جدة – ياسر خليل

أطلق المجلس الصحي السعودي تحذيرًا جديدًا من المشاكل المترتبة على صحة الأطفال من المشروبات المحلاة؛ مشيرًا إلى خطورتها على الأطفال، موضحاً أن الحرص على تقليل استهلاك المشروبات المحلاة والسكريات المضافة؛ يساعد على تقليل خطر زيادة الوزن والسمنة.

“البلاد” تتناول المشاكل المترتبة على المشروبات المحلاة، إذ يحذر المختصون من ابتعاد الأطفال عن المشروبات التي تفيد الجسم وتركيزهم على المشروبات المحلاة والغازية التي تحتوي على نسبة عالية من السكر.

بداية، يقول أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا: بالفعل أبتعد الأطفال كثيرًا عن المشروبات الصحية كالحليب والعصائر الطازجة والماء أيضًا، واتجهوا نحو المشروبات الغازية والمحلاة التي تحتوي على نسبة عالية جدًا من السكريات وهذا يؤثر على صحة الأطفال وتدريجيًا يمهد لمشاكل عديدة تصل إلى حد زيادة الوزن ومن ثم السمنة ولا يستبعد في حال إهمال الحالة نهائيًا دون تصحيح نمط الحياة التعرض لمقاومة الانسولين ومن ثم -لا سمح الله- الإصابة بالسكري النمط الثاني المرتبط بالسمنة.

وتابع: تحتوي المشروبات المحلاة بالسكر على سعرات حرارية عالية، مع غياب القيمة الغذائية، والتي تتسبب في حدوث اختلال توازن الطاقة وزيادة الوزن، وارتفاع خطر تسوس الأسنان، فالمشروبات المحلاة بالسكر تحتوي على السكريات المضافة، وتكون بكميات كبيرة، فالسعرات الحرارية التي توفرها المشروبات المحلاة بالسكر تزيد إجمالي مدخول الطاقة، مما يؤدي إلى زيادة الوزن غير الصحي.

وخلص البروفيسور الأغا إلى القول: إن الإضافات والأحماض العضوية في المشروبات المحلاة تؤدي إلى انهيار الكالسيوم وأمراض هشاشة العظام؛ حيث تعمل السعرات الحرارية الزائدة على عمل كتل شحمية بين الجلد تؤدي إلى عمل هشاشة بين العظام، كما يؤثر السكر تأثيرًا سلبيًا عن طريق زيادة مستويات الجلوكوز في الخلايا لأنه يحدث أسرع من زيادة مستويات الأكسجين في الخلية، وبالتالي يؤدي إلى أكسدة غير كاملة من الجلوكوز، وبسبب هذه الأشكال من الأحماض، يصبح الجسم حامضيًا ويتفاعل تلقائيًا عن طريق سحب الكالسيوم من العظام، وجعلها مجوفة، وقد أثبتت دراسة سابقة أن الأشخاص الذين يتناولون المشروبات الغازية بشكل منتظم غالباً ما يفقدون جزءاً كبيراً من المعادن الموجودة داخل العظام، مما يؤدي بعد فترة إلى الإصابة بمرض هشاشة العظام وهم في عمر صغير.


وفي السياق ذاته، يتناول استشاري أمراض الكُلى الدكتور فيصل عبدالرحيم شاهين: عادة ينصح الأطفال بمختلف أعمارهم على تناول المشروبات الصحية بعيدًا عن المشروبات الغازية أو عصائر المعلبات الجاهزة لكونها تحتوي على نسبة كبيرة جدًا من السكريات، وهو ما يؤثر على صحتهم وتسبب لهم زيادة في الوزن.

وأضاف أن معظم الأطفال اليافعين أصبحوا الآن يكثرون من تناول القهوة الداكنة الجاهزة، وهذا الأمر غير صحي وينعكس سلبًا على أجسادهم من خلال التعرض للأرق الليلي وعدم القدرة على الدخول في مراحل النوم بطريقة صحية، لذا يجب على مراعاة هذا الجانب.


وأكد د. شاهين أن العصائر الطازجة تمد الجسم بكل العناصر اللازمة من فيتامينات ومعادن، إذ توجد مضادات الأكسدة بشكل طبيعي في العصائر وتساعد على منع أو إيقاف تلف الخلايا الناجم عن المواد المؤكسدة، كما تمد العصائر الطازجة الجسم بكمية كبيرة من الماء، وتعمل على مساعدة الجسم على معالجة الكربوهيدرات التي تأتي من السكريات الطبيعية في العصير، كما يساعد العصير الطازج على إنتاج الطاقة، فالسكر الطبيعي الموجود في الفاكهة والذي يسمى الفركتوز، يجعل مستويات السكر في الدم متوازنة.


من جانبه، يقول استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه: المشروبات المحلاة بالسكر هي المشروبات التي يُضاف إليها السكر، أو يتم تحليتها بأشكال مختلفة من السكريات المضافة مثل: (السكر البني، ومحليات الذرة، وشراب الذرة، وسكر العنب، وشراب الذرة عالي الفركتوز، والعسل، واللاكتوز، وشراب الشعير، والمالتوز، والعسل الأسود الخام)، ويعد استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر مرتفعًا في أنحاء العالم؛ حيث تحتوي هذه المشروبات على سكريات (مثل: السكروز أو الفركتوز)، وغالبًا ما تكون بكميات كبيرة؛ مما ينتج عنها زيادة إجمالي استهلاك الطاقة الذي يؤدي إلى زيادة الوزن غير الصحي.

ومضى قائلاً: إن التقليل من استهلاك المشروبات المحلاة والسكريات المضافة يساعد على تقليل خطر زيادة الوزن والسمنة لدى الأطفال، وتقليل مخاطر الإصابة بتسوس الأسنان، وتقليل خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.

واختتم د. قانديه حديثه بقوله: من المشروبات المحلاة تعتبر المشروبات الغازية من المخاطر التي تهدد صحة مختلف الشرائح العمرية، إذ تسبب بعض مكونات المشروبات الغازية باضطراب الغدد الصماء، بجانب إصابة الأطفال بهشاشة العظام، كما أنه يؤثر على التوازن الحمضي القلوي في المعدة، إضافة إلى حدوث اضطراب إدرار البول، كما أن المشروبات الغازية تحتوي على مادة الكافيين التي تسبب الإدمان ولها آثار جانبية ضارة متعددة، فإن امتصاص الكافيين في الدم سريع، حيث يؤثر الكافيين على الجهاز العصبي المركزي والغدة الكظرية، بينما يظل في الدورة الدموية لمدة 11 ساعة، والكافيين مدر للبول.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: المشروبات المحلاة بالسکر المشروبات الغازیة السکریات المضافة زیادة الوزن من السکریات تحتوی على من السکر

إقرأ أيضاً:

حديقة شهداء الجوية بصنعاء.. متنفسٌ بلا خدمات أساسية!

 

الثورة  / عبدالواحد البحري

 

في قلب العاصمة صنعاء، وتحديدًا بجوار مطارها الدولي، تتنفس المدينة عبر حديقة شهداء الجوية، حيث تجتمع العائلات ويلهو الأطفال تحت سماء مترعة بالذكريات. إنها مساحة خضراء نادرة في مدينة أنهكتها الأزمات، إلا أن هذه الواحة الموعودة تنقصها أبسط مقومات الراحة: دورات المياه!

يدخل الزائرون الحديقة بحثًا عن لحظات من السعادة والراحة، لكن سرعان ما يتحول البحث عن السعادة إلى معاناة، خاصةً للعائلات التي تصطحب أطفالها، فلا أثر لدورات مياه تخفف عنهم العناء، رغم أن الحديقة تكتظ يوميًا مئات الزوار، خاصة خلال هذه الأيام من عيد الفطر المبارك، حيث أصبحت جهة رئيسية في المناسبات والأعياد..

رسوم تُجمع.. وخدمات مفقودة!

عند التجول في الحديقة، تبرز الأكشاك الصغيرة التي تبيع الشاي والشيشة والمجالس (مداكي ومجالس القات) والشيشة بينما يعلو صوت ضحكات الأطفال المنبعثة من دراجاتهم وعرباتهم الصغيرة، كل شيء يشير إلى حياة يومية تنبض بالحركة، لكن خلف هذا المشهد، تقف إدارة المجلس المحلي بمديرية بني الحارث أمام تساؤلات ملحّة: لماذا تُفرض الرسوم على أصحاب الأكشاك والدراجات وعربات السكريم، بينما تغيب الخدمات الأساسية عن المكان؟

من الطبيعي أن تُخصص هذه الرسوم لتطوير الحديقة، لكن الواقع يعكس غير ذلك.. كان بالإمكان -بمنتهى البساطة- إلزام أصحاب الأكشاك بالمساهمة في إنشاء دورات مياه نظيفة، تخدم الجميع، أو على الأقل تخصيص جزء من تلك الرسوم لإنجاز المشروع، فالمسألة ليست مجرد رفاهية، بل ضرورة إنسانية وصحية، تُحفظ بها كرامة الزوار وتُصان بها سمعة المكان.

مسؤولية أخلاقية ووطنية

حين يكون هناك تقصير، لا بد أن يكون هناك وعي، فالحدائق ليست مجرد مساحات خضراء ومقاعد حديدية وزحالق ومداره للأطفال، بل هي وجه حضاري يعكس مدى اهتمام المجتمع وقيادته براحة أفراده، إن إنشاء دورات مياه ليس مشروعًا عملاقًا يتطلب ميزانية ضخمة، بل هو جهد بسيط يمكن تحقيقه بقليل من الإرادة وحس المسؤولية.

فهل سيستجيب المجلس المحلي لدعوات الأهالي والزوار؟ أم سيبقى الوضع على ما هو عليه، حيث يدفع الأطفال وعائلاتهم ثمن الإهمال؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف لنا الإجابة.

وفي الأخير بإمكان المجلس المحلي أن يوجه دعوة إلى رجال المال والأعمال في المديرية من أصحاب المراكز التجارية ومزارع الأبقار للمساهمة في تشييد خمسة إلى عشر دورات مياه ومصلى للحديقة وفي نفس الوقت يحمل شعار الممول كنوع من الدعاية له ولمنتجاته كمقترح حال عجز المجلس المحلي عن تشييد دورات المياه، لتكون الحديقة نظيفة وأشجارها نضرة ورائعة بدلاً من الروائح النتنة نتيجة تبول وتبرز الأطفال بجوار الأشجار المزهرة والجميلة..

 

 

 

مقالات مشابهة

  • دعوة للتعلم والتفاعل .. متحف الإسكندرية القومي يطلق أول سينما للأطفال
  • الوضع الصحي في غزة كارثي
  • احذر.. هذا المشروب يمكن أن يصيبك بسرطان الكبد
  • الأمم المتحدة تناشد العالم تقديم المساعدات .. والاستجابة الأمريكية تتضائل
  • حديقة شهداء الجوية بصنعاء.. متنفسٌ بلا خدمات أساسية!
  • خبراء يحذرون: لا تقدموا هذه المشروبات لأطفالكم
  • ماذا تفعل للوقاية من زيادة الوزن والسمنة؟
  • عواصف رملية وترابية وأمطار بهذه المناطق.. تحذير عاجل من الأرصاد
  • نظام الإنقاذ.. خطة غذائية للتخلص من زيادة الوزن بعد العيد
  • المجلس الرئاسي: بسط الأمن في كافة أرجاء البلاد يعد أولويةً قصوى