صحيفة صدى:
2024-08-24@19:42:33 GMT

الرهاب الاجتماعي

تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT

الرهاب الاجتماعي

كلمة الرهاب “فوبيا” هي مصطلح طبي إنجليزي مشتقة من الرهبة وهو الشعور بالخوف والقلق المبالغ فيه، وعندما يضاف لها كلمة “الاجتماعي” يكون المقصود بذلك هو “اضطراب القلق الاجتماعي” وهو المؤدي لانعزال الشخص المصاب به والشعور بأنه تحت المجهر وأنه مُراقب من قبل الآخرين في تصرفاته أو عند التعامل معهم، فتجده يحاول قدر الإمكان تجنُّب هذه المواقف أو تحملها في حالة من الخوف والقلق الشديد.

ويُعدّ الرهاب الاجتماعي من أكثر الأمراض النفسية شيوعاً حيث يصاب ما بين 7-12 شخص من كل 100، وغالبا ما تكون مرة واحدة على الأقل في حياتهم في سن الطفولة أو أثناء المراهقة ويزداد عند النساء بمعدل مرة ونصف عن الرجال، وهو من الاضطرابات النفسية المزمنة التي قد تستمر لعشرات السنين أو مدى العمر في حالة عدم علاجها، وتؤثر سلباً على حياة الشخص اليومية والاجتماعية والعملية.

إن من أهم العوامل المسببة للرهاب الاجتماعي هي المواد الجينية (الوراثة)، والسمات الشخصية كالخجل والخوف والانطواء وضعف الثقة بالنفس، وطريقة التفكير كالنظرة السلبية للذات، أو التشاؤم المفرط، أو التركيز على الذات والأعراض الجسدية، أو أساليب التربية الخاطئة للأطفال والتي قد تكون فيها العاطفة شبه منعدمة، وكذلك التجارب السيئة مع الآخرين والمواقف المؤلمة، أو الظروف المرهقة نفسياً كوفاة شخص عزيز أو الانفصال عن شريك الحياة.

ولمعرفة أعراض الرهاب الاجتماعي، هناك ثلاثة أنواع من الأعراض تظهر على المريض، أولها هي الأعراض النفسية مثل الخوف من المواقف والأحكام السلبية من الآخرين، والقلق من الشعور بالإحراج والإهانة أو الخوف من ظهور الأعراض الجسدية وملاحظة ذلك من الآخرين، والخوف من المواقف الاجتماعية والتفكير فيها بشكل مُفرط وتَوَقُّع أسوأ النتائج، أما الأطفال فيكون البكاء أو نوبات الغضب أو التعلق بالوالدين أو عدم التحدث اجتماعياً هو السائد في تصرفاتهم، تليها الأعراض الجسدية والتي تكون مثل الارتجاف أو الاهتزاز مع التعرق المفرط واحمرار الوجه، وتسارع ضربات القلب مع صعوبة في التنفس وتوتر العضلات والشعور بالدوار، وآخرها هي الأعراض السلوكية مثل تجنب المناسبات الاجتماعية أو تجنب التعامل مع الغرباء أو بدء الحديث معهم أو دخول مكان به غرباء أو استخدام أماكن الخدمات العامة خوفا من الإحراج، أو عدم الذهاب إلى المدرسة للطلاب أو العمل للموظفين، وتجنب التواصل البصري مع الآخرين أو تناول الطعام معهم أو أمامهم، والهروب من المواقف التي يكون الشخص فيها محور اهتمام.

وأختم بعلاج الرهاب الاجتماعي والذي غالبا ما يتم على عدَّة مراحل مهمة تبدأ بمرحلة العلاج المعرفي السلوكي وذلك من خلال تَعلَّم الشخص طرق مختلفة للتفاعل مع الأفكار والمشاعر التي تتأثر بها سلوكياته وعواطفه الخاصة ومواجهتها ومقاومتها وتعديل السلوك لذلك يُسمِّيها البعض “العلاج بالمواجهة”.

أما المرحلة الثانية فهي مرحلة تعلم مهارات جديدة عن طريق “الانضمام لمجموعات الدعم” لتعلم كيفية التواصل البصري والمحافظة عليه وإظهار لغة الجسد وتعابير الوجه وعدم التردد في بدء الحديث مع الآخرين والاستماع لهم والاستمرار في المحادثة وإدارة الحوار وحسن الظن بالآخرين، حيث يساهم ذلك في تحسين ردود الأفعال تجاه المواقف والأحداث التي تثير القلق والرهبة وكيفية استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية للتعايش الاجتماعي بطريقة تدريجية.

ونصل بعدها لآخر مرحلة من العلاج للكبار وهي مرحلة العلاج الدوائي (والتي لا أحبذها أنا شخصيا) ولكن قد يضطر لها بعض الاخصائيين النفسيين بوصف بعض الأدوية للتخفيف والحد من أعراض الرهاب الاجتماعي كمضادات الاكتئاب والقلق، ومُثَبِّطَات بيتا أو “حاصرات بيتا” التي تخفف من الأعراض الجسدية المرافقة للحالة النفسية مثل التعرق أو الرعشة أو زيادة معدل ضربات القلب وتساعد في التخلص من الرهاب الاجتماعي وأعراضه.

أما الأطفال المصابين بالرهاب الاجتماعي فيضاف لهم “العلاج الأسري” وهو مساهمة الأسرة في علاج الرهاب عند الأطفال بالرسائل الإيجابية وزرع الثقة بنفس الطفل وتشجيعه على التواصل الاجتماعي وغيرها من الدعم الأسري.

وكذلك “العلاج باللعب” وتعني قدرة الأطفال على التعامل مع مشاعرهم باللعب وربطها بالتجارب الإيجابية.

و”العلاج الجماعي” وهو تعلم الطفل مهارات اجتماعية للتواصل مع الأطفال الآخرين.

وأخيرا “العلاج المعرفي القائم على اليقظة الذهنية” الذي يساعد الأطفال على الشعور بالراحة والتحكم من خلال اليقظة الذهنية.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: الرهاب الاجتماعی

إقرأ أيضاً:

هل يمكن أن تساعد التكنولوجيا الرقمية في التخلص من دوار البحر؟

قبل حوالي 2000 عام، أشار الطبيب اليوناني هيبوكراتيس إلى أن “السفر عبر البحر يسبب اضطرابات حركية في جسم الإنسان”، ومن هنا جاءت الكلمة الإنجليزية “nausea” التي تعني “غثيان” في اللغة العربية، حيث اشتُقت من الكلمة اليونانية “naus”، التي ترتبط بالسفن والإبحار.

يعاني حوالي 65% من البشر من دوار البحر أو دوار الحركة، وتكون النساء أكثر عرضة لهذا الدوار من الرجال، فيما يصل الأشخاص إلى ذروة الحساسية للحركة عند سن 11 عامًا. يحدث دوار البحر عندما يحدث تناقض بين ما تراه العين وما تسجله الأذن الداخلية كمؤشر للحركة. فعلى سبيل المثال، عندما تجلس في سيارة أو على سطح سفينة وتطالع جريدة أو تنظر إلى هاتفك، تخبر العين الدماغ أنك ثابت، بينما يرسل الجهاز الدهليزي في الأذن، المسؤول عن التوازن، إشارات بأن الجسم في حالة حركة. لذلك يُنصح بالنظر إلى خط الأفق أثناء الإبحار لمنع الشعور بالدوار، لأنه ينسق بين ما تراه العين وما يشعر به الجسم من حيث الحركة.

الجدير بالذكر أن دوار البحر لا يصيب البشر فقط، بل يؤثر أيضًا على الكلاب والقطط والفئران والخيول والزواحف وحتى بعض الأسماك، وإن كانت الأعراض تختلف بين الفصائل. في البشر، تتجلى الأعراض في شكل دوار، غثيان، تعرق، إرهاق، قيء، وأحيانًا شعور عام بالاكتئاب. وتوضح الباحثة نيكول كاثرين تايلور من قسم الهندسة الميكانيكية والميكاترونيكس بجامعة ستيلينبوش في جنوب أفريقيا أن بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة للإصابة بدوار البحر نتيجة لعوامل مثل العمر والجنس والتجارب السابقة مع الدوار، وحساسية الشخص للحركة بشكل عام. كما تؤثر نوعية السفينة وموقع الشخص عليها والظروف المناخية أثناء الإبحار على احتمالات الإصابة وشدة الأعراض.

وأشارت تايلور في تصريحات للموقع الإلكتروني “Conversation” المتخصص في الأبحاث العلمية، إلى أنها ابتكرت منظومة رقمية تهدف إلى توظيف التكنولوجيا لقياس نوبات دوار البحر لدى البشر على متن السفن، وتحديد أفضل السبل للتخفيف من هذه الأعراض. تحمل المنصة الرقمية اسم “مارينر 0.4″، وتعمل على شقين: الأول يتضمن قياس حركة السفينة عبر وحدات استشعار مثبتة في مختلف أجزائها، بينما الثاني يتمثل في تطبيق إلكتروني على الهواتف المحمولة للركاب، حيث يقوم الركاب بتسجيل الأعراض التي يشعرون بها وموقعهم على السفينة. تُعرض هذه البيانات على شاشة في غرفة القيادة أو المركز الطبي، مما يمكن الطبيب المختص من متابعة حالات المرضى وتقديم الرعاية اللازمة، أو إحالة هذه البيانات إلى ربان السفينة ليتمكن من تعديل مسار الرحلة وفقًا لظروف الإبحار والمناخ، للتقليل من أعراض دوار البحر على الركاب، إذا كان ذلك ممكنًا.

ووجدت تايلور أثناء إجراء الدراسة أنه لا توجد حاليا على متن السفن أي منظومات رقمية للإبلاغ عن حالات الإصابة بدوار البحر أو متابعتها، بمعنى أن أي راكب أو بحار قد يصاب بأعراض دوار البحر في الكابينة المخصصة لإقامته دون أن يلتفت إليه أحد من الطاقم، ما لم يستطع هذا الشخص الاتصال تليفونيا لطلب المساعدة الطبية.

واختبرت تايلور منظومة مارينر 0ر4 على متن سفينة الأبحاث البحرية إس إيه أجولهاس 2 خلال ثلاث رحلات منذ عام 2021 حيث تم تثبيت وحدات استشعار في أماكن مختلفة على متن السفينة مع الاستعانة بما بين خمسة إلى عشرين متطوعا من الركاب في كل مرة، حيث كان يتم تنزيل التطبيق الإلكتروني على هواتفهم المحمولة، ثم ربط وحدات الاستشعار والتطبيقات على الهواتف بقاعدة بيانات تطبيق مارينر 4. وفي إطار التجربة، كان يتم تسجيل مقاطع فيديو للركاب في الأيام التي تشهد ظروف جوية أو بحرية حادة واستخدام هذه المقاطع لتحديد أفضل السبل لتقديم المساعدة الطبية للركاب المرضى أو تغيير مسار الرحلة بشكل طفيف إذا كان ذلك ممكنا لتخفيف أعراض الدوار على الركاب.

ونقل موقع Conversation عن تايلور قولها إنها وجدت أن منصة مارينر 4 مفيدة للغاية خلال الرحلات الثلاثة التي قامت بها على متن أجولهاس، حيث استطاعت تحديد الأماكن التي تزيد فيها أعراض الدوار على متن السفينة ودرجة الإصابة بالأعراض لدى فئات الركاب المختلفة، وقياس فرص تزايد الأعراض في ظل ظروف الإبحار المختلفة مثل اشتداد الرياح أو ارتفاع الأمواج على سبيل المثال.

ويلجأ البعض لتناول بعض الأدوية والعقاقير للتخلص من دوار البحر أثناء السفر، ولكن العلماء يتفقون على أن أفضل وسيلة للتغلب على دوار البحر هي الاعتياد على ركوب السفن نظرا لأن هذا الشعور في حقيقة الأمر هو استجابة طبيعية للجسم لدرجة أنه لا يجوز وصفها في الأساس بانها “حالة مرضية”.

بوابة الأهرام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • سلطنة عُمان بين المواقف الثابتة وحملات التشويه
  • أعراض تدل على الإصابة بسرطان البنكرياس.. احذر تجاهلها
  • كيف تعرف أن الشخص الذي أمامك يكذب عليك؟.. الأسرار التي لا يعرفها الجميع
  • متى تسمح لطفلك بامتلاك حساب على السوشيال ميديا؟
  • الجدري عند الأطفال.. 10 علامات وأعراض مبكرة
  • ما هو شلل الوجه المحيطي؟         
  • تضامن كفر الشيخ: بدء تسليم أطفال الرعاية البديلة للأسر الكافلة
  • هل يمكن أن تساعد التكنولوجيا الرقمية في التخلص من دوار البحر؟
  • جدري القردة.. نظرة شاملة عن الأسباب وكيفية العلاج
  • احذر أعراض كورونا تختلف من البالغين والأطفال