صنعاءُ تقصفُ “تل أبيب”: لا “عاصمةَ” للصهاينة
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
يمانيون – متابعات
كسرت القواتُ المسلحةُ اليمنية، الجمعةَ، حاجزًا تاريخيًّا جديدًا في الصراع مع العدوّ الصهيوني.
وأضافت إلى قائمة إنجازاتها الاستراتيجية غير المسبوقة في معركة إسناد الشعب الفلسطيني، معادلةً جديدةً ومسارَ تصعيد مفاجئًا ومزلزلًا يحمل في طياته تحولًا هائلًا في حاضر ومستقبل المواجهة؛ بما يثبت حتمية الواقع الإقليمي والدولي الجديد الذي دشّـنته عملية (طوفان الأقصى) في السابع من أُكتوبر، وهو واقع هزيمة العدوّ الإسرائيلي وزواله ونهاية الهيمنة الغربية الداعمة له في المنطقة، وذلك من خلال تنفيذ عملية صادمة للعدو استهدفت عاصمته ومركز قراره ووجوده، بطائرة مسيرة جديدة تمكّنت من اختراق ما لا يقل عن أربعة أحزمة دفاعية إقليمية ودولية، لتدشّـن جبهة رئيسية جديدة لم يكن يتوقعها العدوّ أَو شركاؤه.
العملية النوعية التي ضربت “هدفًا مُهِمًّا” في عاصمة الاحتلال وأدت إلى مقتل صهيوني وإصابة ما لا يقل عن 10، مثلت تصعيدًا جديدًا صادمًا للعدو الذي يواجهُ منذ أشهر مع شركائه الأمريكيين والأُورُوبيين والإقليميين مأزٍقًا كَبيراً في محاولة احتواء تأثيرات الجبهة اليمنية المساندة لغزة في البحر وباتّجاه منطقة “أم الرشراش” ليتفاجأ بأن المأزق أصبح فجأة أكبر وأخطر مما كان يتصور، وأن مركَزَ قراره نفسه أصبح في قائمة أهداف هذه الجبهة، وبشكل مفاجئ لم تتدرج فيه القوات المسلحة اليمنية كما تدرجت في مسارات العمليات الأُخرى، حَيثُ جاءت أول ضربة محقّقة وموثقة ودقيقة لتؤكّـد أن أفق هذا المسار الجديد مفتوحًا من بدايته على كُـلّ الاحتمالات المرعبة.
وقد عبَّرَ الإعلامُ العبري عن هذه الصدمة بوضوح، حَيثُ علَّقت صحيفةُ “يديعوت أحرنوت” بالقول: “إنهم يعلنون باستمرار عن إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على الأراضي الإسرائيلية، ولا تؤكّـد “إسرائيل” هذه الحوادث، لكن الليلة، ومع الضربة القاتلة لطائرة يافا بدون طيار في قلب تل أبيب، ثبت أن الحوثيين مشكلةٌ خطيرة لإسرائيل”.
وقال رئيسُ بلدية يافا المحتة (تل أبيب) رون حولداي، عقب العملية إن سلطاتِ الاحتلال “انتقلت إلى حالة تأهب قصوى في ضوء الحادث” مؤكّـداً أن “الحرب لا تزالُ هنا، وهي صعبة ومؤلمة” في إشارة واضحة إلى أن سلطات العدوّ وجدت نفسها فجأة أمام جبهة في قلب كيان الاحتلال بعد أن ظنت أن التهديدات ضد عاصمتها قد تم احتواؤها.
ونقلت صحيفة “معاريف” عن قائد منطقة (تل أبيب) قوله عقب الانفجار: “ليس من الواضح لنا في الوقت الحالي ما هي هذه الأدَاة، هذا أمر ليس مألوفا بالنسبة لنا”.
وشارك الإعلامُ الأمريكي أَيْـضاً في التعبير الصريح عن الصدمة التي أحدثتها العملية، حَيثُ اعتبر موقع “أكسيوس” الأمريكي أن ما حدث يعتبر واحدةً من أخطر الهجمات على “إسرائيل” منذ 7 أُكتوبر.
وبحسب وسائل إعلام عبرية فَــإنَّ الطائرة المسيَّرة اليمنية “يافا” ضربت مبنىً بالقرب من السفارة الأمريكية، وقد وثَّقت صحفية “إسرائيلية” ذلك في مقطع فيديو معلقة: “عندما يقولون الموت لأمريكا والموت لإسرائيل فَــإنَّهم لا يمزحون”.
وبصرف النظر عما إذَا كان الهدف هو السفارة الأمريكية، أَو هدفًا هامًّا آخر، فَــإنَّ العملية قد أظهرت بوضوح أن القوات المسلحة اليمنية قادرة على استهداف أماكنَ حساسة للغاية في العمق الاستراتيجي لكيان الاحتلال، وهي رسالة حرص المتحدث العسكري العميد يحيى سريع على إيصالها بشكل صريح، حَيثُ أكّـد في بيان العملية أن “القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تعلنُ منطقةَ يافا المحتلّةَ منطقةً غيرَ آمنةٍ وستكون هدفاً أَسَاسياً في مرمى أسلحتنا، وإننا سنقومُ بالتركيزِ على استهداف جبهةِ العدوّ الصهيونيِّ الداخليةِ والوصولِ إلى العمق” مُضيفاً أن “القواتِ المسلحةَ تؤكّـد امتلاكَها بنكاً للأهداف في فلسطينَ المحتلّةِ منها الأهداف العسكريةُ والأمنيةُ الحساسةُ وستمضي بعونِ اللهِ تعالى في ضربِ تلك الأهداف رداً على مجازرِ العدوّ وجرائمِهِ اليوميةِ بحقِّ إخوانِنا في قطاعِ غزة”.
وتحمل هذه الرسالة الكثير من الدلالات التي لن تغيب عن ذهن الكيان المصدوم، ومنها أن القيادة اليمنية تمتلك استراتيجية أوسع وأكثر تعقيدًا مما تبدو عليه في تقديرات الولايات المتحدة التي كانت قد تولت مهمة احتواء الجبهة اليمنية، وفشلت فيها بوضوح، وبعبارة أُخرى: فَــإنَّ اليمن يمتلكُ أوراقَ تصعيد إضافيةً نوعيةً لا يمكن توقعها، وبرغم أنه دخل هذه المعركة بأعلى مستوى متوفر من القدرات، وفاجأ العالَمَ بالفعل في المعركة البحرية، فَــإنَّه قد حرص طيلة الأشهر الماضية على توفير وإعداد معادلات وأدوات تصعيد إضافية لمواكبة وتيرة جرائم الإبادة الجماعية بردود مناسبة وبتحديثات وازنة في بنك الأهداف.
وهذا يعني أن حدودَ القدرات المتوفرة لم يعد يشكل حاجزًا يمكن أن يعتمدَ عليه الأمريكيون والصهاينة في تقدير أَو توقع سقف التصعيد اليمني المساند للشعب الفلسطيني، خُصُوصاً وأن الجيشَ الأمريكي قد أقرَّ بشكل صريح بأنه لا يمتلك أية معلوماتٍ عن حجم وطبيعة الترسانة اليمنية، حتى يستطيعَ تقييمَ سقف العمليات اليمنية، الأمر الذي يجعل عملية “يافا” التأريخية صفعة كبيرة تؤكّـد أن الجبهة اليمنية لا يمكن السيطرة عليها وأن الوسيلة الوحيدة لضمان عدم انفجار مفاجآت صادمة منها هو وقف العدوان على غزة؛ لأَنَّ هذه المفاجآت يترتب عليها تثبيت مسارات ومعادلات استراتيجية يتجاوز تأثيرها حدود اللحظة الحالية.
وبحسب مقاطع فيديو وثَّقها المستوطنون الصهاينة، يمكن ملاحظةُ أن الطائرة المسيَّرة “يافا” دخلت أجواءَ العدوّ من جهة البحر المتوسط؛ وهو ما يعني أنها ناورت وتغلَّبت على ما لا يقل عن أربعة أحزمة دفاعية محيطة بالعدوّ، أبرزها الدفاعات الأمريكية والبريطانية والأُورُوبية المنتشرة على طول البحر الأحمر، والدفاعات السعوديّة والمصرية (التي تقوم بالمساعدة في محاولة صد الهجمات اليمنية على العدوّ الصهيوني منذ بداية المعركة) وُصُـولاً إلى دفاعات العدوّ نفسه والتي تتشكل من عدة طبقات، بدءًا بالمنظومات الصاروخية المتنوعة، وُصُـولاً إلى المقاتلات الحربية المتطورة.
هذا يؤكّـد بوضوح ما أعلنته القوات المسلحة اليمنية في بيان العملية من أن الطائرة المسيرة (يافا) “قادرة على تجاوزِ المنظوماتِ الاعتراضيةِ للعدوِّ ولا تستطيعُ الراداراتُ اكتشافها”، وهو أَيْـضاً ما تصادق عليه الرواية المرتبكة التي قدمها جيش العدوّ الصهيوني والتي زعم فيها أن الطائرة وصلت إلى هدفها؛ بسَببِ “خطأ بشري” في محاولة مكشوفة وبائسة للتغطية فشل أنظمة الرصد والاعتراض التي تجاوزتها الطائرة، ولو من خلال اتّهام ضباط جيش الاحتلال بالتراخي في الدفاع عن “العاصمة”!
وبرغم أن القوات المسلحة لم تكشفْ بعدُ عن مواصفات الطائرة الجديدة، لكنها قد استحوذت على اهتمام الكثير من الخبراء العسكريين الذين حاولوا استقراءَ ما يمكن من خلال الصور ومقاطع الفيديو التي نشرت لفهم السلاح الجديد.
وفي هذا السياق، كتب خبيرُ الأسلحة الألماني في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فابيان هينز، أنه “لا يمكن التيقن بشكل كامل، ولكن يبدو أننا أمامَ نسخة جديدة من طائرات (صمَّاد) بعيدة المدى، والتي استُخدمت سابقًا في عدة هجمات ضد إسرائيل” مضيفًا: “يمكن للمرء أن يرى أننا أمامَ طائرة بدون طيار كبيرة الحجم”.
وقال هينز إن “زيادة مدى الطائرات اليمنية بدون طيار سيسمح بضرب أهداف أبعد والتحليق في طرق تتجنب دفاعات العدوّ والهجوم من زوايا غير متوقعة”، وهو ما يبدو بوضوح أنه حدث في عملية “يافا”، حَيثُ وصلت الطائرة من جهة البحر المتوسط كما توضح مقاطع الفيديو؛ الأمر الذي يؤكّـد أن مزاعم جيش العدوّ الصهيوني عن وجود “خطأ بشري” لا أَسَاس لها، وأن الطائرة بالفعل قد تمكّنت من تجاوز الأحزمة الدفاعية؛ لأَنَّ الأمر ممكن عسكريًّا.
ووفقًا لذلك فَــإنَّ إدخَال هذا السلاح في معركة إسناد غزة وافتتاح مسار قصف عاصمة كيان الاحتلال من خلاله، يمثل بالفعل تحولًا استراتيجيًّا كَبيراً في أدوات ومعادلات المواجهة، فتمكّن القوات المسلحة من الوصول إلى هذا المستوى يفتح أُفُقًا واسعًا لتطوير ثم إدخَال أسلحة أُخرى بنفس المواصفات وربما أكثر تطورًا، وقد يشمل ذلك الصواريخ التي قد تمكّن التصنيع الحربي اليمني بالفعل من أن يتجاوز بها سرعة الصوت بما يزيد عن 5 أضعاف.
وبعبارة أُخرى فَــإنَّ هذه العملية، بما تضمنته من تحديث مفاجئ لبنك الأهداف، وإدخَال أسلحة أبعد مدى وأكثرَ قدرة على المناورة وتجاوز الأحزمة الدفاعية، تمثل تدشينًا لجبهة فعلية جديدة بالنسبة للعدو الصهيوني الذي -برغم الرقابة المشدّدة- لا يستطيعُ أن يخفيَ ما يمثله استهداف يافا (تل أبيب) من انهيار لـ”خطوط حمراء” أمنية، بحسب تعبير وزير الأمن القومي الصهيوني بن غفير؛ وهو ما يعني أن النتائج العكسية للإبادة الجماعية في غزة، والتي استطاعت الجبهة اليمنية خلقها، قد وصلت إلى مستوى لا يمكن تحمل استمراره.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الجبهة الیمنیة القوات المسلحة أن الطائرة بدون طیار تل أبیب لا یمکن ف ــإن ا یمکن
إقرأ أيضاً:
اعتراف أمريكي ثانٍ: الصواريخ والمسيرات اليمنية أسقطت الـ”إف-18″
يمانيون../ أكدت الولايات المتحدة الأمريكية تسبب الصواريخ والمسيرات اليمنية في إسقاط المقاتلة “إف 18” من على متن الحاملة “هاري ترومان”.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أمريكي تصريحًا، مساء اليوم، اعترف فيه ضمنيًا بأن العملية التي نفذتها القوات المسلحة اليوم الإثنين على الحاملة ترومان وقطعها الحربية، أدت إلى إسقاط المقاتلة المذكورة.
ونقلت الشبكة عن المسؤول الأمريكي قوله: “إن سقوط طائرة “إف 18” أتى بعد انعطافة شديدة لحاملة الطائرات “ترومان” لتفادي نيران “الحوثيين”.
ويؤكد هذا التصريح ما أعلنه العميد سريع في بيانه الأخير بشأن إجبار الحاملة “ترومان” على الهروب والتراجع من مركزها باتجاه أقصى شمال البحر الأحمر، ومن جهة أخرى يكشف فشل المنظومات الأمريكية وعجزها عن اعتراض الصواريخ والمسيرات اليمنية وحماية الحاملة، التي لم تجد سوى الهروب الذاتي.
وعلى افتراض أن الادعاء الأمريكي صحيحٌ، فإنه يكذّب تصريحات البحرية الأمريكية التي أدلت بها في فبراير الماضي بشأن الإصابة التي تعرّضت لها الحاملة، والتي قالت حينها إنها تعرضت لحادث اصطدام بسفينة تجارية في البحر الأبيض المتوسط، حيث يضع ذلك الادعاء التساؤل حول كيفية عجز الحاملة عن تنفيذ انعطاف سريع وطارئ لتفادي الاصطدام، فيما يدعي المسؤول الأمريكي اليوم أنها استطاعت الانعطاف السريع لتفادي صاروخ يمر بسرعة عالية، أو مسيّرة تفوق سرعتها أضعاف سرعة السفينة التجارية التي زعمتها أمريكا.
المسؤولون الأمريكيون، واصلوا التصريحات بشأن السقوط الجديد، لكنهم زادوا من كشف حدّة التخبط والتناقض الذي يعيشونه على وقع هذه الصفعة، حيث صرح مسؤول أمريكي ثانٍ لشبكة “USNI”، وقال إن: “سقوط طائرة “إف18″ أتى عندما كانت حاملة الطائرات ترومان تُجري مناورة مراوغة”، محاولاً مواراة ما جاء في الاعتراف لـ”سي إن إن”.
التناقضات الظاهرة في التصريحات الأمريكية تكشف عن حتمية تمكّن العمليات اليمنية من الوصول المباشر إلى حاملة الطائرات التابعة لواشنطن، رغم كثافة انتشار القطع الحربية المكلّفة بحمايتها.
وكان العميد يحيى سريع قد أعلن عصر اليوم الإثنين عن الاشتباك مع الحاملة “ترومان” وقطعها الحربية، ردًّا على العدوان الأمريكي وجرائمه.
كما أن العملية اليمنية تأتي أيضاً في إطار التكتيك القتالي الذي تنتهجه القوات المسلحة اليمنية لإفشال الاعتداءات الأمريكية، باستهداف مصادر الهجوم، والذي بدوره يجبر مقاتلات العدو على التراجع، وهذه المرّة أجبر الهجومُ الحاملةَ على التراجع بما حملت، أي أن هذا التكتيك يؤدي وظائف الدفاع ووظائف الهجوم في آن واحد.
وهذه هي المرّة الثانية التي تتسبب فيها القوات المسلحة اليمنية بإسقاط طائرة أمريكية مقاتلة من هذا النوع، حيث تم إسقاط “إف18” في ديسمبر الفائت، بعملية هجومية طالت حاملة الطائرات “ترومان”، أجبرتها على التراجع وقادت إلى عودة مقاتلات العدو إلى مرابضها بعد أن كانت تخطط لشن عدوان واسع على اليمن.
وتعزز هذه العملية حقيقة تصاعد القدرات اليمنية الدفاعية والهجومية، مقابل تجريد أمريكا من أوراقها التي تعتمد عليها، خصوصاً بعد تحييد الطائرات التجسسية المقاتلة إم كيو9 بشكل كبير، ما أفقد واشنطن أهم نقطة قوة، حسبما أكد مسؤولون أمريكيون لـ”سي إن إن” مطلع الأسبوع الجاري.
واعترفوا أيضاً أنهم يرتكزون على هذه الطائرة بشكلٍ أساسي في عملياتهم العدوانية، مؤكدين أن عجزهم عن التأثير وتحقيق أهدافهم المخططة والانتقال إلى مرحلة تالية، يأتي بسبب إسقاط هذا النوع من الطائرات بوتيرة متسارعة قبل إنجاز مهمتها في الرصد والاستهداف للمواقع العسكرية المؤثرة التابعة للقوات المسلحة اليمنية، ويتضح هذا أكثر في الغارات الإجرامية التي تطال أهدافاً مدنية.
تتجلى الكثير من المعطيات التي تؤكد تجريد أمريكا من كل نقاط القوة، فالمقاتلة إم كيو9 تتساقط بسرعة قياسية، وحاملات الطائرات تهرب باستمرار بما حملت، خصوصاً وقد صارت حمولتها تتساقط وتُمنع من تنفيذ غاراتها العدوانية المخططة لها، ومنظومات واشنطن الاعتراضية صارت لا تقي سفنها ولا ملاحة العدو الصهيوني ولا مَواطِن احتلاله في عمق فلسطين من الصواريخ والمسيّرات اليمنية، فيما تصريحات القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير مهدي المشاط بشأن طائرة الشبح “القاذفة بي2” وقرب مفاجأة بشأنها، تضع أمريكا على موعد مع احتراق كافّة أوراقها التي كانت تراهن عليها، وكانت تهيمن بها على المنطقة، وعلى القوى “الكبرى”.