أغسطس 7, 2023آخر تحديث: أغسطس 7, 2023

د. محمد وليد صالح

باحث وكاتب عراقي

ما يميز الثورة الصناعية الرابعة هو اندماج مختلف التقانات وشبكة الانترنت الخلوية والمنصات والتقانات السحابية والبيانات الكبرى، والطاقة الجديدة والروبوتات التكنولوجية الذكية إلى جانب إزالة الحدود بين العالم المادي والرقمي والحيوي بإستمرار، حسب وصف كلاوس شواب مؤسس منتدى الاقتصاد العالمي دافوس.

اليوم العالمي للعَلاقات العامة بدورته الثالثة 2023 والاحتفاء به جسدت فيه جمعية العَلاقات العامة العراقية (ايبرا) رؤيتها لانطلاق المبادرة الأممية بأهمية هذا العلم المعاصر لجذب انتباه الجمهور إلى أساليبه العلمية، في اطار منظومة بناء الثقة المتبادلة وتدعيم التفاهم المشترك ومستوى الرضا عن المؤسسة للربط بين الأداء والتوقعات، مع ولوج تقانات الذكاء الاصطناعي في المجالات العلمية والإدارية والفنية والتنافس بين التكنولوجيا الحديثة والقدرات البشرية، بهدف ممارسة العَلاقات العامة لتحقيق التوظيف الاتصالي في السلوك الذكي لحل المشكلات ومعالجتها، بواسطة أنظمة حاسوبية مبرمجة ومتابعة أوجه الاستعمالات الممكنة في الأعمال اليومية عن طريق تطبيقات وسائط التواصل الاجتماعي، ومحركات البحث في شبكة الانترنت لتحليل اتجاهات الجمهور النوعية نحو خدمات المؤسسة ومنتجاتها وتحليل حملات المؤسسات المنافسة في سوق العمل وجدولة أولوياتها، والمساعدة في تقييم المواقف تجاه القضايا والأحداث المتصلة بها.

إن إعداد المواد الإعلامية الرقمية في العَلاقات العامة تنبعث من توفير البيانات والمعلومات المتنوعة ومتابعة متغيرات العمل في ممارسة أنشطتها، ومراقبة محتوى وسائل الإعلام والاتصال عن المؤسسة وفعالياتها وتصنيف قادة الرأي العام في الردود والتأثير في المجتمع، عبر اتجاهات إدارة السمعة الإلكترونية وتطوير المحتوى الرقمي والتعاون مع المؤثرين والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والوصول الذكي لوسائل الإعلام المناسبة والتقارب مع التسويق ومبادرة السعادة المؤسسية.

إذ يتسم الذكاء الاصطناعي في ممارسة العَلاقات العامة بتطوير السلوك الإنساني وخصائصه في أداء مهامه بسرعة ودقة، ومضاعفة كمية البيانات ونوعيتها بسبب استمرار العمل على مدار الساعة بوصفه اتجاهاً جديداً لإنتقال ممارسيها من الحيّز التقليدي لفتح أفقاً جديداً من أجل تقوية الاتصال المؤسسي سواء أكان الداخلي أم الخارجي، لزيادة تفاعل الجمهور والتعامل مع متطلبات البيئة الرقمية بواسطة انتاج المحتوى الاتصالي وتوزيعه، فضلاً عن استثمار تقانة الواقع المعزز لإتاحة خيارات متعددة للمتعاملين مع المؤسسة لمشاهدة المنتج قبل اقتنائه كوظيفة للإعلان الرقمي وتصميمه المنسجم مع اهتمامات الجمهور المستهدف وانماط تفاعله.

فيما تتجلى تحديات استعمال تقانات الذكاء الاصطناعي في العَلاقات العامة بالمؤسسات المتنوعة في العراق والدول العربية ارتباطها بالبعد الإنساني غالباً، ونقص المعرفة والكفاءة والمهارات التحليلية والتقنية اللازمة ومنافسة قدرات الموارد البشرية وتقليل فرص العمل، على الرغم من توفير الوقت والجهد في إعداد الرسائل الإبداعية وتوجيهها إلى الجمهور المستهدف، وكذلك تراجع تفاعلهم ينعكس سلباً في مؤسسات الأعمال في عالم تكتنفه حالة من الغموض يصبح عامل القدرة على التكيّف مع المستحدثات موضع الحسم والقرار في المضي قدماً وصعود المنحنى أو الهروب خارجه، من خلال الدقة والتسريع وأتمتة تفصيلات العمل بميادينه كافة، فضلاً عن تخمين حملات العَلاقات العامة من ناحية وقت بدء الحملة والموضوعات الأكثر إلحاحاً وفاعلية مواقع التواصل الاجتماعي فيها، وما يقوله المؤثرون لمن وأين والاعتماد على البيانات الضخمة لتحديد مستوى التأثير الحقيقي، وتقديم رؤى جديدة لتكيّف نهجهم وتحسين معدل نجاحهم.

وهناك خيارات محسنة للمحتوى الذي يلقى صدىً كبيراً لدى الجمهور ويتجنبون إغراقهم بمحتويات عديمة الفائدة، ويمكن للآلة تحليل مئات العوامل ومنها الاستماع الاجتماعي للتنبؤ بالتهديدات وتجنب الأزمات ومنها أزمة السمعة في خطة عمل للتعامل مع المواقف المحتملة، وبرامج التعرف على الصور وتحليل المشاعر وروبوتات الدردشة والإعلانات الموجهة وتحليل البيانات وبناء الستراتيجيات وفهم المتعاملين وصياغة الرسائل لتحقيق أقصى قدر من التفاعلية.

فالمهيمنة التي تحلل التقاربات والتناقضات وتقيسها للخروج بنتيجة سريعة بنسبة دقة أعلى من الطرائق التقليدية هي الآلة القادرة على محاكاة القدرات البشرية والذهنية، مع الفهم الشامل للذكاء الاصطناعي كنوع متقدم من البرمجة وتقانات الاتصال والمعلومات وتوقّع لاحتياجات الجمهور ومحاولة ربط المؤسسات والقطاعات العامة مع الأطراف المعنية في الساحة، فالعَلاقات العامة كنشاط ممنهج تسعى عبر الرصد الإعلامي لتوظيف تقانات الذكاء الاصطناعي بهدف قياس مؤشرات الأداء وتحليلها بين مدة وأخرى، واقتراح حلول استباقية للحد من تفاقم الأزمات وتحسين بناء الصورة بالتنبؤ بها ومراقبتها بواسطة تعليم الآلة وكيفية تطويعها وبرمجتها وتوظيف البيانات فيها، فالعالم الآن لابد ان يعلن عن جهوزيته لاعتماد الذكاء الاصطناعي من أجل المنافسة بعد تغيره وإذابت الحدود الفاصلة واختلاف طبيعة العَلاقات الدولية.

إن التحوّل الرقمي في ممارسة أنشطة العَلاقات العامة في المؤسسات العراقية يتطلب إدارة عملية الموازنة بين استغلال الإمكانيات وبناء الثقة والتفاهم المتبادل، ضمن إجراءات تنظيمية واجتماعية ومالية وإعداد أولي للبيانات وتنمية المهارات البشرية في المجال التقني والتواصل غير التقليدي مع الجمهور، بواسطة تبني الستراتيجيات ومطالعة النماذج ونتائج البحوث والدراسات المختصة والهادفة للإفادة من طرائق توظيفها لتقانات الذكاء الاصطناعي في ممارسة العَلاقات العامة.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی فی ممارسة فی الع

إقرأ أيضاً:

علي بابا تخطط لاستثمار 52 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي

أعلنت مجموعة علي بابا الصينية القابضة، الاثنين، إنها تعتزم استثمار ما لا يقل عن 380 مليار يوان (52.44 مليار دولار) في بنيتها التحتية للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي خلال السنوات الثلاث المقبلة.

وكانت أسهم علي بابا قد قفزت بنحو 15 بالمئة في بورصة هونغ كونغ، الجمعة، بعد الإعلان عن أرباح قوية مع تعافي قطاع التجارة الإلكترونية في الصين والنمو في قطاعات الذكاء السحابي.

وأكدت مجموعة "علي بابا"، عملاق التجارة الإلكترونية الصيني، تحقيق أسرع معدل نمو ربع سنوي في إيراداتها منذ أكثر من عام، بدعم من أعمال الحوسبة السحابية المتنامية واستثمارات الذكاء الاصطناعي.

ونمت إيرادات "علي بابا" خلال الربع المنتهي في 31 ديسمبرعام 2024 بنسبة 8 بالمئة لتصل إلى 280 مليار يوان (حوالي 39 مليار دولار) مقارنة بنفس الفترة من عام 2023، متجاوزة توقعات السوق البالغة 279.34 مليار يوان.

كما بلغ صافي دخل حوالي 48.9 مليار يوان (6.7 مليار دولار) للربع المنتهي في 31 ديسمبر، متجاوزة تقديرات LSEG البالغة 40.6 مليار يوان وأكثر من ثلاثة أضعاف كانت قد سجلتها في نفس الفترة من العام الماضي حين بلغت 14.4 مليار يوان.

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، اليوم السبت، أن إيرادات أعمال الحوسبة السحابية سجلت أعلى مستوى نمو لها خلال قرابة عامين، بزيادة قدرها 13 بالمئة على أساس سنوي، لتصل إلى 31.74 مليار يوان.

ويرجع نمو "علي بابا كلاود" في المقام الأول إلى النمو مزدوج الرقم في إيرادات السحابة العامة، حيث حققت المنتجات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي نموا ثلاثي الأرقام على أساس سنوي لمدة ستة أرباع متتالية، وفقا لـ"علي بابا كلاود".

وبالإضافة إلى ذلك، شهدت إيرادات التجارة الإلكترونية الدولية في نفس الربع زيادة سريعة بنسبة 32 بالمئة على أساس سنوي، مدفوعة بمنصات التجارة الإلكترونية الخارجية مثل "علي إكسبريس" و"ترينديول".

وفسر المحللون على نطاق واسع نمو الإيرادات على أنه يشير إلى انتعاش في الأعمال التجارية لـ"علي بابا" والتقدم الملحوظ في مجال الذكاء الاصطناعي، وفقا لما ذكرت شينخوا.

في محاولة لتحفيز الاستهلاك، أعلنت الصين العام الماضي عن خطط لتخصيص 300 مليار يوان (41.5 مليار دولار) في سندات حكومية خاصة طويلة الأجل.

وفي محاولة لتحفيز الاستهلاك، أعلنت الصين العام الماضي عن خطط لتخصيص 300 مليار يوان (41.5 مليار دولار) في سندات حكومية خاصة طويلة الأجل لدعم سياسة الاستبدال وترقية المعدات.

شهدت أسهم التكنولوجيا الصينية ارتفاعًا كبيرًا منذ ظهور شركة ديب سيك "DeepSeek" الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تحدت بشكل كبير نظام الذكاء الاصطناعي الذي تقوده الولايات المتحدة بنموذجها R1 وسط مزاعم بالأداء المتفوق والتكاليف المنخفضة بشكل كبير.

مقالات مشابهة

  • عام المجتمع ...تلوين مفردات الثقافة في عصر الذكاء الاصطناعي
  • علاقة الصحافة مع الذكاء الاصطناعي من قمة الويب 2025
  • علي بابا تستثمر 52 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي
  • علي بابا تخطط لاستثمار 52 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي
  • علي بابا تعتزم استثمار 52 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي
  • توظيف الذكاء الاصطناعي في مواجهة التحديات.. الربيعة: منتدى الرياض الدولي يناقش المساعدات الإنسانية ومعالجة النزوح
  • كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في التأمين على السفن الذكية؟
  • السباق العالمي في الذكاء الاصطناعي (1- 3)
  • مجدي الجلاد: الغباء البشري يتزامن مع صعود الذكاء الاصطناعي
  • وداعًا للمصورين: الذكاء الاصطناعي يهدد الملايين من الوظائف