تحويلات المغتربين الداعم الأساسي للأسر اللبنانية في ظل الغلاء
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
بيروت- خسر فادي الحلاق فرنه الشعبي ومصدر رزقه، بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة التي ضربت لبنان عام 2019، ولم يكن يتوقع تأثيرها الكبير على حياته.
وبعد 25 عاما من إدارته الفرن وجذبه الزبائن من كل حدب وصوب وجد الحلاق نفسه "في المربع الأول خالي اليدين"، وفق تعبيره للجزيرة نت.
ويشكو الحلاق تحديات هائلة واجهها مع تفاقم الأزمة أجبرته على الإغلاق النهائي بعد سنوات من الكفاح، واضطر إلى "التقاعد" في المنزل، وبات ينتظر حوالة مالية من ابنه في السعودية كل شهر لتساعده على العيش الكريم.
الحوالة المالية بقيمة 500 دولار تساعد الحلاق على تغطية احتياجاته اليومية، ومن قبل كانت تساوي 750 ألف ليرة لبنانية عندما كان الدولار يعادل 1500 ليرة، أما اليوم فهي تساوي 45 مليون ليرة، إذ ارتفع سعر صرف الدولار إلى 90 ألف ليرة.
ويخوض الحلاق صراعا داخليا مع نفسه بين رغبته في عودة ابنه وخوفه إذا عاد أن يصبح عاطلا عن العمل مثل أبيه، ويقول بحسرة "أنا الآن في الـ65 من عمري وابني هو من يعيلنا، ماذا سنفعل إذا عاد؟".
1.5 مليون عائلة لبنانية تستفيد من التحويلات المالية وفقا للخبراء الاقتصاديين (الجزيرة) تحويلات شهرية بالدولارتعتمد العديد من العائلات اللبنانية على التحويلات المالية من أقاربها المغتربين، وتقول ندى سليمان -وهي مغتربة تعمل في دولة أفريقية وتقضي الآن إجازتها في لبنان- إنها ترسل الأموال بانتظام إلى عائلتها.
وتوضح ندى أن هذا الدعم المالي يسهم في تغطية النفقات الأساسية، مشيرة إلى أن واجبها تجاه أفراد العائلة يحتم عليها هذا الأمر، وتأمل أن تساهم تحويلاتها في تحسين أوضاعهم ولو قليلا.
من جهته، أوضح أحمد الحاج للجزيرة نت أن ابنه يرسل إليه 700 دولار شهريا، وبالكاد يكفيه هذا المبلغ لتغطية التكاليف الأساسية والضرورية للمعيشة من طعام وشراب، مما يجعله دعما إضافيا لمصدر دخله الرئيسي.
أما محمد العلي فيتلقى من ابنته 1500 دولار شهريا، ويقول للجزيرة نت إنه يصرف هذا المبلغ في دفع إيجار المنزل وتأمين المستلزمات الأساسية، إضافة إلى تغطية بعض نفقات الترفيه، ويعتبر العلي هذا المبلغ "دخلا جيدا وليس مجرد دعم".
الحد الأدنى للتكلفة المعيشيةويشير أحدث تقرير صادر عن الشركة الدولية للمعلومات والإحصاءات في لبنان إلى أن تكلفة المعيشة لأسرة مكونة من 4 أفراد -والتي تشمل الحد الأدنى من الاحتياجات الضرورية فقط- قد وصلت إلى 52 مليون ليرة لبنانية شهريا (582 دولارا) في المناطق الريفية، في حين وصلت إلى 71 مليون ليرة لبنانية شهريا (794 دولارا) في المدن، دون احتساب تكاليف الرعاية الصحية.
واعتمد التقرير على أن الحد الأدنى لإيجار المنزل في القرية هو نحو 150 دولارا شهريا، في حين يصل في المدينة إلى 300 دولار شهريا وربما أكثر، وذلك تبعا للمنطقة ووضعية المسكن ومساحته.
ويبلغ الحد الأدنى لتكلفة المولدات الكهربائية شهريا 40 دولارا، كما أن الحد الأدنى لتكلفة الطعام والمواد الاستهلاكية من منظفات وغاز وغيرها يتراوح بين 250 و300 دولار شهريا.
ورغم أن مجلس الوزراء اللبناني قد أقر في تاريخ 26 مارس/آذار 2024 مرسوما يرفع بموجبه الحد الأدنى للأجور من 9 ملايين إلى 18 مليون ليرة لبنانية فإن هذه الزيادة لم تتناسب مع ارتفاع تكاليف المعيشة، مما يجعل التحويلات المالية المستمرة أكثر أهمية في الحفاظ على معيشة الأسر اللبنانية.
التحويلات المالية تعزز القدرة الشرائية وتساهم في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني (الجزيرة) دعم الاقتصاد الوطنيوإضافة إلى ذلك تلعب هذه التحويلات دورا محوريا في دعم الاقتصاد الوطني، إذ قدر البنك الدولي حجم تحويلات المغتربين الوافدة إلى لبنان بـ6 مليارات دولار في العام 2023 مقارنة بـ6.4 مليارات دولار في العام 2022، ليحل بذلك لبنان في المركز الثالث إقليميا مسبوقا فقط بمصر (19.5 مليار دولار) والمغرب (11.8 مليار دولار).
ويقول الباحث المالي والاقتصادي الدكتور عماد فران إن لبنان شهد عام 2019 تدفقا كبيرا من التحويلات، وتم استخدام جزء منها لزيادة الودائع في المصارف اللبنانية وجزء آخر للاستثمارات المحلية ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، في حين تم تخصيص جزء ثالث لدعم الأسر اللبنانية.
ومع تفاقم الأزمة وانخفاض الودائع تغيرت اتجاهات التحويلات لتصبح أكثر استخداما في دعم الأسر والاستهلاك اليومي، ويرى فران أن هذا التحول أصبح جزءا أساسيا من الدورة الاقتصادية الحالية في لبنان.
ويضيف أن هذه التحويلات المالية تدخل إلى لبنان من خلال قنوات عدة، منها المصارف والشركات المرخصة، وكذلك عبر الحدود البرية والجوية، أي عند عودة المغتربين.
تعزيز القدرة الشرائيةمن جانبه، يؤكد الخبير في الاقتصاد والأسواق المالية الدكتور عماد عكوش أن الأهمية الكبيرة لتحويلات المغتربين تكمن في دورها بتعزيز القدرة الشرائية وتخفيف تأثيرات التضخم، وبالتالي الحفاظ على مستوى معيشة الأسر اللبنانية.
ويقول عكوش في حديثه للجزيرة نت إن 1.5 مليون عائلة لبنانية تستفيد من هذه التحويلات، بمتوسط يصل إلى نحو 15 ألف دولار سنويا لكل عائلة، مما يساهم في دخل شهري يقدر بنحو 1250 دولارا لكل أسرة.
ويرى عكوش أن هذه التحويلات تسهم في تحسين الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والسكن، وهي خدمات مكلفة جدا في الوقت الحالي في لبنان، خاصة بعد "دولرة" هذه الخدمات (أي دفع تكاليفها بالدولار وليس بالعملة المحلية).
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التحویلات المالیة هذه التحویلات لیرة لبنانیة دولار شهریا الحد الأدنى ملیون لیرة للجزیرة نت فی لبنان
إقرأ أيضاً:
هوكستين يُنذر إسرائيل.. والتصعيد يخيّم على جهود وقف الحرب اللبنانية
وصلت جهود التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان إلى "مرحلة حاسمة"، بعد أحد أعنف أيام التصعيد بين الجانبين، بالتزامن مع تهديدات متبادلة، ترسم سيناريوهين متناقضين للأيام المقبلة.
وأعلن حزب الله قصف مدينة تل أبيب مرتين، إضافة لمدن حيفا ونهاريا شمال إسرائيل، ضمن ما قال إنه تطبيق لمعادلة "قصف تل أبيب مقابل بيروت"، في حين توعد الجيش الإسرائيلي، الذي قصف العاصمة اللبنانية أكثر من مرة، بالمزيد من الغارات على الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، وأنذر عدداً من المناطق بالإخلاء.#عاجل كل من يظن أنه في موقع يسمح له بفرض المعادلات، حريٌّ به أن يتجنب قراءة الأخبار من أبواق حزب الله الإعلامية الكاذبة، أو أن يقوم بجولة في ضاحيته الجنوبية وسيفهم، اليوم وبهذه الليلة على وجه التحديد pic.twitter.com/LDUuLgUvC5
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) November 24, 2024 وقالت مصادر إسرائيلية، بحسب هيئة البث الإسرائيلية (كان)، إن "الاتفاق مع لبنان تم إنجاز بنوده، والآن يدرس رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو كيفية شرحه للجمهور".وأضافت "سيدخل نتتنياهو في مشاورات أمنية محدودة مع الوزراء، وستتمحور المحادثات الآن حول مسألة حرية عمل الجيش الإسرائيلي في منطقة الحدود السورية اللبنانية، وحصلت إسرائيل على ضمانات من واشنطن بحرية العمل في حال انتهاك الاتفاق".
شاهد.. حزب الله يشن هجوماً صاروخياً على تل أبيب - موقع 24قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن أكثر من 250 صاروخاً تم إطلاقها من الأراضي اللبنانية، اليوم الأحد، باتجاه إسرائيل.
ورغم الحديث عن تطورات الاتفاق، نقلت القناة الإسرائيلية عن عضو بارز في المؤسسة الأمنية قوله: "إذا لم نتوصل قريباً إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فإن الدولة اللبنانية ستدفع الثمن أيضاً".
ودعا وزير الدفاع الأسبق بيني غانتس، إلى مهاجمة أهداف تابعة للدولة في لبنان، التي ظلت حتى الآن خارج المعادلة، مضيفاً: "الحكومة اللبنانية تطلق يد حزب الله.. لقد حان الوقت للعمل بقوة ضد أصولها".ממשלת לבנון נותנת יד חופשית לחיזבאללה.
הגיעה העת לפעול בעוצמה נגד נכסיה.
وبحسب القناة العبرية "تقدر إسرائيل أن العدد القياسي لعمليات إطلاق الصواريخ من لبنان هو جزء من الاستعدادات لوقف إطلاق النار. وحتى ذلك الحين، تعتزم إسرائيل أيضاً زيادة وتيرة القصف في بيروت، تمهيداً للتسوية".
ورغم إطلاق الصواريخ المكثف من لبنان، قال مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي: "لم نعد نعمل وفقاً لردات الفعل. بل نهاجم حزب الله وفقاً لخطط منتظمة، ولدى إسرائيل مجموعة واسعة من الأهداف في لبنان".
ووصلت قوات الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان إلى الخط الثاني من القرى في عدة مواقع، متجهة إلى الخط الثالث، بعيداً عن الحدود بين إسرائيل ولبنان، وباتجاه الاقتراب من نهر الليطاني.
قتال عنيف.. ماذا يحدث بين حزب الله وإسرائيل جنوبي لبنان؟ - موقع 24أسفرت اشتباكات عنيفة في بلدة شمع يوم الجمعة عن إصابة أربعة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "يونيفيل" في واحدة من أعمق عمليات التوغل التي تقوم بها إسرائيل في البلاد حتى الآن. وفي السياق، قال مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة، آموس هوكستاين، إنه حدد موعداً نهائياً لكبار المسؤولين في إسرائيل ولبنان، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال أيام، وأكد أنه سينسحب من الوساطة"، بحسب القناة الـ13 الإسرائيلية.
وأكد مكتب نتانياهو وصول هذه الرسالة، مضيفاً "ليس من الواضح ما إذا كان موقفاً أمريكياً رسمياً، أم ممارسة للضغط على إسرائيل ولبنان"، بحسب القناة ذاتها.
وأضافت أن "نتانياهو يريد تقليص دور فرنسا في الاتفاق، بسبب تأييدها لقرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بإصدار مذكرات اعتقال بحقه، وضد وزير الدفاع السابق يوآف غالانت".