النوم والغذاء الصحي.. سلاحنا في وجه الشيخوخة والخرف
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
أدت الزيادات الهائلة في متوسط العمر المتوقع على مدى المئتي عام الماضية إلى ظهور مجموعة من الأمراض المرتبطة بالعمر، أبرزها الخرف.
لكن منطقة مثل في لوما ليندا، على بعد ساعة شرق لوس أنجلوس، تقدم إجابة حول إمكانية إبطاء الشيخوخة.
تم تحديد لوما ليندا باعتبارها واحدة من ما يسمى بالمناطق الزرقاء في العالم، وهي الأماكن التي يعيش فيها الناس عمرًا أطول من المتوسط، وفي هذه الحالة، وهي موطن مجتمع كنيسة اليوم السابع السبتية.
في تحقيق أجرته "بي بي سي" وصلت المراسلة إلى لوما ليندا، وكانت على موعد على مائدة الإفطار عند ماريكي البالغة من العمر 76 عامًا، وزوجها توم.
قي لوما ليندا لا يشربون الكحول أو الكافيين، ويلتزمون بنظام غذائي نباتي ويعتبرون أن الاعتناء بأجسادهم واجب ديني.
هذه هي "رسالتهم الصحية"، كما يسمونها، وقد وضعتهم على الخريطة، فقد كانت المدينة موضوعًا لعقود من البحث حول الأسباب التي تجعل سكانها يعيشون بشكل أفضل ولفترة أطول.
يقول الدكتور غاري فريزر، من جامعة لوما ليندا، أن أعضاء مجتمع كنيسة اليوم السابع السبتيين لا يمكنهم أن يتوقعوا عمرًا أطول فحسب، بل أيضًا "فترة صحة" أطول - أي الوقت الذي يقضونه بصحة جيدة - بزيادة 5 سنوات إضافية للنساء و7 أخرى للرجال.
ليس هناك سر عظيم بالنسبة للوما ليندا حيث يعيش مواطنوها ببساطة حياة صحية حقًا، ويحافظون على التحفيز الذهني ويقدّرون المجتمع وخلفيته الدينية.
وهناك محاضرات منتظمة حول الحياة الصحية ودروس التمارين الرياضية.
تتبع الشيخوخة
من الممكن الآن تحديد الأشخاص الذين تشيخ أدمغتهم بشكل أسرع مما ينبغي، حتى يمكن تتبعهم ومعالجتهم بشكل وقائي أفضل في المستقبل.
وقد عرض أندريه إيريميا، الأستاذ المشارك في علم الشيخوخة وعلم الأحياء الحسابي في جامعة جنوب كاليفورنيا، نماذج الكمبيوتر التي تقيّم كيفية تقدم أدمغتنا وتتنبأ بتدهورها.
لقد ابتكرها باستخدام فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي، وبيانات من 15 ألف دماغ وقوة الذكاء الاصطناعي لفهم مسار كل من العقول التي تتقدم في السن بشكل صحي وتلك التي تعاني من الأمراض مثل الخرف.
وقال: "إنها طريقة متطورة للغاية للنظر إلى الأنماط التي لا نعرف عنها بالضرورة كبشر، ولكن خوارزمية الذكاء الاصطناعي قادرة على التقاطها".
وبدأت الشركات الخاصة في تسويق هذه التكنولوجيا أيضًا، إذ تقدم إحدى الشركات، وهي شركة برينكي، الخدمة في مجموعة متنوعة من العيادات حول العالم، وبحسب مؤسسها أوين فيليبس أن الحصول على التصوير بالرنين المغناطيسي سيصبح أسهل في المستقبل.
وقال: "لقد أصبح من السهل على الناس الحصول على فحص التصوير بالرنين المغناطيسي، والصور الصادرة منه أصبحت أفضل".
وتابع قائلا: "لقد وصلت التكنولوجيا للتو إلى مرحلة أصبحنا فيها قادرين على رؤية الأشياء في وقت أبكر بكثير مما كنا نستطيع في الماضي، وهذا يعني أنه يمكننا أن نفهم بالضبط ما يحدث في دماغ المريض، ومع الذكاء الاصطناعي، يمكننا تعزيز هذا الفهم”.
وقال البروفيسور إيريميا إن هذه نظرية بحث فيها الكثيرون على الرغم من عدم إثباتها، مضيفًا أن الهدف هو إيجاد طريقة لمواصلة التغلب على الخرف ودفعه إلى ما وراء متوسط العمر المتوقع.
النوم سلاح فعال
وهناك عامل مهم آخر أيضًا، وفقًا للبروفيسور ماثيو ووكر، أستاذ علم الأعصاب وعلم النفس بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، ومؤلف الكتاب الأكثر مبيعًا "لماذا ننام"، إذ يقول: "النوم هو الشيء الوحيد الأكثر فعالية الذي يمكنك القيام به كل يوم لإعادة ضبط صحة دماغك وجسمك، ولا توجد عملية في عقلك إلا وتتعزز بشكل رائع عندما تحصل على النوم، أو تضعف بشكل واضح عندما لا تحصل على ما يكفي منه".
وتحدث عن نظام تطهير أدمغتنا، والذي يعمل أثناء النوم عن طريق إزالة بروتينات بيتا أميلويد وتاو، وهما "اثنان من الأسباب الرئيسية الكامنة وراء مرض ألزهايمر".
وترتبط التغيرات في أنماط النوم أيضًا بالخرف، ووصف البروفيسور ووكر كيف أننا لا نرى هذا في الستينيات أو السبعينيات من العمر فحسب، بل يمكن أن يبدأ خلال الثلاثينيات من العمر، لذلك فإن تحديد تلك التغييرات من خلال تتبع النوم يمكن أن يصبح "نموذجًا للوقاية خلال منتصف العمر".
وتقوم شركة فيونا بايو، وهي شركة تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية في ضواحي سان فرانسيسكو، بجمع البيانات عن السناجب الأرضية أثناء السبات وبعده، ومن المعروف أنه في حالة السبات تنخفض درجة حرارة جسم السناجب وينخفض معدل الأيض إلى 1 في المئة فقط من المعدل الطبيعي.
خلال ذلك الوقت، بدت تلك السناجب الأرضية قادرة على إعادة نمو الخلايا العصبية وإعادة تكوين الروابط التي فقدتها أدمغتها، وهدف الشركة من الدراسة هو محاولة تصنيع أدوية لتكرار هذه العملية على البشر، دون الحاجة إلى قضاء نصف العام تحت الأرض.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة الخرف الشيخوخة صحة النوم صحة خرف غذاء شيخوخة نوم المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة صحة صحة صحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
القهوة والخرف.. دراسة تكشف ما لا تتوقعه!
نظراً لكونها تتمتع بمذاق، ورائحة منعشة، ومنبهة لكافة حواس الإنسان، تعتبر القهوة المشروب الصباحي الأساسي لمعظم الأشخاص على اختلاف أنواعها.
وقد أظهرت دراسة جديدة أن كبار السن الذين يشربون القهوة بانتظام يكونون أقل عرضة للإصابة بالخرف.
غير أن المفاجأة في الأمر هي أن هذا التأثير ينطبق فقط على القهوة غير المحلاة، والتي تحتوي على الكافيين، وفق موقع Science Alert.
قهوة بدون سكر
في التفاصيل تم اكتشاف الرابط من خلال دراسة السجلات الصحية لـ204847 شخصاً في المملكة المتحدة، تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً في بداية فترة الدراسة، بواسطة باحثين من مؤسسات في الصين. وتضمنت السجلات عادات استهلاك القهوة وتشخيص حالات الخرف، على مدى 9 سنوات في المتوسط.
وقال الباحثون إن "تناول كميات أكبر من القهوة التي تحتوي على الكافيين، خاصة النوع غير المُحلى، كان مرتبطاً بانخفاض مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر والخرف المرتبط به ومرض باركنسون"، مشيرين إلى أنه "لم يتم ملاحظة مثل هذه الارتباطات بالنسبة للقهوة المحلاة بالسكر أو المحلاة صناعياً".
أكثر من 3 أكواب
وللمساعدة في تحليل الأرقام، استخدم الباحثون تقارير المشاركين عن تناولهم للقهوة لتقسيمهم إلى 5 مجموعات: مستهلكو القهوة من 0 إلى كوب يومياً، ومن كوب إلى اثنين يومياً، ومن اثنين إلى 3 أكواب يومياً، وأكثر من 3 أكواب يومياً.
فيما وُجد في تلك المجموعة الأخيرة أكبر أهمية إحصائية. لكن بشكل عام، ومقارنة مع غير شاربي القهوة، فإن من يحتسونها بأي كمية كانوا أقل عرضة بنسبة 34% على الأقل للإصابة بالزهايمر والأمراض المرتبطة به، وأقل عرضة بنسبة 37% للإصابة بمرض باركنسون، وأقل عرضة بنسبة 47% للوفاة بسبب مرض تنكسي عصبي.
خصائص الكافيين
كما أكد الباحثون أنه لا بد من أن تكون القهوة غير محلاة وتحتوي على الكافيين حتى تتمكن هذه الارتباطات من الثبات. ورجحوا أن بعض الخصائص الموجودة في الكافيين يمكن أن تحمي الدماغ من الخرف - وربما يتداخل السكر والمحليات الصناعية مع فوائد الكافيين - غير أنه ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لمعرفة ذلك على وجه اليقين.
كذلك أردفوا أن "إضافة السكر أو المحليات الصناعية إلى القهوة ربما يكون لها تأثيرات ضارة ويجب التعامل معها بحذر"، موضحين أنه "بدلاً من ذلك، تميل التوصية نحو استهلاك القهوة غير المحلاة والتي تحتوي على الكافيين".