اليمنيون يحيون ثقافة زراعة الأشجار لمواجهة التغير المناخي
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
شمسان بوست / العين الاخبارية:
في ظل التطرف المناخي، يحاول مواطنون يمنيون إحياء ثقافة التشجير والتنمية الخضراء لتخفيف حدة هذه الظاهرة في مناطق جبلية وقرى ساحلية.
هنا في قرى ريف المخا اليمنية المطلة على البحر الأحمر بدأ المواطن يعقوب الأمين زرع مختلف الأشجار بمحيط منزله كوسيلة للتخفيف من حرارة الصيف التي ازدادت حدتها مؤخرًا.
ويقول الأمين لـ”العين الإخبارية”: “إن ظاهرة تغير المناخ جعلت القرى الريفية ولاسيما الساحلية أمام تحدي البقاء، فكان لابد من إحياء ثقافة التنمية الخضراء والبدء بتشجير المنازل والقرى بمختلف أنواع الأشجار لاسيما الأشجار المظللة والمرتفعة وأشجار الزينة”.
وأكد أنه لاحظ منذ نحو 7 سنوات اهتمام الأهالي بغرس الأشجار في القرى والمنازل بما في ذلك أشجار الفاكهة مثل المانجو والجوافة والليمون كجزء من مواجهة ارتفاع الحرارة وتقلبات الطقس في هذه المناطق الساحلية.
المركزي الإماراتي وبنك إندونيسيا.. توقيع اتفاقية تعاون في مجال أنظمة الدفع
شركات الطاقة المتجددة «الناشئة» تجمع 5.9 مليار دولار في 2024
ويضيف أن بعض القرى كانت قبل سنوات خالية من الأشجار سوى أشجار شوكية لكن هذه الأعوام برزت قرى ممتلئة بالأشجار المتنوعة منها المانغروف والمورينجا والنخيل والبدرومي والدمس، واللوز وشجرة الورد والجهنمية، والياسمين للتخفيف من حدة الحرارة اللاهبة صيفاً.
ثقافة بحاجة إلى تشجيع
ويسعى المواطنون إلى تحويل زراعة الأشجار إلى ثقافة تتبناها جميع القرى الساحلية في البلاد لمواجهة تغير المناخ، وهو ما يراه اليمني عبدالعزيز قاسم مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، وتحتاج لإشراك منظمات البيئة والإعلام الأخضر لإبراز قصص النجاح التي تلهم المواطنين لتبني فكرة ثقافة التنمية الخضراء.
وأضاف الشاب الثلاثيني لـ”العين الإخبارية” أن ارتفاع الحرارة دفع العديد من أهالي ريف المخا إلى تبني فكرة زراعة الأشجار ذات الظل الوارف في المنازل كتقليد قديم متبع لتخفيف حدة الحر وهي ثقافة بحاجة للدعم التشيجع من قبل الجهات المعنية الرسمية وغير الرسمية والاهتمام بها لمواجهة التحديات المناخية.
يمني يعمل في بيع شتلات الأشجار بمدينة تعز
وأشار قاسم إلى أنه يفضل غرس أشجار الفاكهة ذات الظل والثمار، فشجرة المانجو تعطي الظل إضافة إلى فاكهتها الموسمية.
وأوضح أن زراعة الأشجار في المنازل لها قيمة عالية بفضل الظل، والهواء النقي والجمال والرائحة الذكية، حيث تحول القرى كأنها لوحة خضراء تفتح النفس.
إقبال على شراء الأشجار
في أحد شوارع مدينة تعز (جنوب)، تنتشر العديد من المشاتل الخضراء، التي تبرز مدى تمسّك المواطن اليمني ببيئته وتاريخه القديم، حيث يمارس عملية زراعة الأشجار بمختلف أنواعها منذ سنوات كحل لمواجهة التغيرات المناخية في البلاد.
وتعد زراعة الأشجار في الأرصفة وجوار المنازل والأماكن العامة ظاهرة قديمة حديثة، حيث زاد استخدامها في مؤخرا للتخفيف من الآثار البيئية الناتجة عن تلك التغيرات التي دفعت مواطنين في تعز يشكون من ارتفاع قياسي للحرارة هذا العام للمرة الأولى في تاريخ المدينة.
ويقول بشير العريقي (44 عامًا) أحد مالكي المشاتل وسط مدينة تعز، إنه اتجه للعمل في المشاتل نظرًا لندرتها داخل هذه المدينة التي يقطنها أكثر من 5 ملايين نسمة، ولكثرة الإقبال عليها.
ويضيف العريقي لـ”العين الإخبارية “، والذي يعمل في بيع الأشجار منذ أكثر من 10 سنوات، أنه خلال موسم الصيف وتساقط الأمطار يزداد إقبال المواطنين على شراء الأشجار بمختلف أنواعها، حيث يذهب البعض منهم لشراء أشجار الزينة، والبعض للأشجار المثمرة، وهناك مواطنون يأتون من الأرياف.
يمني يعمل في بيع شتلات الأشجار بمدينة تعز
وتابع: “كنت أشتغل مهندس برمجة جوالات ولدي محل في المدينة، لكن وبسبب حرب مليشيات الحوثي والتي دمرت محلي اتجهت لتوسعة المشتل والعمل في الزراعة والمتاجرة بأشجار الزينة وأشجار الفواكه”.
وبحسب العريقي فإن الأشجار الأكثر مبيعا كانت من أشجار الفواكه: الجوافة، والرمان، والخرمش، والتين ، والبلس، والأفوكادو، والتنين، والبرتقال. والليم الحامض واليوسفي، والموز.
كما تأتي أشجار الزينة في المرتبة الثانية منها: ورود الهبسكس، والجوري، وورد الكنا الهندي، والقوان السوري، وأشجار الفيكس، والسرو، والصبّار، وغيرها من الأشجار.
ويشير إلى أن الأسعار ترتفع بين الحين والآخر بسبب انهيار سعر صرف العملة المحلية، وقطع الطرقات من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية، وأنه ليس هناك سعر ثابت ومحدد لكل شتلة، موضحاً أنه لا يوجد اهتمام بالمشاتل وعمليات غرس الأشجار من قبل الجهات المعنية.
أهمية التشجير في مواجهة التغير المناخي
تساهم الأشجار بشكل كبير في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين، مما يساعد على تخفيف الاحتباس الحراري والتلوث الجوي في البلاد.
ويقول الخبير اليمني في البيئة والمناخ منير قائد لـ”العين الإخبارية “، إن التشجير مهم كحل لمواجهة التغيرات المناخية، والذي يحتاج إلى تقييم حجم الانبعاثات في المدينة والأخذ في الاعتبار تشجير الشوارع والأحياء، والدعوة لإحياء الاهتمام بزراعة الأشجار من قبل المجتمع.
ويؤكد الخبير اليمني أن الأشجار تساعد على تنظيم درجات الحرارة وتبريد البيئة المحيطة، وتوفير الظل والرطوبة اللازمة، موضحا أن انتشار بائعي المشاتل والأشجار في شوارع المدن اليمنية له أهمية كبيرة، حيث يسهم في زيادة الرقعة الخضراء في الأحياء وتحسين مظهرها الجمالي.
يمني يعمل في بيع شتلات الأشجار بمدينة تعز
وحث قائد الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني العاملة في البيئة لدعم توفر الأشجار بأسعار ميسرة وتشجيع السكان على زراعتها في منازلهم وأماكن عملهم، مما ينعكس إيجابًا على البيئة المحلية بالبلاد.
وعن أهمية انتشار زراعة الأشجار في المدن اليمنية، يؤكد الخبير البيئي، أن الأشجار بمختلف أنواعها تساعد على امتصاص الملوثات الناتجة عن المركبات والحرائق، وتوفير الظل والبيئة المناسبة للتنزه والراحة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشجار تعمل على الحفاظ على التربة الزراعية، وتخزينها المياه الجوفية، ومكافحة ظاهرة الاحتطاب الجائر وقطع الأشجار من جذوعها، والتي انتشرت في السنوات الأخيرة في مختلف المحافظات اليمنية.
ويوضح قائد أن عملية امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين تتم من خلال البناء الضوئي التي تقوم بها النباتات والأشجار، حيث يتم امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى جزيئات السكر اللازمة لنمو النباتات.
في المقابل، يتم إطلاق الأكسجين كنفايات من هذه العملية الحيوية وبالتالي، فإن الأشجار والنباتات تلعب دورًا محوريًا في تنقية الهواء والحفاظ على التوازن الغازي في الغلاف الجوي.
وكانت الخلية الإنسانية للمقاومة الوطنية اليمنية بتمويل من الهلال الأحمر الإماراتي؛ قد أطلقت الفترة الماضية مشروع الحزام الأخضر الذي يستهدف تشجير شوارع مدينة المخا، وبدأت بزرع ألف شجرة ضمن خطة تهدف إلى تبني نهج التنمية الخضراء في وجه التطرف المناخي.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: لـ العین الإخباریة زراعة الأشجار أشجار الزینة یعمل فی بیع الأشجار من الأشجار فی من قبل
إقرأ أيضاً:
تطوير صنف جديد من الأرز يساهم بمكافحة تغير المناخ
تمكن العلماء من تطوير نوع جديد من الأرز يقلل انبعاثات غاز الميثان بنسبة تصل إلى 70%، والذي يعد أحد أبرز الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وذلك في إطار الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
ويعتبر الأرز أحد المحاصيل الرئيسية المسؤولة عن انبعاثات الميثان بسبب ظروف الزراعة اللاهوائية في حقول الأرز المغمورة بالماء.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ثورة علمية.. اليابان تفتح الباب الواسع لوقود رخيص ونظيفlist 2 of 2ماذا يستطيع الأفراد أن يفعلوا إزاء تغير المناخ؟end of listوتعد زراعة الأرز مسؤولة عن حوالي 12% من إطلاق غاز الميثان من الأنشطة البشرية، وهو غاز له تأثير احترار أقوى 25 مرة من ثاني أكسيد الكربون.
وتأتي انبعاثات الميثان من ميكروبات التربة في حقول الأرز المغمورة بالمياه حيث يُزرع الأرز، وتعمل هذه الكائنات الحية على تفكيك المواد الكيميائية المعروفة باسم إفرازات الجذور التي تطلقها النباتات، مما ينتج عنه مواد مغذية يمكن للنباتات استخدامها، ولكنها تنتج أيضا غاز الميثان في هذه العملية.
وقام الباحثون في الجامعة السويدية للعلوم الزراعية بتطوير نوع جديد من الأرز من خلال تعديل جيني وتحسين طرق الزراعة، ينتج كميات أقل من الميثان، مما يساهم بخفض بصمته الكربونية، دون التأثير على إنتاجية المحصول أو جودته.
خلال عامين من التجارب الميدانية في الصين، أظهرت السلالة الجديدة من الأرز إنتاجية بلغت أكثر من 8 أطنان لكل هكتار، مقارنة بالمتوسط العالمي الذي يزيد قليلا عن 4 أطنان لكل هكتار.
إعلانبالإضافة إلى ذلك، انخفضت انبعاثات الميثان الناتجة عن هذه السلالة بنسبة 70% مقارنة بالصنف الذي طُوّرت منه.
ولم يلجأ الباحثون إلى الهندسة الجينية الصارمة أو التعديل الوراثي للوصول إلى صنف الأرز المطوّر، بل استخدموا التهجين التقليدي، وفق الباحثين.
وأكد الباحثون المشاركون بتطوير صنف الأرز الجديد أن النوع الجديد يمثل خطوة مهمة نحو زراعة أكثر استدامة من خلال تقليل انبعاثات الميثان، بما يمكنه المساهمة في مكافحة تغير المناخ مع الحفاظ على الأمن الغذائي.