الرهاب الاجتماعي عند الأطفال.. خوف وقلق وانطواء!
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
المناطق_متابعات
يعد اضطراب «الرهاب الاجتماعي» من أكثر الاضطرابات النفسية الشائعة عند الأطفال، وعلى الرغم من وضوح أعراضه المزعجة لبعض الأسر، إلاّ أن التفسيرات الخاطئة غالباً ما تساهم في ترسبه ونموه إلى مرحلة المراهقة والشباب، وللأسف أن هناك الكثير من العقد النفسية المؤثرة في شخصية الطفل ستستمر أيضاً وحينها ستزيد شكاوى الأسرة والمدرسة، فضلاً عن ما يعانيه المصاب من متاعب تعطل أهدافه الحياتية والمستقبلية.
ومن مؤشرات الرهاب الاجتماعي القلق والارتباك عند مقابلة الجمهور، مع الخوف الشديد أو تجنب اللقاءات الاجتماعية، وهنا لابد من المبادرة في علاج الطفل والتواصل مع مختصين أو مستشارين، كذلك يجب على الوالدين تفهم حالته وإعطائه جرعات كبيرة من الحب والحنان، إضافةً إلى الحوار معه والإنصات لمشاعره، حيث يساهم ذلك في تنمية ثقته بنفسه وتقديره لذاته، إلى جانب إشراكه تدريجياً في أنشطة اجتماعية بسيطة.
أخبار قد تهمك البرودة والضباب تجذب زوار الباحة 15 يوليو 2024 - 3:34 صباحًا 3500 بلاغ تعامل معها فرع وزارة “الشؤون الإسلامية” بالمدينة المنورة خلال عام 1445هـ 15 يوليو 2024 - 3:28 صباحًاقلة الوعي
وقالت نورة الدوسري -مدربة وأخصائية نفسية وإكلينيكية-: الرهاب الاجتماعي مشكلة سلوكية عند الطفل واضطراب نفسي يختلف كلياً عن الخجل الذي يُعد صفة نفسية ممكن أن تكون عند الأطفال أو البالغين، مضيفةً أنه في الغالب يكون سببه قلة الوعي والصعوبة في تشخيص المشكلة، مما جعل البعض من الأسر يعتقد أنه نوع من الخجل، لكن كلما زاد عمر الطفل واحتكاكه بالمجتمع متمثلاً بالأصحاب في بيئة المدرسة، والأقارب في محيط الأسرة كلما اتضحت الصورة أكثر في قصور أداء الطفل أثناء تفاعله مع مجتمعه، سواء كان باللعب أو عدم قدرته على التحدث أمام الآخرين بالفصل مثلاً، وعجزه عن تكوين العلاقات وقصور واضح في اللغة التعبيرية، مبينةً أن الرهاب الاجتماعي كأي مرض نفسي أو جسدي يولد الطفل ولديه بوادر استعداد الإصابة به، لكن البيئة تعد عاملاً مهماً في تعزيز ظهور هذا الاضطراب أو وجوده داخل الطفل.
وأشارت إلى أنه لا تقتصر مشكلة اضطراب الرهاب الاجتماعي على تكوين علاقات مع الفئة العمرية نفسها، إنما المشكلة في أنه يتكون عند الطفل خوف شديد من أي موقف اجتماعي، وقد يكون هذا سبب ابتعاده عن التواجد في الأماكن العامة والمزدحمة بالناس، وينشأ هذا النوع من الاضطراب لعدة أسباب منها تعرض الطفل إلى التنمر أو موقف محرج، مؤكدةً على أنه يكون الرهاب من الأماكن العامة أكثر من التعامل مع الأشخاص.
هرمون القلق
وأوضحت نورة الدوسري أنه لا يتم اكتشاف مشكلة اضطراب الرهاب الاجتماعي إلاّ بعد دخول الطفل للروضة أو المدرسة؛ لأن ذلك سيؤثر في أدائه المدرسي، وأحياناً يظهر على صورة «تأتأة» وتلعثم في الكلام عند إرغام وإجبار الطفل على إلقاء كلمة مثلاً في مكان مزدحم، وقد يصل إلى مرحلة البكاء والاستفراغ والتهرب والاستئذان لتجنب الموقف، مضيفةً أنه من جانب آخر قد يكون الدلال والحماية الزائدة سبباً في بعض الحالات وتتفاقم المشكلة لدى الطفل الوحيد، وعندما تكون سياسة الوالدين هي إجبار الطفل على الكلام أو السلام أو تنفيذ أي أمر آخر، قد يؤدي ذلك إلى نوبات هلع، مبينةً أن الرهاب الاجتماعي ليس فقط سلوكيات ولكنه يدخل في كيمياء المخ، فيزيد إفراز هرمون القلق بمجرد ذكر حدث معين، ويقل إفراز هرمون الإدرينالين الهرمون المسؤول عن تهدئة القلق، لافتةً إلى أن الحل يكمن في استبدال سياسة الإجبار بالاسترخاء، وهي تدريب الطفل على تمرين بسيط هو أخذ نفس عميق لمدة ثلاث ثواني والزفير بهدوء، كذلك لغة الحوار بين الأب والأم والطفل يجب أن تكون هادئة.
وذكرت أنه لمعرفة سبب الرهاب الاجتماعي لدى الطفل يجب أن تواجه الأفكار والمعتقدات السلبية التي كوّنها عن ذاته بالتشجيع ورواية القصص لما فيها من تنمية العلاقة بين الوالدين والطفل، وإيصال رسائل إيجابية للطفل لأنها تعد من الأمور المحببة لديه، والتي يمكن من خلالها تنمية المبادئ وسهولة اكتساب الأخلاقيات التي تناسب النمو العقلي، لذلك من المفترض عدم الحكم على المشاعر السلبية للطفل بأنها شيء خاطئ أو عيب، فليس من الخطأ أن يشعر الطفل بالخوف أو القلق، لكن يجب معرفة النقطة الفاصلة بين الخوف الطبيعي والخوف المرضي الذي قد يسيطر عليه، ومن المهم بمكان تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره بكل أريحية ومن غير إصدار أحكام، بل بالتحفيز والرسائل الإيجابية.
تعاطي الوالدين
وأكد فهد الربيع -مستشار تربوي لمرحلة الطفولة- على أن من أهم أسباب استمرار الرهاب الاجتماعي إلى مراحل عمرية متقدمة هو طريقة تعاطي الوالدين مع هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة، أيضاً انخفاض الوعي في البيئة المدرسية بشكل خاص وفي المجتمع بشكل عام وأسلوب تعاطيهم مع هذه المشكلة، مضيفاً أنه من المهم في حال ملاحظة مؤشرات الرهاب على الطفل عند مقابلته للجمهور كالقلق والارتباك المبالغ فيه وتعرق شديد أو صداع وضيق في التنفس مع الخوف الشديد أو تجنبه اللقاءات الاجتماعية، فلابد من المبادرة في علاجه والتواصل مع مختصين أو مستشارين وعرضه عليهم مباشرة، مبيناً أن عدم علاج الطفل من هذه الحالة له تأثير سلبي وعميق على مستقبله وحياته من حيث التحصيل الأكاديمي وحياته الاجتماعية، وقد يتطور إلى أمراض نفسية، ذاكراً أن من أهم الخطوات التي يجب على الوالدين اتباعها عند ملاحظة أي من المؤشرات السابقة عدم السخرية من حالته أبداً، فهذا يؤدي إلى زيادة في حدة الرهاب، إضافةً إلى تفهم حالته وإعطائه جرعات كبيرة من الحب والحنان عن طريق الضم والاحتكاك الإيجابي واللغة، مشيراً إلى أن الحوار مع الإنصات لمشاعره من أهم الخطوات التي تنمي ثقته بنفسه وتقديره لذاته بمحاولة التدرج في إشراكه بأنشطة اجتماعية بسيطة، وتشجيعه على حديث النفس الإيجابي، كذلك التدرج معه في الإلقاء أمام الجمهور كحديثه أمام المرآة أولاً ثم أمام الوالدين وإخوته.
خوف وقلق
وعن أعراض الرهاب الاجتماعي عند الأطفال قالت عائشة السيد -مستشارة في مجال الطفولة-: تبدأ بالظهور في سن مبكرة وإذا لم تتم معالجته أو ملاحظته قد تتطور الأعراض في مرحلة المراهقة، بحيث تصبح عند الطفل مشاكل عديدة في عدم القدرة على إقامة علاقات اجتماعية، أو يكون لديه استقلال عاطفي عن الأسرة، كذلك يفشل في تحديد أهدافه المستقبلية، مضيفةً أنه لابد أن ينال مزيداً من الاهتمام خاصة في الأوساط المدرسية وداخل الأسر؛ لأن الخطورة في الرهاب الاجتماعي إذا تشكل في الطفولة والمراهقة أنه يترك أثراً شديداً جداً حتى على الأداء المدرسي، وقد تتضاعف الأعراض السلوكية مستقبلياً، وربما يتم استغلال هذا المراهق أو الشاب بإغرائه بتجربة أنواع من المخدرات لتساعد على التخفيف من حدة الأعراض التي يعاني منها، كونها تعطي جراءة وانطلاقه بالحديث؛ ومن هنا تبدأ أولى خطوات الإدمان، مبينةً أن من أعراضه أن يعاني الطفل من الخوف الشديد والقلق، أيضاً يتمسك بالأسرة وتحديداً بوالدته، ويميل للانطواء وعدم مشاركة الآخرين، وقد يظهر هذا الاضطراب في صورة مشكلة لغوية في النطق والكلام -التأتأة- بشكل مفرط مع جفاف الحلق، وعدم القدرة على إبداء رأيه، وكذلك العزوف عن إقامة أي علاقات مع أطفال عمره، مع وجود نوبات من الغضب، وأحياناً يكون هناك أعراض جسدية تظهر على الطفل منها الخفقان والرعشة والتعرق والصداع والألم بالبطن.
وأشارت إلى أن الظروف المساهمة بزيادة أعراضه عند الطفل ترتبط أيضا بالبيئة المحيطة به كالمدرسة أو الأقران، وعلى سبيل المثال عند تعرض الطفل بالمدرسة إلى حالة من التنمر والاعتداء عليه من زملائه، يعاني هنا من حالة شديدة من الرهاب والخوف، ويصبح منعزلاً ويرفض أن يذهب إلى المدرسة.
متردد وكتوم
وتحدث د. أسعد صبر -استشاري الطب النفسي والإدمان- قائلاً: إنه من المهم الكشف المبكر عند ملاحظة الأعراض، والتي لابد أن تعالج من قبل مختص نفسي حتى لا تؤثر على النمو، مضيفاً أنه إذا تركت الحالة ولم تعالج ينمو الطفل ويصبح شخصاً خجولاً غير قادر على المواجهة والاختلاط، ويصبح انطوائياً وكتوماً ومتردداً، وغير قادر على تحمل المسؤولية، كذلك يصبح إنساناً غير فاعل في المجتمع، وكل هذا يؤثر على قدرته على النجاح حتى لو كان يمتلك المقومات من ذكاء ومهارة، مبيناً أن العلاج في مرحلة الطفولة عادةً يبدأ بالعلاج السلوكي ومحاولة بناء مهارات اجتماعية، وإدخال الطفل في برامج جماعية، وتحفيزه على الحديث أمام الآخرين، وكذلك التعبير عمّا يدور في خاطره، والقدرة على التعبير عمّا يشعر به من فرح أو غضب أمام الآخرين، إضافةً إلى القدرة على طلب ما يحتاج أمامهم، وكل هذه عوامل تشجيعية لبناء الشخصية المتفاعلة عند الطفل والتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي تدريجياً، مشيراً إلى أن هناك العلاج الدوائي، حيث توجد أدوية تعطى للمصاب بالرهاب الاجتماعي، لكن عند الطفل نحاول البعد عن العلاج الدوائي، حيث لا يمكن الصرف إلاّ في بعض الحالات التي تشتد بها الأعراض.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط 15 يوليو 2024 - 3:54 صباحًا شاركها فيسبوك X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد15 يوليو 2024 - 3:25 صباحًاالإمارات تعلن عن تشكيل وزاري جديد أبرز المواد15 يوليو 2024 - 3:04 صباحًاصندوق التنمية السياحي يحتفي بتخريج الدفعة الأولى من برنامج “معسكرات نمو السياحة” أبرز المواد15 يوليو 2024 - 2:52 صباحًاعلامات فقدان الوزن بشكل أسرع أبرز المواد15 يوليو 2024 - 2:41 صباحًانماء المدينة تنظم لقاءاً بعنوان” فرص العمل والتمكين المتاحة في المجال الإبداعي” أبرز المواد15 يوليو 2024 - 1:47 صباحًافريق “سيلانجور ريد جاينتس” الماليزي يحقق ثالث بطولات كأس العالم للرياضات الإلكترونية15 يوليو 2024 - 3:25 صباحًاالإمارات تعلن عن تشكيل وزاري جديد15 يوليو 2024 - 3:04 صباحًاصندوق التنمية السياحي يحتفي بتخريج الدفعة الأولى من برنامج “معسكرات نمو السياحة”15 يوليو 2024 - 2:52 صباحًاعلامات فقدان الوزن بشكل أسرع15 يوليو 2024 - 2:41 صباحًانماء المدينة تنظم لقاءاً بعنوان” فرص العمل والتمكين المتاحة في المجال الإبداعي”15 يوليو 2024 - 1:47 صباحًافريق “سيلانجور ريد جاينتس” الماليزي يحقق ثالث بطولات كأس العالم للرياضات الإلكترونية البرودة والضباب تجذب زوار الباحة البرودة والضباب تجذب زوار الباحة تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024 | تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عنالمصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: أبرز المواد15 یولیو 2024 الرهاب الاجتماعی عند الأطفال عند الطفل الطفل على صباح ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
«الطفولة والأمومة» ينظم عدة فعاليات في الأسمرات.. مبادرات وقوافل طبية (صور)
شهدت الدكتورة سحر السنباطي، رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، اليوم الأربعاء، عدة فعاليات للأطفال، بعدد من المدارس بمنطقة الأسمرات، في إطار الاحتفالات بأعياد الطفولة.
وأوضحت «السنباطي»، أن المجلس قام بتنفيذ عدة أنشطة خلال اليوم شملت مبادرة «دوى»، وتضمنت تنفيذ عدد من دوائر الحكي مع الأطفال بمدرسة تحيا مصر (1) الإعدادية بالأسمرات، وكذا أنشطة للمبادرة الوطنية لتمكين الطفل «مبادرة بكرة بينا» للتوعية بحقوق الطفل، إضافة إلى أنشطة خاصة بمبادرة «الإنترنت الآمن» للتوعية بمخاطر الإنترنت وكيفية تعامل الأطفال مع تلك المخاطر ومواجهة التهديدات التي قد يتعرضون لها.
مبادرة «بكرة بينا»وأضافت «السنباطي»، أن الأنشطة شملت أيضا تنفيذ قافلة طبية للعيون بالتعاون مع نادي روتاري الرحاب للكشف على عيون الأطفال بالمدارس وصرف نظارات طبية للحالات التي تستدعى ذلك، حيث قامت القافلة بالكشف على 104 أطفال، وتم صرف ٣٣ نظارة، فيما تم تحويل 6 حالات للمستشفيات لإجراء تدخلات جراحية، إضافة إلى أنشطة ترفيهية وتثقيفية لطلاب مدرسة تحيا مصر 5 الابتدائية بالتعاون مع جمعية تكاتف للتنمية.
وأكدت «السنباطي» أن المجلس القومى للطفولة والأمومة يولي اهتماماً كبيراً بدعم الأطفال في كل أنحاء الجمهورية ومشاركتهم احتفالاتهم بعيد الطفولة وخاصة بالمناطق الأولى بالرعاية، مشيرة الى أن تلك بداية لتعاون مستمر مع المحافظة من أجل رفع الوعى بحقوق الطفل وتنمية مهاراته والمشاركة مع كافة الجهات الشريكة بهدف تقديم رعاية صحية للأطفال.
رفع الوعي لدى الأطفالوأشاد الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، بالأنشطة المنفذة بالأسمرات وبجهود المجلس القومي للطفولة والأمومة في دعم وحماية الطفل المصري، مثنيًا على ما وجده من سعادة للأطفال خلال تفاعلهم بالأنشطة المنفذة التثقيفية والتوعية، ومطالباً بتكرار تنفيذ مثل تلك الأنشطة بالعديد من المناطق الأخرى بالمحافظة بما يساهم في رفع الوعى لدى الأطفال بحقوقهم وإعداد أجيال مستقبلية متميزة.
وقدم أطفال مدرستى تحيا مصر (1) الإعدادية ومدرسة تحيا مصر (5) الابتدائية عدة عروض فنية وغنائية خلال الاحتفالية التي أقيمت على هامش تلك الأنشطة التي نفذها المجلس.