بقلم / عمر الحويج

هذا سردك ياجلاب لتاريخ مشترك في وسطنا الثقافي الحافل المتفاعل عشناه معاً .
لا أذكر متى كان أول لقاء لنا، عمر الحويج وشخصي. وقد لا يهم ذلك كثيراً لا الآن ولا زمان . إذ أن المهم هو أن كل من عرف أو يعرف عمر الحويج لا شك قد وجد فيه ما وجدته فيه . ذلك الخلـق الرفيـع والعقل الراجح الذين جعلا منه تلك الشخصية التي تمتلك ناصية التوازن في أحلك الظروف .

إذ كأنه خارج الحدث ينظر إليه من موقع يمتيز بمودة خالصة وقرب لا يشاركه فيه أحد . لذلك فهو أم يل للصمت في كـل
أحواله دائم التأمل يقطع ذلك الصمت بضحكة لا تملك إلا أن تنتبه له وينهي قوله بضحكة أخرى هي إشارة الدخول إلى عالم عمر الخاص . إذ أن بين قوسي ضحكات عمر تلك ما يجدر الوقوف عنده وأنت تدخل ذلك العالم الخاص حيث تتفاعل كيمياء ذلك الخلق الرفيع بالمودة الصادقة والوضوح الذي لا يزعجك البتة عندما تختلف معه . فالاختلاف هنا يشكل ذلك المدخل الرحب للحوار الذي هو في نهاية الأمر هـو الكـسب كـل الكسب في بسط واستخلاص المعاني المشتركة التي يسمو بها الحوار . قبس من ذلك العالم الخـاص تجـده أيضاً في تلك القصة الشاعرة التي ظل يكتبها عمر الحويج . لذلك لم ولن يتوقف عمر من كتابة القصة فهي التعبير العفوي عن ذلك العالم الخاص في بعده المتميز من الأحداث وقربه الودود منها في ذات الوقت . من ثم لا يملك عمر أن ينفك من الإطار الشعري في عمله فالقصة عنده محصورة بين قوسي الضحكة المتميزة تلك فهي بذلك تظل ولا تنفك إلا أن تكون ذلك التعبير النزق عن تلك اللحظة الهادئة الشاعرة.
يخيل لي أن أول لقاء لنا كان يوم "سماية" أبادماك في الأول من يناير 1969 في دار إتحاد طلاب جامعـة القاهرة فرع الخرطوم . ولعل للمناسبة أهميتها وإن كان التنظيم قد ولد قبل ذلك بوقت لم يكن بالطويل . لقـد كان عمر أحد المنظمين لتلك المناسبة و أحد أعضاء اللجنة التنفيذية للتنظيم من بعد . ولعل أهم ما ميز تلـك المناسبة تلك هو أنه قد تداعى لها نفر كريم من أهل الآداب والفنون من كل الأعمار والتوجهات والتجارب ضم في ما ضم من إخوتنا الكبار على سبيل المثال لا الحصر كل من عبد االله حامد الأمـين، أحمـد عبد الحليم ، سعاد إبر اهيم أحمد، محمد المهدي مجذوب، إبراهيم الصلحي، جرجس نصيف، كمالا، أحمد إبراهيم رباح، خديجة صفوت ، عبد االله شابو، عبد االله عبيد، جمعة جابر، محمد المكي إبراهيم، طه أميـر، خالـد المبارك، فضل الله محمد، يوسف خليل ، حدربي أحمد سعد ، عثمان خالد ، موسى الخليفـة ، نجـاة جـاد الله جبارة، إبراهيم شداد و عبد المنعم مصطفى . التقى أولئك مع الآباء المؤسسين للتنظيم وعلى رأسهم عبد االله علي إبراهيم . كما التقى ذلك القوم جميعاً أو أكثر منهم مع جماعات أخرى من شباب الكتـا ب والأدبـاء والفنانين الذين ما زالوا في الجامعات أو المعاهد العليا وغيرهم ممن كانوا يتلمسون بدايات تلك الطرق . كان في ذلك الاجتماع ثلاثة أمور هامة أوجزها في التالي:
أولاً: لقد جسد ذلك الاجتماع تلك الروح الودودة التي ألفناها من كبارنا من أهل الشعر والأدب وا لفن ونحن صغار نحبو في تلك المجالات عندما فتحوا لنا أبواب منازلهم ومجالسهم وقلوبهم والصفحات الأدبيـة فـي المجلات والصحف التي كانوا يصدرونها واصطحبونا إلى الندوات والليالي الشعرية. إضافة إلى ذلك في فقد كسر ذلك الاجتماع حواجز التشرزمات الصغرى في مجالات الآداب و الفنون لينفتح المجال واسعاً والأفـق متسعاٌ لتيار قوي للأدباء والفنانين يجمع في إطاره العام أهل الإبداع في تنوع مشاربهم الأدبيـة والثقافيـة وتوجهاتهم السياسية وأعمارهم دون إهمال للشخصية الاعتبارية لكل فصيل أدبي أو فني. فهنالك نادي للشعر وآخر للقصة وثالث للمسرح ورابع للفنون التشكيلية وهكذا.

ثانياً: كان ذلك الاجتماع هو الموعد مع التاريخ الحي القريب (روح وآفاق أكتوبر) وبداية ما يمكن أن نسميه القوة الفاعلة للت اريخ البعيد (أبادماك) ومع ما ظل متواتراً في مجال الحوار والهم المشترك والبحث الد ؤوب.
ومثل كل احتفال كان حف "ل سماية" أبادماك جامعاً لحد كبير ضم في قلبه ما تعارف عليه بعد ذلـك بتجمـع أبادماك أو تلك الصفات التي ميزت ذلك التجمع والتي كانت واحدة من الدعامات التي ائتلف حولها العـدد الأكبر من المجتمعين وقتها وذهب بها التجمع مذهباً متقدماً من بعد . علـى رأس ذلـك قـضايا المفـاهيم المعيارية الأساسية مثل قضايا الحريات العامة والعدالة والمساواة وعلاقة أهل الفكر والثقافة والأدب والفـن بكل ذلك وتداخل مثل تلك القضايا بالشروط الأساسية للخطاب المعرفي . لقد كانت أكتـوبر فـي تجلياتهـا الكبرى وروحها هي بداية التعبير عن كل ذلك . وقد كان العدد الأكبر من رواد ذلك الحفل من بعض الـذين سعوا بالتعبير الأولي لتلك المفاهيم عندما وقعوا على البيان المدافع عن محمود محمد طه إثر الحكم عليـه - بالردة في أواخر العام 1968 .لم يكن الدافع لذلك الفعل من باب التشيع لمحمود أو لحزبه بقدر ما كان شكلاً من أشكال ذلك التضامن مع تلك الروح وأحد شروطها في إطار الحريات العامة. هذا، وقد تكرر مثل ذلـك الأمر في البيان الخاص بحفل الفنون الشعبية بجامعة الخرطوم حيث ضاقت سعة الحوار ليتخذ البعض الرد على الآخر طريق العنف ومن ثم الانحطاط بالحوار إلى مستوى السيخ . هذا ومن جهة أخرى ، فقد تواصلت تلك الوشيجة بين تلك الروح القائمة على احترام الحريات في مسلك التنظيم الـرافض للانقـلاب ولتـأميم الصحافة وحبس ونفي المخالفين بالرأي لنظام مايو . غير أن هنالك انتكاسات عن تلك الروح وذلك المنهج .

فقد كانت تلك الروح وذلك المنهج يسمحان بأن يشمل رفض حبس ونفي المخالف ين بوجه عـا م وبـصورة مطلقة. لا أن يكون أمراً انتقائياً . وكان لرفض العنف أن يكون شاملاً ومن حيث أتى . لقد كانت مايو في كل مراحلها شكلاً متطوراً من أشكال العنف الذي سخر كل أدوات جهاز الدولة لقمع الحريات وتعطيل الحـوار

ومن ثم الخطاب المعرفي . كما كانت ا متحاناً قاس ياً للق وى السياسية والنخب في قناعتها وا ستثمار رصـيدها السياسي والتنظيمي من أجل صد العدوان على الحريات.
ثالثاً: في كل ذلك يمكن أن تجد ذلك العالم العام لعمر الحويج في تداخله مع عوالم من شاركوه تلك التجربة والمرحلة من أجل المساهمة في بناء ونماء صرح ثقافي له خصوصيته في إطار مجتمع مدني تنمـو فـي الخيال والرؤى آفاقه وهي بين كسوف وخسوف وسط أعاصير تهب من أركان الكون الأربعة مـن أجـل اقتلاع ذلك الصرح . عمر ومن معه من أولئك الذين كانوا في مجال كتابة القصة القصيرة والرواية وممـن ضمت تلك الاحتفالية والعديد من غيرهم بنوا بجهد وابتكار نادي القصة القصيرة في تجمع أبادمـاك . لأول مرة يتحول الاستماع للقصة القصيرة إلى جهد وحلقات يجتمع حولهما ويتداعى لهما محبو مثل ذلك ا لضرب الأدبي. كادت الليلة القصصية أن تنافس الليلة الشعرية .

هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ومن خصوصية عوالم كل منا وفي ظل عمومية ذلك العالم العام الذي ضـم كل منا بشكل أو آخر ، كان لنا "كميون" متحرك عشنا فيه شظف العيش وقلة الموارد في صبر متصالح مع المثل العليا لآفاق وتجليات ما يمكن أ ن تعطيه المدينة وآفاقها ومواردها الثقافية . فقد كان هنالك تسابق لمـا يرد في كشك حامد المطري من مجلات ومكتبة آمون وسودان بكشوب ومكتبة أبو الـريش غيرهـا مـن المكتبات التي "كللت تيجانها بالحلي ." وكان هناك حضور مشارك للندوات والمحاضرات والليالي الـشعرية وحلقات النقاش . وفي الوقت الذي آثر فيه البعض الهرب أو هجرة روحية من تلك المدينة إلى قرية لا توجد إلا في الخيال وجدنا في أنفسنا وحركتنا تفاعلاً وانفعالاً واقعياً مع القرية في حقائقها الاجتماعيـة والثقافيـة والسياسية وقد يطول الحديث حول قافلة أبادماك في قرى ومدن الجزيرة ودانيمكيـة التبـادل للمعـارف وأشكال الحوار . لعل ما ميز تجربة بورتبيل هو أنها كانت النموذج لذلك الـنهج حيـث أتـت مجموعتنـا المشاركة بعدد من المسرحيات على رأسها مسرحية ولي شوينكا أهل المستنقع ومسرحية الفتريتة لطلحـة الشفيع، وأتى أهل القرية بمسرحياتهم واشتركنا معاً في بناء مسرح القريةوخصصنا ما أتـى مـن دخـل العروض لدعم مدرسة القرية.

لقد كان في قيام تجمع أبادماك أسوة حسنة للعديد من الأدباء والفنانين في مناطق متعددة من أصقاع القطـر ليقيموا تجمعات مشابهة على سبيل المثال لا الحصر طلائع الهدهد حين التف العديـد مـن الطـلاب ذوي المواهب المتعددة العالية من أمثال النور حمد وبشرى الفاضل و هاشم محمد صالح حول بعض من أساتذتهم من أهل المواهب المعارف المتخصصة أمثال عبد العظيم خلف االله و عبد العال وعبـد االله بـولا لتـشتعل منطقة الجزيرة بنشاط وحيوية لم تشهد لها مثيلاً من قبل . ذلك نموذج قد تكرر في مروي الثانوية حين التف نفر مشابه من الطلاب حول علي الوراق وآخر حول محمد المهدي بشرى في خور طقت الثانوية ونفر آخر التف حول عيسى الحلو في بخت الرضا . لقد كان في كل ذلك الحافز والدافع لجماعات أخرى في مدني وسـنار وبورسودان لجماعات من شباب الأدباء في تلك الحواضر ظل يتدفق نبعاً رائقاً من جميل الشعر والقـصة والنقد. من وهج ذلك جاء نبيل غالي ومجذوب العيدروس وغيرهم وتفتحت مواهب جديدة . ومن فيض تلك الروح الكبيرة جاءت من الجنوب فرقة الرجاف بقيادة إسماعيل واني لتعطي تلك الظاهرة أعظم وأفخم مـا فيها وهو بعدها القومي. لقد كان أبادماك الخرطوم هو رأس جبل الجليد الثقافي الذي كانـت مدنـه وقـراه تنبعث من أجل أن تجد لنفسها مكاناً في ساحات ما أن تتسع بجهد المجتهدين العام إلا لتضيق بالقمع الخاص الذي شمل كل ساحات الفضاء السوداني . وبذلك كانت أبادماك هي أحد وجوه ونماذج المعـادل المنـاقض لمايو إذ كان بين تيارات ذلك ، مثل ذلك القبض والبسط ، تقع واحدة من أهم مفاصل الاختلاف مع أصل تلك النظم آيديولجية ومسلكها بشكل عام وبشكل خاص ، والتي ظل يتمدد فيها العنف بأشكاله المتعددة لخنق منابر الحوار .
لقد كا ن في الحوار الخارجي لأبادماك ما يمكن أن يرى فيه المتأمل امتداداً لذلك الحوار الداخلي . ولعل أول من تلقف ذلك بحماس وحيوية هو العزيز غسان كنفاني الذي خصص ملفاً كـاملاً مـن صـحيفة الأنـوار البيروتية الشعر والنثر متوجاً بالبيان الأول لأبادماك والذي كان هو البداية لذلك الحوار . ومن ثـم تلاحـق الأمر ليشمل مجلتي الآداب والطريق اللبنانيتين، ومن ثم مجلة الطليعة المصرية لينتقل إلى منـابر إتحـاد الأدباء العرب ومن بعده إتحاد الأدباء العالمي.
رغماً عن ذلك ، فقد كان لنا في ذلك الكميون ، وهو المتمرد بأدب جم على كثير من وجـوه الا تجـاه العـام السياسي والثقافي والإجتماعي ، متاعبنا العامة والخاصة . فقد كان ذلك التصالح والتمرد في حقيقته ينـصب في إطار أن في الإمكان أفضل مما يجري ومما كان . لقد رأى محمد أحمد محجوب عالمه تتخطفه ما أسماه بالرجعية ورأى في ذلك موت دنيا . لم نر في تعقيد ذلك الموقف دنيا تموت. وإنما كنا نرى في آفاق ذلـك حياة دنيا في معانيها وتجلياتها الكبرى تتفاعل وتتعدد الطرق نحو السودان الجديد . ولكننـا وجـدنا أنفـسنا معوقين بمشاكل السودان القديم التي يظل الانقلاب العسكري والحكم الشمولي أحد أعمدته . لذلك وجد العـدد الأكبر منا نفسه في سجن وزنازين كوبر البائسة . هناك أيضاً، لم يكن الانعدام الكامل لأدوات الكتابة عائقـاً كبيراً، فقد كنا، عمر وشخصي ، نتبادل دلق الماء على الرمل وما يمكن أن يتواجد في ساحة المكان من عود ثقاب أو أي عود سقط من فرع شجرة لكتابة قصة شاعرة أو قصيدة ، لنجد أن ذلك الرمل المتماسك قد تفكك وأن الرياح قد ذهبت بما تبقى من كلمات لتصبح أشبه بما قال لبيد دمن تجد متونها أقلامها .
في ساحات كوبر كان هناك الشعر والمسرح والحوار الذي ينبسط حيناً ويتوتر أحياناً .
لم يكن السجن نهاية وإنما كانت الحياة هي تلك الرحلة التي قد تجد فيها الجماعة أحياناً وتجد نفسك مـرات تخاطب تلك المطي التي قد يجد أو لا يجد مسراها ما بين تبديل يمناها ويسرها. ماذا تقول لها؟

أقول: ها قد جاءكم عمر الحويج يحمل في كفه القمر، فلنحتفل جميعاً بذلك .

omeralhiwaig441@gmail.com
//////////////////

ياسر العطا وحرب (المائة عام) !!

ياسر العطا يزعم انه قائد بجيش الوطن وبمجلس "سيادة" يقود البلاد..ثم يخرج وهو يجرجر أذيال الهزيمة ويقدّم وعدا للشعب السوداني المنهوك بين صريع وجريح ومشرّد بأن الحرب سوف تستمر (مائة سنة قادمة)..!
القادة الحقيقيون يتسلّحون بالوطنية والضمير والفطنة والدهاء والحنكة من أجل تجنب شعوبهم الخسائر والكوارث والمهالك وتحقيق السلم والأمن لمواطنيهم..وياسر العطا ليس لديه "صواريخ باليستية" يطلقها على البحر مثل الزعيم الكوري "كيم جونغ"..فهو يطلق الآن تهديداته للشعب بمواصلة الحرب والجوع والتشرد وتدمير أسباب الحياة والموت الزؤام لقرن كامل قادم (من أيام الوطن السعيد)..!!
وخلال هذه السنوات المائة ماذا يتبقى من الشعب..؟ وهو الآن يموت تحت سنابك الحرب بأكثر مما يموت عساكر الطرفين المتحاربين..! هل يريد سعادة القائد إحصاءات وقوائم للتأكد من هذه الحقيقة..؟!
الآن لديك 13 مليون بين اللجوء والنزوح..ولديك 20 مليون تلميذ خارج مقاعد الدراسة..ولديك 25 مليون من المهددين بمجاعة حقيقية وشيكة..ولديك أكثر من مائة ألف بين قتيل وجريح..وقد عطلت الحرب الزراعة ومحقت التيراب والدخيرة والمقوت..!
المرافق محطمة والبيوت مدمّرة وأهلها مشرّدون..وأنت تتحدث عن مائة سنة قادمة في حرب لعينة (منزوعة الوطنية والكرامة) سداها ولحمتها النزوع للسلطة التي يريد العطا العراك من أجلها على أسنة الرماح مع مليشيات فرشوا تحت إقدامها البساط الأحمر..ويا ليت جنرالاته كانوا من فوارس الرماح..!
هل يسلك العطا سبيل حيازة السلطة بقهر وموت الشعب من اجل نفسه أو من اجل البرهان..؟ أم هي سلطة يسعى لها آخرون ويخوضها جنرالاته (بالوكالة)..؟!
ما هو حكم الذين أهانوا كرامة الجيش الوطني وخرقوا قانونه ورهنوه لجهة سياسية..وهم لا يستطيعون أن (ينضموا خيطاً في إبرة) من غير أمرها...!
هذا الرجل الذي يتحدث عن (حرب المائة عام) صفته الحالية انه قائد "منطقة ام درمان"..! وقد دخلت الحرب عامها الثاني وهو لا يستطيع أن يحرر مدينته من المليشيات..وقد كان أخر انتصاراته إعلان تقدم قواته في حي صغير شمال (ود البخيت)..وكان الحي خالياً من الأعداء عندما تقدمت جحافل ياسر العطا..!
أين ذهبت مقدرات الجيش وميزانيته..؟! سيسأل الله العطا وصاحبه البرهان وجنرالات الهزيمة عن أرواح المئات من جنود الجيش والآلاف من المدنيين..! سوف يسألكم الله يوم المشهد العظيم عن تحويل الجيش الوطني إلى ذراع للكيزان..وسيسألكم انتم والمليشيات التي صنعتموها عن هذه الأرواح البريئة..وسيسألكم عن تلك الأموال أين ذهبت وفيم أنفقت..؟ ولن تهربوا من المساءلة في هذه الدنيا عن تدمير الوطن وإشعال الحرب وتشريد السودانيين..وستصيبكم اللعنة بدعوات الثكلى واليتامى والأيامى.. جفت الأقلام وطويت الصحف..!
انتم الذي جعلتم الجيش الوطني هيكلاً فارغاً وفق مشيئة نظام الإنقاذ والحركة الإظلامية التي جعلت قيادة الجيش هي التي تشرف على تقزيمه وإضعافه في مقابل (تسمين المليشيات)..!!
هذه هي النتيجة ماثلة للعيان إلى الدرجة التي رأينا فيها قائد ميداني وضابط كبير يبتهج بهروبه من ميدان المعركة هو وعساكره..وبدلاً من أن يداري خجلته و(يسكت وينطم على عينو) وقف خطيباً..حامداً شاكراً التوفيق في الفرار والنجاة بالنفس وترك المواطنين لمصيرهم..! ثم طالت خطبته أمام مستقبليه حتى جعل هروبه انتصاراً..بل انه قال إن هذا الهروب سيكون (عربوناً) لإعادة الوحدة بين الجنوب والشمال..!!
من يصدق أن هذا المشهد العبثي يمكن أن يحدث في دنيا الناس هذه..؟!
ياسر العطا قال بالأمس إن الحرب ستتواصل لمائة عام قادمة..ولكن من سيكون وقودها وضحاياها غير المواطنين..؟! لقد سبق أن قال إن الحرب سوف تستمر حتى فناء 48 مليون مواطن..ويقصد بذلك جملة الشعب السوداني والمواليد المتوقعة..!! ليته من باب (الذكاء المتوسط) أو حتى من باب الحماسة قال إن الحرب سوف تستمر حتى فناء (آخر جندي من العدو)..!
المشهود عن الإنقاذ (مقطوعة الطاري) في سنواتها المتطاولة أنها كانت تقدم للمناصب القيادية في القوات النظامية وغيرها المعاتيه وناقصي التعليم والكفاءة وضعاف النفوس حتى يسهل قيادهم..فقد كانت الإنقاذ من ألد أعداء أصحاب الكفاءات والمقدرة العقلية وأهل الاستقامة الوطنية... وهذا هو الحصاد ..!
تقول بعض التعريفات أن الأشرار هم الذين يعملون من اجل مصلحتهم الخاصة..أما الأوغاد فهم من يرتكبون الشر لمصلحة الآخرين..!
ويقول محمود درويش:
قد أنكروكَ لأنهم لا يعرفون سوي الخطابة و الفرار
كم كنت وحدكَ يا ابن أمي
كنت وحدك
هم يسرقون الآن جلدك
نِم يا حبيبي ساعةً حتى يعود الروم
حتى نطرد الحراس عن أسوار قلعتنا
و تنكسر الصواري
نم ساعة
كيما نصفّق لاغتصاب نسائنا في شارع الشرف التجاري
يا ابن أكثر من أبي
كم كنت وحدك
القمح مـرٌّ في حقول الآخرين
والماء مالح
والغيــم فولاذ ٌ وهذا النجم جارح
الله لا كسّبكم...!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: ذلک الاجتماع ذلک العالم عمر الحویج یاسر العطا تلک الروح فقد کان لقد کان یمکن أن ما یمکن کل ذلک ما کان من أجل لم یکن

إقرأ أيضاً:

مصر.. صديق عريس الشرقية الذي توفي بطريقه لمنزل الزوجية يكشف لـCNN تفاصيل اللحظات الأخيرة

القاهرة، مصر (CNN)-- تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، قصة وفاة عريس من مركز منيا القمح- أحدى مدن محافظة الشرقية -في مصر، بعد احتفاله بزفافه أثر أزمة قلبية أثناء توجهه لمنزل الزوجية بجوار عروسه، أثار تعاطف واسع على المنصات، كما تداولوا صور ومقاطع فيديو لاحتفال العريس قبل لحظات من وفاته.

ويحكي صديقه وخاله، محمد غريب، عن حياة الشاب الراحل قبل حفل الزفاف، قائلًا: "صاحب عمري إسماعيل محمد كان يعمل بإحدى الدول الخليجية منذ 5 سنوات لادخار مبلغ مالي يكفي لتجهيز عش الزوجية، وعاد إجازة منذ 10 أيام لتجهيز استعدادات الفرح، والاحتفال مع الأقارب والأصدقاء، وكان حريصًا على دعوة كل معارفه لحضور الفرح وكأنه الوادع الأخير".

وحول تفاصيل اللحظات الأخير قبل الوفاة، قال غريب، لـCNN بالعربية، إن إسماعيل طوال حفل الزفاف "كان يحتفل مع عروسه والأقارب والأصدقاء، ويلتقط الصور معهم، إلا أنه خلال الحفل شعر بإرهاق بسيط وجلس ليستريح للحظات، ولكن زملائه شجعوه على استكمال الاحتفال معهم، وبالفعل واصل الاحتفال مع أحبائه حتى أنه طالب من مسئولين قاعة الأفراح مد وقت الفرح لدقائق إضافية ليستكمل الاحتفال مع زملائه".

ويضيف أن العريس الراحل بعد الانتهاء من زفافه الذي أقيم بمنطقة الوراق بمحافظة القاهرة، "استقل سيارة الزفاف بجوار عروسه للعودة إلى منزل الزوجية بإحدى قرى مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، وشعر بوخزة في قلبه ليتعرض لأزمة قلبية ويتوفى فورًا وهو جالس بجوار عروسه، وبعدها تم نقله لمستشفى لإسعافه، ولكنه قد فارق الحياة".

وأشار إلى انهيار العروس ودخولها في حالة حزن شديد، كما تعرضت والدته لأزمة صحية ولا تستجب لعلاج الأطباء وهي في حالة انهيار تام.

وتابع أن العائلة تلقت العزاء أمس في وفاة العريس الراحل، وحضره عدد كبير من أهالي قرية سنهوا التابعة لمركز منيا القمح ومن القرى المجاورة، كما حضر العزاء عددًا من لاعبي نادي الزمالك من زملائه خلال لعبه في صفوف الناشئين من بينهم عمر جابر، ويوسف أوباما، وكذلك لاعبين من نادي طلائع الجيش.

وحول شكوى العريس الراحل من مشاكل صحية قبل وفاته، رد أن صديقه كان "رياضيا وسبق أن لعب لعدة سنوات في قطاع الناشئين لكرة القدم بنادي الزمالك، ولكن تم إلغاء المرحلة السنية ولذا تم استبعاده من التصعيد للفريق الأول، ليقرر السفر لدولة الكويت للعمل لمدة 5 سنوات لتجهيز عش الزوجية، كما أنه عمره أقل من 30 سنة ولم يعاني من أمراض قلبية قبل ذلك"، متابعًا إلا أن والده توفي بنفس الطريقة بأزمة قلبية بعدما توضأ ليصلي منذ عدة سنوات".

مقالات مشابهة

  • رباح المهدي وصراع عودة الوعي
  • مصر.. صديق عريس الشرقية الذي توفي بطريقه لمنزل الزوجية يكشف لـCNN تفاصيل اللحظات الأخيرة
  • برج الحوت: للصبر حدود.. توقعات الأبراج وحظك اليوم الخميس 29 أغسطس 2024
  • د.حماد عبدالله يكتب: خواطر من الزمن الجميل !!
  • معدات ووفود عسكرية مصرية تصل للصومال.. لمصلحة من ينفذ السيسي تعهده مبكرا؟
  • معدات ووفود عسكرية مصرية تصل الصومال.. لمصلحة من ينفذ السيسي تعهده مبكرا؟
  • مؤلف المسلسل الشهير "عيلة مرزوق".. عزاء الكاتب الإذاعي الكبير فتحي عبدالله غدا بمسجد الرحمن الرحيم
  • 40 عامًا من الفري لانس.. موجز سيرة خبير غربي في الشرق الأوسط
  • من الذي يصنع تاريج السودان الجديد؟
  • ينقصها الأمان.. ساشا دحدوح تفقد السيطرة على دموعها بعد الحديث عن ابنتها