التراث الإماراتي.. كنز تتوارثه الأجيال ومصدر اعتزاز بالهوية
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
لمياء الصديق (أبوظبي)
تزخر دولة الإمارات العربية المتحدة، بموروث ثقافي كبير ينعكس في قيم وأصالة شعبها، يجمع بين الأصالة العريقة والمعاصرة في آن واحد، ويرجع تراثها الذي يشتمل على مختلف المجالات المتنوعة إلى آلاف السنين. وبقي راسخًا يعكس التاريخ العريق ويوثق منجزاته الثقافية والحضارية.
التراث الإماراتي الثري والمتنوع، ينعكس في العادات الاجتماعية، ونمط الحياة والمناسبات، والعمارة والفنون الشعبية، والأدب والشعر والموسيقى، واللباس والمأكولات، وتلتقي الثقافة الإماراتية في بعض مكوناتها مع ثقافة باقي دول الخليج العربي.
اقرأ أيضاً..التراث الإماراتي.. «ذاكرة منقوشة على الطوابع البريدية»
الثقافة الإماراتية غنية ومتنوعة، تعكس تاريخاً عريقاً وتأثيرات متعددة من مختلف أنحاء العالم. تجمع بين التقاليد القديمة والحداثة، مما يمنحها هوية فريدة ومتميزة، يعد نشر التراث الإماراتي والحفاظ عليه مسؤولية جماعية ولمفرداته مكانة خاصة في قلب كل إماراتي، فكان الحفاظ على منظومة القيم الأصيلة والهوية الوطنية حجر الأساس في استراتيجية بناء الدولة، تجسيداً لمقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه: «من ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل».
نستعرض بعض مكونات وملامح التراث المحلي، والتي تعكس غنى وتنوع الهوية الإماراتية:
- التسامح والضيافة
قيم التسامح والضيافة تشكل أساساً للثقافة الإماراتية وثقافة التسامح والتعايش السلمي في المجتمع، تجمع بين الثقافات المتنوعة.
تشكل الضيافة قيمة أساسية في المجتمع الإماراتي، حيث يُعتبر استقبال الضيوف وتقديم الضيافة الكريمة من الأمور المهمة جداً. يتمثل ذلك في طقوس تقديم القهوة والتمور والحلويات والمأكولات.
- القهوة
عنوان للكرم والأصالة، ويترافق معها كنز من العادات والتقاليد التي تكشف عن أهمية ثقافة وهوية المجتمع الإماراتي.
طقوس إعداد القهوة الإماراتية تكشف عن مفردات «السنع» الثقافية، لتفعيل أدواره في الحياة اليومية، من خلال نشر قيم الكرم والنخوة والإيثار.
اقرأ أيضاً..التراث في دلال عتيقة
- السنع
يعرف السنع في الضيافة الإماراتيّة بأنّه حزمة من العادات والتقاليد التي تُركّز على تعليم كيفية التعامل مع الآخرين والتصرف معهم، بدءًا بتقديم القهوة للضيوف والترحيب بهم، وانتهاءً بدعوتهم إلى الطعام، كما أنّها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالقيم المجتمعيّة الإيجابيّة والسلوكيات التي تدل على وجود التلاحم الاجتماعي والترابط والتضامن الاجتماعي، بهدف ترسيخ هذه القواعد في قلوب الأجيال.
تُعتبر القهوة جزءاً أساسياً من الضيافة العربية، ويعكس تاريخ المنطقة ارتباطها الوثيق بهذا المشروب، حيث إن تقديم القهوة من أهم تقاليد الضيافة في المجتمع العربي والإماراتي، فضلاً عن كونها رمزاً للجود والكرم، لذا ظلت القهوة العربية من أساسيات الثقافة العربية على مدار قرون، من ناحية طقوس تحضيرها وتقديمها.
كانت مجالس القهوة في الماضي خير مكان لقضاء أوقات الفراغ، وتبادل الأخبار والأفكار الأدبية والثقافية، ومناقشة الأحداث اليومية، بالإضافة إلى ما تحمله القهوة من قيم ودلالات ومعان اجتماعية متعددة، تنظم إيقاع المجتمع.
يعد تقديم القهوة العربية التقليدية من الطقوس الاجتماعية في دولة الإمارات، وعادة ما تكون القهوة المصنوعة محلياً مطعّمة بالهال والزعفران، وتقدم في فناجين القهوة العربية الصغيرة غير المزوّدة بمقبض.
أُدرجت القهوة العربية عام 2015، في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو، ولا تقتصر أهمية القهوة على الضيافة فحسب، بل هي رمز للوحدة والروابط الاجتماعية والثقافية، والتي أسهمت في تشكيل مجتمع الإمارات.
اقرأ أيضاً..«تراثنا الأصيل».. تعزز الوعي بالهوية الإماراتية
- الطعام
المطبخ الشعبي في دولة الإمارات يتميز بأكلات متنوعة ومتوارثة، خاصة في المناسبات والدعوات. وتتميز هذه المأكولات الشعبية بخصوصيتها وتنوعها.
تعكس الأطعمة التقليدية مزيجًا من التأثيرات العربية والشرق آسيوية، مع التركيز على الأطعمة البحرية واللحوم.
ويعتبر الأرز، والسمك، واللحم من الوجبات الأساسية في دولة الإمارات، ومن أشهر الأكلات الشعبية:
- الهريس
طبق تراثي، يتمّ تناوله غالباً خلال التجمعات العائلية المهمة، مثل حفلات الزفاف، وفي المناسبات والأعياد الوطنية والدينية، وله حضور مميز خلال شهر رمضان المبارك.
يذكر أنّ "الهريس" يُحضّر عن طريق طبخ القمح في ماء مملح قليلاً لعدة ساعات، ثم يضاف اللحم الذي يكون في الغالب لحم الضأن أوالدجاج، ويطهى مرة أخرى لمدة ساعات، ثم يُقدّم الطبق مع وضع ملعقة من السمن البلدي فوقه.
- الثريد
تُعد وجبة الثريد بأصنافه من الثريد باللحم أو الثريد بالدجاج أو الثريد بالسمك والذي يتكون من الخبز المحلي أو ما يسمى الخبز العربي أو خبز الرقاق·
وخبز الرقاق الإماراتي الشهي، لا تخلو منه الموائد في رمضان، وبحسب العادات الشعبية لا يؤكل فقط مع الجبن والعسل، إنما تقدم القطع الجافة منه كمادة أساسية تمزج مع الحساء أو تكون ضمن بعض الأكلات مثل الثريد أو المرقوقة.
وهناك عدد كبير من المأكولات الشعبية القديمة الشهيرة ومنها العصيدة والخبيص والمضروبة والساقو والخنفروش وهي من المأكولات التي تشتهر بمذاقها وطعمها المميز. بالإضافة إلى الطبق الرئيسي الذي لا يزال حتى اليوم سيد المائدة وهو العيش أو الأرز بأصنافه المتنوعة من القبولي والبرياني والمكبوس والمقلوبة والمندي·
ومن أشهر أنواع الحلويات الشعبية، الشعرية أو ما يسمى بالبلاليط بأشكالها، واللقيمات والساقو وقرص بسبس وغيرها.
- اللباس التقليدي
يشمل الثوب الأبيض للرجال والعباءة والشيلة للنساء، ويُعتبر اللباس التقليدي رمزًا للهوية الوطنية.
- العباية
هي اللباس التقليدي والأساسي للمرأة في الإمارات، فالعباية في الماضي كانت تلبس على الرأس، ولها لون واحد فقط هو اللون الأسود، ولا يدخل عليها أي مواد خام، أو لون، ولها نوع قماش واحد، أما في الحاضر، فقد تغيرت العباية بشكل ملحوظ وباتت بألوان مختلفة غير اللون المتعارف عليه وهو «الأسود».
و«البرقع» أحد أهم الرموز التراثية للمجتمع الإماراتي، الذي اتخذته النساء ليعبّر عن الزينة والحشمة.
- الكندورة
يتكون لباس الرجال المحلي، وهو في الأغلب أبيض اللون، من الكندورة (الثوب)، والبشت (العباءة)، والحطة والشماغ (العقال)، والقحافي (الطاقية).
ورغم التشابة الظاهر في شكل الكنادير غير أنها تختلف في تصاميمها ونوعية أقمشتها·
وفي الأعياد ومناسبات الفرح لاتزال الزي الوطني المفضل.
- الزواج والأسرة
تُعتبر مراسم الزواج وتكريم الأسرة من القيم المهمة، ويحرص المجتمع الإماراتي على الاحتفال بالزفاف بأسلوب خاص يتميز بتقديم الهدايا للعروسين، وارتداء الحلي التراثية التقليدية، والرسم بالحناء.
المجتمع الإماراتي يتميز باهتمامه ومحافظته على الكثير من الموروثات الشعبية التي تتعلق بالتراث، مثل السحارة أو المندوس، و«السحارة» في التراث الإماراتي اسم يطلق على صندوق صغير توضع فيه أدوات الزينة والمجوهرات والعطور وخلافها، بينما «المندوس» نوع من أنواع الصناديق تحفظ فيه الحاجيات الثمينة للعروس.
- ذكريات الماضي
ارتبطت ذكريات العيد عند الجدات والأمهات، بتنظيف البيت قبل العيد، وخياطة الملابس الجديدة، وتخضيب اليدين بالحناء أجواء العيد بطقوسه وعاداته وتقاليده المتوارثة عبر الزمن.
- العيدية قديماً
تبدأ طقوس توزيع العيدية بعد صلاة العيد، حيث يخرج الأطفال في مجموعات مرتدين الملابس الجديدة، قاصدين بيوت الأهل والأقارب لجمع العيدية، لتضج الأزقة بحركة الأطفال والمعيدين من الجيران وغيرهم، وتظل الأبواب مشرعة ومرحبة بالمهنئين، والعيدية قديماً كانت في صورة مبلغ مادي زهيد، فيما تلجأ بعض الأسر إلى تقديم الحلويات كعيدية عوضاً عن المبلغ النقدي.
اقرأ أيضاً.. إبداعات سينمائية وتشكيلية تعكس ثراء التراث الإماراتي
- رحلة الهجن
لا تعد مجرد رحلة إلى الذات يخلو فيها المرء بنفسه ويستمتع بطبيعة التلال الرملية المترامية، بل هي أيضاً بوابة إلى التراث الإماراتي بعاداته وتقاليده، تصطحبك إلى حقبة زمنية أخرى تتوارى في ذاكرة التاريخ، وتبقى الرحلة بمجملها مغامرة استثنائية يخوضها المشاركون على ظهور الهجن لمدة أحد عشر يوماً.
وتهدف «رحلة الهجن» إلى عيش تجربة تزيد من قوة التحمل لدى الفرد والاعتماد على النفس والعمل بروح الفريق الواحد، إضافة إلى تعلم الطرق القديمة في معرفة الاتجاهات بعيداً عن استخدامات وسائل التكنولوجيا الحديثة، حيث تستخدم الوسائل والخرائط القديمة التي اعتمدت في الرحلات قديماً.
- الموسيقى والفنون
يُعد الفلكلور والتراث الشعبي لدولة الإمارات العربية المتحدة الوعاء الذي يجمع الحصيلة الإنسانية العريقة لهوية الشعب الإماراتي الأصلية، سواء التراث المادي والحضري، أو الفلكلور والأدب الشعبي والعادات والتقاليد والفنون الشعبية والأمثال والأهازيج وغيرها التي نُقلت عبر الأجيال.
الفنون الشعبية الإماراتية العريقة الجميلة تبرز إبداع المجتمع الإماراتي فهي رسالة يمكن أن يرسلها الشاعر أو الإنسان عندما يشدو وقت المساء بما يجول في خاطره من مشاعر وأحداث اجتماعية أو وطنية.
هذه الفنون أرسى قواعدها وأسسها الأجداد والآباء، لذلك حظيت باهتمام العديد من الجهات الرسمية بالفنون الشعبية في كل إمارات الدولة.
- الموسيقى الشعبية
تمثل جزءاً من التراث الشعبي للإمارات. فتتنوع الفنون في الإمارات بين الفن التشكيلي والموسيقى التقليدية حيث تهتم الجمعيات التراثية بفرق الفنون الشعبية والتي تستعرض أنواعا عدة من الفنون الإماراتية الأصيلة جميعها تعكس حياة أهل الإمارات بلغة فنية وترفيهية راقية تعتمد على الحركة والإيقاع وتستعين بالآلات الموسيقية التقليدية الموجودة داخل الإمارات والتي تستخدم في كل الأغاني التراثية.
- فنون العيالة
أدرجت ضمن التراث غير المادي بمنظمة اليونسكو عام 2014، مما يعكس الإرث الثقافي الغني لدولة الإمارات، كما تعزز قيم الكرامة والشرف، حيث أصبح هذا الفن رمزاً لهوية الدولة ووحدتها كونه يجسد القيم التراثية الأصيلة للثقافة الإماراتية.
ومن الفنون الشعبية الأكثر انتشاراً، فن العيالة والرّواح والندبة والويليّة ويولة السيف والآهلة والنهم والمالد والمنكوس والشلة والونّة والهبان، وغيرها. والتي تقدمها الفرق المحلية على شكل عروض فولكلورية وتراثية واستعراضات إماراتية.
وتتجلى هذه العروض بكثرة في «مهرجان الشيخ زايد»، الذي يقام سنوياً في منطقة الوثبة بأبوظبي.
وتهتم الفرق الفلكلورية بتقديم عروض تراثية وموسيقية تحثّ على الولاء والانتماء للوطن، وذلك باستخدام الآلات الموسيقية القديمة منها «القرب» و«الطبول العربي» و«الكأس النحاسي» و«المزمار».
كما تقوم الفرق بأداء بعض الأشعار القديمة حيث يجتمع أعضاؤها ويؤدون الإيقاعات في فخر بماضي الأقدمين بكافة أشكاله وفنونه.
- مشاهد التراث الإماراتي
تنعكس مشاهد التراث الإماراتي من خلال الحرف اليدوية، من سدو وخوص وتلي وأكلات شعبية ومنتجات حرفية ورياضة الصيد بالصقور، التي تعد إرثاً غنيا، أسهمت في المحافظة على هذه الحرف التراثية، باعتبارها مكوناً أساسياً من مكونات الهوية الوطنية.
تشمل الحرف اليدوية المنتجات النسائية، بالإضافة البهارات والملابس التراثية والعطور والدخون والرسم على الأواني والعبايات والجلابيات.
فالبيوت القديمة في الإمارات تميزها الفوانيس القديمة المزينة بأدوات استخدمها الأجداد في حياتهم اليومية والمصنوعة من الخوص والمجالس الخشبية المزينة بزخارف تحمل فنوناً تقليدية متوارثة.
دولة الإمارات اشتهرت قديماً بمهن وصناعات أهمها صناعة السفن الخشبية حيث برع الإماراتيون بصنع قوارب الصيد والسفن، بما فيها الجالبوت والسنبوك والشوعي والبتيل والبكره وغيرها".
كما اتقن الإماراتيون مهنة صيد الأسماك التي تتطلب إلى مهارة ومعرفة كبيرة في تطويع كافة الأدوات المتاحة، وأجادوا صنع أدوات الصيد البحري .
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التراث الثقافي التراث التراث الإماراتي مهرجان الشيخ زايد التراثي المجتمع الإماراتی التراث الإماراتی القهوة العربیة الفنون الشعبیة دولة الإمارات اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
لوموند: الإمارات العربية المتحدة تكسر الجبهة العربية أمام دونالد ترامب
سلطت صحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء في تقرير لها على الموقف الإماراتي بشأن الخطة الأمريكية لإجلاء الفلسطينيين من غزة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الإمارات تغرّد خارج سرب الجبهة العربية الموحدة ضد اقتراح ترامب الصادر في 4 شباط/ فبراير بشأن النقل القسري لمليوني فلسطيني من قطاع غزة إلى كل من مصر وأردن.
عند سُؤال يوسف العتيبة، السفير الإماراتي في واشنطن منذ 2008، عن وجود مقترح عربي بديل لإعادة إعمار الجيب الفلسطيني أعرب عن شكوكه قائلاً "لا أرى بديلاً عما يُعرض، حقًا لا. وإذا كان لدى أحد اقتراح، فنحن على استعداد لمناقشته واستكشافه، لكنه لم يظهر بعد".
وأفاد أيضًا بأن الإمارات ستسعى لإيجاد أرضية مشتركة مع إدارة ترامب، موضحًا: "أعتقد أن النهج الحالي سيكون صعبًا. في النهاية، نحن جميعًا في رحلة بحث عن حلول، ولا نعلم بعد إلى أين سيقودنا هذا الطريق".
تتعارض هذه الشكوك مع عزيمة الشركاء العرب في مواجهة خطة ترامب. فقد خطت مصر والأردن –اللتان اعتبرتا نقل الفلسطينيين قسريًا على أراضيهما خطًا أحمر– خطوة مبكرة بعدما أدركتا أن اقتراح الرئيس الأمريكي ليس مجرد هوس. وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أول من صعد إلى الميدان وبدا متوتراً في هذا التمرين الحساس، حيث أشار خلال لقائه مع ترامب في واشنطن يوم 11 شباط/ فبراير إلى وجود خطة عربية بديلة.
ملتزمون بإقامة دولة فلسطينية
من جهتها، أعلنت مصر عن عقد قمة عربية طارئة في القاهرة يوم 27 شباط/ فبراير لعرض هذا المقترح. وفي الوقت نفسه، برزت المملكة العربية السعودية منذ اندلاع حرب غزة كحامية لحل الدولتين باستضافة مجموعة اتصال عربية لمناقشة خطط ما بعد الحرب لإعادة الإعمار والحكم، وانضمت إلى الموقف الرافض بشكل قاطع لخطة ترامب.
وقد أبدت السعودية معارضة شديدة خاصة بعد أن شكك الرئيس الأمريكي في التزامها بإقامة دولة فلسطينية، فيما أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى أن المملكة تمتلك مساحة كافية لاستيعاب الفلسطينيين.
وفي مقابلة على قناة "سي إن إن"، ذكر الأمير تركي الفيصل – السفير السعودي السابق في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة – التزام المملكة بالقضية الفلسطينية، مما فتح المجال لمعلقين سعوديين لإطلاق انتقادات لاذعة على نتنياهو ووصْفوه بأنه "متطرف".
وحسب حسين إيبيش، خبير شؤون الخليج في معهد دول الخليج العربي في واشنطن، فإن الإمارات لا تعارض موقفًا عربياً موحدًا لكنها تتخذ نهجًا أقل حدة تجاه خطة ترامب لشعورها بأنها عالقة في اتفاق مع ترامب ونتنياهو؛ بينما تأتي اللهجة الأشد من مصر والأردن بدعم من السعودية.
وفي إطار اتفاقيات "أبراهام" التي وُقّعت في سنة 2020 مع كلٍ من البحرين والمغرب وترامب ونتنياهو، قامت الإمارات بتطبيع علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي. ومنذ اندلاع حرب غزة، شددت الإمارات نبرتها ضد "إسرائيل" دون إعادة النظر في سياستها تجاه الدولة العبرية؛ إذ أكدت أبوظبي في 5 شباط/ فبراير رفضها القاطع لأي انتهاك لحقوق الفلسطينيين الثابتة أو محاولة للنزوح، مؤيدةً بذلك التزامها بإقامة دولة فلسطينية.
مع ذلك، ألمح يوسف العتيبة، المخضرم في التحركات الدبلوماسية بواشنطن، إلى شكوك بشأن قدرة الدول العربية على طرح خطة تنال رضا ترامب.
وأوضح عزيز الغشيان، خبير الشؤون السعودية، أن "السعودية والدول الأخرى لا تستطيعان فعل الكثير سوى التأكيد على رفضهما؛ إذ سيطرحون خطة لتحويل طاقة دونالد ترامب إلى عملية سياسية".
وحسب قناة العربية السعودية، تفكر مصر في إنشاء مناطق أمنية لضمان عودة سكان غزة، مع تكليف شركات دولية بإعادة الإعمار بدعم عربي وأوروبي. وقد أكدت دول الخليج مرارًا استعدادها لتقديم دعم مالي وسياسي ولوجستي كبير لإعادة إعمار غزة تحت الحكم الفلسطيني.