في حال انتهاء الحرب في غزة ، سيكون لبنان اكبر المتأثرين في ظل انخراطه بالحرب الداعمة لحماس بشكل مباشر، وعليه فإن وقف اطلاق النار سيشمل ايضا الجنوب وسيكون هناك، بعكس ما يحصل في غزة، مفاوضات ما بعد الهدنة، من اجل الوصول الى ترتيبات سياسية كاملة مع ما يستتبع ذلك من تطورات داخلية.

هناك نظرية تقول بأن توقف الحرب، وفق القواعد الحالية والتوازنات العسكرية القائمة وتمكن "حزب الله" من الحفاظ الكامل على قوته وبنيته العسكرية، سيؤدي الى حصول حارة حريك وحلفائها في "قوى الثامن من آذار" على مكاسب سياسية هائلة في الداخل اللبناني مما يؤثر سلبا على خصومهم وتحديدا قوى المعارضة الحالية، لكن كيف ستتقدم "قوى الثامن من آذار" سياسياً؟ وهل هذا ممكن من الناحية المنطقية؟

ترى مصادر مطلعة ان الواقع الاقليمي سيتبدل بشكل تدريجي وسريع مع نهاية الحرب، فمثلا ستكون سوريا في وضع افضل على مستوى العلاقات العربية وحتى الغربية ومؤشرات ذلك واضحة وبدأت تظهر، وعليه فإن حلفاءها في لبنان ستكون لديهم القدرة على التحرك بشكل افضل وحصتهم في السلطة ستكون اكبر بمعزل عن تحالفهم مع "حزب الله"، على اعتبار ان هناك محاولة دائمة للفصل بين حصة دمشق وحصة الحزب داخل النظام اللبناني وان كانت هذه الحصص تداخلت خلال فترة الحرب السورية.



كذلك فإن الحزب سيقدم ضمانات مرتبطة بالهدنة جنوبا، وان كانت هذه الضمانات لن تشمل تراجعه عن الحدود او تسليم سلاحه لكنه سيكون متجاوبا بشأن عدم اعادة اشعال الجبهة خلال الفترة المقبلة وهو له مصلحة في ذلك، ليتفرغ لاعادة الاعمار ولعقد صفقة مرتبطة بالتنقيب عن الغاز وترسيم الحدود البرية وغيرها من الامور، وعليه فإنه في مقابل ذلك سيحصل على مكاسب سياسية تكتيكية وربما استراتيجية في الداخل اللبناني.

وترى المصادر ان "حزب الله" سيتمكن بشكل اسهل من ايصال مرشحه للرئاسة رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية الى قصر بعبدا وهذا لن يعود بالفائدة على الحزب فقط الذي سيكرس قدرته على ايصال حليف الى رئاسة الجمهورية، بل على "قوى الثامن من آذار" ايضا التي سيكون من بين صفوفها رئيس، وهذا ما سيمكنها من الحصول على حصة حكومية وادارية كبيرة.

سيتحسن واقع "قوى الثامن من آذار" في الحكم، لكن الاكيد ان هذا التحسن لا يعني ابدا تكرارا لمرحلة ما بعد الطائف، خصوصا ان القوى المسيحية تملك اليوم قوة سياسية ونيابية وشعبية وازنة لا يمكن تجاوزها او تهميشها، لذلك فإن تقارب "حزب الله" مجددا مع "التيار الوطني الحر" سيعيد تأمين نفوذ واسع لميرنا الشالوحي، اما في حال استمرار الخلاف فسيكون عقد تفاهم ما مع "القوات اللبنانية" امرا لا مفر منه لاعطاء شرعية وميثاقية  للتسوية المقبلة.. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: قوى الثامن من آذار حزب الله

إقرأ أيضاً:

باحثة سياسية: لبنان يواجه تهديدًا كبيرًا بسبب الاجتياح البري الإسرائيلي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قالت الدكتور زينة منصور، الأكاديمية والباحثة السياسية، إن العمليات العسكرية البرية والجوية تسيران على قدم وساق وإن كانت واحدة منهما تسبق الأخرى بخطوات، مشيرة إلى أن لبنان تقع تحت سطوة الهجوم البري القادم عمقًا في جنوب لبنان، وتواجه تهديدًا كبيرًا بسبب الاجتياح البري الإسرائيلي.

وأضافت «منصور» خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن العمليات العسكرية الجوية الإسرائيلية تشتد وتيرتها، موضحة أن التدابير والإجراءات الأمنية التي تتم من قبل دول الغرب لإجلاء رعاياها يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار كمنطلق للحفاظ على سلامة وأمن المدنيين والسكان في لبنان جراء الهجومات الإسرائيلية المتتالية.
وأشارت إلى أن هناك أكثر من مليون نازح لبناني، البعض منهم وجدوا أماكن للسكن، والبعض الآخر ينام في عربته، فضلا عن أن الأمور تزداد سوءًا وتمثل نكبة إنسانية واجتماعية كبيرة.

ولفتت إلى أن الأمور ستتفاقم ببداية فصل الشتاء، في حالة أن الوسط السياسي اللبناني لم يسارع في إطلاق مبادرة سياسية تتلقفها دوائر دولية وإقليمية من أجل وقف النار.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى نصر أكتوبر.. أحزاب سياسية: نفتخر بتضحيات الماضي ونعتز بقدرة جيشنا على ردع أي عدوان
  • أزهر مطروح يحصد المركز الثامن في مسابقتي «الوسائل التعليمية» و«الرسم»
  • باحثة سياسية: لبنان يواجه تهديدًا كبيرًا بسبب الاجتياح البري الإسرائيلي
  • باحثة سياسية: الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تسير الأمور في الشرق الأوسط
  • باحثة سياسية: اغتيال «نصر الله» بتنسيق استخباراتي أمريكي إسرائيلي
  • أستاذ علوم سياسية: الاحتلال الإسرائيلي اتخذ قرارا بالهجوم على لبنان ولن يوقفه أحد
  • أستاذ علوم سياسية: الاحتلال الإسرائيلي يريد إشعال الشرق الأوسط
  • اختتام المؤتمر العربي الثامن لمديري إدارات الجنسية والأحوال المدنية
  • ليلى عبداللطيف تتوقع عودة شخصية سياسية بعد اغتيالها
  • هل سيعود لأداء دور سبايدر مان؟ أندرو غارفيلد يجيب