفادة من النباتات البرية في تلبية الاحتياجات الغذائية؛ مما يعكس الثقافة المحلية والمهارات التقليدية في تحضير الطعام.
فكيف تطبخ هذه الوجبة؟
يقول علي سالم عكعاك، باحث في النباتات والأشجار العمانية في محافظة ظفار لـ “أثير”: تعد هذه الوجبة من أشهر الوجبات الموسمية في ظفار، وبخاصة بعد انتهاء موسم الخريف، حيث تُحضّر من درنات تنمو تحت نبتة تُعرف محليًا بـ”البيضح”، وتبدأ عملية التحضير بإشعال النار ووضع السماد البقري المخلوط بالتربة على النار لتكوين قاعدة دافئة لطهي البيضح.
وأضاف: بعد تسخين السماد، يُوضع البيضح في غطاء، ثم يوضع فوقه، ثم يُغطى بطبقة أخرى من السماد للحفاظ على الحرارة، وتُترك هذه الوجبة لتطبخ لمدة تتراوح بين نصف ساعة إلى ساعة بدرجة حرارة معتدلة؛ لضمان عدم حصول طعم لاذع، ويُغطى البيضح بطبقات من الألياف التي تغلفه تمامًا، مما يمنع مرور أي شوائب من الوسط الذي يُطبخ فيه، وبعد انتهاء الطهي، يُقشّر البيضح ويكون جاهزًا للأكل، ويضاف له السمن البلدي.
ويشير تفتح أزهار نبات البيضح في محافظة ظفار إلى قرب موسم “الصرب”، وهو مسمّى محلي للربيع وانتهاء موسم الخريف، حيث يشهد هذا الموسم انقشاع الضباب، وتفتح الأزهار وجني الثمار، ويعد من أهم المواسم لأصحاب الإبل الذين يبدأون رحلتهم لإعادة الإبل إلى مواطنها.
لكن ما خصائص نبات البيضح؟
تشير المعلومات التي حصلت عليها “أثير” من الموسوعة العمانية إلى أن هذا النبات ينتمي إلى جنس Gladiolus الذي يضم 300 نوع منتشر في مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط، والقارة الأفريقية، والمناطق الجنوبية الغربية من قارة آسيا، ويوجَد هذا النوع في كينيا وإثيوبيا والصومال وتنزانيا، ولا يوجد في الجزيرة العربية إلا في محافظة ظفار على السفوح الجبلية شديدة الانحدار والمتأثرة بالأمطار الموسمية، حيث ينمو على ارتفاعات تتراوح بين 200 إلى 1000 متر فوق مستوى سطح البحر، ويملك الخصائص الآتية:
-ينمو إلى ارتفاع يصل إلى 45 سم، وله أصل صغير كروي يُعرف بالجعثن، يبلغ طوله من 1 إلى 2 سم.
-يغطى بغلاف ليفي بني محمر.
-أوراقه سيفية الشكل، عددها 4 أو 5، تتوزع في صفين، ويبلغ طولها من 15 إلى 30 سم وعرضها من 0.5 إلى 1 سم.
-أزهاره بيضاء وتترتب في سنابل أحادية الجانب تحتوي كل منها على 3 أو 4 أزهار.
-ثمرته عبارة عن كبسولة بيضية منعكسة الشكل، والبذور ذات شكل مثلث مسطح ولون بني محمر.
ماذا عنك عزيزنا القارئ، هل جربت هذه الوجبة؟
*صور الموضوع من الشبكة العنكبوتية*
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: محافظة ظفار هذه الوجبة
إقرأ أيضاً:
“موسم التكاثر الربيعي”.. تحركات الجراد الصحراوي في ليبيا وتونس والجزائر تثير قلق (الفاو)
حثت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) البلدان في شمال غرب أفريقيا على تعزيز المراقبة وبدء تدابير المكافحة المبكرة مع انتقال مجموعات الجراد الصحراوي البالغ والأسراب الصغيرة -القادمة من منطقة الساحل- إلى جنوب الصحراء الكبرى في المنطقة الغربية من منطقة توزيع الجراد الصحراوي.
وقالت المنظمة إن نشاط الجراد اشتد من أواخر فبراير وحتى مارس، مع وصول مجموعات منها إلى وسط الجزائر وغرب ليبيا وجنوب تونس، مشيرة إلى أن موسم التكاثر الربيعي الحالي شهد إصابات أكبر بكثير من المعتاد بفضل الظروف البيئية المواتية.
وأوضحت المنظمة أن الرياح وأنماط هطول الأمطار سهّلت حركة الجراد الصحراوي شمالًا من جنوب الجزائر وشمال مالي والنيجر وتشاد.
وأشارت المنظمة إلى أن تدفق الجراد إلى شمال غرب أفريقيا -وخاصةً شمال وجنوب جبال الهقار في الجزائر وفزان جنوب غرب ليبيا- دفع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إلى تصنيف الوضع في المنطقة الغربية بأنه حالة حذر، مما يتطلب مزيدًا من اليقظة، بحسب وصفها.
بدوره، قال مسؤول رصد الجراد والتنبؤ به سيريل بيو، إن عمليات المسح والمكافحة تُعَدُّ ملحّةً للغاية في المناطق التي هيأت فيها أمطار الشتاء وأوائل الربيع ظروفًا مناسبة لتكاثر الجراد، مضيفاً أن توقعات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) منذ يناير أشارت إلى أن الفقس وتكوين مجموعات الجراد سيبدآن هذا الشهر في المناطق المتضررة.
وحذرت المنظمة من أنه إذا لم تُعالج هذه المجموعات، فقد تتطور إلى أسراب صغيرة بين مايو ويونيو، مما يزيد من خطر تكاثر الجراد على المحاصيل والمراعي.
وأوصت المنظمة بإجراء مسوحات أرضية مكثفة في المناطق الرئيسية التي يُحتمل تكاثر الجراد فيها، والتي تمتد من جنوب جبال الأطلس في المغرب إلى الصحراء الكبرى في الجزائر، وصولًا إلى جنوب تونس وغرب ليبيا.
وشددت المنظمة على أن هذه المناطق قد شهدت هطول أمطار كافية لدعم نمو النباتات، مما هيأ ظروفًا مواتية لنمو الجراد.
وبحسب المنظمة، فإن الجراد الصحراوي من أكثر الآفات المهاجرة تدميرًا في العالم، ويمكن لسرب واحد أن يغطي مساحة تتراوح بين كيلومتر مربع واحد وعدة مئات من الكيلومترات المربعة، كما يمكن لسرب واحد أن يضم ما يصل إلى 80 مليون حشرة بالغة، مع قدرة على استهلاك نفس كمية الغذاء التي يستهلكها 35 ألف شخص في اليوم الواحد.
المصدر: منظمة الأغذية والزراعة الأممية (الفاو)
الجراد الصحراويالفاو Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0