الفئران تجيب البشر.. كيف يغير الفقد كيمياء الدماغ؟ ولم ننسى بعد ذلك؟
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
هل واجهت من قبل مشكلة فقد شخص عزيز أو تخلّى عنك شخص تحبه؟ وهل لديك خوف من عدم القدرة على النسيان؟ بالتأكيد فإن فقدان شخص عزيز هو حدث محزن ومؤلم. ولفهم سبب ذلك، قام باحثون من جامعة "كولورادو بولدر" بفحص الطريقة الكيميائية التي يتفاعل بها الدماغ مع الحب والفقد، ونشرت النتائج حديثًا في دورية "كارنت بيولوجي".
شرع الباحثون في استكشاف الروابط الكيميائية في أدمغة فئران البراري بعد تكوين علاقة بين شريكين، وفئران البراري من الثدييات القليلة الأحادية الزواج والتي ترتبط بشريك واحد مدى الحياة، وتنتهج سلوكا عدوانيا تجاه الفئران الجديدة من كلا الجنسين.
وقد ثبت -بحسب الدراسة- أن تكوين هذه الروابط الزوجية يعتمد على إشارات الدوبامين في الدماغ، الذي يتدفق عندما تكون الحيوانات مع شركاء حياتها، وأن فقدان الشريك يمحو هذا الارتباط الكيميائي العصبي بالدماغ.
ما الدوبامين؟الدوبامين ناقل كيميائي يُطلق بشكل طبيعي من الخلايا العصبية في الدماغ، وإحدى وظائفه هي خلق شعور جيد بعد القيام بشيء ممتع، وهذا يجعلك ترغب في القيام بهذا الأمر مرة أخرى، فمثلا يزيد إفرازه عند القيام بأنشطة ممتعة مثل تناول الطعام أو ممارسة الرياضة أو التفاعل الاجتماعي، مما يعزز الشعور بالمتعة والتحفيز لتكرار تلك الأنشطة، ولهذا السبب قد يلعب الدوبامين دورًا في الإدمان.
ويتحكم الدماغ في حركة الجسم عن طريق إفراز الدوبامين، إذ تسبب المستويات المنخفضة من الدوبامين في مناطق معينة من الدماغ مرض باركنسون. كذلك يحدث خلل في مستويات الدوبامين أيضًا عند الإصابة بالأمراض العقلية مثل الاكتئاب والفصام، وقد يحتاج المرضى إلى تعاطي أدوية مساعدة لعلاج أعراض زيادة الدوبامين أو نقصه. ويلعب الدوبامين أيضًا دورًا في التحكم في الذاكرة والمزاج والنوم والتعلم والتركيز والحركة ووظائف الجسم الأخرى.
قياس ضوئي
وفي دراستهم الجديدة، قام فريق الباحثين بإجراء تجربة قاسوا فيها مستويات الدوبامين في النواة المتكئة بأدمغة فئران البراري المنفصلة عند عودتها إلى شركائها. والنواة المتكئة منطقة دماغية مرتبطة بالتحفيز الاجتماعي والمكافأة.
ولاحظ الباحثون أنه عندما تتسلق فئران البراري حاجزًا لتدخل إلى مكان وجود شريكها، يتدفق الدوبامين إلى النواة المتكئة ويستمر التدفق أثناء تعانق فئران البراري.
وقام الباحثون بتقدير كمية الدوبامين باستخدام تقنية متطورة تسمى القياس الضوئي للألياف، يستخدم فيها الضوء لقياس تغيرات الناقلات العصبية في الدماغ أثناء قيام الحيوانات بسلوك معين.
بعد ذلك قاموا بفصل فئران البراري بعضها عن بعض لمدة 4 أسابيع، وهي فترة كافية لتكوين الفئران لرابطة جديدة مع شركاء جدد. ولكن عند إعادة تقديم الشركاء القدامى مرة أخرى لبعضهم بعضا وقياس مستويات الدوبامين بالدماغ كان هناك غياب لتدفق الدوبامين الأصلي بالدماغ بعد اللقاء، إذ زالت الرغبة و تكيفت أدمغة فئران البراري بعد الفقد، وأصبحت مستويات الدوبامين بأدمغة الفئران عند لقاء الشريك القديم مشابهة لأي فأر آخر غريب.
وتعرف قدرة الدماغ على التغيير بهذه الطريقة المذهلة بالمرونة العصبية، والمعروفة أيضًا باسم لدونة الدماغ، وهي قدرة الدماغ على التغيير والتكيف استجابةً للتجربة أو التعلم أو الإصابة.
ويحدث ذلك لأن الدماغ يعيد تنظيم نفسه بتكوين روابط عصبية جديدة. ويمكن أن تحدث إعادة التنظيم هذه من خلال تقوية الروابط الموجودة، وتشكيل نقاط اشتباك عصبي جديدة، وأحيانًا بإنشاء خلايا عصبية جديدة.
وتوضح الدراسة الجديدة أن مرونة الدماغ وقدرته المذهلة على التكيف مع الأحداث تساعد على تجاوز الأحداث المؤلمة والمضي قدما، ويأمل فريق الباحثين أن يؤدي هذا البحث إلى دراسات سريرية مستقبلية على البشر، لكشف الغموض عن أشكال الحزن غير القابلة للتكيف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مستویات الدوبامین الدوبامین فی
إقرأ أيضاً:
حكم ترك المرأة شعرها بعد التصفيف عند الاغتسال من الجنابة.. دار الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم ترك المرأة غسل شعرها بعد تصفيفه بصالون التجميل عند الاغتسال من الجنابة؟
وقالت دار الإفتاء إنه قد اتفق الأئمة الأربعة على وجوبِ تعميم الجسد كله بالماء عند التطهير من الجنابة، كما اتفقوا على وجوبِ تخليل الشعر إذا كان خفيفًا حتى يصلَ الماءُ إلى ما تحته من الجلد.
أمّا إذا كان الشعرُ غزيرًا فإن المالكية قالوا: يجب أيضًا تخليل الشعر وتحريكه حتى يصل الماء إلى ظاهر الجلد، وقال الأئمة الثلاثة: إن الواجبَ هو أن يدْخُلَ الماءُ إلى باطِنِ الشّعر فيجب غسل ظاهره ويُحَرّك كي يصل الماءُ إلى باطنه، أما الوصول إلى البشرة -الجلد- فإنه لا يجب.
أما الشعر المضفور بالنسبة للمرأة فالحنفية قالوا: إنّه لا يجبُ نقضُهُ وإنما الواجبُ أن يصلَ الماءُ إلى جذورِ الشّعر، بل قالوا: يجب عليها إزالة الطيب ولو كانت عروسًا ووافقهم في ذلك الشافعية والحنابلة، وقال المالكية: يجب على المرأة عند الغسل جمعُ الشعر المضفور وتحريكُهُ ليعمّه الماء.
وطبقًا لما ذُكِرَ فإنه يجب على المرأة عند الغسلِ من الجنابة إيصالُ الماء إلى باطِنِ الشعر إن كان كثيفًا وتخليلُهُ ليصلَ الماءُ إلى البشرة إن كان خفيفًا، كما يجب عليها إزالة ما على الشعر من الطيب مما يمنع من وصول الماء إلى باطنه ولو عروسًا، ولا يمنع من هذا الوجوب أن تكون المرأة قد صففت شعرها على أيّ وجه كان وأنفقت في ذلك مالًا قليلًا أو كثيرًا.