علق عصام شيحة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، على مناقشة الحوار الوطني للحبس الاحتياطي، موضحًا أن مناقشات اليوم شملت الحديث عن مدة الحبس الاحتياطي، مؤكدًا أن النقاشات اليوم داخل الحوار الوطني عن ملفات الحوار الوطني دليل على توفر إرادة من الدولة المصرية لحلحلة هذا الملف الذي يؤرق المتقاضي.

 

وأوضح "شيحة"، خلال حواره ببرنامج "بالورقة والقلم"، المذاع على "ten"، مساء الثلاثاء، أن الرئيس الأسبق عدلي منصور جعل الحبس الاحتياطي مفتوحًا في بعض القضايا؛ بسبب الظروف الاستنائية  للدولة المصرية، مؤكدًا أنه مع استقرار الدولة فكان من الضروري العودة مرة أخرى إلى قانون الإجراءات الجنائية كما كان عليه، أو تقليل مدد الحبس الاحتياطي، منوهًا بأن بدائل الجبس الاحتياطي موجودة في قانون الاجراءات الجنائية، ولكن تطبيق هذه البدائل صعب.

وتابع: “الحوار الوطني كان فرصة لعرض كافة الآراء حول  ضرورة تقليل مدة الحبس الاختياطي”.

 

وفي وقت سابق، قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ وعضو مجلس أمناء الحوار الوطني، إن المشاركة واسعة وفعالة من جميع الأطياف السياسية والحقوقية بجلسة الحوار الوطني التي تناقش ملف الحبس الاحتياطي.

وأضاف عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، أن المشاركون في جلسة اليوم أكدوا على ضرورة تحديد مدة للحبس الاحتياطي وإجراء حصر كامل لجميع المحبوسين إحتياطيا وزيادة عدد الزيارات لهم.

وأوضح عماد الدين حسين، أن الرؤية العامة لجلسة الحبس الاحتياطي تتلخص في تخفيض مدة الحبس الاحتياطي من سنتين إلى 3 أشهر أو 4 أشهر مع بعض الاشتراطات.

وتابع عماد الدين حسين: مجلس أمناء الحوار الوطني سيرفع توصيات القوي السياسية في ملف الحبس لاحتياطي إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي فور الانتهاء منها على الفور.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحبس الاحتياطى الحوار الوطني مدة الحبس الاحتياطي عدلى منصور بالورقة والقلم الحبس الاحتیاطی الحوار الوطنی

إقرأ أيضاً:

بين الدين والعلم

محمد بن رضا اللواتي 
mohammed@alroya.net

لماكس بلانك العالِم الألماني في الفيزياء الشهير، ومؤسس نظرية الكم، وأحد أهم فيزيائي القرن العشرين، الحائز على نوبل في الفيزياء عام 1918م، كلمة يقول فيها: "الرشفة الأولى من زجاجة العلم الطبيعي ستحولك إلى مُلحد ولكن في قاع الزجاجة ستجد الإله ينتظرك". (يُراجع: الإلهيات والفيزياء ص267). 
لكن القرآن المجيد له رأي آخر، إذ يرى بأنَّه لا فرق بين الرشفة الأولى والأخيرة، من ناحية كون الله دائماً حاضرٌ عتيدٌ لا يغيب البتة، وللرشفة الأولى القدرة ذاتها التي للرشفة الأخيرة من إثبات ذلك. 
وما يهمنا هُنا هو أنَّ القرآن المجيد في دعواه هذه يُراهن على العلوم بأنواعها في إثبات دعواه تلك، إذ نراه في سورة فاطر يقول: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)".
ففي المقطع الأول والمقطع الأخير، وهما "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا "، "وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ" أتت المراهنة على "علم الأحياء" بصفته علم يبرهن على وجوده تعالى، بينما في قوله تعالى "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ" أتت المراهنة على "علم الجيولوجيا" الذي يدرس الأرض بطبقاتها وصخورها والحوادث الزمنية على عصفت برياحها عليها، وعلم "الكوزموجينيا" الذي يدرس أصل الكون ومن أين نشأ تحديدا.  والنتيجة التي يجزم القرآن المجيد على صحتها من خلال هذه العلوم هي: " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ". 
وكان القرآن المجيد في سورة فصلت قد لخص الأمر بشكل يسبب الذهول إذ قال: " سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) " ومعنى هذا أن الآفاق الكونية وكذلك الأنفس البشرية حاوية على ما يسميها "بآيات" تشير إليه صراحة. 
عبدالله الآملي – فيلسوف وفقيه معاصر– في تأمله لهذه الآيات يقول بأن ثمة ثلاثة مسالك عرضتها هذه الآيات لمسيرة الإنسان نحو اكتشاف وجوده تعالى.
المسلك الأول: وهو مسلك التأمل في الآفاق الكونية. ففي هذه الرحلة التأملية، الإنسان هو السالك، والطريق هو الآفاق، والغاية هي الله. 
المسلك الثاني: وهو مسلك التأمل في النفس البشرية. ففي هذه الرحلة التأملية، الإنسان السالك هو نفسه الطريق، لقد دمجت الآيات المارة بين الطريق وبين سالكه، لأن النفس هي مصب التأمل وليست النفس إلا نفس الإنسان، فالسالك – الإنسان – أضحى الطريق، والغاية هي الله. 
المسلك الثالث: وهو مسلك اكتشاف وجود الله عند وجود أي شيء يمكن إدراكه، ففي هذه الرحلة العجيبة أضحى الإنسان السالك، والطريق الذي يسلك فيه، والغاية التي يتوخاها أمر واحد! قال: " أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ؟" فالشهيد هُنا بمعنى المشهود الحاضر لدى كل شيء، فإذا كان الإنسان السالك شيء فالله حاضر عنده، وإذا كانت الآفاق والأنفس شيء فهو تعالى حاضر، لذا جاءت الآية المارة تطرح سؤالا استنكاريا جوابه النفي، فيكون المعنى: لقد أظهرنا لكم وجود الله بالتأمل في آيات الآفاق وفي آيات الأنفس، رغم أنه لا داعي لذلك أساسا، لأنه، أليس هو الحاضر لدى كل واقعية وجودية التي لا يمكنها أن تتحقق إلا به؟ 
إذن الرشفة سواء أكانت الأولى أم الأخيرة لا فرق، فهي لم ما كانت لتكون رشفة وأمرا موجودا إلا في ظل وجوده تعالى. 
هذه الحقيقة تراهن على الفقر الذاتي وعجز قدرة أية موجود – مهما كان – وبسبب فقره الذاتي لا يمكنه إلا أن يستمد وجوده من غيره، وبالمقابل على الغنى الذاتي للإله وعدم حاجته لأن يستمد وجوده من غيره. 
المهم هُنا أن الدين دائما ظل يرى أن العلوم بأنواعها مجالات لبلوغ شاطئ الإلهية والإيمان. حقا لقد كانت قصة "العلم يعارض الإيمان" مفبركة للغاية، حتى أن الذكاء الاصطناعي نفسه اليوم يرفض الاعتراف بها. لكنهم تمكنوا عند إطلاق الحملة الدعائية لها وترويجها من بث التأثير في العديد من الأذهان.
 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • «الاتحاد لحقوق الإنسان» تناقش مشاريع 2025
  • جمعية الاتحاد لحقوق الإنسان تناقش مشاريعها للعام 2025
  • سوريا: تأجيل مؤتمر الحوار الوطني
  • إعدام 901 شخص في إيران في 2024
  • اللجنة الثقافية لـ"القومي لحقوق الإنسان" في لقاء مفتوح بملتقي الهناجر
  • الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان على طاولة ملتقى الهناجر الثقافي
  • عماد الدين حسين: حزب الجبهة الوطنية في مرحلة الإشهار ومن المبكر الحكم عليه
  • نقابة الأطباء: إلغاء الحبس الاحتياطي لا يكفي وليس إنجازا كبيرا
  • بين الدين والعلم
  • تفاصيل زيارة اقتصادية القومي لحقوق الإنسان إلى أسيوط