تتزايد نسب المتقدمين بطلبات التظلم بعد نشر قوائم المجيدين في منظومة «إجادة» التي دُشنت لقياس الأداء الفردي لموظفي القطاع الحكومي، وحولها تباينت الآراء بين من وصفها بـ «غير المُنصفة»، وبين محبط من خط المنحنى الذي لا يشمله كل مرة رغم جهده وكفاحه، ويتساءل هؤلاء: «كيف يرتبط مصيرنا الوظيفي بأداة تقييم تفتقر للمصداقية؟!»، و«هل يمكن مع بعض الشروط والتحسينات وسد الثغرات أن تكون «إجادة» المنظومة التي تعطي كل ذي حق حقه؟! فتُسهم في وأد الحساسيات بين الموظفين والمسؤولين؟! وماذا أضافت للمؤسسات والأفراد؟ وهل حصول الفرد على تقييم «ضعيف» بسبب تأخره في إدخال أهدافه ووضع التقييم أمر منصف؟!

قال محمد بن الوليد الهنائي، مدير مشروع إجادة لقياس الأداء: «حققت منظومة إجادة لقياس الأداء الفردي نجاحًا ملحوظاً منذ إطلاقها، فقد أسهمت في تحسين كفاءة العمل وزيادة الإنتاجية من خلال تقديم تقييم يستند إلى معايير ونتائج واضحة لأداء الموظفين، كما أنها عززت الشفافية والمساءلة، مما انعكس إيجابيًا على تحقيق أهداف الخطة السنوية للمؤسسات الحكومية، رغم ذلك هنالك بعض التحديات التي نتجت عن عدم تطبيق الممارسات الصحيحة بسبب حداثة مثل هذه المنهجيات المتعلقة بقياس الأداء الوظيفي في المؤسسات الحكومية، إلا أنه يجري التعامل معها من خلال رفع ثقافة الأداء في العمل الحكومي بالتوعية والتدريب المستمر مع الرقابة المستمرة على التطبيق لرصد التحديات واتخاذ الإجراءات التصحيحية المناسبة».

وهناك تقييم واضح للنظام منذ بدء تطبيقه، حيث يعمل الفريق المركزي منذ بداية المنظومة على رصد نسبة الأهداف المعتمدة للموظفين في النظام كمرحلة أولى في إدارة التغيير، واستمرارًا لتعزيز ورفع مستوى التقييم تم تفعيل مؤشر بمنظومة الإجادة المؤسسية يقيس مجموعة من العناصر المطلوب استيفاؤها للإجادة الفردية من قبل الوحدات الحكومية، ويعمل الفريق بشكل مستمر على حوكمة تطبيق المنظومة وتطويرها لضمان سلامة تطبيقها في الوحدات الحكومية.

وأفاد الهنائي أن هناك بعض التحديات عند بدء تطبيق النظام، لكن الفريق المركزي قام بتوفير التدريب المناسب والتوجيه اللازم للموظفين لضمان فهمهم الكامل للمنظومة وكيفية التعامل معها، بالإضافة إلى ذلك، كُلّفت فرق عمل مختصة لتقديم الدعم الفني والإداري للموظفين في مختلف المؤسسات، كما أنــه أُعدّ 965 مدربا في الجهات الحكومية لتدريب موظفي جهاتهم وتقديم الدعم المباشر لهم، وعلاوة على ذلك يقوم فريق إدارة التغيير والتدريب بالفريق المركزي بإعداد حقائب تدريبية شاملة وموحدة تستهدف مختلف المستويات الوظيفية «القيادية، الإشرافية، التنفيذية» وحقيبة خاصة لحوكمة تطبيق المنظومة تستهدف المسؤولين عن تطبيق المنظومة في الجهات الحكومية، وبذلك يؤكد الفريق المركزي أن التدريب التخصصي المستمر عنوان المرحلة القادمة لضمان رفع الوعي بالمنظومة وكفاءة الأداء في العمل الحكومي.

إعداد خطة تطويرية

وأضاف: يعمل الفريق المركزي بشكل مستمر على تطوير منظومة إجادة لتصبح أكثر مرونة وتتناسب مع المتغيرات والمستجدات، حيث أُعدت خطة تطويرية تشمل تعديلات وإضافة خصائص جديدة تسهم في تحسين تجربة الموظفين حسب مستوياتهم الوظيفية في استخدام المنظومة مع إضافة ميزات جديدة لتسهيل عملية التقييم، وتوفير أدوات تحليلية متقدمة لدعم اتخاذ القرارات، مشيرا إلى أبرز التحديات التي تواجهها المشروعات والأنظمة التطويرية هي مقاومة التغيير وكذلك الحال بالنسبة للقائمين على تطبيق النظام، بالإضافة إلى ضعف مواءمة الخطط السنوية بالخطط الفردية في بعض الجهات، وضعف مستوى الأهداف التي طغى عليها الأعمال الروتينية، وضعف التواصل الداخلي بين الموظفين بمختلف مستوياتهم الوظيفية في بعض المؤسسات الحكومية في تطبيق المنظومة، ويعمل الفريق المركزي على تجاوز هذه التحديات من خلال توفير برامج تدريبية مكثفة وتوعية إعلامية وتحسين قنوات التواصل مع الموظفين.

وأكد أن الفريق المركزي يأخذ ملحوظات وشكاوى الموظفين ويعمل على معالجتها بشكل فوري، ويتم ذلك من خلال منصة البلاغات المخصصة للجهات الحكومية ويعمل الفريق المركزي بشكل دوري على تنظيم جلسات نقاشية مع الموظفين والمختصين في دوائر الموارد البشرية واستبانات دورية لأخذ ملحوظاتهم ومقترحاتهم ومناقشتها مع إشراكهم في عملية التطوير المستمر للمنظومة، ويتم العمل بشكل مستمر على مراجعة وتحديث نظام إجادة وفق المتغيرات والمتطلبات التطويرية من المختصين والوحدات الحكومية لضمان التطبيق السليم وتحقيق أعلى مستوى من الكفاءة والفعالية.

وأشار إلى أن الفريق المركزي يضع في اعتباره الظروف الاستثنائية التي قد يواجهها الموظفون ويعمل على تقديم حلول مرنة للتعامل معها، وفي حالة وجود ظروف قاهرة حالت دون إتمام إدخال الأهداف أو الأداء الفعلي في الوقت المحدد، يتم النظر في الحالة بشكل فردي من خلال تقديم الموظف لطلب تمديد فترة إدخال الأهداف أو الأداء الفعلي في منصة إجادة الإلكترونية مع تقديم المسوغات اللازمة والمقنعة لمسؤوله المباشر ثم للمسؤولين على المنظومة في الجهة الحكومية، حيث يضمن هذا الإجراء الموافقة على طلب التمديد وإعطاء الموظف الفرصة لإدخال أهدافه لضمان تحقيق العدالة والإنصاف في التقييم المرحلي والنهائي.

منهجية لين

من جهته استعرض خالد بن عبدالله السيابي، مدير عام دائرة الجودة والاعتماد بالجمعية العمانية للطاقة (أوبال) «منهجية لين» لدى مؤسستهم وقال: «تعد منهجية لين (LEAN) المبدأ الأساسي في آلية العمل في الجمعية العمانية للطاقة (أوبال)، التي تهدف إلى التخلص من جميع أنواع الهدر وتبسيط العمليات من أجل تقليل القيمة غير المضافة، وتطوير العمليات من حيث الموثوقية وإنتاج منتجات وخدمات عالية الجودة، وقبل كل شيء، تعمل بتكلفة منخفضة، وفكرة لين بدأت من اليابان مع هنري فورد وتويوتا في عام 1900م، والتي طورت نظامًا يربط مراحل الإنتاج معًا بشكل وثيق، وتعتمد المنهجية على مبدأ «في الوقت المناسب»، موضحا أن «أوبال» عملت على تشجيع تطبيق أفضل الممارسات لقطاع الطاقة والمعادن منها أفضل الممارسات لإدارة الصحة والسلامة والأمن والبيئة، وأفضل الممارسات لإدارة جودة المنتجات والخدمات والكفاءة والادخار والإنتاج، وأفضل الممارسات لتنمية رأس المال البشري وإدارته، وأفضل الممارسات الخاصة بأخلاقيات العمل والقواعد السلوكية. وأضاف: «أسهم اتباع منهجية لين في التحسين المستمر لكافة الموارد بما فيها المادية والبشرية والمالية من خلال تطوير الكفاءات باستمرار وتنمية المهارات وتحسين جودة الإنتاج والعمل بكفاءة عالية، حيث ركزت أوبال على تطوير الموظفين من حيث الدورات الاحترافية التأهيلية مما أتاح صناعة الابتكار والتحفيز لإبراز الإبداع والتميز البشري بما يتوافق مع المشروعات الحالية والمستقبلية بالقطاع، وإزالة وتقليل الهدر في المؤسسة لتحقيق قيمة محلية مضافة من خلال تحليل وتسهيل الإجراءات ومواجهة التحديات والأخطاء والعيوب والاستغلال الأمثل للكفاءات وتوجيهها للمسار الأنسب والابتعاد قدر الإمكان عن هدر الجهد والوقت والموارد، كما عملت إدارة أوبال مع كل الدوائر والأقسام على التعرّف على كل الإجراءات الداخلية التي من شأنها زيادة الهدر في الموارد، منها الهدر في الانتظار، والإجراءات الزائدة أو الأخطاء، وإدارة الملفات والأرشيف وغيرها. وبالتالي فإن تطبيق منهجية لين قد أسهم بشكل فعال للوصول إلى أفضل النتائج للخدمات المقدمة من خلال سهولة الوصول إلى البيانات وتبسيط عمليات الحصول على التراخيص من خلال منصات إلكترونية متاحة للجميع، وعمل مسودات ولوائح لتنظيم المبادرات والمشروعات والتطوير المستمر لتجويد العمل المقدم للعملاء وتحقيق رضا الأعضاء». وعبّر عن وجهة نظره الشخصية وقال «أنصح بتطبيق منهجية لين في باقي المؤسسات التي لم تطبق المنهجية بعد؛ لما لها من أهمية في تحسين الأداء ورفع كفاءة الإنتاج، وإزالة الهدر وعمل أكثر تنظيما وسلاسة وبعيدًا عن المنهجيات التقليدية التي بددت الكثير من الموارد».

تباين ردود الأفعال

من جهته قال عوض الهشامي: إن نظام إجادة جيد في قياس الأداء لكن نلمس ردود فعل في المجتمع ومن زملائنا الموظفين أنهم غير راضين عن هذا النظام والبعض يطالب بإرجاع نظام الترقيات السابق، ظنا منهم أن نظام إجادة مجحف لحقوقهم ولا يعطي الحق بالتساوي، وعلى الصعيد الشخصي أرى أن نظام إجادة إذا طُبّق بالطريقة الصحيحة ووضعت المعايير المناسبة له سوف يأخذ مساره الصحيح لتجويد الأداء الوظيفي في مختلف المؤسسات، ويتابع النظام الأداء الفردي وفي الواقع نرى أن بعض الموظفين يعملون بجد ويحققون مهمات أكثر من المطلوبة في إجادة ولا ينصفهم النظام والعكس صحيح وهذا أيضا يعتمد على المسؤول المباشر الذي يعتمد هذه الأهداف، مشيرا إلى وجود بعض العقبات التي تواجه الموظف في النظام منها ما يقال إنه إذا أحسن الموظف علاقته بمديره تتحسن نتيجته في إجادة ولذلك يجب أن يكون التقييم مقياسا لأداء الموظف طوال السنة على فترات محددة.

وقالت منى المحروقية: «عند بدء العمل في المنظومة فُرشت الدنيا بالورد عن أهداف النظام، وإذا بنا نصطف في المرتبة نفسها فيهوي بنا النظام من مرتبة عليا إلى دنيا.. ليس لتقصير أو لعدم إنجاز، إنما لعدم توفر درجة في النظام أو لرغبة المسؤول في إتاحة الفرصة للموظفين الآخرين لمحدودية التنافس على الامتياز والجيد جدا، ونسعى جاهدين في كل فترة ليكون العمل على أكمل وجه، نبني آمالًا وطموحات، نعمل بشغف.. نتطلع إلى الأفضل والنتيجة والحصاد تحت رحمة المسؤول وتطبيق المنحنى، وحقيقة الأمر لا أعلم هذه إجادة أم إبادة للجهود ونسف للحقوق». وترى المحروقية أن النظام لم يضف سوى عبء وثقل كاهل الموظف والمسؤول وخلق حساسيات في بيئة العمل، مشيرة إلى وجود امتعاض ملموس وواضح جليًا في كل فترة أداء وتقييم كأنه هَم مراد إزاحته والتخلص منه.

وأضافت «إن أبرز تحديات النظام هو عدم وضوح أهداف النظام وافتقاره لمؤشر قياس حقيقي يستطيع فعلا من خلاله قياس أداء موظف بكل مصداقية دون رحمة منحنى أو محاباة مسؤول أو كسب رضا، ويسعى الموظف للعمل جاهدا في كل فترة أداء لإنجاز كل هدف قام بإدراجه بكل جهد على أمل أن يحصل على تقييم حقيقي لجهده فما الجدوى من إدراج الأهداف والتقييم إذا كان في نهاية المطاف المسؤول المباشر هو من يرشح للمراتب العليا هذا وإن سلمت من تطبيق منحنى الخفض».

واقترحت تطوير النظام ودراسة إمكانية تطبيقه وتناسبه مع أعداد الموظفين، فمن الصعب أن ينعكس أداء الموظف وتقييمه بمصيره الوظيفي وترقياته إذا كان يفتقر النظام للمصداقية، ويجب استطلاع رأي مستخدمي النظام بمختلف الفئات والتصنيفات الوظيفية لمعرفة مدى رضا المستفيد وإمكانية تطوير جوانب النظام بما يتناسب مع بيئة ومحيط العمل.

طلبات التظلم

ويقول عبدالله بن عيسى الغانمي: «خير مؤشر على عدم رضا الموظف عن النظام هو نسبة المتقدمين بالتظلم بعد أربعة أيام من نشر قوائم المجيدين من موظفي وزارة التربية والتعليم، الذي تجاوز ألف طلب تظلم خلال هذه فترة قصيرة وفي محافظة واحدة والأعداد تتزايد لذلك رضا المستفيد من النظام واضحة لكل ذي بصيرة»، موضحا أن هناك نقدا لاذعا من قبل الموظفين والمسؤولين عن النظام ونتائجه، وأن آلية العمل دليل على عدم رضاهم وفشل متطلباته كنظام.

وأضاف: ارتفعت نسبة امتعاض الموظفين من متطلبات إدراج الخطط والتقييم بشكل متكرر في العام الواحد مما زاد على كاهلهم الأعمال المنوطة، وأصبح النظام الشغل الشاغل للفئات التي تسعى للظهور وأصبح همّ الموظف إدراج الإنجازات ولو لم يُنجزها والأهداف ولو لم يحققها، ومن عقبات النظام هو عدم وضوح الهدف المبطن من تطبيقه، مشيرا إلى اجتهاد الموظف طيلة فترة التقييم الأولى والثانية ويحصد ثمار إنجازه بالحصول على مرتبة جيد جدا ويأتي المنحنى فيضرب بجهد الموظف وحصيلة عمله عرض الحائط، فماذا ترتجي منه بعد ذلك الإخلاص والتميز أو التطور في مجاله!

ويرى أن التطوير يحتاج إلى فكر معايش للوضع الميداني للموظفين بمختلف الوحدات، ولا بد أن يقوم النظام على أهداف واضحة لا ترتبط نتائجه بشكل مباشر بمصير الموظف العلمية والعملية والمالية كيف تربط ترقيات وعلاوات ومكافآت بنظام يفتقد لآلية تقييم شفافة واضحة لدى كل مسؤول ويميز بين فئات الموظفين وطبيعة عملهم، كما يحتاج النظام إلى تقييم ميداني من قبل القائمين عليه والاستماع للموظفين ومعاناتهم عن قرب وليس عبر منصات التواصل الاجتماعي والإذاعات المحلية.

وتعبّر فايزة بنت محمد آل عبدالسلام عن رأيها بضرورة أن يكون هناك إدراك معرفي مسبق نحو تحقيق الرضا الوظيفي الكامل لجميع الموظفين بكافة مستويات إنتاجهم وأدائهم العملي (ممتاز، جيد جدًا، متوسط) بحيث نحقق التوازن بينهم، وهناك بعض التحديات المتمثلة في عدم الوضوح بشأن الأهداف والتوقعات، وانعدام الثقة بين أعضاء الفريق، وتضارب الشخصيات وتعارض الأهداف، والعمل في عزله وتداخل المهارات والتنافس الداخلي، وكان قد استبشر الجميعُ خيرًا بالمنظومة، وأنَّ لها ميزات لا مثيل لها، وأنها ستكون شفافة وعادلة وتحفظ حقوق الموظف لكنها عكس ذلك تمامًا.

زيادة صرف الحوافز

وقال محمد بن سليمان الراشدي: «إن منظومة إجادة تميل إلى أنها منظومة جيدة شكلا وليس مضمونا ومن الممكن أن تكون ذات ميزات أفضل متى ما طُبقت وفق المعمول به في الشركات الحكومية والخاصة والأمثلة لذلك كثيرة كشركات PDO والبنوك التجارية، حيث رُبطت مؤشرات الأداء والنظام المالي بشكل مباشر لتحقيق النتائج المرجوة، ويشكل النظام عبئًا نفسيًّا أكثر من أنه عبء عملي، وأقترح زيادة صرف الحوافز لأكبر عدد من الموظفين أصحاب النتائج (جيد وجيد جدا وممتاز) بنسب متفاوتة، والمضي قدما في مشروع الترقيات وفقا لنتائج الإجادة دون تأخير كونه المحفز الأكبر.

وقال بدر بن سالم النعماني: «تعد إجادة منظومة ممتازة متى ما طُبقت وفق المعمول به في الشركات الحكومية والخاصة التي قطعت شوطا «كبيرا» حيث رُبطت مؤشرات الأداء والنظام المالي بشكل مباشر لتحقيق النتائج المرجوة، وأضافت المنظومة عبئا واضحا إلى المؤسسة لعدم وجود السيولة اللازمة التي تحقق العدل والرضا الوظيفي لأصحاب النتائج (جيد، جيد جدا، ممتاز)، كما حققت نوعا من الانضباط في الأداء اليومي للموظف من حيث الحضور والانصراف والحرص على أداء المسؤوليات والواجبات»، موضحا أن الموظفين واجهوا بعض العقبات المتمثلة في عدم الإلمام الجيد بعمل الأهداف والنتائج وفق الأسس المفروض أن تحقق التحدي للوصول لمستوى الامتياز، ومحدودية الحوافز، وقلة الأعمال لدى الموظفين، واقترح تجويد الأهداف وفق خطة ممنهجة للوصول للغاية التي فعل بموجبها منظومة إجادة.

خط المنحنى

وتحدثت هدى بنت أحمد الحضرمية: «إن المنظومة ساعدت على العمل في صياغة الأهداف وتحقيق النتائج المرضية، وأسهمت في تنظيم العمل والتخطيط والوصول إلى النتائج المرجوة بشكل فعّال إلا أن تفعيل خط المنحنى الذي إلى الآن لم يستطع أحد أن يشرح لنا آلية اختياره للموظفين والنجاة من الوقوع فيه، وللأسف المؤسسات ليس لديهم توجه واحد في صياغة الأهداف، وإنما كل أحد يدلو بدلوه فتارة نراهم لا يقبلون العمل الفعلي المختص به الموظف وإنما يريدون منه بذل كل جهد ووقت خارج نطاق عمله، وبعض المسؤولين ليس لديهم الأمانة في اختيار الموظف المجيد، أيضا لا توجد مصداقية تجاه المدير المباشر وذلك عند استفسارنا لماذا لم يقع الاختيار على الموظف المجيد فيضع كل المسؤولية على الوحدة الحكومية ويخلي مسؤوليته من الاختيار وإنما العاملون على إجادة دائما ما يصرحون أن الموضوع بيد المدير المباشر ويقع الموظف في حيرة وتخبط! وإلى الآن المكافآت غير مرضية بالنسبة لعدد كبير من الموظفين مقارنة بمن يقع الاختيار عليهم من المجيدين ما بين ٣ - ٦ موظفين فقط أي ١٠٪ من إجمال موظفي الدائرة ويتعمد المسؤول عدم اختيار الموظف المجيد كل سنة بحجة أنه تم اختياره من قبل وأنه يجب أن يترك المجال للبقية وأن ينتظر دوره بعد ٣ سنوات! وهنا يفقد الموظف شغفه في العمل والمثابرة في تحقيق التميز، بالإضافة إلى أهمية تعديل نظام المكافآت ليشمل جميع من حصل على تقدير من جيد إلى أعلى أسوة بمديري العموم بنسب متفاوتة، وهنا ستحقق العدالة والرضا المؤسسي والوظيفي».

وقالت فهيمة بنت محمد الحارثية: إن نسبة الرضا متفاوتة بين الموظفين، رغم أن النظام أضاف الكثير لبعض المؤسسات في تحسين جودة العمل وتقليص الصرفية واتباع نظام مبني على الأدلة والبراهين، وإيجاد فرص كبيرة للمنافسة بين الموظفين وخاصة فئة المبتكرين والمميزين وأعطى الموظف فرصة للتغيير والتفكير الإيجابي وإبراز أهم الإنجازات والأفكار والابتكارات بأهداف شخصية محفوظة للشخص نفسه وأيضًا عمل النظام على تطوير نظام البحوث والأفكار الإبداعية للموظفين، إلا أن هناك بعض التحديات التي يواجهها الموظف وهي عدم فهم النظام من قبل الموظف أو المسؤول المباشر ووجود العوامل السلبية بين الموظفين وعدم تقبل التغيير وتداول الأفكار غير الصحيحة والسلبية عن النظام وطريقة صياغة الأهداف والنتائج بشكل صحيح، مشيرة إلى أهمية عمل حلقات تثقيفية للموظفين خاصة الجدد لسهولة تطبيق النظام بشكل سليم. ويضيف حمد بن محمد الناعبي: «إن نظام إجادة خلق نوعا من الحساسية بين الموظفين والمسؤولين، وإن طريقة صياغة الأهداف قد يراها الموظف أنها الطريقة الصحيحة ونظرة التقييم تخالف منظور الموظف، وهناك عشوائية واضحة من خلال ترك أهداف ثابتة في النظام وفقط تضاف الإنجازات».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الفریق المرکزی أفضل الممارسات تطبیق المنظومة بعض التحدیات بین الموظفین منظومة إجادة فی النظام فی تحسین العمل فی جید جدا من خلال نظام ا من قبل

إقرأ أيضاً:

عدوان وحصار.. تحديات خطيرة يواجهها العمل الإغاثي بغزة

غزة – يواجه العمل الخيري في قطاع غزة تحديات جسيمة تعيق إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المنهكين من الحرب والحصار بسبب استهداف الاحتلال الإسرائيلي المباشر لعمال الإغاثة وإغلاق المعابر.

ويحذر ناشطون في هذا المجال من تفاقم الأزمة الإنسانية بقطاع غزة إذا استمر الاحتلال في تشديد الحصار، مما يزيد من خطر المجاعة.

وأغلقت إسرائيل، في بداية مارس/آذار الجاري، معابر القطاع بشكل كامل، متنصلة من اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت له مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بوساطة قطرية مصرية نهاية يناير/كانون الثاني الماضي.

إسرائيل دمرت غالبية المنازل وشردت السكان وتشدد الحصار على الجهات الخيرية التي تقدم لهم المساعدات (الجزيرة) استهداف مباشر

وقال مدير برنامج التغذية بمكتب هيئة الإغاثة الإنسانية التركية في غزة إبراهيم إرشي للجزيرة نت إن "الاستهداف المباشر من قبل سلطات الاحتلال هو العائق الأساسي أمامنا، وهناك العديد من الزملاء ارتقوا شهداء جراء استهدافهم خلال عملهم الإنساني".

وبحسب الأمم المتحدة، قتلت إسرائيل أكثر من 300 من عمال الإغاثة عبر غارات شنتها، كان آخرها الجمعة الماضي، حيث قُتل موظف في منظمة "أطباء بلا حدود" في غارة على دير البلح وسط القطاع.

وفي 15 مارس/آذار الجاري، استشهد 9 من عمال الإغاثة وصحفيون مرافقون لهم في غارة جوية إسرائيلية استهدفتهم في منطقة بيت لاهيا شمالي غزة.

إبراهيم إرشي: لا نجد ما نقدمه للناس بسبب نقص البضائع والغذاء وغلاء الأسعار (الجزيرة)

أما عن العوائق الأخرى، فذكر إرشي أن أهمها هو عدم توفر السلع التي يحتاجها السكان بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد على جميع مناحي الحياة. ويؤكد "لا نجد ما نقدمه للناس بسبب نقص البضائع والغذاء، وغلاء أسعارها بشكل كبير".

إعلان

وأضاف أن إغلاق إسرائيل المعابر وتشديد الحصار "يقتل" العمل الخيري الذي يعتمد على ما يدخل من سلع وبضائع، و"إذا استمر هذا الوضع سنصل إلى حد المجاعة، وبالفعل فقد بدأ الناس لا يجدون المواد الغذائية الأساسية، نحن نعاني بشدة، وحتى في برنامج التغذية الخاص بالأطفال والنساء الحوامل والمرضعات لا نجد المواد الكافية التي نقدمها لهم، وهذا الأمر أدى إلى تعطيل عملنا".

وحذر المسؤول من أن تشديد العدوان عقب استئناف الاحتلال للحرب من شأنه أن يفاقم الأزمة ويزيد من النقص الكبير في المساعدات.

نقص السيولة

واستأنفت إسرائيل، الثلاثاء الماضي، بشكل مفاجئ حرب الإبادة على قطاع غزة من خلال تصعيد عسكري كبير شمل معظم مناطق القطاع واستهدف المدنيين وقت السحور، ويعد هذا الهجوم أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي، مما أدى إلى استشهاد المئات.

وتطرق إرشي أيضا إلى مشكلة صعوبة المواصلات التي تزيد من أعباء العمل الخيري بشكل عام، قائلا "لا توجد مركبات ولا وقود لتشغيلها، وبالتالي نجد صعوبة في نقل موظفينا والمساعدات للناس".

ويعاني قطاع غزة من نقص السيولة النقدية جراء إغلاق البنوك، ورفض إسرائيل إدخال العملات الورقية والمعدنية.

ويضطر السكان إلى دفع عمولات باهظة لبعض الصرافين والتجار مقابل منحهم السيولة النقدية، تصل إلى نحو 25% من قيمة المبلغ الأصلي المتوفر في حساباتهم البنكية.

وتُلقي هذه المشكلة بظلالها السلبية على العمل الخيري الذي يعتمد على التمويل الخارجي الإلكتروني عبر البنوك.

ويقول مدير برنامج التغذية بمكتب هيئة الإغاثة الإنسانية التركية في غزة إبراهيم إرشي إن "غياب القدرة على سحب العملات النقدية يؤثر علينا بشكل سلبي ويجعلنا نعمل بالحد الأدنى من طاقتنا".

إغلاق المعابر قلل عدد المستفيدين من المبادرات الخيرية (الجزيرة)

وتتفق داليا أبو مرسة، العاملة في مجال الإغاثة، مع إرشي في خطورة مشكلة انعدام السيولة النقدية على نجاح العمل الخيري في التخفيف من معاناة سكان قطاع غزة. وتقول للجزيرة نت "عدم توفر العملات النقدية (الكاش) من أصعب الأشياء التي نواجهها، فالكثير من التجار يرفضون أن نحوّل لهم المال إلكترونيا على محافظهم البنكية ويطلبونها نقدا".

إعلان

وتشير إلى أنهم يضطرون إلى دفع عمولات كبيرة، تصل في بعض الأحيان إلى 27% من قيمة أموال التبرعات.

وتضيف "نقص المال الكاش يعني أن كل ألف دولار مساعدات تصلنا، تنقص إلى نحو 750 دولارا فقط بعد اقتطاع العمولة، وهذا كله على حساب السكان المحتاجين".

ويؤثر نقص البضائع على عدد المستفيدين من المشاريع الخيرية التي تنظمها أبو مرسة مع زملائها المبادرين. فعلى سبيل المثال، كان عدد المتلقين لسلال الخضروات يبلغ نحو 150 أسرة، لكنه لا يزيد حاليا عن 40.

داليا أبو مرسة: غياب العملات النقدية يؤثر بشكل خطير على عملنا الخيري (الجزيرة) انتكاسة كبيرة

وينطبق الأمر ذاته على الطرود الغذائية التي تحتوي عادة على أصناف كالبقوليات والسكر وزيت الطعام.
وتُرجع داليا أبو مرسة السبب إلى عدم توفر البضائع في السوق وارتفاع أسعارها بشكل كبير، بالإضافة إلى مشكلة العمولات التي تُقتطع بهدف توفير السيولة النقدية.

وتضيف "غلاء الأسعار يحاصرنا، وأيضا السلع شحيحة جدا وغير موجودة، حاليا لا نعرف ماذا سنوزع على الناس". وتخشى تصاعد العدوان وترى أنه قد يتسبب بتوقف كامل لأعمال الإغاثة وفي مجاعة حقيقية للسكان، وتؤكد "عشنا هذا الوضع قبل عدة شهور في شمالي القطاع، حيث وصلنا بالفعل إلى حد المجاعة، ولم نكن نجد ما نقدمه للناس".

من جانبه، كان المُبادر وائل أبو محسن يعتقد أن موسم شهر رمضان سيشهد طفرة كبيرة في المساعدات التي ستصل إلى السكان جراء وقف إطلاق النار وكميات البضائع الكبيرة التي دخلت الأسواق، لكن تنصل الاحتلال من الاتفاق وإغلاقه المعابر بشكل كامل أحدث انتكاسة كبيرة في العمل الإغاثي، وفق تصريحه.

وفي بداية رمضان تمكن أبو محسن من تجهيز كميات كبيرة من الطعام المحتوي على اللحوم، ولكن سرعان ما توقف عن ذلك، واكتفى بتقديم البقوليات كالعدس والفاصولياء.

وائل أبو محسن: مخزون السلع بغزة بدأ في النفاد مما يهدد بمجاعة حقيقية (الجزيرة)

ويقول للجزيرة نت "نعاني من مشكلة عدم توفر المواد الغذائية في الأسواق وشحها وارتفاع أسعارها. مع بداية رمضان كنا متفائلين وجهزنا تكايا، وقدمنا اللحوم والدجاج والأرز، لكن الآن كل هذا توقف بسبب عدم توفره في الأسواق وارتفاع الأسعار الكبير".

إعلان

ووفقا له، فإن القائمين على العمل الخيري غير قادرين على شراء البضائع بالأسعار المعروضة بها حاليا، وفي الوقت ذاته فإن المواطنين بحاجة ماسة للمساعدات والطعام والماء والملابس والخيام، مؤكدا أن استمرار هذا الوضع خطير للغاية.

وتابع أبو محسن "القطاع يعيش فقط على ما يتم إدخاله من المعابر، ومنذ أكثر من 22 يوما لم يتم إدخال أي شيء، والمخزون بدأ في النفاد، وهذا ما يهدد بمجاعة حقيقية".

مقالات مشابهة

  • تنفيذي التأمين الصحي بالغربية يناقش تحسين الخدمات الصحية
  • الاحتراق الوظيفي في بيئة العمل
  • تعليمات الدوام الرسمي والمرن
  • تحديات خطيرة.. أحمد موسى: الأمريكان يعملون الآن على ملف تهجير الفلسطينيين بشكل واضح
  • تحقيق العدالة في الجامعات.. استيقاظ “التعليم العالي” ضرورة ملحة
  • مدير التأمين الصحي بالغربية يناقش دور الجودة في تطوير الأداء الطبي وتحقيق الاعتماد
  • بعد موافقة النواب.. كيف يضمن مشروع قانون العمل حقوق الموظفين وأصحاب العمل؟
  • منظومة إجادة وما يندحق عنها !
  • عدوان وحصار.. تحديات خطيرة يواجهها العمل الإغاثي بغزة
  • .. وبعد أن ظهرت نتائج "إجادة"!