هل الإفطار أهم وجبات اليوم؟ السر في تاريخ رقائق الذرة
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
يعتقد الكثيرون أن الإفطار أهم وجبة في اليوم، لكن العلم، أثبت أن تخطي وجبة الإفطار قد يكون مفيدا بدرجة أكبر. وما بين معضلة تناول وجبة الإفطار أو تخطيها، يظل السؤال: كيف ظهرت مقولة "الإفطار أهم وجبة في اليوم"؟
دعاية ترويجيةلم تكن عبارة "وجبة الإفطار أهم وجبة في اليوم" سوى إعلان تسويقي مبتكر، أطلقته مجلة "غود هيلث" في مقالة نشرتها عام 1917، وحررها الدكتور جون هارفي كيلوغ.
قبل حبوب الإفطار، التي تضم عناصر غذائية متعددة وفقا لمقال المخترع، لم تكن تحظى وجبة الإفطار بشعبية في السابق.
عالمة البيئة النباتية وكاتبة الطعام هيذر أرندت أندرسون، قالت إن وجبة الإفطار كان ينظر إليها باستياء اجتماعيا وأخلاقيا حتى القرن الـ17 تقريبا.
وكان الأوروبيون في العصور الوسطى يتجنبون تناول وجبة الإفطار إلى حد كبير. واعتبروا أن تناول وجبة إفطار في الصباح، يعد خطيئة وربطوها بالشراهة. واعتمادا على ذلك، كان الصيام لفترات من اليوم دليلًا على قدرة المرء على التحكم في رغبات الجسد.
لكن كاتبة الطعام أندرسون، أضافت في مقال على "هاف بوست" أنه رغم الاستياء من تناول وجبة الفطور لسنوات طويلة، كانت ملكة بريطانيا إليزابيث تحب تناول وجبة من الطعام عند الاستيقاظ من النوم. وقد ساعد ذلك، على أن تصبح وجبة الإفطار مقبولة تدريجيا في جميع أنحاء أوروبا.
مع الثورة الصناعية، اكتسبت وجبة الإفطار شعبية للحصول على الطاقة اللازمة، وكان الأشخاص يتناولون بقايا الطعام من اليوم السابق قبل الذهاب للعمل. لكن نوعيات ذلك الطعام كانت تتسبب في اضطرابات في الجهاز الهضمي وأمراض عسر الهضم، بحسب أندرسون.
أدى ذلك بدوره، إلى تحول في اختيارات وجبات الصباح، ولقي ترويج كيلوغ لـ"الوجبة الخفيفة" حبوب الإفطار، قابلية كبيرة لدى المستهلكين.
البروتين بدلا عن حبوب الإفطارمع تقدم الطب، أوصى مختصّو التغذية بتغيير أنماط الطعام لحصول الجسم والعقل على أكبر فائدة ممكنة. وكان استبدال حبوب الطعام التي تحتوي على كمية كبيرة من السكر بالبروتين تحولا رئيسيا. ساهم ذلك في تراجع شعبية "حبوب الإفطار" عن ذروتها في تسعينيات القرن الـ20.
احتل البيض قائمة الطعام في وجبة الإفطار. كان البيض، عنصرا متاحا في كثير من البيوت بسبب تربية الدجاج في ملحقات المنازل. وبحسب موقع "بون ابيتي" كان الرومان يتناولون البيض دائما في إحدى الوجبات الرئيسية، لأنه كان متاحا.
لكن في القرن الـ20، وبسبب الدعاية التجارية، ارتبط البيض، كوجبة بديلة لحبوب الإفطار، مع اللحم المقدد. ووفقا لـموقع "ماشد" قام رائد العلاقات العامة والدعاية إدوارد بيرنيز بإقناع الأطباء بترويج لحم الخنزير المقدد والبيض كإفطار صحي من أجل تعزيز مبيعات لحم الخنزير المقدد لصالح شركة الأغذية "بيش نات".
أقنع بيرنيز 5 آلاف طبيب بالتوقيع على بيان يوصي بتناول إفطار دسم، ونشر هذا البيان في الصحف، حيث تم تقديم لحم الخنزير المقدد والبيض كبداية مثالية لليوم.
في الدول العربية، أصبح ما يعرب بـ"اللحوم الباردة" أو "الكولد كت" الحلال، أي شرائح اللحوم الحلال، توصية رئيسية من اختصاصيي التغذية مع البيض والخضراوات كوجبة إفطار متكاملة.
ومع توصياتهم بوجبة إفطار غنية بالبروتين، عدد اختصاصيُّو التغذية فوائد الإفطار، على مدار سنوات، بدءا من منح الجسم الطاقة اللازمة لبدء اليوم، وزيادة القدرة على التركيز، وتخفيف الإحساس بالجوع، والمساعدة على نقص الوزن، والحفاظ على مستويات ثابتة للسكر في الدم، وصولا إلى تحسن التحصيل العلمي عند الأطفال. لكن على الرغم مما قيل لسنوات، فإن وجبة الإفطار ليست الوجبة الأكثر أهمية في اليوم.
جميع الوجبات متساويةفي عام 2016، كشفت دراسة بعنوان "هل وجبة الإفطار أهم وجبة في اليوم؟"، أن جميع الوجبات متساوية. وأشارت الدراسة، المنشورة على موقع المكتبة الوطنية للطب، إلى أنه لا يوجد دليل يدعم فكرة أن تناول وجبة الإفطار يعزز فقدان الوزن أو أن تخطي وجبة الإفطار يؤدي إلى زيادة الوزن.
وذهب أستاذ علم الأوبئة الوراثية تيم سبيكتور، إلى أبعد من ذلك، حيث أشار في مقال منشور في المجلة الطبية العلمية، إلى أن تخطي وجبة الإفطار قد يكون في الواقع إستراتيجية مفيدة لخفض الوزن، وأن الشخص ليس مضطرا لتناول وجبة إفطار جيدة حتى يبدأ يومه بشكل جيد ونشيط.
وبغضّ النظر عن تناول وجبة الافطار أو تخطيها، فإن تناول نظام غذائي صحي ومتوازن يعد من أهم الأشياء التي تدعم الصحة والوزن المناسب. من خلال، تحسين مستويات الكوليسترول، وضبط ضغط الدم والسكر، وإدارة وزن الجسم.
ويتضمن النظام الغذائي الصحي:
1- تناول الخضراوات والفاكهة بشكل أساسي. وتضمين الخضراوات في معظم الوجبات اليومية، لقدرتها على مد الجسم بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن والألياف الضرورية. وتعد الفاكهة وجبات خفيفة صحية ومفيدة.
2- تناول البروتينات يوميا لكن بكمية أقل من الخضراوات. كقطعة من اللحم خالية الدهون أو الدجاج أو سمكة في الوجبة الرئيسية، كما تشمل البروتينات أيضا البقوليات والمكسرات. ويساعد البروتين في بناء العضلات.
3- الحبوب الكاملة. مثل الخبز والبسكويت المصنوع من الحبوب الكاملة، والأرز البني. وتحتوي الأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة على الألياف والبروتين وفيتامينات ب وتعطي شعورا بالشبع لفترة طويلة، لكن يفضل ألا تزيد الحبوب الكاملة في كميتها عن ربع الوجبة.
4- شرب الماء بانتظام يساعد على ترطيب الجسم وتنظيم عمل الجهاز الهضمي. كما يساعد شرب الماء في إدارة الوزن.
5- الابتعاد عن العصائر الطبيعية والمشروبات الغازية والسكرية، لأنها تحتوي على كميات كبيرة من السكر وقد تؤدي إلى زيادة الوزن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحبوب الکاملة وجبة الإفطار وجبة إفطار تناول وجبة
إقرأ أيضاً:
22 أبريل.. لماذا نحتفل بيوم الأرض؟ .. كارثة التسرب النفطي السر وراء انطلاق الحدث.. الأمم المتحدة تدعو لاقتصاد أكير استدامة.. هذه أبرز المحطات في تاريخ الاحتفال بهذه المناسبة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
"يفقد العالم 10 ملايين هكتار (أكبر من مساحة دولة آيسلندا) من الغابات سنويا"، إذا كنت واحدا ممن لا يعرفون حتى الآن أسباب خسارة تلك المساحات سنويًا.. فانت مدعو معنا للتعرف على أهمية الاحتفال بـ"يوم الأرض"، وهو الحدث العالمي الذي يحييه الملايين حول العالم من أجل إنقاذ كوكب الأرض من الهدر المستمر لموارده نتيجة للتغيرات المناخية التي أصبحت كابوسًا يهدد الحياة على كوكبنا "الأرض".
يوم الأرض.. متى ولماذا نحتفل بهذا اليوم في 22 أبريل؟ظهرت فكرة الاحتفال بيوم الأرض في 1969، في أعقاب كارثة التسرب النفطي في قناة سانتا باربارا عام 1969، والذي تسبب في مقتل أكثر من 10000 من الطيور البحرية والدلافين والفقمات وأسود البحر، ومن هنا انطلقت دعوات نشطاء البيئة لضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات من أجل تشكيل التنظيم البيئي، ونشر التعليم البيئي، وإقامة يوم الأرض، وذلك بمثابة رد فعل على هذه الكارثة.
وفي عام 1970، انطلقت فكرة "يوم الأرض" بمبادرة من السيناتور الأمريكي غايلورد نيلسون، الذي استلهمها من مشاهد التلوث النفطي المروع قبالة سواحل كاليفورنيا، وعندما عاد إلى واشنطن، قدّم مشروع قانون لجعل يوم 22 أبريل من كل عام عيداً قومياً للاحتفال بكوكب الأرض.
تلك المبادرة من السيناتور الأمريكي لاقت ترحيبا كبيرا حيث شهد أول احتفال بيوم أرض مشاركة نحو 20 مليون شخص خرجوا إلى شوارع المدن الكبرى في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، ومع مرور السنوات، تحول هذا الحدث إلى حركة عالمية، فبحلول عام 1990، شارك فيه أكثر من مليار شخص من حوالي 200 دولة؛ مما أدى إلى تأسيس منظمات دولية ضمّت 141 دولة لتعزيز الاهتمام بالبيئة.
وفي عام 1997، اعترف قادة العالم، خلال اجتماعهم في كيوتو باليابان، بأن أحد أبرز أسباب تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري هو استمرار انبعاثات الكربون الناتجة عن استهلاك الوقود الأحفوري، مؤكدين ضرورة التصدّي لتلك الانبعاثات المضرّة بكوكب الأرض.
أبرز المحطات في تاريخ الاحتفال بـ"يوم الأرض":1970: أُقيم أول يوم للأرض في الولايات المتحدة في 22 أبريل حيث أسس السيناتور الأمريكي جايلورد نيلسون هذه الحملة بعد أن شهد تسربًا نفطيًا.
1990: شارك 200 مليون شخص في 141 دولة في احتفالات يوم الأرض، وأصبحت القضايا البيئية عالمية.2000: طالبت 184 دولة ومئات الملايين من الناس باتخاذ إجراءات بشأن الاحتباس الحراري والطاقة النظيفة.2010: أُطلقت حملة "مليار مبادرة خضراء".2015: اختارت الأمم المتحدة يوم الأرض يومًا لتوقيع اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ.2020: احتفلت حملة 2020 بمرور 50 عامًا على العمل المناخي العالمي، بمشاركة مليار شخص حول العالالاحتفال بـ"يوم الأرض" 2025
يركز الاحتفال بـ"يوم الأرض" في عام 2025 على ضرورة التحوّل إلى اقتصاد أكثر استدامة، والتوسع في المشروعات الخضراء التي تحافظ على البيئة في المقام الأول جنبًا إلى جنب مع التطور الصناعي والتنمية المستدامة، مثل مشروعات الطاقة المتجددة، نتيجة الانخفاض الكبير في تكلفة تصنيع الألواح الشمسية، فقد انخفضت بنسبة تصل إلى 93% بين عامي 2010 و2020، كما أن الاعتماد على الطاقة المتجددة يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري ويحد من تلوث الهواء، ويوفر نحو 14 مليون فرصة عمل جديدة حول العالم.
أهداف الاحتفال بـ"يوم الأرض"
يهدف الاحتفال بيوم الأرض هذا العام 2025، إلى تعزيز ورفع الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة، والعمل على حماية موارد كوكب الأرض والحفاظ على الطبيعة بهدف معالجة الأزمة البيئية العالمية التي نواجهها، مثل تغير المناخ، وتلوث الهواء والماء، وإزالة الغابات، وفقدان التنوع البيولوجي.
مخاطر التلوث العالميبالنظر إلى مخاطر التلوث العالمي، أفاد تقرير نُشر في دورية "لانسيت" الطبية بأن التلوّث كان سبباً في وفاة 9 ملايين شخص حول العالم في عام 2015، حيث كانت الغالبية العظمى من هذه الوفيات في دول ذات دخل منخفض أو متوسط، وكانت بنغلاديش والصومال من بين الدول الأكثر تضرراً، في المقابل، سجّلت بروناي والسويد أقل معدلات الوفاة المرتبطة بالتلوث.
التلوّث كان سبباً في وفاة 9 ملايين شخص حول العالم في عام 2015كما تسبب تلوث الهواء "بحسب التقرير" في وفاة 6.5 مليون شخص بشكل مبكر، ويشمل هذا التلوث الخارجي الناتج عن الغازات والجسيمات العالقة في الهواء، بالإضافة إلى التلوث داخل المباني، الناجم عن حرق الوقود والفحم، في حين جاء تلوث المياه في المرتبة الثانية من حيث الخطورة، حيث تسبب في وفاة نحو 1.8 مليون شخص، فيما أسفر التلوث في أماكن العمل عن وفاة 800 ألف شخص حول العالم.
وأشار التقرير إلى أن نحو 92% من هذه الوفيات وقعت في الدول الأكثر فقرًا، وكان التأثير الأشد تركّزاً في البلدان التي تشهد نمواً اقتصادياً سريعاً، مثل الهند التي سجّلت خامس أعلى معدل وفيات بسبب التلوث، والصين التي حلّت في المرتبة السادسة عشرة.