يوليو 6, 2024آخر تحديث: يوليو 6, 2024

 محمد الربيعي

بريطانيا معروفة بنظامها التعليمي المتميز الذي يجمع بين التقاليد العريقة والابتكار المستمر والمرونة والتشجيع على التفكير النقدي والإبداع، حيث يُتاح للطلاب فرصة اختيار المسار الدراسي الذي يتناسب مع اهتماماتهم وميولهم الشخصية. كما تعد المدارس البريطانية من بين الأفضل في العالم من حيث جودة التعليم والبنية التحتية التعليمية حيث يتميز النظام التعليمي بتنوعه الثقافي والأكاديمي، مما يوفر بيئة غنية للتعلم والتطور الشخصي.

كما يُعطى اهتمام خاص للأنشطة اللامنهجية التي تُعزز من مهارات الطلاب الاجتماعية والقيادية.

ومن ناحية التمايز تعتبر بريطانيا وجهة مفضلة للطلاب الاجانب الراغبين في الحصول على تعليم عالي الجودة، وذلك بفضل نظامها التعليمي المرموق والمعترف به عالميا، والذي يعتبر من اجدر الانظمة في إعداد اجيال من القادة والمبتكرين القادرين على مواجهة تحديات العصر والمساهمة في تقدم المجتمعات.

مجالات الاستفادة

يمكن للعراق أن يستفيد من تجربة التعليم المدرسي البريطاني في العديد من المجالات، منها:

التركيز على المهارات الأساسية: يركز التعليم المدرسي البريطاني على تعليم الطلاب المهارات الأساسية، مثل القراءة والكتابة والحساب، بشكل متين. بالاضافة الى اعتبار التعليم أساسيا لفهم الظواهر الطبيعية وكذلك لتطوير مهارات الطالب اللغوية، والتي تستخدم بشكل يومي في التواصل والتعبير. هذه المهارات ضرورية للنجاح في جميع المجالات، سواء في التعليم العالي أو في سوق العمل. التركيز على التفكير النقدي وحل المشكلات: يركز التعليم المدرسي البريطاني ايضا على تعليم الطلاب التفكير النقدي وحل المشكلات، وتحفيز الطالب على تقديم أفكاره والتعبير عن آرائه، سواء كان ذلك شفويا أو كتابيا، وذلك من خلال اعداد التقارير. وتهتم المدرسة البريطانية بتمكين الطالب من استكشاف الحقائق بذاته عبر الجهد الفكري وتحفيزه على الاستقصاء الذهني والمثابرة في المحاولات بأسلوب “المحاولة والخطأ”، والتي تستمر حتى تحقيق الفهم الصحيح للمسألة. هذه المهارات ضرورية للطلاب للنجاح في القرن الحادي والعشرين، حيث يواجهون العالم المتغير باستمرار. التركيز على التعلم التعاوني: يركز التعليم المدرسي البريطاني أيضا على التعلم التعاوني. يتعلم الطلاب من بعضهم البعض من خلال العمل معا في مشاريع ومجموعات. هذا يساعد الطلاب على تطوير مهارات العمل الجماعي والتواصل. التركيز على التقييم المستمر: يركز التعليم المدرسي البريطاني على التقييم المستمر. يتم تقييم الطلاب بشكل منتظم على تقدمهم، مما يساعدهم على البقاء على المسار الصحيح. ويقدّر الجهد الفكري، والذي يستند الى التفكير الابداعي القادر على ربط الحقائق بطريقة مبتكرة. التركيز على خلق بيئة محفزة للعمل: يُعد المعلمون حجر الزاوية في أي نظام تعليمي ناجح، ولذلك فأن تحفيزهم وتشجيعهم على التطور والابداع أمر ضروري لضمان جودة التعليم. لذلك تركز ادارة التعليم البريطانية على خلق بيئة عمل ايجابية ومحفزة للمعلمين، وتعزيز شعورهم بالمسؤولية والتمكين، وتشجيعهم على التطور والابداع. من خلال نظام النقط وهيكلية الأقسام ولجان المتابعة والتقييم، تسعى هذه السياسة الى ضمان جودة التعليم وتحقيق أفضل النتائج للطلاب.

مجالات اخرى

ويمكن للعراق ان يستفيد فيها من تجربة التعليم المدرسي البريطاني في بعض المجالات المحددة، منها:

تحسين جودة التعليم: يمكن أن تساعد تجربة التعليم المدرسي البريطاني العراق في تحسين جودة التعليم من خلال التركيز على المهارات الأساسية والتفكير النقدي وحل المشكلات، وتبني اساليب تجعل من التعلم تجربة ممتعة وشيقة. زيادة فرص العمل: يمكن أن تساعد تجربة التعليم المدرسي البريطاني العراق في زيادة فرص العمل من خلال تعليم الطلاب المهارات اللازمة للنجاح في سوق العمل. تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية: يمكن أن تساعد تجربة التعليم المدرسي البريطاني العراق في تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال تعليم الطلاب المهارات اللازمة للمساهمة في المجتمع. خلق بيئة عمل محفزة للمعلمين: من خلال اتباع الممارسات الجيدة في النظام البريطاني، مثل نظام منح النقط للاعمال الاضافية التي يقوم بها المعلم وترجمتها الى زيادة في الراتب، والتي من خلالها يمكن للمدارس خلق بيئة عمل مثالية تجذب افضل المعلمين وتساعدهم على تحقيق امكاناتهم الكاملة، مما ينعكس ايجاباً على جودة التعليم وتحقيق أفضل النتائج للطلاب.

تكييف التجارب

من المهم أن يتم تكييف تجربة التعليم المدرسي البريطاني مع الاحتياجات الخاصة للعراق، بما يتناسب مع السياق الثقافي والاجتماعي المحلي. يجب أن تأخذ عملية التكييف هذه في الاعتبار الخصوصية الثقافية للعراق وانتشار الفساد المالي والمحسوبية والمنسوبية، مع التركيز على تعزيز الهوية الوطنية والقيم المشتركة بين جميع أفراد المجتمع، بعيدا عن الطائفية والعشائرية. يمكن تحقيق ذلك من خلال تعديل المناهج الدراسية لتشمل المزيد من المحتوى الثقافي الوطني، مثل التراث الثقافي المشترك والأداب والفنون والعلوم التي تعكس الإنجازات والتحديات الخاصة بالبلاد.

الاهداف التربوية العراقية

استنادا على فلسفة واهداف التعليم البريطاني نرى ضرورة ان تتضمن الاهداف التربوية العراقية ما مدرج ادناه، وبأن توضع الخيارات والخطط والسياسات لتحقيقها:

تربية الطالب بثقافة المحبة والاخاء بين القوميات والاديان والطوائف ونبذ التعصب بكل اشكاله. تربية الطالب بثقافة الاعتراف بالاخر وثقافة السلم وبالقيم الديمقراطية واحترام حقوق الانسان. ألتأكيد على مبدأ المواطنة الصالحة وحب العراق ووحدته. تربية الطالب بأهمية القوانين واحترامها وبعدم مخالفتها وبحرمة ممتلكات الدولة واموالها، وبتعريفه على حقوقه وواجباته. تنمية الشخصية وحب الاستطلاع والتفكير المستقل وممارسة السلوك المتمدن والعمل التعاوني والمبادرة عند الطلاب. تنمية القدرات اللغوية (عربي وكردي وانكليزي) عند الطفل وأكسابه مهارات الاتصال اللغوي الاساسية. ألتاكيد على اهمية تدريس العلوم والرياضيات وتنمية التفكير العلمي والقيم المرتبطة به والتآلف مع التكنولوجيا، لاسيما الحاسوب، كمصدر للمعلومات.

من الضروري ان يتم توفير تدريب مكثف للمعلمين العراقيين على الأساليب التعليمية الحديثة، بحيث يكونوا قادرين على تطبيق أفضل الممارسات التعليمية. يجب أن يشمل هذا التدريب أساليب التدريس الحديثة، استراتيجيات التقييم، وكيفية دمج التكنولوجيا بطريقة تعزز التعلم وتشجع على التفكير النقدي، في صفوف دراسية منظمة وفقا للتخصصات بدلاً من الأعمار، مما يسمح بتوفير جميع الموارد التعليمية الأساسية في الصفوف لتكون في متناول المعلم عند الحاجة لها.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تعطى الأولوية لإنشاء بيئة تعليمية ترحيبية وداعمة، تعزز من التفاهم المتبادل والاحترام بين الطلاب من مختلف الخلفيات الثقافية والاجتماعية وتحبذ التعلم للطلاب. يجب أن تكون المدارس مساحات للتعلم والنمو، حيث يمكن للطلاب أن يشعروا بالأمان والتقدير، وأن يكونوا قادرين على استكشاف هوياتهم الثقافية وتطوير مهاراتهم الشخصية والأكاديمية.

بشكل عام، يمكن أن تكون تجربة التعليم المدرسي البريطاني مصدرا قيما للعراق في تحسين جودة التعليم وزيادة فرص العمل وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

* أعرب عن شكري لصديقي الدكتور حسن صادق الخبير التربوي في بريطانيا لملاحظاته القيمة التي اغنت المقال.

مرتبط

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: التفکیر النقدی جودة التعلیم تعلیم الطلاب الترکیز على خلق بیئة یمکن أن من خلال یجب أن

إقرأ أيضاً:

مدير تعليم مطروح: تكثيف المتابعات الميدانية بكافة مدارس المحافظة

عقدت نادية فتحي وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة مطروح اجتماعا موسعا مع أعضاء إدارات المتابعة والتعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي والمجتمعي والتربية الخاصة والمدارس الرسمية بالمديرية وإدارة مطروح التعليمية وذلك بقاعة الاجتماعات الكبري بحضور إسماعيل جاتو وكيل المديرية وإيهاب أنور مدير عام التعليم العام.

وأوضحت وكيل الوزارة أن حركة التنقلات الأخيرة الخاصة بمديري الإدارات التعليمية والمدارس جاء لتجديد الدماء وتنشيط منظومة العمل بالمدارس في ظل سياسة العمل التي تنتهجها المديرية حالياً مع العمل بروح الفريق الواحد مؤكدة ضرورة تكاتف الجميع وبذل كافة الجهود خلال المرحلة المقبلة مع الالتزام الكامل بتنفيذ توجيهات السيد وزير التربية والتعليم الأستاذ محمد عبداللطيف التى جاءت خلال لقائه الخميس الماضي بمديرى ووكلاء المديريات.

وأضافت أن المرحلة المقبلة تشمل متابعات مستمرة وشاملة لكافة مدارس المحافظة لمتابعة كراسات الطلاب المخصصة للمهام اليومية والتقييمات الأسبوعية والشهرية ورصدها بدقة لضمان تحقيق العدالة والشفافية والمساواة بين الطلاب وحصول كل طالب علي حقه كاملا.

وأشارت إلي أهمية المتابعة الميدانية القائمة علي التقويم المبني علي أسس منهجية تربوية محددة مع رصد لإيجابيات واتخاذها محطة إيجابية لمعالجة السلبيات في حينها وفق الإمكانيات المتاحة ومعالجتها خلال زيارات المتابعات المقبلة مشددة علي منع نشر الزيارات الميدانية للمتابعين وأعضاء المراحل التعليمية للمدارس عبر وسائل التواصل الاجتماعي خاصة فيس بوك .

وشددت كذلك علي أعضاء المتابعة والمراحل التعليمية بضرورة التأكيد علي مديري المدارس بوضع سبل تربوية جديدة لتحفيز الطلاب علي المواظبة بالحضور إلي المدارس

وأشارت للحضور إلي متابعة تنفيذ البرنامج الزمني لمبادرة مدرستي تكتب وتقرأ بطلاقة بالمدارس الابتدائية والتي تحقق حتي الآن نجاحاً ملحوظاً ظهر من خلال تحسن المستوي اللغوي للعديد من الطلاب

واوضحت مدير المديرية للحضور أن تعليم مطروح ملتزم بتطبيق نظام "البوكليت" في امتحانات الفصل الدراسي الثاني للشهادة الإعدادية حيث سيتم إجراء امتحان تجريبي لمدة يوم واحد يؤدي خلاله الطلاب الامتحان في مادة الدراسات الإجتماعية مع التزام بمطابقة الامتحان التجريبي للمواصفات الامتحانية مشيرة أن النظام الامتحاني الجديد يحقق تكافؤ الفرص بين الطلاب مع ضمان جودة أعمال التصحيح.

وفي ختام الاجتماع أكدت نادية فتحي تكرار اللقاءات والاجتماعات الدورية بالإدارات التعليمية لتعزيز التواصل مع فرق المتابعة والمراحل التعليمية والوقوف علي مسار العمل والتحديات التي تواجهه علي أرض الواقع .

مقالات مشابهة

  • «المهارات المُجاورة» في الابتكار التكنولوجي
  • جامعة بني سويف التكنولوجية توقع بروتوكولا مع مصر للتأمين لمواكبة تحديات سوق العمل
  • «الرئيس السيسي» لنظيره الفرنسي: من المهم خلق شراكة قوية يستفيد منها كافة الأطراف
  • "تعليم قنا" تبحث تطوير الأداء المدرسي في اجتماع موسع مع مديري المدارس الابتدائية
  • الرئيس السيسي: ندعم وبقوة العمل على خلق شراكة يستفيد منها جميع الأطراف
  • واش هادشي فخبار وزير التربية الوطنية؟ نقابات توقف الدراسة بسبب حرب غزة و فعاليات تنتقد هدر الزمن المدرسي
  • مدير تعليم مطروح: تكثيف المتابعات الميدانية بكافة مدارس المحافظة
  • إدارات التعليم تؤكد على الانضباط المدرسي واستكمال المناهج
  • بعد جولته بمدارس كفر الشيخ والدقهلية.. وزير التعليم يفاجئ مدارس القليوبية
  • جامعة القاهرة تعلن برنامج الفعاليات والأنشطة الطلابية خلال شهر أبريل الجاري