الطهي.. هواية تاريخية تتوارثها الأجيال
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
ترتبط هواية الطهي بهوية الشعوب وتراثهم، وغالباً ما تكون بحسب العادات والتقاليد الخاصة بكل منطقة حسب موروثات شعبية تميزها عن غيرها، عادة استمرت على مر الأجيال والسنين، وهواية الطهي أحد هذه الهوايات التي تناقلتها الأجيال وباتت هواية محببة للكثير من أفراد المجتمع، وكانت بمثابة الجسر الذي يربط بين تراث الماضي والحاضر تتوارثها وتتناقلها الأجيال جيلًا بعد آخر.
وفي حين ينظر بعض الناس إلى الطهي على أنه عبء، يعتبره آخرون هواية سعيدة، وقد يكون التركيز الذي يتطلبه الفعل الجسدي للطهي، مثل التقطيع وتحريك المكونات، مفيدًا وممتعًا لدى محبي هذه الهواية الضاربة في القدم والتي تساعدهم على التركيز الكامل على هوايتهم التي يتفننون في إتقانها.
وبحسب دراسة نشرتها "المجلة الدولية للعلوم الإنسانية والاجتماعية" والتي أظهرت الصفات العلاجية التي يمكن أن تكون لهواية الطهي، مشيرة إلى أن عملية الطهي تساعد الشخص على الشعور بالراحة والرفاهية والرضا عن النفس.
واكتشف الباحثون أن هواية الطهي كانت أفضل مؤشر على السعادة الذاتية، بالنسبة إلى بعض الناس، وقد يكون الوقت الذي يمضيه شخص ما في المطبخ منغمسًا في ممارسة هواية الطهي هو الوصفة اللازمة لمزيد من السعادة والراحة العقلية.
ولخصت الدراسة إلى أن إمضاء الوقت في ممارسة هواية الطهي يمكن أن يخفف من التوتر والقلق، ويعزز اليقظة الذهنية.
وفي السعودية يبدع هواة الطهي بممارسة هوايتهم المفضلة حيث تختلف وتتنوع المأكولات من منطقة إلى أخرى بسبب العادات والتقاليد الخاصة بكل منطقة وإرثها الثقافي، الذي يميزها عن غيرها، وتتنوع أيضاً بحسب الموقع الجغرافي وطبيعة الحياة والتضاريس والمناخ ونوعية النباتات المزروعة في كل منطقة، مما يجعل المطبخ السعودي غني بأشهى المأكولات التي يتفنن الهواة في صنعها خلال تجمعاتهم.
ويؤكد فيصل العمري رئيس نادي الطهاة لهواية الطهي في منطقة تبوك الذي تم تأسيسه عبر البوابة الوطنية للهوايات "هاوي" عام 2023 أن هواية الطهي تعتبر من الموروث الشعبي في المملكة والتي تتنوع فيها المأكولات والأطباق بحسب المناطق المختلفة، مشيرًا إلى أهمية المحافظة على هذا التراث والموروث الشعبي السعودي وحمايته، والحرص على غرس قيمه لدى شباب وفتيات الوطن، داعياً جميع هواة الطبخ من الجنسين إلى الانضمام للنادي كونه مسجل ببوابة "هاوي" لإبراز هواياتهم في فنون الطهي.
وأشاد العمري بالدعم الكبير الذي تقدمه البوابة الوطنية للهواة "هاوي" التي وفرت بيئة ممتعة وثرية وجاذبة للهواة في مختلف مناطق المملكة وساعدتهم على ممارسة هواياتهم وشغفهم.
يذكر أن قطاع الهوايات في المملكة، من القطاعات التي شهدت تحولًا كبيرًا منذ إطلاق رؤية المملكة 2030، وإسناد كل ما يرتبط بالقطاع إلى برنامج جودة الحياة الذي يقوم بتنفيذ مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى دعم وتطوير القطاع؛ تحقيقًا لمستهدفات رؤية 2030 في تحفيز حيوية المجتمع، وتوفير خيارات أكثر تعزز أنماط الحياة الإيجابية.
ومنذ الإطلاق الرسمي لـ "هاوي" تَضاعف عدد أندية الهوايات المسجل في البوابة الوطنية للهوايات، ليتجاوز 1075 نادي هواة لأكثر من 217 هواية، وبلغ عدد الأعضاء المسجلين أكثر من 63 ألف هاوٍ من الجنسين من مختلف الأعمار، كما أقيمت أكثر من 1220 فعالية للهواة ضمن البوابة.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: أخبار السعودية الطهي أخر أخبار السعودية
إقرأ أيضاً:
استكشاف فنون الطهي.. متى يصبح الطعام فنًا؟
تتداخل الحدود بين الطعام كوسيلة للبقاء والطعام كوسيلة للتعبير الفني بشكل لافت للنظر في القرن الحادي والعشرين. أصبح "الطهي" أكثر من مجرد إعداد وجبة، إذ تحوّل إلى ساحة للإبداع، تجمع بين الألوان، القوام، النكهات، وحتى المشاعر. ويطرح جريدة وموقع الفجر السؤال الذي يثير الجدل هو: متى يمكننا اعتبار الطعام فنًا؟ وهل يجب أن يُعامل الطهاة كفنانيين؟
المطبخ كمنصة للإبداعفي مطابخ العالم الفاخرة، أصبح الطهاة يستخدمون تقنيات مستوحاة من الكيمياء، الفيزياء، وحتى الهندسة، لخلق أطباق تبدو وكأنها خرجت من لوحات فنية. خذ على سبيل المثال حركة "المطبخ الجزيئي" التي قادها طهاة مثل "فيران أدريا" و"هستون بلومنتال"، حيث يتم تفكيك وإعادة بناء المكونات بطرق غير تقليدية. يُقدم لك الطبق كعمل فني يتحدى تصوراتك، مثل حلوى تشبه قطعة من الصخور أو حساء يتخذ شكل رغوة.
لكن هذا النوع من الطهي يثير تساؤلات حول معايير الجمال في الطعام. هل يُقاس الفن في الطهي بالشكل فقط أم بالنكهة أيضًا؟ أم أن الجمع بين العنصرين هو ما يجعله فنًا حقيقيًا؟
الطعام كرسالة ثقافية وفنيةبالنظر إلى التاريخ، نجد أن العديد من الثقافات استخدمت الطعام كوسيلة للتعبير عن هويتها وتقاليدها. على سبيل المثال، فن تقديم السوشي في اليابان يُعتبر نوعًا من الفنون التي تحتاج إلى سنوات من التدريب لإتقانها. وفي الهند، تُستخدم البهارات بألوانها الزاهية لرواية قصة المكان والمناخ والثقافة.
في العصر الحديث، أخذ الطهاة هذا الإرث الثقافي إلى مستويات جديدة. الطاهي الإيطالي "ماسيمو بوتورا"، على سبيل المثال، يستخدم أطباقه لطرح قضايا اجتماعية، مثل هدر الطعام أو دعم المزارعين المحليين. وهنا يصبح الطعام أداة للتغيير الاجتماعي، مما يضعه في خانة الفنون التعبيرية.
النقد: هل كل طاهٍ فنان؟رغم هذا، لا يتفق الجميع على اعتبار الطهي فنًا. يرى بعض النقاد أن الفن يجب أن يكون مستقلًا عن أغراض أخرى، مثل التغذية أو الربح، وهو ما يجعل الطهي نشاطًا تجاريًا أكثر من كونه فنيًا. من جهة أخرى، يُجادل المؤيدون بأن الفن لا يحتاج إلى الانفصال عن الأغراض العملية، مشيرين إلى الهندسة المعمارية كدليل على ذلك.
حتى داخل مجتمع الطهاة أنفسهم، هناك اختلافات. بعض الطهاة يفضلون التركيز على النكهة والتقنيات التقليدية بدلًا من الاهتمام بالشكل الجمالي، بينما يرى آخرون أن تقديم الطبق بشكل مبتكر لا يقل أهمية عن مذاقه.
متى يصبح الطعام فنًا؟الإجابة على هذا السؤال قد تعتمد على منظورك الشخصي. البعض قد يعتبر الطعام فنًا عندما يكون قادرًا على إثارة المشاعر أو تغيير طريقة تفكيرك حول مكون معين. البعض الآخر قد يرى أن الفن في الطهي يكمن في المهارة والإبداع.
ختامًابين الجدل القائم حول تعريف الطعام كفن والمكانة التي يجب أن يُمنحها الطهاة في عالم الفنون، يظل شيء واحد واضحًا: الطعام يحمل قوة فريدة تجمع بين الجمال، المتعة، والثقافة. سواء كنت تعتبره فنًا أو لا، فإن استكشاف عالم الطهي سيبقى تجربة تستحق الاهتمام، حيث يلتقي الإنسان بإبداعه على طبق من ذهب.