احتضان ثورة الذكاء الاصطناعي: تعزيز الخدمات المالية من خلال الأتمتة
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
تعتبر الدقة والكفاءة أمرين بغاية الأهمية في عالم الخدمات المالية، حيث يجب أن تكون كل نقطة عشرية وكل معاملة سليمة، مما يجعل دمج الذكاء الاصطناعي نقطة تحولية ضخمة من الأعمال الورقية التقليدية المتكررة إلى الأتمتة المعتمدة على البيانات.
تعمل تحليلات البيانات الضخمة المدعمة بالذكاء الاصطناعي على إحداث نقلة نوعية في قطاعيّ التقنيات والخدمات المالية، مما يدفع عجلة الابتكار ويعزز الكفاءة التشغيلية والتركيز على تلبية متطلبات العملاء.
توماس براموتيدهام، الرئيس التنفيذي لشركة "بريسايت"
يستفيد القطاع المالي الذي يعتمد على الميزانيات العمومية والبيانات المالية بشكل كبير من الذكاء الاصطناعي وخوارزميات التحليلات التي يمكنها معالجة كميات هائلة من البيانات المنظمة وغير المنظمة، واستخراج معلومات قيّمة لتوجيه عملية اتخاذ القرار. وتُترجم هذه الخطوات في الممارسة العملية إلى تقييمات أكثر دقة للمخاطر وتوقعات الاستثمار والتخطيط الاستراتيجي على أساس اتجاهات السوق وسلوكيات المستهلكين في الوقت الفعلي.
تتمتع تحليلات البيانات الضخمة، بفضل السرعة والدقة غير المسبوقة، إلى جانب نماذج الذكاء الاصطناعي، بالقدرة على استهلاك كل شيء من البيانات التاريخية، إلى ظروف السوق الحالية والتدقيق فيها، وتعزيز ممارسات إدارة المخاطر من خلال تحديد التهديدات المحتملة وأنماط الاحتيال وتقلبات السوق في الوقت الفعلي. ويسمح هذا بدوره للمؤسسات المالية بتخفيف المخاطر بشكل استباقي وحماية الأصول.
ومن مظاهر الثقة الأخرى بالذكاء الاصطناعي التوليدي، الفهم الأفضل لقدرته على تقديم خدمات استشارات مالية أكثر تخصيصاً وتوجيه العملاء خلال رحلتهم المالية من خلال معلومات مخصصة واستراتيجيات لبناء الثقة. وتأخذ هذه التقنية نظرة متعمقة على كميات هائلة من البيانات، تشمل تاريخ المعاملات وأنماط الإنفاق والتفضيلات لتخصيص الخدمات مثل المشورة الاستثمارية، وتوصيات القروض وخطط التأمين، وتحسين رضا العملاء وولائهم ومشاركتهم. وهذا التطور ليس خيالاً علمياً في المستقبل البعيد، بل هو مسار ملموس وجاهز لإعادة تعريف المشهد المالي في وقت أقرب مما قد نتوقعه.
يُتيح الجمع بين تحليلات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي التوليدي المدعم بمنصات متطورة، آليات متقدمة للكشف عن الاحتيال والوقاية منه، حيث يمكن لهذه الحلول التقنية اكتشاف أي نشاطات غير طبيعية أو مشبوهة والأنماط غير العادية في المعاملات المالية وتحديد حالات الاحتيال المحتملة للتحقيق الفوري والتخفيف منها، وبالتالي حماية كل من العملاء والمؤسسات المالية. كما يمكنها تحديد ثغرات الامتثال ومراقبة المعاملات، بحثاً عن الانتهاكات التنظيمية، وإنشاء التقارير الآلية وتبسيط العمليات، وتقليل مخاطر العقوبات أو القضايا القانونية.
لكن يتطلب هذا تدريب نماذج توليدية على بيانات المعاملات العادية، كي تتمكن هذه الأنظمة من التعرف على الأنماط والتوزيعات الأساسية لتكون قادرة على رصد الانحرافات باعتبارها نشاطات مشبوهة محتملة تُشير إلى الاحتيال. ويمكن لهذه النماذج إنشاء بيانات اصطناعية تُحاكي بيانات المعاملات الحقيقية عن كثب، مما يُثري مجموعات التدريب لنماذج اكتشاف الاحتيال. ويسمح هذا التنوع المعزز في البيانات بمجموعة أوسع من الأمثلة، مما قد يحسن قدرة النماذج على اكتشاف أنماط الاحتيال الجديدة والناشئة.
وبعيداً عن الاحتيال، تعمل الأتمتة المدعمة بالذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة على تبسيط المهام الروتينية، مثل إدخال البيانات ومعالجة المستندات واستفسارات العملاء وتحسين الكفاءة التشغيلية، والحد من الأخطاء اليدوية، وتحرير الموارد البشرية للتركيز على المهام ذات القيمة الأعلى والابتكار والمبادرات الاستراتيجية، مما يؤدي بدوره إلى زيادة الإنتاجية الإجمالية وخفض التكلفة.
يمتد نطاق تأثير الذكاء الاصطناعي إلى ما هو أبعد من تبسيط العمليات، فهو يظهر كحليف لا غنى عنه للمراجعين والمحققين، حيث يعمل على إحداث نقلة نوعية في تحليل البيانات بسرعة ودقة لا مثيل لهما. وما كان يتطلب في السابق أسابيع من الجهد الشاق، أصبح يمكن إنجازه الآن في فترة قصيرة بفضل وجود مساعد ذكي لا يتجاهل التفاصيل المهمة أبداً، ويضمن الامتثال ويحافظ على سلامة المعاملات.
يرمز الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي إلى بناء الثقة أيضاً، فمن خلال تمكين المراقبة في الوقت الفعلي للمعاملات والأنشطة، تتولى الأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي دوراً وصائياً، وتحمي قدسية المنظومة المالية الشاملة وتعزز ثقة العملاء. وتعمل العلاقة التكافلية بين الخبرة البشرية والذكاء الآلي بمثابة أساس متين لمشهد مالي أكثر أماناً وشفافية. وتتجاوز قدراته الحسابات العددية المجردة، وتركز أيضاً على تمكين الأفراد عبر تزويدهم بالأدوات اللازمة للتفوق في أدوارهم وتعزيز المشاركة الأعمق مع العملاء.
نرى عند تصور المستقبل أن إمكانات الذكاء الاصطناعي في مجال التمويل لا حدود لها. وستتنبأ خوارزميات الذكاء الاصطناعي التوليدي باتجاهات السوق المستقبلية وسلوكيات العملاء ونتائج الأعمال، استناداً إلى تحليلات البيانات التاريخية والتعرف على الأنماط، مما يتيح توقع تغيرات السوق وتحديد فرص النمو وتمكين المؤسسات المالية من البقاء في الصدارة والتكيف مع ديناميكيات السوق المتغيرة بشكل فعال.
إذاً، لا يتمحور ظهور الذكاء الاصطناعي في مجال التمويل حول الآلات، بل هو متعلق أكثر بتسهيل عمل البشر، عبر تزويد المتخصصين في التمويل بالأدوات التي تُعزز قدراتهم وتُحسن تجارب العملاء وتوجه الجميع نحو مستقبل مالي أكثر إشراقاً.
مادة إعلانية
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تحلیلات البیانات الضخمة بالذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی من خلال
إقرأ أيضاً:
أمنكس و Hyperfusion تعقدان شراكة لتقديم الجيل الجديد من حلول الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء
أعلنت شركة أمنكس، الرائدة في مجال التحول الرقمي وحلول التكنولوجيا المبتكرة، اليوم عن توقيع اتفاقية شراكة مع Hyperfusion – المزود الرائد لحلول الحوسبة عالية الأداء والذكاء الاصطناعي. وستعمل الشركتان معًا على توفير حلول متقدمة قائمة على الذكاء الاصطناعي، وقدرات متميزة في مجال الحوسبة عالية الأداء إلى جانب التقنيات السحابية القابلة للتوسع والمدعومة ببنية تحتية محلية متطورة لوحدات معالجة الرسومات التي تقدمها Hyperfusion في دولة الإمارات وفي أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا.
ومن خلال الأهداف الاستراتيجية المشتركة، تسعى أمنكس إلى توسيع محفظتها من الحلول المستقبلية بينما تعمل Hyperfusion على تعزيز حضورها وتوسيع نطاق عملياتها في الأسواق الإقليمية سريعة النمو. وستوفر الشركتان للمؤسسات الأدوات والمنصات اللازمة للاستفادة القصوى من إمكانات الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء، مدعومة بموارد محلية لضمان مستويات أفضل من السرعة والأمان والامتثال للأنظمة.
وفي تعليقه على الأمر قال وليد جمعة، الرئيس التنفيذي لشركة أمنكس: “يسعدنا التعاون مع Hyperfusion، المزود الرائد لحلول الحوسبة عالية الأداء بتقنيات متطورة تلبي احتياجات المؤسسات في ظل التغيرات المتسارعة في عالم الذكاء الاصطناعي. ومن خلال مذكرة التفاهم ستكون أمنكس قادرة على دعم المؤسسات في تسريع تنفيذ مشاريع الذكاء الاصطناعي من خلال توفير بنية تحتية قوية لوحدات معالجة الرسومات، مما يمكنها من تحسين التكاليف وتعظيم العائد على الاستثمار”
ومن جانبه قال كوينتن رييس، الرئيس التنفيذي لشركة Hyperfusion : “ستمكّننا هذه الشراكة الجديدة من تعزيز أهدافنا التوسعية في الشرق الأوسط، بالاستفادة من الخبرة القوية التي تمتلكها أمنكس في المنطقة، ونتطلع إلى العمل سويًا لتلبية الطلب المتزايد على الحوسبة عالية الأداء ومساعدة الشركات في تسريع تحوّلها الرقمي.”
تركّز مذكرة التفاهم على تطوير الأدوات القابلة للتوسع والمدعومة بالذكاء الاصطناعي في قطاعات تعتمد بشكل مكثف على البيانات مثل الرعاية الصحية والتمويل والاتصالات والجهات الحكومية. كما ستعمل الشركتان على تطوير حلول الذكاء الاصطناعي والمنصات السحابية المشتركة لمساعدة المؤسسات على تسريع التحول الرقمي. وتشمل مجالات التركيز الرئيسية تطوير نماذج تعلم الآلة، وتحليلات البيانات الآنية وبيئات الحوسبة المتقدمة المصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات الإقليمية والقطاعية.
بالإضافة إلى ذلك، ستجري الشركتان أبحاثًا مشتركة وتنفذان استراتيجية دخول السوق تتضمن المشاريع التجريبية والبرامج التفاعلية مع العملاء والمشاركة في أبرز الفعاليات الصناعية.
وتسهم هذه الشراكة في ترسيخ مكانة أمنكس وHyperfusion في طليعة مشهد الذكاء الاصطناعي وتحول البيانات في المنطقة من خلال تقديم حلول متقدمة قوية وفعالة ومتاحة محليًا، ما يتيح اعتمادًا أسرع وأثرًا أعمق للمؤسسات في القطاعين العام والخاص.