داليا عبد الرحيم تكشف تأثير التشريعات الأوروبية الحديثة لمكافحة الإرهاب على الحياة اليومية
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عرضت الإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة البوابة، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إنفوجرافًا بعنوان “تأثير التشريعات الأوروبية الحديثة لمكافحة الإرهاب على الحياة اليومية”.
وقالت “عبدالرحيم”، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، إن أول هذه التشريعات يتمثل في الأمن الشخصي وهو تفتيش الحقائب والأمتعة في الأماكن العامة مثل المطارات ومحطات القطارات، وتكثيف نشر كاميرات المراقبة في الشوارع والأماكن العامة، فضلا عن الخصوصية وهي رصد الأنشطة على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وزيادة جمع وتخزين البيانات الشخصية للمواطنين والمقيمين، علاوة على التنقل والسفر وفحوصات أمنية أكثر صرامة في المطارات والموانئ، وقيود على السفر إلى بعض الدول والمناطق، ورابعها التحديات والانتقادات والجدل حول كيفية الحفاظ على الأمن دون انتهاك الحريات المدنية، ومخاوف من استهداف المجتمعات المسلمة بشكل غير عادل.
وأضافت أنه حسب العرض السابق هناك تأثيرات اجتماعية واقتصادية لتنفيذ التشريعات الأوروبية الحديثة لمكافحة الإرهاب على الحياة اليومية للمواطنين؛ فالإجراءات الأمنية الإضافية يمكن أن تؤدي إلى زيادة التكاليف في العديد من القطاعات مثل السفر والتجارة، وقد تُمرر هذه التكاليف إلى المستهلكين، مما يؤثر على الميزانيات الشخصية، كما تؤثر عدد من الآليات والتشريعات على بعض الأحداث الثقافية والاجتماعية والتي قد تواجه قيوداً أمنية صارمة، مما يؤثر على الحضور والتمتع بالفعاليات، ويؤكد هذا على أن تحقيق التوازن بين الحاجة إلى الأمن والحفاظ على الحريات المدنية والحقوق الفردية يعد تحدياً كبيراً؛ فالقوانين التي تُعزز الأمن يجب أن تُراجع بانتظام لضمان عدم انتهاك الحقوق الأساسية.
وتابعت: وما قدمناه حتى الأن يؤكد أنه في الوقت الذي تهدف فيه التشريعات الأوروبية الحديثة لمكافحة الإرهاب إلى حماية المجتمع وتعزيز الأمن، فإنها تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للأفراد، ومن المهم تحقيق التوازن بين الأمن وحماية الحقوق والحريات الفردية لضمان أن تظل أوروبا مجتمعاً حراً وآمناً في الوقت ذاته، وتعد الشفافية والمساءلة والتعاون المستمر بين السلطات والمواطنين هي مفاتيح النجاح في هذا المسعى.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإعلامية داليا عبدالرحيم الضفة الأخرى الارهاب مكافحة الإرهاب على الحیاة الیومیة
إقرأ أيضاً:
عبد الرحيم أبو ذكرى: شاعر الاغتراب الوجودي والجمال المأساوي
قراءة انطباعية في قصيدة “الرحيل في الليل” ..
كتب: د
عند التأمل في تجربة الدكتور عبد الرحيم أبو ذكرى في ديوانه “الرحيل في الليل” تتبدى لنا صورة شاعر مسكون بالأسئلة غارق في بحار الاغتراب تتقاطع في قصائده المأساوية الجمالية مع البحث الفلسفي عن الذات والمصير والحيرة يناقش قضايا الإنسان وعوالمه ويعبّر عن نفس شاعرية رقيقة ومرهفة..
تتجلى ملامح الجمال والمأساة في تجربة ابو ذكرى في الإيقاع الداخلي والصور والأخيلة ذات الدهشة العالية سماوات غريبة وتموجات شعورية عميقة والرسم بالكلمات ورؤى بصرية وفكرية تجسد الموقف النفسي والفلسفة الوجودية للشاعر الراحل وتغوص في أسئلة الموت والاغتراب والحنين والمصير محملةً بثقل الفقد بلغة ليست مترفة بالزخرفة لا يتكلف في التعبير ويترك المعاني تنساب كضوء خافت في عتمات الغربة والعزلة والزمان..
عاش الشاعر ممزقا بين الوطن والمنفى، بين الأمل واليأس والقصيدة والصمت وانتهى به الأمر إلى مصير مأساوي عكس في طياته البعد التراجيدي في كل ما كان يكتبه.. شعرية فريدة تحمل في ثناياها ألم الإنسان وتيهه وروحه القلقة وجراحه العميقة ..
تقوم قصيدة “الرحيل في الليل” على ثنائية الرحيل والانتظار حيث يغوص الشاعر في مشاعر الغربة والبحث عن معنى في فضاء زمني متداخل بين الماضي والحاضر. يستخدم أبو ذكرى صورا حسية ورمزية تجسد مشاعر الوحدة والحنين معتمدا التكرار والإيقاع الهادئ لإضفاء طابع تأملي عميق يسبقه العنوان عتبة دلالية حزينة تفيض بالإيحاءات والرمزية وارهاصات الفراق وغموض “الرحيل” في المفردة “الليل” بكل دلالاتها ضمن السياق البنائي للقصيدة..
“أيها الراحل في الليل وحيدا
ضائعا منفردا
أمس زارتني بواكير الخريف
غسلتني بالثلوج
وبإشراق المروج”
تتجلى ملامح الحنين والاغتراب الوجودي في مخاطبة الشاعر لذاته المتشظية وتتكرر فكرة العزلة في كلمات “وحيدا”، “ضائعا”، “منفردا” توصيفات ترمز إلى اغتراب النفس والعزلة والضياع حالة من الوجود غير المكتمل. تتلوها بواكير الخريف رمزا للتحولات الزمانية والنفسية تغسل احزان الشاعر “بالثلوج وبإشراق المروج” تحمل البهجة وِاشراق المروج واِخضرار الحياة
“أيها الراحل في الليل وحيدا
حين زارتني بواكير الخريف
كان صيفي جامدا
وجبيني باردا
وسكوتي رابضا فوق البيوت الخشبية
مخفيا خيرته في الشجر
وغروب الأنهر
وانحسار البصر”
المفارقة بواكير الخريف تعود بصيف جامد و ثلوج وصمت مميت هنا تحتشد الثنائيات الضدية وتتوالد جدلياتها ضمن صياغات جديدة حيث مشاهد الحيرة والوجوم ويرتبط الصيف بالجمود “كان صيفي جامدا”ميتا فاقدا لمعناه لوحة مشبعة بالسكون والموت البطيء حيث يظل السكوت “رابضا فوق البيوت الخشبية” رمزية الغربة والعزلة وتتلاشى الحركة في المشهد مع “غروب الأنهر” و “انحسار البصر” ايماءات بالانطفاء وجمود الشعور والرتابة وغياب الرؤى والأمل .
“لوحت لي ساعة حين انصرفنا
ساعة حين انصرفنا
ثم عادت لي بواكير الخريف
حين عادت
وثب الريح على أشرعتي المنفعلة
سطعت شمس الفراديس على أروقتي
ومضت تحضنني الشمس الندية
والتي ما حضنتني
التي ما عانقتني
في الزمان الأول
في الزمان الغائب المرتحل”
مع عودة الخريف تتغير دينامية المشهد وينتقل النص من السكون إلى الحركة العنيفة “وثب الريح على أشرعتي المنفعلة” إشارة إلى الترحال حيث تتعرض لهبوب الرياح في صورة تعكس الاضطراب العاطفي ثم تسطع “شمس الفراديس” لتشكل نقطة تحول جمالية تستدعي فكرة الفردوس المفقود رمزية إشراق روحي وايحاءات لمرحلة تالية والانعتاق بعيدا الي الأعالي إلا أن الاحتضان جاء متأخرا “ما حضنتني… ما عانقتني في الزمان الأول” حسرة دفينة على الفرص الضائعة وكأن الماضي كان ضنينا لم يمنحه الدفء الذي يحتاجه..
“انتظرني
فأنا أرحل في الليل وحيدا
موغلًا منفردا
في الدهاليز القصيات انتظرني
في البحر انتظرني
انتظرني في حفيف الأجنحة
وسماوات الطيور النازحة
وقت تتنهد المدارات
وتسود سماء البارحة
انتظرني”
تتجسد ثنائية الرحيل والانتظار في النداء “انتظرني… انتظرني.. فأنا أرحل في الليل وحيدا موغلا منفردا” صدى داخليا يكرر الشعور بالعزلة ويتنوع المكان في النداءات اللاحقة وتتسع دائرة البحث ويصبح الرحيل كونيا يمتد عبر حفيف الأجنحة وسماوات الطيور النازحة والمدارات المتنهدة والدهاليز القصيات و في البحر ويسود الليل في “سماء البارحة” ويتحول السفر إلى حالة أبدية في فضاء شعري مفتوح على كل الاحتمالات.
الختام بكلمة “انتظرني” يترك النص معلقا ربما قصد الشاعر الرقيق أبو ذكري البقاء في ذاكرة الآخرين أو ربما في أفق الانتظار الأبدي…
قصيدة “الرحيل في الليل” نص يتجاوز المعاني المباشرة الى تجربة وجدانية متشعبة ومختلفة رحلة داخل الذات عبر الأزمنة والأمكنة والمشاعر والذكريات تتجلى فيها ملامح الحنين والاغتراب والرحيل في سياق يفيض بالعزلة والتأمل مما يمنح القصيدة بعدا فلسفيا يتجاوز تجربتها الشخصية ليعانق تجربة إنسانية شاملة عن الوحدة الموحشة والمعاناة العميقة والضياع.
* عبد الرحيم أبو ذكري
شاعر من السودان ولد عام 1943 وانتحر برمي نفسه من قمة مبنى أكاديمية العلوم السوفياتية في موسكو عام 1989. صدر له ديوان واحد بعنوان: ”الرحيل في الليل” عن دار جامعة الخرطوم للنشر عام 1973.