كاتبة فلسطينية ولدت في القدس عام 1923م، وتضمن أبرز مؤلفاتها "أنا والقدس" توثيقا تاريخيا للحياة في المدينة قبل عام 1948م، سيما من منظور المرأة الفلسطينية.

والدها الأديب والمربي خليل السكاكيني. أسست مركزا ثقافيا يحمل اسمه في مدينة رام الله، وتوفيت عام 2003م.

المولد والنشأة

ولدت هالة خليل السكاكيني في حي القطمون غرب مدينة القدس عام 1923م، والدها الأديب والمربي والمفكر الفلسطيني خليل السكاكيني ووالدتها سلطانة عبده.

ولها شقيقة تدعى دمية، شكلت جزءًا كبيرا من مذكراتها، وشقيق اسمه سري ألف كتابا حمل اسمه، نشره في ثلاثينيات القرن الـ20 وتضمن رسائل والده إليه.

أنهت هالة دراستها الابتدائية في المدرسة الألمانية في غرب القدس في ثلاثينيات القرن الـ20، ثم درست الآداب في الجامعة الأميركية في بيروت، وإبان النكبة عام 1948م غادرت وعائلتها حي القطمون إلى مصر، ثم عادت إلى رام الله عام 1967م واستقرت فيها مع أختها لتبدأ مسيرتها التعليمية الطويلة، إذ درّست في العديد من مدارسها، وحاضرت أيضا في جامعة بير زيت شمال غرب رام الله.

ارتباطها بالقدس

عبرت السكاكيني في كثير من كتاباتها عن ارتباطها بالمدينة المقدسة، رغم أنها لم تعش فيها سوى 24 عاما، ولاحقا استقرت في مدينة رام الله.

تقول هالة السكاكيني: "القدس هي مسقط رأسي، وُلِد والداي في تلك المدينة العظيمة، وكذلك 7 من أجدادي، ورغم أنني شخصيا أمضيت السنوات الـ24 الأولى فقط من حياتي في القدس، فإنني أشعر بحق بأنني مرتبطة بهذه المدينة العظيمة، وسأبقى دائما مقدسية".

"أنا والقدس"

نشرت هالة السكاكيني كتابها "أنا والقدس" أول مرة باللغة الإنجليزية في ثمانينيات القرن الـ20، وهو سيرة ذاتية تركز على الحياة اليومية الاجتماعية والثقافية، في فلسطين وفي مدينة القدس خاصة، في الفترة ما بين 1924م-1948م.

وعام 2019م، أصدرت مؤسسة الدراسات الفلسطينية بالاشتراك مع مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي النسخة العربية من الكتاب.

في مذكراتها "أنا والقدس" كتبت هالة: "أمضينا طيلة السنوات اللاحقة لعام 1948م في المنفى، بعيدا عن القدس. كنا على وشك فقدان الأمل برؤية القطمون أو بيتنا مرة أخرى. وحينما سنحت لنا الفرصة أخيرا لزيارة حيّنا القديم، ترددنا لوهلة. لم نكن نريد أن نعود بهذه الطريقة. كنا هناك للمرة الأخيرة بتاريخ 30 أبريل/نيسان 1948م، حينما هربنا من القدس خلال حرب فلسطين. كان عمر بيتنا وقتها 11 عاما تماما. وكان لا يزال يبدو جديدا".

سقوط حي القطمون

كان الحي الواقع غربي مدينة القدس بمساحة 157 دونما، ساحة لأبرز المعارك التي خاضها جيش الجهاد المقدس بقيادة الشهيد إبراهيم أبو ديّة لحمايته من احتلال العصابات الصهيونية، وشكل تفجير عصابات الهاغاناه فندق سميراميس في يناير/كانون الثاني عام 1948م نقطة أساسية في بداية المعارك، وبفعل مؤازرة البريطانيين للعصابات الصهيونية سقط الحي.

تروي هالة في مذكراتها، وكان عمرها 24 عاما آنذاك، أن عائلتها كانت آخر من غادر منزلها، خلال الحرب، وككل الفلسطينيين اللاجئين، لم تسمح لهم سلطات الاحتلال بالعودة إلى منازلهم بعد الاستيلاء عليها وإحلال المستوطنين مكانهم، ناهيك عن قوانين أملاك الغائبين التي أصدرها الاحتلال في حينها.

إسهامات أدبية

نشرت هالة السكاكيني كتابا تحت عنوان "نحن الاثنتان"، وهو بمثابة سيرة ذاتية أخرى تحكي فيها علاقتها بشقيقتها دمية، وكتاب "السنوات في رام الله"، تتحدث فيه عن حياتها في مدينة رام الله، إضافة إلى كتاب "كذا أنا يا دنيا"، وفيه مختارات من يوميات والدها بعد وفاته عام 1953م، إذ أمضت هالة معظم حياتها في تحرير وتقديم وتفسير كتابات خليل السكاكيني.

وإلى جانب الكتابات الأدبية، لم تكن السكاكيني معزولة عن السياق السياسي العام للقضية الفلسطينية، إذ ركزت على قضية اللاجئين الفلسطينيين، وحقهم في العودة، وكذلك كانت شديدة الانتقاد لاتفاق أوسلو (1993م).

بيت خليل السكاكيني في حي القطمون وقد تحول إلى روضة إسرائيلية (الجزيرة) مركز خليل السكاكيني

في مايو/أيار 1996م أسست هالة رفقة شقيقتها دمية مركزا ثقافيا بمدينة رام الله، يحمل اسم والدها، وكان تابعا لوزارة الثقافة الفلسطينية، وبعد عامين تحول إلى مؤسسة مستقلة غير ربحية.

وبعد عودة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش (1941م-2008م) من بيروت، أخذ فيه غرفة لتكون مكتبا له، ومنه حرر وأصدر مجلة الكرمل الأدبية، التي تأسست في بيروت عام 1981م.

واحتضن المركز العديد من الأنشطة الفنية والأدبية والثقافية، والمعارض والمهرجانات والعروض الأدائية والموسيقية.

الوفاة

توفيت هالة السكاكيني بعد مسيرة تربوية وأدبية غنية عام 2003م عن عمر يناهز الـ80 عاما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مدینة رام الله فی مدینة عام 1948م

إقرأ أيضاً:

عبد الله النجار: على الزوجين التغافل عن المقارنات التي تفسد العلاقة بينهما

عقدت دار الإفتاء المصرية بجناحها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوةً بعنوان: "الزواج بين مفهوم الفضل ومفهوم الحقوق والواجبات"، تحدَّث فيها الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، والدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، وبحضور فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية، ورئيسُ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم.

وقال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف: إن الإسلام قد اهتمَّ بالأسرة اهتمامًا بالغًا، فلا تجد عقدًا من العقود التي تناولها القرآن الكريم ببيان أحكامه كما اهتم بعقد النكاح. فقد ذكر القرآن الكريم العديد من العقود، ولكن عقد النكاح تميَّز بأن القرآن الكريم اهتمَّ ببيان أحكامه بنصوص واضحة، وما ذلك إلا لأن عقد النكاح هو أساس الأسرة المسلمة ونواة المجتمع.

وأشار إلى أنه عندما تكون الأسرة مَبنيَّة على كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فإنها تكون أسرةً ناجحةً تُحقِّق أهدافَها، ويكون فيها أبناء وآباء يؤدون مسؤولياتهم وواجباتهم تجاه بعضهم بعضًا، ما يؤدي إلى نشوء ذُرية صالحة نافعة لوطنها وأُمَّتها ودينها، وتنجو وتسعَدُ في الدنيا والآخرة.

وتابع الدكتور الضويني قائلًا: "إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أرشد الشباب إلى التماس النكاح والتحصين من خلاله، فلا شيء يُسعِد أهل الإسلام كما يسعدهم اقتفاءُ سُنة رسول الله". وأكد أن دعوة الإسلام للشباب إلى الزواج هي دعوة تربوية، حيث يعدُّ الزواج الطريقَ الصحيحَ لتنشئة الأسرة الناجحة التي تُساهم في تقدُّم المجتمع. وبدون الأسرة، لا يمكن تصوُّر مجتمع آمن.

وأوضح أن الزواج هو نعمة وفضل من الله سبحانه وتعالى، كما جاء في القرآن الكريم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}، مشيرًا إلى أن الزواج هو آية من آيات الله ونعمة يجب شكرها بالحفاظ عليها وتحقيق العدل والفضل بين أطرافها.

كما أكد أن الزواج هو السكن، حيث تنتقل المرأة من بيت أبيها إلى بيت زوجها لتسكن إليه ويسكن إليها، والسكن هنا يعني أكثر من مجرد اللقاء، بل هو الراحة والطمأنينة التي يجدها كل طرف في الآخر.

وأضاف أن الله جعل بين الزوجين مودة ورحمة، وهذه الرحمة تظهر في مختلف المواقف، خاصَّة عندما يتقدَّم الزوجان في السِّن، أو يمرض أحدهما، حيث يقف كل منهما إلى جوار الآخر. واعتبر أن المرأة الصالحة هي زاد المؤمن في بيته، وأن هذا كله لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كانت هناك تربية صحيحة للفتاة والشاب على تحمُّل المسؤولية وإدارة البيت.

وأشار إلى أنه على الرجل أن يفهم أنه عندما يُقدِم على هذه الخطوة فإنه سيتحمَّل مسؤوليات عظيمة، ويجب أن يكون مسئولًا عن الحقوق التي سيقع عبئُها على كاهله، خاصة حقوق الزوجة التي انتقلت من بيت أبيها إلى بيته. وأكد أن القوامة في الزواج تعني المسؤولية عن البيت والزوجة، بشرط أن يكون الرجل قائمًا على حقوقها.

ولفتَ إلى أهميَّة تربية الفتاة على إدراك واجب الزوجة في أن تكون عونًا لزوجها في بناء أسرة صالحة، وأن يكون لها دور في تربية الأطفال.

وفي ختام كلمته، شدد الدكتور محمد الضويني على أهمية البحث عن ذات الدين في الزواج، حيث إن المرأة المتدينة هي التي تعرف حقوق زوجها وبيتها، وهي الطريق إلى الفوز برضوان الله. وأكد أن دور الآباء والأمهات في تربية أبنائهم على هذه القيم أمر بالغ الأهمية، حيث يُعِدُّونهم للبيت الذي سيُبنَى بين الرجل والمرأة.

كما دعا إلى أن يكون الاهتمام بالزواج متوازنًا، فلا ينبغي التركيز فقط على الجانب المادي، لأن ذلك قد يضيع الهدف الحقيقي من الزواج. وقال: إن الزواج يُغنِي الإنسان إذا رُوعيت القيم النبيلة التي دعا إليها الإسلام، وأنه يجب أن يُربَّى الشاب على حقوق الزوجة، بينما ينبغي أن تُربَّى الزوجة على حقوق الزوج. بهذه الطريقة يُمكننا الحدُّ من نسبة الطلاق التي تشير الإحصائيات إلى أنها ترتفع بشكل كبير في السنة الأولى من الزواج، مما يعكس أهمية التربية على القيم الإسلامية في بناء أسرة مستدامة ومستقرة.

من جانبه، تحدَّث الدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية عن أهمية العلاقة الأسرية في التشريع الإسلامي، مشيدًا بكلمة الدكتور الضويني وبفضيلة المفتي. وأكد فضيلة الدكتور عبد الله النجار أن العلاقة بين الزوجين هي مزيج من داعي الطبع وداعي الشرع. داعي الطبع يتمثل في الحب الذي يزرعه الله في قلوب الرجال، حيث يتقدم الرجل بمشاعر الحب، كما هو الحال في جميع الثقافات. هذا الحب ليس مجرد عاطفة عابرة، بل هو علاقة تستند إلى الوفاء والحفاظ على العلاقة.

كما أكد أن الزواج نعمة من نعم الله عز وجل وليس مجرد متعة يقضيها الشاب، وهذا أول خطأ يفكِّر فيه الشاب؛ إذ إنه يريد أن يرى زهرةً جميلةً يشمها، حتى إذا ما انتهى تركها ومضى إلى حال سبيله، وإنما كل نعمة من الله عز وجل لا بد أن يكون لها عوامل صيانة ورعاية تُبقي عليها وتُنمِّيها.
وأشار إلى أن دواعي الشرع تهدف إلى الحفاظ على استمرارية العلاقة الزوجية من خلال معرفة الحقوق والواجبات والمسؤوليات، سواء كانت مادية أو عاطفية أو اجتماعية. 

وأوضح أن نصوص الشريعة الغراء التي جاءت في كتاب الله تعالى وسُنة نبيِّه صلى الله عليه وسلم تدعو الشاب والفتاة والزوج والزوجة إلى أن يكون قوَّامًا بالقسط عند أداء الحقوق والواجبات، وأشار إلى أن الله تعالى غيَّر منظومة الأسرة بسبب الزواج فأنشأ لها صِلة قرابةٍ جديدةٍ.
وفي هذا السياق، أضاف فضيلته أن العلاقة الزوجية علاقة مقدسة في الإسلام، حيث يكون الرجل والمرأة جزأين يكمل بعضهما بعضًا، ويؤديان معًا دورًا في الحفاظ على الأجيال القادمة ونقل القِيَم الدينية من جيل إلى جيل.

كما تحدث عن أهمية الحفاظ على الأسرة كونها أساسًا لاستمرارية الدين من جيل إلى جيل، وأوضح أن تفشي المشاكل الأسرية يأتي نتيجة لتغيير النظرة التقليدية التي تفترض أن الرجل يأخذ ولا يعطي، وأنه يجب على المرأة أن تطيع فقط دون النظر إلى حقوقها.

وأشار إلى تأثير التفاوت الاجتماعي على الحياة الزوجية، وأنه من المهم أن يحترم كل طرف حقوق الآخر، كما أكد على أهمية التغافل عن المقارنات غير العادلة التي قد تُفسد العلاقة بين الزوجين.

وقبيل ختام الندوة زار الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة جناح دار الإفتاء المصرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث أشاد بعناوين الموضوعات التي تتناولها الدار في جناحها، والتي تعكس دورها الريادي في معالجة القضايا المجتمعية والفكرية برؤية تجديدية مستنيرة.

كما أثنى وزير الثقافة على التعاون والتكامل بين المؤسسات الدينية المصرية، مشيرًا إلى أن قيادات هذه المؤسسات تحرص على الحضور والمشاركة في أجنحة بعضها بعضًا وفي الندوات المقامة خلال المعرض بما يُسهم في إفادة الجمهور من علومهم وخبراتهم، ويعزز رسالة الدين في نشر القيم النبيلة ومواجهة التحديات الفكرية.

مقالات مشابهة

  • ابنة ملاك الحسيني تسخر من مقطعها الشهير وهي طفلة :الميك أب حق فاسدات..فيديو
  • عبد الله النجار: على الزوجين التغافل عن المقارنات التي تفسد العلاقة بينهما
  • قصة الإسراء والمعراج مختصرة.. رحلة إعجازية مليئة بالدروس العظيمة
  • ابنة طلال مداح تخطف الأنظار في يوم زفافها.. فيديو
  • حافلات الأسرى المحررين تصل إلى مدينة رام الله / شاهد
  • عاجل | مصادر فلسطينية: ٣ حافلات تقل ١١٤ أسيرا محررا تصل إلى مدينة رام الله
  • جولة تفقدية لوزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك المهندس ماهر خليل الحسن ومحافظ إدلب محمد عبد الرحمن على أسواق مدينة إدلب وأفرانها ويلتقيان بالأهالي
  • بدء تحرك حافلات الأسرى من سجن عوفر باتجاه مدينة رام الله / شاهد
  • إطلاق قصيدة "نحن قوم أبيونا" هدية موسيقية لمركز خليل السكاكيني وفلسطين
  • القدس.. مدينة احتضنت الكتّاب والمثقفين تاريخيا وحوربت صحفها ومجلاتها