أشهر حقن التنحيف.. أيهما أفضل "مونجارو" أم "أوزمبيك"؟
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين استخدموا حقن "مونجارو" فقدوا المزيد من الوزن مقارنة بأولئك الذين استخدموا حقن "أوزمبيك".
وقام باحثون من شركة "Truveta"، وهي شركة تحليل بيانات صحية، بتحليل السجلات الصحية الإلكترونية لأكثر من 18000 بالغ، يعانون جميعا من زيادة الوزن أو السمنة، واستخدموا هذه الأدوية بين مايو 2022 وسبتمبر 2023.
وبحسب الخبراء خسر الأشخاص الذين تناولوا "مونجارو" نحو 6 بالمئة من وزن أجسامهم في المتوسط، مقارنة بمتوسط أقل من 4 بالمئة بين أولئك الذين تناولوا "أوزمبيك".
بعد 6 أشهر، بلغ متوسط فقدان الوزن 10 بالمئة بين من تناولوا "مونجارو" ونحو 6 بالمئة بين من تناولوا "أوزمبيك".
وبحلول عام واحد، تضاعف متوسط فقدان الوزن تقريباً بين من تناولوا "مونجارو" أكثر من 15 بالمئة، مقارنة بنحو 8 بالمئة بين من تناولوا "أوزمبيك".
آلية العمل
تحاكي كل من "مونجارو" و"أوزمبيك" تأثيرات هرمون GLP-1، الذي يحفز إنتاج الجسم للأنسولين.
يرسل GLP-1 أيضا إشارات إلى المخ للمساعدة في التحكم في الشهية.
تحفز حقنة "مونجارو" أيضًا هرمونا ثانيا يسمى GIP، والذي قد يساعد في تعزيز تأثيراتها.
ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على إصدارات من "مونجارو" و"أوزمبيك" لعلاج كل من مرض السكري من النوع 2 والسمنة.
وفقًا للدراسة الجديدة، كان لدى الأفراد المصابين بداء السكري من النوع 2 فقدان وزن أقل من أولئك الذين ليس لديهم تشخيص، لكن متوسط فقدان الوزن كان لا يزال أكبر بين أولئك الذين تناولوا "مونجارو" قياسا بـ"أوزمبيك".
ولم يتتبع الباحثون الآثار الجانبية المعدية المعوية الخفيفة مثل الغثيان والقيء، مشيرين إلى أن هذه الأنواع من الشكاوى قد لا يتم تسجيلها في سجلات المرضى بشكل متسق.
ولكن تبين أن خطر حدوث نتائج عكسية أكثر خطورة، مثل انسداد الأمعاء أو شلل المعدة أو التهاب البنكرياس، كان متشابهًا بين أولئك الذين تناولوا "مونجارو" و"أوزمبيك".
تتوافق نتائج هذه الدراسة مع نتائج التجارب السريرية، لكن مؤلفي الدراسة يلاحظون أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمقارنة التأثيرات التي تخلفها هذه الحقن على نتائج صحية رئيسية أخرى، مثل الأعراض المتعلقة بالقلب.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات زيادة الوزن أوزمبيك السكري أوزمبيك مونجارو أوزمبيك تخفيف الوزن زيادة الوزن أوزمبيك السكري أوزمبيك صحة الذین تناولوا أولئک الذین بالمئة بین
إقرأ أيضاً:
الذين يشبهون الدعاء لا يُنسَون
عائشة بنت سالم المزينية
هناك أشخاص حين تلتقي بهم، تشعر أنك لم تلتقِ بشخص، بل بدعاء سكن قلبك يوما، ولبّاه الله لك دون أن تدري. أولئك الذين يشبهون الدعاء لا يمرّون مرور الكرام في حياتنا، بل يزرعون شيئا ناعمًا في الروح، شيئًا لا يُرى بالعين، ولا يُقاس بالكلمات، لكنه يبقى. يبقى كأثر المطر على الأرض، وكطمأنينة السجود بعد ضيق.
ولأنهم يشبهون الدعاء، فإن حضورهم لا يكون صاخبا، بل هادئا يشبه نسيم الفجر، يدخل القلب دون استئذان، ويُضيء العتمة دون أن يُشعل ضوءًا. هم أولئك الذين يكفون عن الكلام حين يحين وقت الإصغاء، ويُحسنون الظن بك حين تعجز عن تبرير صمتك. وجودهم لا يعتمد على قرب المسافة، بل على نقاء النية، وصدق الشعور، وسخاء القلب.
وفي كل مرحلة من مراحل العمر، لا بد أن تصادف شخصًا واحدا على الأقل، يُعيد ترتيبك من الداخل. لا يطلب شيئا، لا ينتظر رد الجميل، لا يسعى لفرض حضوره، فقط يكون هناك حين تحتاج، كأن قلبه يرنّ مع ألمك، وكأن نفسه لا تهدأ حتى يطمئن عليك. هؤلاء لا يُنسَون، لأنهم ببساطة يشبهون تلك اللحظات التي بُثّت فيها أمنياتنا إلى السماء.
ولذلك، حين تتقاطع دروبنا مع أشخاص بهذه الروعة، فإننا نكسب شيئا أكبر من مجرد علاقة، نحن نكسب امتدادا روحيا لا يشيخ، لا يتغير بتقلبات المزاج، ولا يتبدد مع الزمن. وفي الحقيقة، ليست الصداقات التي تدوم هي الأطول عمرا، بل هي الأصدق أثرا. هؤلاء، هم أولئك الذين تجد آثارهم في كل لحظة فرح أو حزن، في كل إنجاز أو سقطة، كأنهم يرافقونك سرا حتى حين لا يكونون بجانبك.
ومن اللافت أن هؤلاء الأشخاص لا يبحثون عن أن يكونوا مميزين، هم فقط يعيشون ببساطة، ولكنهم يحملون قلوبا أكبر من العالم. تراهم في كلماتهم، في طريقة إنصاتهم، في تلك التفاصيل الصغيرة التي لا ينتبه لها أحد سواهم. هم يصغون أكثر مما يتحدثون، ويمنحون أكثر مما يأخذون، ويبتسمون رغم ما يخبئونه من أثقال.
ومع مرور الزمن، تكتشف أن أجمل العلاقات هي التي لا تحتاج إلى إثبات دائم. الذين يشبهون الدعاء لا يجعلونك تشك في محبتهم، لا يُربكونك بتقلّباتهم، لا يجعلونك تُرهق نفسك بتأويل كلماتهم. هم ببساطة نعمة، ومن رحمة الله بالقلوب أن يرزقها بأمثالهم في الوقت الذي يكون فيه الإنسان بأمسّ الحاجة ليد خفيفة على كتفه، أو لصوت صادق يقول له: "أنا هنا".
وعلى الرغم من أن الحياة تمضي، والوجوه تتغير، والأيام تأخذنا في دوّاماتها، إلا أن أولئك الذين يتركون فيك هذا الأثر الطيب، يبقون في القلب كأنهم تعويذة راحة، كأنهم غيمة طيبة تظلل عليك كلما اشتد الحر، كأنهم سكينة أُهديت لك في لحظة حيرة.
ومن المهم أن نعي، أنه كما نُرزق بهؤلاء الأشخاص، فإن علينا أيضا أن نسعى لنكون نحن من يشبهون الدعاء للآخرين. أن نُخفّف، لا أن نُثقل. أن نستمع، لا أن نحكم. أن نترك أثرا طيبا، حتى لو لم نعد موجودين. فالحياة لا تُقاس بعدد الأصدقاء، بل بجودة القلوب التي مرّت بنا.
وهنا، لا بُد أن نتأمل: من الأشخاص الذين يأتون إلى ذاكرتنا حين نكون في قاع الحزن؟ من أولئك الذين نشعر بوجودهم حتى وهم بعيدون؟ من الذين نُرسل لهم في سرّنا دعاءً خالصا لأننا لا نملك إلا أن نحبهم دون مصلحة؟ هم بلا شك الذين يشبهون الدعاء، أولئك الذين نحتفظ بهم في دعائنا لأنهم نادرا ما طالبوا بشيء، لكنهم أعطونا كل شيء.
ولعلّ أجمل ما في هذا النوع من البشر، أنهم لا يتبدلون حين تتبدل الظروف، ولا يخذلون حين يشتد التعب. هم الثابتون حين يتغيّر كل شيء. تراهم في رسائل بسيطة، في مكالمة مفاجئة، في دعاء صامت، في نصيحة غير متكلّفة، في وقفة لا يُرجى منها مقابل.
وما أجمل أن نكون مثلهم، أن نمرّ في حياة الآخرين كنسمة طيبة، لا تُؤذي، لا تُثقل، لا تُحاكم، بل تُساند، وتبتسم، وتدعُو في ظهر الغيب. إن الذين يشبهون الدعاء لا يحتاجون إلى مقدمات طويلة، ولا إلى تبريرات عند الغياب، لأن حضورهم يكفي ليملأ القلب رضا، وذكراهم تكفي لتسند الروح حين تتعب.
وهنا، تأكد أن الحياة لا تحتفظ بكل من مرّ بك، لكنها لا تنسى أبدا من شابه الدعاء في حضوره، وأثره، ونقائه. فلا تكن من أولئك الذين يعبرون الحياة بأصواتهم المرتفعة، بل كن من الذين يعبرونها بأثرٍ لا يُمحى، ومن أولئك الذين إذا ذُكروا، سبقتهم دعوة صادقة من قلب أحبهم بصدق.
فالذين يشبهون الدعاء لا يُنسَون، لأن الله وحده هو من وضعهم في دروبنا، في اللحظة التي كنّا فيها بأمسّ الحاجة لهم.