السعرات الحرارية أو "الكالوري" هي كمية الطاقة اللازمة لرفع درجة حرارة لتر من الماء بمقدار درجة مئوية واحدة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالصحة وتوازن طاقة الجسم، "فليست كل السعرات الحرارية متساوية"، كما تقول د. تيريز تولار بيترسون، الأستاذة المشاركة في علوم الأغذية بجامعة مسيسيبي.

وأوضحت بيترسون أن بعض الدراسات أفادت بأن "الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة أعلى من البروتين أو أقل من الكربوهيدرات، تؤدي إلى فقدان وزن أكبر من تلك التي تحتوي على مستويات أخرى من الدهون" على سبيل المثال.

كما دحضت أخصائية التغذية بوجا مالهوترا فكرة "كل السعرات الحرارية متساوية"، قائلة إن "السعرات الحرارية تأتي من مصادر مختلفة بشكل مختلف، ولها تأثيرات مختلفة على الجسم، "حيث إن 150 سعرا حراريا تأتي من الفواكه، ليس لها تأثير 150 سعرا حراريا تأتي من طبق كعك أو حلوى".

وظل العلماء لسنوات يعتقدون أنه عندما يتعلق الأمر بزيادة الوزن فإن كل السعرات الحرارية تكون سواء، وتُحدث التأثير نفسه، حتى جاءت دراسة حديثة مثيرة للاهتمام نُشرت في 31 مايو/ أيار الماضي، وأكدت أن هذا الاعتقاد الذي كان سائدا "ليس صحيحا".

الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة أعلى من البروتين أو أقل من الكربوهيدرات تؤدي إلى فقدان وزن (شترستوك) ميكروبيوم الأمعاء هو الفيصل

ولاحظ الباحثون أن الجسم يتفاعل بشكل مختلف مع السعرات الحرارية الواردة من الأطعمة الكاملة الغنية بالألياف، مقارنة بالأطعمة المُصنّعة السريعة. وفسروا ذلك بأن الأطعمة المُصنّعة، يتم امتصاصها بسرعة في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي، مما يعني سعرات حرارية أكثر للجسم، وأقل لميكروبيوم الأمعاء (القابع قرب نهاية الجهاز الهضمي).

أما الأطعمة الغنية بالألياف فتُمتص ببطء أثناء رحلتها عبر الجهاز الهضمي حتى تصل إلى الأمعاء الغليظة، حيث تنتظر تريليونات البكتيريا التي تشكل ميكروبيوم الأمعاء لتنال حظها من التغذية.

وخلُصت الدراسة الجديدة إلى أن هناك فرقا بين السعرات الحرارية، وأنها ليست واحدة عند فقدان الوزن، وأن ميكروبات الأمعاء تحدد ما إذا كانت السعرات الحرارية عالية أو منخفضة الجودة.

وأشار الباحثون إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالألياف يضمن إطعام الميكروبات المعوية التي تُقلل من آثار السعرات الحرارية بشكل فعال، وفقا لما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

يرفع النظام الغذائي الغني بالألياف الكتلة الحيوية البكتيرية والأحماض الدهنية قصيرة السلسلة لدى من يتناولونه (غيتي) دراسة صارمة

هذه الدراسة، التي وصفها د. دانيال دراكر، أستاذ الغدد الصماء بجامعة تورنتو، بأنها صارمة للغاية وحذرة وحسنة الأداء، جاءت بعد أن لاحظت كارين دي كوربين، الباحثة بمعهد أبحاث السكري، أورلاندو-الولايات المتحدة، أننا نستنفد السعرات الحرارية التي نتناولها في الجزء العلوي من أجسامنا، دون أن نمنح ميكروبيوم أمعائنا الفرصة للاستفادة منها.

وضمن محاولاتها لفهم كيف يمكن لميكروبيوم الأمعاء أن يشارك في تنظيم الوزن، أجرت كوربين -بالتعاون مع فريق من الباحثين- هذه الدراسة التي استمرت 22 يوما، وشملت 17 رجلا وامرأة يتمتعون بصحة جيدة، أمضوا 6 أيام في غرفة محكمة الإغلاق، خلال كل مرحلة من مراحل الدراسة.

وتتبع الباحثون كل سعر حراري يأكله المشاركون، ومستويات النشاط البدني لديهم، مما سمح لهم بمراقبة حركات أمعائهم، وتحديد عدد السعرات الحرارية التي أحرقوها بالضبط، للمقارنة بين ما يحدث عند إخضاعهم لأحد هذين النظامين الغذائيين:

النظام الغذائي الغربي، الذي يحتوي على أطعمة مُصنَّعة بدرجة عالية، كالخبز الأبيض والجبن واللحوم الباردة والمفرومة والمصنعة، والوجبات الخفيفة السكرية وعصائر الفاكهة. النظام الغذائي المُعزز للميكروبيوم، ويشمل الأطعمة التي تحتوي على "ألياف النشا المقاوم"، التي توجد في الشوفان والفول والعدس والحمص والأرز البني والحبوب الكاملة، وشرائح اللحم والمكسرات الكاملة والفواكه والخضروات، لمنع امتصاص الطعام بسرعة، وضمان وصول أكبر قدر من التغذية لميكروبيوتا الأمعاء. السعرات الحرارية الأكثر فائدة لخسارة الوزن

توصل الباحثون إلى أن كلا النظامين الغذائيين قدما لكل مشارك القدر نفسه من السعرات الحرارية، وكميات مماثلة من البروتين والدهون والكربوهيدرات، لكن النظام الغذائي المُعزز للميكروبيوم كان هو الأكثر إسعادا لميكروبيوتا الأمعاء، بحسب ستيفن سميث، أحد كبار الباحثين المشاركين في الدراسة الذي أشار إلى أن العلماء وجدوا أن المشاركين في النظام الغذائي الغني بالألياف امتصوا سعرات حرارية أقل بشكل ملحوظ، مقارنة بأتباع النظام الغذائي الغربي.

وعللت كوربين ذلك بقولها إن إنتاج البكتيريا يحتاج إلى طاقة، لذا يفقد من يتناولون النظام الغذائي الغني بالألياف، من 217 إلى 400 سعرا حراريا يوميا، بزيادة قدرها حوالي 116 سعرا حراريا عما يفقده من يتناولون الأطعمة المصنعة.

وقال الباحثون أيضا، إن النظام الغذائي الغني بالألياف يرفع "الكتلة الحيوية" البكتيرية والأحماض الدهنية قصيرة السلسلة لدى من يتناولونه بنحو 8 مرات ونصف، وهو ما يُعزز الشبع لديهم ويُفقدهم وزنا ودهونا أكثر، دون أن تظهر عليهم أي علامات لزيادة الجوع، رغم امتصاصهم سعرات حرارية أقل يوميا.

استهلاك الأطعمة المصنعة ليس جيدا للميكروبيومات أو لصحة التمثيل الغذائي لدينا (بيكسابي) لا للسعرات الحرارية الآتية من الأطعمة المُصنّعة

يقول د. شون غيبونز، الأستاذ المساعد في معهد بيولوجيا الأنظمة في سياتل، "إنه على الصعيد العالمي، يتحول الكثير من الناس أكثر فأكثر إلى الأطعمة المصنعة"، مُحذرا من أن هذا ليس جيدا للميكروبيومات أو لصحة التمثيل الغذائي لدينا.

ورغم أن العديد من الدراسات أشارت إلى أن ميكروبيوم الأمعاء يلعب دورا في الوزن وتكوين الجسم، حيث وجد العلماء أن من يعانون من السمنة لديهم تنوع بكتيري أقل، واختلافات أخرى في ميكروبيوم أمعائهم، مقارنة بمن هم أقل وزنا، إلا أن غيبونز أكد "أن الدراسة الجديدة جاءت مذهلة، لأنها تشير إلى أن الناس يمكن أن يفقدوا الوزن ودهون الجسم ببساطة، عن طريق التحول إلى نظام غذائي يستهدف ميكروبيومات الأمعاء، حتى من دون ممارسة الرياضة، أو الإقلال من السعرات الحرارية".

وأوضح أن هذا يتفق مع ما ذهب إليه في بحثه الخاص من أن "النظام الغذائي الذي يزيد من نمو ونشاط ميكروبات الأمعاء يُعد علامة إيجابية على فقدان الوزن، والتمتع بصحة جيدة من الناحية الأيضية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: السعرات الحراریة التی تحتوی على إلى أن

إقرأ أيضاً:

اكتشاف فائدة جديدة للقهوة تخص الأمعاء

اكتشاف فائدة جديدة للقهوة تخص الأمعاء

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف تأثير النظام الغذائي على صحة الدماغ
  • أفضل تمارين لتقليل الوزن والتوتر وحرق السعرات الحرارية.. مارسها يوميًا
  • تحذير.. أكياس الشاي تؤثر على صحتك
  • سعرات حرارية منخفظة.. 7 أكلات مناسبة للرجيم
  • اكتشاف فائدة جديدة للقهوة تخص الأمعاء
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات إيرانية والحوثيين في تصاعد للتوترات.. العقوبات تهدف إلى تعطيل تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام الإيراني لتمويل الإرهاب في الخارج وللقمع الداخلي لشعبه
  • ما هي طرق علاج الحرقان للحامل والمأكولات التي ينصح الابتعاد عنه؟
  • تحذير للعراقيين.. العاصفة تقترب
  • لفقدان الوزن دون عناء.. تعرف على عدد السعرات الحرارية اللازم خفضه
  • أطعمة قد تساعد في الوقاية من السرطان.. أبحاث تكشف السبب