مخاوف إسرائيلية من تأثيرات المقاطعة على جامعاتها ومؤسساتها البحثية
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
تتواصل التأثيرات السلبية لتصاعد الاحتجاجات العالمية على دولة الاحتلال في ظل عدم وجود قدرة حقيقية عميقة وشاملة على مواجهتها، مع تزايد مظاهر المقاطعة الأكاديمية التي يمكن أن تؤدي إلى نتائج مدمرة في غضون سنوات قليلة على صعيد المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، مما دفع عددا من كبار أقطاب هذه المؤسسات للتداعي لمحاولة مكافحتها، والدعوة لتحشيد المزيد من الجهات الاحتلالية لكبح جماحها، دون جدوى.
اثنان من كبار الباحثين بمعهد شموئيل للسياسة الوطنية في معهد التخنيون بحيفا، وهما البروفيسور بوعز غولاني والبروفيسور رفقا كرمي، أكدا أن "دولة الاحتلال تخوض حاليا حربا متعددة الجبهات: عسكرية، وسياسية، واقتصادية، وقانونية، وسيبرانية، وغيرها، بما في ذلك الجبهة الأكاديمية، لكن على هذه الجبهة لم تبدأ الحرب قبل تسعة أشهر، لأن الدعوة للمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل جزء من حركة المقاطعة التي تدعو لمقاطعتها، ونبذها، ومعاقبتها، وتنشط في جميع أنحاء العالم منذ عقدين من الزمن".
وأضافا في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "حركة المقاطعة استلهمت عملها من مقاطعة نظام جنوب أفريقيا العنصري الذي أسقطته في سنوات التسعينات، وهي اليوم اختارت أسلوبها في العمل بحيث تساوي الفلسطينيين بالسود المضطهدين، والإسرائيليين بالمستعمرين الأوروبيين الذين استوطنوا هناك، ومن هنا جاءت الدعوة لمحو إسرائيل من الخريطة، واستبدالها بدولة فلسطين "من النهر إلى البحر".
وأوضحا أنه "منذ هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، طرأت زيادة كبيرة في نطاق وكثافة الأنشطة ضد دولة الاحتلال في العديد من الجامعات حول العالم، خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث أقام الطلاب وأعضاء هيئات التدريس والإداريون، حتى في داخل بعض الجامعات الرائدة على المستوى الدولي، معسكرات احتجاج، ونظموا مظاهرات ضخمة، وأقاموا حواجز على الطرق، ومنعوا الإسرائيليين واليهود بالقوة من دخول أجزاء من الحرم الجامعي، وغير ذلك من المظاهر".
وأشارا إلى أن "المقاطعة الأكاديمية باتت جزء من مطالب المتظاهرين في هذه المؤسسات الأكاديمية، وتشمل من بين أمور أخرى، إنهاء جميع العلاقات البحثية مع المؤسسات الإسرائيلية، وإلغاء اتفاقيات تبادل الطلاب معها، ومنع باحثيها من تقديم مقترحات بحثية لدى المؤسسات الوطنية والدولية، وإنهاء استثمارات المؤسسات الجامعية في الشركات الإسرائيلية، وما بدأ كموجة احتجاجية في الجامعات المرموقة في الولايات المتحدة، تحول مع مرور الوقت إلى طوفان عالمي في كثير من الحالات، وفضلت المؤسسات والسلطات القانونية ووسائل الإعلام والمنتخبون تجاهل الظاهرة أو حتى دعمها بحجة "حرية التعبير".
وانتقدا الباحثان "غياب رد الفعل الإسرائيلي على تصاعد حركة المقاطعة، مع أنه عند قياس نتائجها على أرض الواقع، فإنها سوف تستغرق مزيدا من الوقت، ولكن بنتائج كارثية، بعكس نتائج المعارك العسكرية المتمثلة في الخسائر وتدمير الأسلحة الحربية، وفي الجبهة الاقتصادية تظهر الأثمان متمثلة في التغير في أسعار الصرف، والتصنيف الائتماني، وزيادة الدين الوطني، وغيرها من المؤشرات، أما تأثير المقاطعة الأكاديمية فسيظهر بعد سنوات، وسيتم التعبير عنها بمؤشرات مباشرة مثل مخرجات البحوث والوضع العلمي الدولي، ومؤشرات غير مباشرة يصعب قياسها كمياً في المساهمة في الاقتصاد والأمن وما إلى ذلك".
وكشفا أن "خطورة المقاطعة الأكاديمية للجامعات الإسرائيلية في أن هذا القطاع هو المحرك الذي يجهز القوى العاملة في مجال التكنولوجيا المتقدمة، والنظام الصحي، وقطاع الصحة والنظام المالي، وجميع قطاعات النشاط الأخرى في الاقتصاد الإسرائيلي، لكن النظام الأكاديمي الإسرائيلي حين يجد نفسه معزولاً عن العالم يصبح بالضرورة أضعف، لأن التعاون الدولي يشكل شريان الحياة لأي عمل أكاديمي، خاصة في دولة صغيرة كدولة الاحتلال، ذات عدد محدود من المؤسسات الأكاديمية والبنية الأساسية البحثية".
وأكدا أنه "من دون أكاديمية قوية، فإننا سنشهد زوالا لـ"دولة الشركات الناشئة" من الوجود، وستفقد صناعاتها العسكرية، وهي واحدة من أقوى الصناعات في العالم، قدراتها في مجال البحث والتطوير، والنظام الصحي، وهو نموذج يحتذى به كثيرون في العالم، كلها قطاعات ستتدهور لمستوى العالم الثاني أو الثالث، ولذلك فإن عدم المعالجة العميقة والشاملة لمسألة المقاطعة الأكاديمية قد يؤدي لنتائج مدمرة في غضون سنوات قليلة، خاصة حين لا تخصص الدولة موارد كبيرة لهذا الغرض".
وتشير هذه القراءة الإسرائيلية "القلقة" أن العطلة الصيفية في الجامعات العالمية خلقت نوعاً من "وقف إطلاق النار" في الساحة الأكاديمية، لكن التوقعات تشير إلى استئناف النضال الأكاديمي وتصاعد حركة المقاطعة مجددا في أيلول/سبتمبر المقبل، مع بداية الفصل الدراسي الشتوي، مما يعني أن تكون دولة الاحتلال على موعد قريب من انضمام المزيد من الجامعات العالمية للاحتجاج ضدها طالما استمر عدوانها الدموي على غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية المقاطعة الإسرائيلية الجامعات الاقتصادية الشركات الناشئة اقتصاد إسرائيل مقاطعة الجامعات الشركات الناشئة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاطعة الأکادیمیة دولة الاحتلال حرکة المقاطعة
إقرأ أيضاً:
قنابل إسرائيلية على جنين والمقاومة تستهدف الاحتلال في نابلس
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية وفجر اليوم حملتها العسكرية في مدن الضفة الغربية، وألقت مسيّرة إسرائيلية قنابل على مخيم جنين، في حين قالت المقاومة إنها اشتبكت مع الاحتلال واستهدفت قواته المقتحمة لمخيم عسكر شرقي نابلس.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس فجر اليوم، ودهمت مخيم عسكر القديم شرق المدينة وسط اشتباكات مسلحة مع مقاومين فلسطينيين.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية فيديو يظهر احتجاز قوات الاحتلال الإسرائيلي شابا والاعتداء عليه بالضرب على حاجز عورتا شرقي نابلس.
وكانت قوات الاحتلال أطلقت النار على فلسطيني قرب معسكر حوارة جنوب نابلس، فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الجيش أطلق النار على فلسطيني بعد اصطدام سيارته ببوابة معسكر حوارة، وقتلته.
عمليات المقاومةوأعلنت كتيبة نابلس التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استهداف قوات الاحتلال بالرصاص والعبوات الناسفة، بينما قالت كتائب شهداء الأقصى في نابلس إنها تخوض اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة مع قوات الاحتلال المقتحمة لمخيم عسكر.
وقد داهمت قوات الاحتلال منطقة رفيديا في نابلس وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز المدمع، واقتحمت شققا سكنية لطلبة جامعة النجاح وفتشتها، واقتحمت عمارة سكنية أخرى.
إعلانكما اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مخيم الجلزون شمال رام الله، إلى جانب اقتحامات نفذها في مدينة أريحا، شن خلالها عمليات دهم واعتقال في صفوف المواطنين.
ومنذ ساعات عدة تواصل قوات الاحتلال إغلاق مدخلي بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة، ومنع المرور منهما، مما أدى إلى تكدس عشرات المركبات الفلسطينية.
مشاهد تظهر تدمير جرافات الاحتلال الإسرائيلي لمنازل المواطنين في مخيم نور شمس بطولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة pic.twitter.com/dqlnSjZQfO
— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) February 13, 2025
جنين وطولكرموذكرت مصادر للجزيرة أن قوات الاحتلال اقتحمت وسط مدينة طولكرم للمرة الأولى منذ بداية عمليتها العسكرية في الضفة الغربية، مشيرة إلى أن جرافات الاحتلال هدمت منزلا في حي المنشية بمخيم نور شمس .
وتواصل قوات الاحتلال اقتحامها مدينة طولكرم ومخيماتها، في ظل تهجيرها الأهالي والاستيلاء على بعض منازلهم وتحويلها لثكنات عسكرية، وتخريب وتدمير المرافق العامة.
كما قالت مصادر محلية، للجزيرة، إن طائرة مسيرة لجيش الاحتلال ألقت قنابل على منازل الفلسطينيين في مخيم جنين شمال الضفة، إذ يصعّد الاحتلال عمليته العسكرية.
وقد قالت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على جنين ومخيمها، وأوقع حتى اليوم، 25 شهيدا وخلف دمارا واسعا في أحياء المخيم وبنيته التحتية.
وأضافت اللجنة، في بيان، أن العمليات العسكرية الوحشية أجبرت قرابة 20 ألف فلسطيني على النزوح من بيوتهم، مشيرة إلى أن المدينة ومخيمها يعيشان تحت وطأة كارثة إنسانية غير مسبوقة في ظل انقطاع المياه والكهرباء ونقص الاحتياجات الأساسية.
وأحصت اللجنة نحو 470 منشأة ومنزلا تعرضت للدمار الكلي أو الجزئي جراء القصف والتدمير الممنهج، لافتة إلى أن قوات الاحتلال تمنع وصول المياه إلى 4 مستشفيات رئيسية، كما تحرم 35% من سكان المدينة من المياه.
وكشفت اللجنة، في بيانها، أن الاحتلال اعتقل 120 شخصا في جنين ومخيمها منذ بدء الحملة العسكرية، كما أخضع العشرات للتحقيق الميداني.
إعلانمن جهتها، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن القيادة الوسطى في الجيش الإسرائيلي تدرس إنشاء مواقع عسكرية دائمة في مخيم جنين، وإنه من المتوقع إنشاء هذه المواقع داخل المخيم أو في الشوارع القريبة منه.
وأوضحت المصادر الإسرائيلية أن المواقع العسكرية الدائمة ستديرها كتيبة مخصصة قادرة على تنفيذ عمليات عسكرية سريعة، وذلك مع احتمال اقتراب العملية في جنين من نهايتها.
وقد اتبع الاحتلال الإسرائيلي أساليب جديدة في التعامل الأمني مع المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، مبنية على سعي إسرائيلي للتغيير في جغرافيا وديمغرافيا المخيمات.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وهذا أسفر عن استشهاد 911 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.