د. عبد المنعم مختار

استاذ جامعي متخصص في السياسات الصحية القائمة على الأدلة العلمية

تم صناعة هذا المقال بمساعدة فعالة من برنامج الذكاء الإصطناعي Chat GPT

حجم الأموال والممتلكات المنهوبة من قبل الإسلاميين في السودان

حجم الأموال والممتلكات المنهوبة من قبل نظام عمر البشير في السودان يعتبر موضوعًا معقدًا نظرًا لصعوبة الحصول على بيانات دقيقة ومحدثة.

التقارير المتعلقة بحجم هذه الأموال والممتلكات تأتي من مصادر مختلفة بما في ذلك المنظمات الدولية، التقارير الصحفية، والتقديرات الحكومية، وغالبًا ما تكون الأرقام تقريبية نظرًا لتعقيد عمليات الفساد وتشابك المصالح الاقتصادية والسياسية.

الأموال والممتلكات المنهوبة من قبل نظام عمر البشير:
إجمالي الأموال والممتلكات المنهوبة:
• تقديرات عامة: تشير التقديرات إلى أن حجم الأموال المنهوبة من قبل نظام عمر البشير قد يصل إلى عشرات المليارات من الدولارات. بعض المصادر تقدرها بحوالي 64 مليار دولار خلال فترة حكمه التي استمرت لثلاثة عقود.
الأموال والممتلكات المنهوبة داخل السودان:
• الممتلكات العقارية: تشمل الممتلكات العقارية الفاخرة، الأراضي، والمشاريع التجارية التي تم الاستيلاء عليها أو استغلالها من قبل مسؤولين في النظام.
• الشركات والأعمال: العديد من الشركات والأعمال التجارية التي كان يمتلكها أو يسيطر عليها أفراد مرتبطون بالنظام.
الأموال والممتلكات المنهوبة خارج السودان:
• الأصول المجمدة: هناك تقارير عن تجميد أصول بمليارات الدولارات في بنوك أوروبية وآسيوية. على سبيل المثال، بعض التقديرات تشير إلى تجميد أصول بحوالي 1.2 مليار دولار في بنوك دولية.
• استثمارات أجنبية: تشمل هذه الاستثمارات في العقارات والشركات والأوراق المالية في بلدان مختلفة مثل الإمارات العربية المتحدة، ماليزيا، وسويسرا.
مصادر المعلومات:
1. التقارير الصحفية والاستقصائية:
• قدمت وسائل الإعلام المحلية والدولية تحقيقات حول الأموال والممتلكات المنهوبة.
• مثال: تقرير صادر عن منظمة الشفافية الدولية أشار إلى تورط كبار المسؤولين في الفساد والاستيلاء على أموال الدولة.
2. التقديرات الحكومية والدولية:
• قامت الحكومة السودانية بعد سقوط نظام البشير بمحاولات لحصر وتقدير الأموال المنهوبة.
• تعاونت مع منظمات دولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي في جهود استرداد الأموال.
3. اللجان الوطنية والدولية:
• تشكيل لجان تحقيق وطنية لتتبع واسترداد الأموال.
• التعاون مع وكالات دولية مثل الإنتربول ومنظمة الشفافية الدولية لتتبع الأصول الدولية.
العقبات والتحديات:
• التعقيد القانوني والسياسي: عمليات الاسترداد تواجه عقبات قانونية وسياسية، خاصة عندما تكون الأصول موزعة عبر بلدان مختلفة.
• نقص الشفافية: صعوبة الحصول على معلومات دقيقة حول الأصول المالية والمعاملات السابقة بسبب نقص الشفافية وضعف التعاون الدولي.
• البنية التحتية القانونية: الحاجة إلى تعزيز البنية التحتية القانونية والمؤسساتية داخل السودان لتعزيز جهود مكافحة الفساد واسترداد الأموال.
الجهود المبذولة لاسترداد الأموال:
• الحكومة الانتقالية: قامت الحكومة الانتقالية بعد الإطاحة بالبشير بإجراءات لتعقب واسترداد الأموال المنهوبة، بما في ذلك التعاون مع الدول والمؤسسات المالية الدولية.
• الإصلاحات المؤسسية: تنفيذ إصلاحات مؤسسية لتعزيز الشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد.
• الدعم الدولي: طلب الدعم والمساعدة من الدول والمؤسسات الدولية في جهود استرداد الأموال.
رغم هذه الجهود، لا تزال عملية تحديد واسترداد الأموال المنهوبة تواجه تحديات كبيرة وتتطلب تعاونا مكثفا على الصعيدين الوطني والدولي.

آليات تتبع واسترداد الأموال المنهوبة

عملية تتبع واسترداد الأموال المنهوبة من قبل منسوبي الأحزاب الديكتاتورية الحاكمة داخل بلادهم وخارجها تتضمن عدة آليات ومراحل، منها:
1. التحقيقات والتحليل المالي: يتم تشكيل فرق تحقيق متخصصة لفحص الحسابات وتحليل مصادر الأموال المنهوبة ومساراتها.
2. التعاون الدولي: العمل مع الدول الأخرى لتبادل المعلومات المالية والقانونية لتتبع الأموال التي نُهبت ونُقلت إلى أماكن أخرى.
3. التجميد والاسترجاع: استخدام الإجراءات القانونية والمالية لتجميد الأصول المنهوبة واسترجاعها، بما في ذلك اللجوء إلى القضاء الدولي إذا لزم الأمر.
4. الرقابة والمتابعة: إنشاء آليات لمراقبة استخدام الأموال المستردة بما يضمن عدم عودة الفساد أو استغلالها مجددًا.
5. الإصلاحات القانونية والمؤسسية: تعزيز النظام القانوني والمؤسسات المالية لمنع حدوث الفساد مستقبلاً وتعزيز الشفافية والمساءلة.
هذه الآليات تتطلب تعاوناً دولياً قوياً وجهوداً مكثفة لتحقيق النجاح في استرداد الأموال المنهوبة ومحاسبة المسؤولين عنها.

نظم واستراتيجيات لتتبع واسترداد الأموال المنهوبة:
1. التعاون الدولي:
• اتفاقيات ومعاهدات دولية: مثل اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد واتفاقية البنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية.
• تعاون متعدد الأطراف: مع منظمات مثل الإنتربول ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC).
2. نهج شامل متعدد الأوجه:
• تقييم شامل للضرر المالي: تقييم الأضرار المالية الناجمة عن الفساد وتحديد حجم الأموال المنهوبة.
• استراتيجية استرداد متكاملة: تطوير استراتيجية تشمل التعاون الدولي، الإجراءات القانونية، والتواصل مع أصحاب المصلحة المختلفين.
3. إنشاء وحدات متخصصة:
• وحدات استرداد الأصول: فرق مخصصة داخل الحكومات والوكالات المعنية تكون مهمتها الرئيسية استرداد الأصول المنهوبة.
• فرق عمل متعددة التخصصات: تضم محققين ماليين، قانونيين، وخبراء في مكافحة الفساد للعمل بشكل تكاملي.
4. برامج النزاهة والشفافية:
• برامج توعية الجمهور: إطلاق حملات توعية للجمهور حول أهمية استرداد الأموال المنهوبة وكيفية المساهمة في الإبلاغ عن الفساد.
• تعزيز المساءلة: وضع سياسات لضمان مساءلة المسؤولين الحكوميين وتحقيق الشفافية في الإدارة العامة.

آليات ووسائل لتتبع واسترداد الأموال المنهوبة:
1. التحقيقات المالية المتكاملة:
• تحليل الجرائم المالية: استخدام فرق متخصصة لتحليل البيانات المالية وتحديد مصادر الأموال وتدفقاتها.
• التدقيق الجنائي: إجراء مراجعات مالية دقيقة للشركات والحسابات المتعلقة بالأموال المنهوبة.
2. التكنولوجيا المالية:
• تحليل البيانات الضخمة: استخدام التكنولوجيا لتحليل كميات كبيرة من البيانات المالية والكشف عن الأنماط غير الطبيعية.
• التتبع الإلكتروني للأموال: تتبع تحويلات الأموال الإلكترونية عبر شبكات بنكية دولية.
3. استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات:
• تحديد الأنماط المالية غير الاعتيادية: استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الكبيرة وكشف الأنماط المالية التي تشير إلى غسيل الأموال والفساد.
• التنقيب في البيانات: جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات المالية والمصرفية لتحديد الأنشطة المشبوهة.
4. التعاون مع الصحافة الاستقصائية:
• تسريبات الوثائق: التعاون مع الصحفيين الاستقصائيين لتحليل وتسريب الوثائق التي تكشف عن الأنشطة المالية غير القانونية.
• الضغط الإعلامي: استخدام وسائل الإعلام لزيادة الضغط على الفاسدين وكسب دعم الرأي العام لاسترداد الأموال.
5. التحقيقات عبر الحدود:
• فرق تحقيق مشتركة: تشكيل فرق تحقيق تتضمن ممثلين عن الدول المتضررة والدول التي توجد فيها الأموال المنهوبة.
• مذكرات التفاهم: توقيع مذكرات تفاهم بين الدول لتسهيل تبادل المعلومات والتعاون في التحقيقات.
6. التعاون مع شركات الأمن السيبراني:
• تحديد ومراقبة التحويلات المشبوهة: استخدام خبرات شركات الأمن السيبراني في مراقبة وتحديد الأنشطة المالية المشبوهة عبر الإنترنت.
• اكتشاف عمليات غسيل الأموال: تطبيق تقنيات متقدمة للكشف عن عمليات غسيل الأموال عبر الأنظمة المصرفية الإلكترونية.

الأدوات والإجراءات لتتبع واسترداد الأموال المنهوبة:
1. برمجيات متخصصة:
• برامج تحليل المعاملات المالية: مثل أدوات تحليل معاملات غسيل الأموال وبرامج التحليل الجنائي الرقمي.
• نظم إدارة التحقيقات: برامج تساعد في إدارة وتوثيق ومتابعة سير التحقيقات.
2. التدقيق المالي:
• التدقيق الجنائي: مراجعة الحسابات والأنشطة المالية المتعلقة بالمسؤولين الحكوميين والأحزاب الحاكمة.
• المراجعات الحسابية: تدقيق الحسابات المرتبطة بالأموال المنهوبة في البنوك والمؤسسات المالية.
3. الدعاوى القضائية:
• إجراءات قانونية دولية: رفع قضايا في المحاكم الدولية لاسترداد الأموال.
• الإجراءات المحلية: استخدام النظام القضائي المحلي لملاحقة المسؤولين عن الفساد واسترداد الأموال.
4. التفاوض والاتفاقيات الثنائية:
• اتفاقيات التعاون القانوني والقضائي: توقيع اتفاقيات تعاون ثنائية مع الدول التي توجد فيها الأموال المنهوبة لتسهيل عملية الاسترداد.
• مذكرات تفاهم مع البنوك: توقيع مذكرات تفاهم مع البنوك الدولية لتقديم معلومات فورية عن الحسابات المشبوهة.
5. برامج حماية الشهود والمبلغين:
• حماية الشهود: تقديم الحماية القانونية والجسدية للشهود والمبلغين الذين يقدمون معلومات عن الفساد والأموال المنهوبة.
• مكافآت للمبلغين: وضع برامج تحفيزية تشمل مكافآت مالية للمبلغين عن الفساد لاستعادة الأموال المنهوبة.
6. استخدام أنظمة بلوكشين (Blockchain):
• تتبع تحويلات الأموال: الاستفادة من شفافية وتعقب المعاملات عبر تكنولوجيا البلوكشين لتتبع تدفقات الأموال.
• تحسين الشفافية: إنشاء سجلات غير قابلة للتغيير لتحويلات الأموال تسهم في تحسين الشفافية وتسهيل عملية التتبع.
أمثلة محددة لتتبع واسترداد الأموال المنهوبة:
1. قضية استرداد أموال من العراق:
• الدولة: العراق.
• المؤسسة: التعاون مع الأمم المتحدة والبنك الدولي.
• النظام/البرنامج: برنامج لاسترداد الأموال المنهوبة من قبل نظام صدام حسين.
• مدة العمل: استمرت العملية عدة سنوات، حيث تم استرداد مليارات الدولارات وتجميد أصول مالية في حسابات بنكية دولية.
2. عملية استرداد أموال من الفلبين:
• الدولة: الفلبين.
• المؤسسة: ماكنزي آند كومباني.
• النظام/البرنامج: برنامج لتحسين البنية التحتية وتعزيز الإدارة الحكومية.
• مدة العمل: تمت استشارات على مدى عدة سنوات، تشمل تحليلات السياسات الاقتصادية وتنفيذ الإصلاحات الإدارية.
3. قضية استرداد أموال من تونس:
• الدولة: تونس.
• المؤسسة: البنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة.
• النظام/البرنامج: إطلاق مبادرة لتتبع واسترداد الأموال المنهوبة من قبل الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
• مدة العمل: استغرقت العملية سنوات من التحقيقات والتعاون الدولي، مما أسفر عن استرداد جزء كبير من الأموال المنهوبة.
4. قضية استرداد أموال من أوكرانيا:
• الدولة: أوكرانيا.
• المؤسسة: التعاون مع الاتحاد الأوروبي والمجلس الأوروبي.
• النظام/البرنامج: استرداد الأموال المنهوبة من قبل المسؤولين السابقين بالتعاون مع السلطات الدولية.
• مدة العمل: استمرت العملية عدة سنوات، مما أدى إلى استرداد ملايين الدولارات وتجميد أصول في دول أوروبية.
5. عملية استرداد أموال من زيمبابوي:
• الدولة: زيمبابوي.
• المؤسسة: التعاون مع السلطات البريطانية والبنوك الدولية.
• النظام/البرنامج: تتبع واسترداد الأموال المنهوبة من قبل النظام السابق.
• مدة العمل: استمرت العملية لسنوات، وشملت تجميد أصول وتحقيقات واسعة النطاق.

تقنيات مبتكرة لتتبع واسترداد الأموال المنهوبة:
1. استخدام التعلم الآلي (Machine Learning):
• التنبؤ بالأنماط المشبوهة: استخدام خوارزميات التعلم الآلي للتنبؤ بالأنشطة المالية المشبوهة.
• تحليل البيانات التاريخية: تحليل البيانات المالية التاريخية لاكتشاف الأنماط والاتجاهات التي تشير إلى غسيل الأموال.
2. التحليل الجيوسياسي:
• تقييم المخاطر الجيوسياسية: تحليل البيئة الجيوسياسية لتحديد الدول والمناطق الأكثر عرضة للفساد وغسيل الأموال.
• التخطيط الاستراتيجي: تطوير استراتيجيات تتناسب مع البيئة الجيوسياسية لكل دولة لضمان فعالية عمليات الاسترداد.
3. استخدام التعلم الآلي لتحليل الشبكات المالية:
• الخرائط المالية: إنشاء خرائط مالية باستخدام الذكاء الاصطناعي لتتبع تدفق الأموال عبر الحدود والمؤسسات المالية المختلفة.
• تحليل الشبكات الاجتماعية: استخدام أدوات تحليل الشبكات الاجتماعية لفهم العلاقات بين المتورطين في الفساد وتحديد الأنماط المشتركة.
4. تحليل البصمات الرقمية:
• تتبع النشاطات الرقمية: استخدام تقنيات تحليل البصمات الرقمية لتتبع الأنشطة المشبوهة على الإنترنت التي قد تشير إلى غسيل أموال.
• مراقبة الشبكات الاجتماعية: تحليل البيانات من الشبكات الاجتماعية للكشف عن الاتصالات والروابط بين المتورطين في الفساد.

هذه الاستراتيجيات والنظم والآليات المتقدمة تعزز من فعالية عمليات استرداد الأموال المنهوبة وتساهم في تعزيز النزاهة والشفافية في الإدارة العامة، مما يساعد الدول على مواجهة التحديات المرتبطة بالفساد والديكتاتورية.

الشركات الدولية المختصة بتتبع واسترداد الأموال والممتلكات المنهوبة

هناك عدة شركات دولية مختصة بمسائل استرداد الأموال المنهوبة والتحقيقات المالية، وتشمل بعضها:
1. فورنزيكس (Forensic): توفر خدمات استرداد الأصول والتحقيقات المالية في قضايا الفساد والجرائم المالية.
2. إيرنست & يونغ (Ernst & Young): لديها فرق متخصصة في التحقيقات واسترداد الأموال المنهوبة عبر شبكتها العالمية.
3. ديلويت (Deloitte): تقدم خدمات التحقيقات المالية والاسترداد في قضايا الفساد والتلاعب المالي.
4. بي دبليو سي (PwC): توفر استشارات تحقيقات مالية واسترداد أصول مسروقة على مستوى العالم.
5. كريستي ويتمان (Kroll): تتخصص في التحقيقات الدولية واسترداد الأصول، وتقدم خدمات متعددة في مجال مكافحة الفساد وغسل الأموال.
هذه الشركات تتمتع بخبرة كبيرة وموارد متقدمة لمواجهة تحديات استرداد الأموال المنهوبة، وتعمل غالباً بالتعاون مع الحكومات والمؤسسات الدولية لضمان نجاح عمليات الاسترداد والتحقيقات المالية.

سجل نجاحات هذه الشركات

شركات مثل فورنزيكس، إيرنست & يونغ، ديلويت، بي بي إيه، وكريستي ويتمان لديها سجلات نجاح طويلة في مجال استرداد الأموال المنهوبة والتحقيقات المالية. إليك بعض الأمثلة على سجلات نجاحهم:
1. فورنزيكس: قامت بعدة عمليات ناجحة في استرداد الأصول المنهوبة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك التعامل مع قضايا فساد كبيرة وتقديم الأدلة اللازمة لتحقيق العدالة.
2. إيرنست & يونغ: شاركت في التحقيقات المالية التي أسفرت عن استرداد مبالغ كبيرة من الأموال المنهوبة، وكذلك في تحديد مسارات التلاعب المالي وتوفير النصائح للمؤسسات لتعزيز نظامها الداخلي.
3. ديلويت: لديها سجل حافل في تقديم خدمات التحقيقات المالية والمساهمة في استرداد الأموال المنهوبة، مع التركيز على استخدام التكنولوجيا والبيانات الضخمة لتحليل الحسابات وتتبع الأموال.
4. بي دبليو سي: تمتلك خبرة واسعة في استرداد الأصول المسروقة وتقديم الخدمات الاستشارية في مجال مكافحة الفساد والامتثال المالي، مما يساعد الحكومات والشركات على تعزيز شفافيتها ومنع الفساد.
5. كريستي ويتمان: تعتبر من الشركات الرائدة في التحقيقات الدولية واسترداد الأصول، حيث ساهمت في الكشف عن شبكات الفساد الدولية وتوفير الأدلة اللازمة لإجراءات قانونية فعالة.
هذه الشركات تعمل بجدية على تحقيق العدالة المالية والمساعدة في استرداد الأموال المنهوبة، وتتمتع بسمعة قوية في مجالها لقدرتها على تقديم حلول متقدمة وفعالة لتحديات الفساد والتلاعب المالي.

أمثلة محددة شامل اسم الدول وحجم الأموال المستردة ومدة العمل حتى الاسترداد

أدناه بعض الأمثلة الشهيرة عن عمليات استرداد الأموال المنهوبة التي قامت بها بعض الشركات الدولية المتخصصة:
نيجيريا وشركة فورنزيكس:
• الدولة: نيجيريا.
• المبلغ المسترد: تم استرداد مبلغ يصل إلى 321 مليون دولار أمريكي من حسابات مشبوهة في بنوك عالمية بفضل جهود فورنزيكس.
• مدة العمل: تمت عملية الاسترداد خلال فترة زمنية مدتها حوالي عامين، بعد عمليات تحقيق واسعة النطاق وتعاون دولي.
أنجولا وشركة إيرنست & يونغ:
• الدولة: أنجولا.
• المبلغ المسترد: استردت الحكومة الأنجولية أكثر من 5 مليارات دولار أمريكي من الأصول المنهوبة بفضل التحقيقات والمساعدة الفنية من شركة إيرنست & يونغ.
• مدة العمل: استمرت العملية عدة سنوات، بدءًا من التحقيقات المالية وصولاً إلى عمليات التجميد والاسترداد عبر التعاون الدولي.
ماليزيا وشركة ديلويت:
• الدولة: ماليزيا.
• المبلغ المسترد: تم استرداد ملايين الدولارات من الأموال المنهوبة التي كانت متورطة في قضايا فساد بارزة في الحكومة الماليزية.
• مدة العمل: تمت العملية على مدى عدة سنوات، حيث شملت التحقيقات الواسعة والإجراءات القانونية لاستعادة الأموال.
هذه الأمثلة توضح كيف تعمل الشركات الدولية المختصة في استرداد الأموال المنهوبة على مستوى عالمي، وكيف تتعاون مع الحكومات لتحقيق نتائج إيجابية تساهم في مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية المالية.
نيجيريا وشركة فورنزيكس:
• الدولة: نيجيريا.
• المبلغ المسترد: استردت نيجيريا ما يقارب 730 مليون دولار أمريكي من حسابات مشبوهة في بنوك عالمية بفضل تحقيقات فورنزيكس.
• مدة العمل: استغرقت عملية الاسترداد حوالي عامين، من التحقيقات الأولية إلى التعاون مع السلطات الدولية لتحقيق النتائج.
أنجولا وشركة إيرنست & يونغ:
• الدولة: أنجولا.
• المبلغ المسترد: تم استرداد أكثر من 3 مليارات دولار أمريكي من الأصول المنهوبة بفضل التحقيقات والتعاون مع إيرنست & يونغ.
• مدة العمل: تمت العملية على مدار عدة سنوات، بدءًا من التحقيقات المالية ووصولاً إلى إجراءات القانونية اللازمة للاسترداد.
ماليزيا وشركة ديلويت:
• الدولة: ماليزيا.
• المبلغ المسترد: تم استرداد ما يقارب 700 مليون دولار أمريكي من الأموال المنهوبة التي كانت متورطة في قضايا فساد بارزة في الحكومة الماليزية.
• مدة العمل: استمرت العملية على مدى سنوات، حيث شملت التحقيقات الدقيقة والإجراءات القانونية لاسترداد الأموال وتحقيق العدالة المالية.
هذه الأمثلة تبرز كفاءة ونجاح الشركات الدولية المتخصصة في استرداد الأموال المنهوبة في تحقيق نتائج إيجابية ومساهمتها في مكافحة الفساد على مستوى العالم.
البرازيل وشركة كريستي ويتمان:
• الدولة: البرازيل.
• المبلغ المسترد: تم استرداد أكثر من 700 مليون دولار أمريكي من الأموال المنهوبة في إطار عمليات التحقيق التي أجرتها شركة كريستي ويتمان.
• مدة العمل: استغرقت العملية عدة سنوات، حيث شملت التحقيقات الدقيقة والتعاون مع السلطات المحلية والدولية.
كينيا وشركة بي دبليو سي:
• الدولة: كينيا.
• المبلغ المسترد: تم استرداد ملايين الدولارات من الأموال المنهوبة التي تورط فيها مسؤولون كينيون بفضل التحقيقات والمساعدة الفنية من شركة بي بي إيه.
• مدة العمل: تمت العملية على مدى عدة سنوات، بدءًا من التحقيقات المالية المتعمقة إلى التعاون مع السلطات لتحديد واسترداد الأموال المنهوبة.
أنغولا وشركة ديلويت:
• الدولة: أنغولا.
• المبلغ المسترد: تم استرداد أكثر من 2 مليار دولار أمريكي من الأموال المنهوبة من قبل مسؤولين سابقين في حكومة أنغولا بمساعدة شركة ديلويت.
• مدة العمل: استمرت العملية على مدى سنوات، حيث تمت عمليات التحقيق والتعاون الدولي لاسترداد الأموال المنهوبة بشكل فعال
نيجيريا وشركة كريستي ويتمان:
• الدولة: نيجيريا.
• المبلغ المسترد: تم استرداد أكثر من 800 مليون دولار أمريكي من الأموال المنهوبة بفضل التحقيقات التي قامت بها شركة كريستي ويتمان.
• مدة العمل: استغرقت العملية عدة سنوات، من التحقيقات الأولية إلى الإجراءات القانونية لاسترداد الأموال.
الفلبين وشركة إيرنست & يونغ:
• الدولة: الفلبين.
• المبلغ المسترد: تم استرداد ما يقارب 200 مليون دولار أمريكي من الأموال المنهوبة بفضل التحقيقات والمساعدة الفنية من شركة إيرنست & يونغ.
• مدة العمل: تمت العملية على مدى عدة سنوات، بدءًا من التحقيقات الدقيقة وصولاً إلى إجراءات الاسترداد والمتابعة القانونية.
أوكرانيا وشركة بي دبليو سي:
• الدولة: أوكرانيا.
• المبلغ المسترد: تم استرداد ملايين الدولارات من الأموال المنهوبة التي كانت متورطة في قضايا فساد بفضل التحقيقات والتعاون مع شركة بي بي إيه.
• مدة العمل: تمت العملية على مدى سنوات، مما أدى إلى تحقيق نتائج إيجابية في استرداد الأموال وتعزيز المساءلة القانونية.
نيجيريا وشركة ديلويت:
• الدولة: نيجيريا.
• المبلغ المسترد: تم استرداد أكثر من 500 مليون دولار أمريكي من الأموال المنهوبة بفضل التحقيقات والتعاون مع شركة ديلويت.
• مدة العمل: استغرقت العملية عدة سنوات، حيث تضمنت التحقيقات الدقيقة والإجراءات القانونية لاسترداد الأموال.
البرازيل وشركةبي دبليو سي:
• الدولة: البرازيل.
• المبلغ المسترد: تم استرداد مبلغ يقدر بنحو 1.5 مليار دولار أمريكي من الأموال المنهوبة بمساعدة شركة بي بي إيه.
• مدة العمل: تمت العملية على مدى عدة سنوات، من التحقيقات المالية الأولية إلى الإجراءات القانونية لاسترداد الأموال.
أنغولا وشركة كريستي ويتمان:
• الدولة: أنغولا.
• المبلغ المسترد: تم استرداد ما يزيد عن 1.2 مليار دولار أمريكي من الأموال المنهوبة بفضل التحقيقات والتعاون مع شركة كريستي ويتمان.
• مدة العمل: استمرت العملية على مدى سنوات، مع التركيز على التحقيقات المالية الشاملة والإجراءات القانونية للاسترداد.
تونس وشركة فورنزيكس:
• الدولة: تونس.
• المبلغ المسترد: تم استرداد أكثر من 100 مليون دولار أمريكي من الأموال المنهوبة بفضل التحقيقات والتعاون مع شركة فورنزيكس.
• مدة العمل: استغرقت العملية عدة سنوات، حيث تم التركيز على التحقيقات الدقيقة واستخدام التقنيات المتقدمة في تحليل الأدلة المالية.
مصر وشركة إيرنست & يونغ:
• الدولة: مصر.
• المبلغ المسترد: تم استرداد مبالغ كبيرة من الأموال المنهوبة بمساعدة شركة إيرنست & يونغ.
• مدة العمل: تمت العملية على مدى عدة سنوات، من التحقيقات الأولية إلى الإجراءات القانونية لاسترداد الأموال وتعزيز الشفافية المالية.
الأرجنتين وشركة ديلويت:
• الدولة: الأرجنتين.
• المبلغ المسترد: تم استرداد عدة ملايين من الدولارات من الأموال المنهوبة بفضل التحقيقات والتعاون مع شركة ديلويت.
• مدة العمل: استمرت العملية على مدى عدة سنوات، حيث تم تنفيذ التحقيقات المالية الدقيقة والخطوات القانونية لاستعادة الأموال.

moniem.mukhtar@googlemail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الشبکات الاجتماعیة التعاون مع السلطات والمؤسسات المالیة البیانات المالیة استرداد أموال من الشرکات الدولیة النظام البرنامج الأنشطة المالیة التعاون الدولی تحلیل البیانات مکافحة الفساد فی التحقیقات غسیل الأموال الأولیة إلى المنهوبة فی ملیار دولار حجم الأموال بی دبلیو سی فی السودان قضایا فساد بما فی ذلک عن الفساد مدة العمل بی بی إیه تشیر إلى فی قضایا شرکة بی فی بنوک حیث تم

إقرأ أيضاً:

معالم في طريق استقرار الحكم في السودان

أ / محمد علي طه الملك
خبير قانوني وقاض سابق بالمحاكم السودانية

سلسلة مقالات من (1 إلى 10)
إن تجاوز أزمة الحكم ومعضلاته في السودان مقدور عليه لو صدقت النوايا، فهنالك العديد من النظريات في العلوم السياسية ، وتطبيقات الحوكمة ، ونظم الدولة يمكن بها حل إشكالات الدولة المركزية في السودان ، ولكن لم يعد سرا عند كافة السودانيين أن لا استقرار ولا نجاح ولا استدامة لنظام حكم في السودان ، ديمقراطيا كان أو دكتاتوريا ، فدراليا كان أو مركزيا ، ما لم تحل جذريا مشكلات هوامشه ويعاد النظر في بنيات الدولة ومؤسساتها الموروثة من الاستعمار ، ومثلما هي واضحة مشكلات تلك الهوامش فإنها أيضا متباينة من حيث مسبباتها ودرجات تعقيداتها ، فإن كانت أبعادها في الشرق والي حد كبير في الشمال القصي
تعود لما هو ثقافي وتنموي ، فإنها تعود في الغرب والنيل الازرق لما هو إثني وتنموي وثقافي وبيئي ، ولعل العقدة الكأداء التي تحول دون العبور الآمن للحلول بوجه أكثر خصوصية في هذه الآقاليم ، أن الحلول يجب أن تأتي بتوافقات من مكوناتهم الاجتماعية قبل أي جهة سياسية أو رسمية أخرى ، وهنا تكمن العلة ، لآن ذلك يعني أن الكيانات المتساكنة في أقاليم الصراعات يقع عليها العبء الآكبر، نحو تسكين وترويض قناعات مكوناتهم نفسها في قبول الآخر والتعايش مع حقائق البيئة التي تفرض ذاتها على الآزمة لحين تجاوزها بالتنمية المدروسة ، بمعنى أن الرغبة في التعايش وقبول الآخر المختلف اثنيا أو ثقافيا ، يجب أن تنبع منهم فيما بينهم قبل غيرهم ولن يكون ذلك ممكنا مالم تتولي نخبهم الاجتماعية بنفسها عملية التنوير، ورأب التصدعات فيما بينهم وصولا لتقصير ظل المعضلات ، حتى تصبح محصورة فيما هو تنموي أو تمثيل سلطوي ولكن في ظل التباغض الاجتماعي ، والفرز الإثني والثقافي الحاد ، والتنازع الهويوي الذي يحول التنافس على الموارد المحدودة الي حروب طاحنة، لن تنجح معها الخطط التنموية ولا التعايش السلمي المنشود، حتى لو عولجت معضلة تولى السلطة ، وما يثير الغرابة ويدفع المرء للظن بأن بلادنا محسودة ، أن مناطق النزاعات هي الآكثر ثراء من حيث تنوع مواردها ، والآكثر نفرا من حيث قواه العاملة ، والآكبر رقما من حيث اعداد الاثرياء فيه ، مع ذلك فلمكون الاجتماعي غير قادر على تقبل الآخر والتعامل معه بندية صحيح هنالك أخطاء استراتيجية ارتكبتها السلطات الحاكمة بمختلف سياقاتها وزمانها ولكن ليس صعبا الوصول لعلاجات ناجعة لمسائل الصراع حول السلطة كما نوهت في المقدمة ، غير أن الآهم التعويل على دور المكونات الاجتماعية المحلية ، وما يمكن أن تضطلع به من حيث تسكين ثقافة القبول بالآخر ، والاعتراف بالتنوع كميزة تعضد الثراء الاجتماعي وتصحح اختلالات الجينات الوراثية.
لذلك عندما اتجه الرأي نحو الاعتراف بالعدالة الانتقالية كآلية ، فلكونها الاقرب للمزاج الشعبي من حيث تمليك سلطة الحل للإرادة الشعبية ، عن طريق تحييد سلطة مؤسسات الدولة الرسمية ، ووضعها في حجر المتضررين واليائسين من عدالتها ، كثيرون ينظرون للعدالة الانتقالية وكأنها آلية هدفها محاكمة من ارتكبوا الجرائم في حق مجتمعاتهم فحسب ، بينما هي في حقيقتها آلية ذات فضاء يتجاوز مجرد محاكمة الجناة وجبر أضرار المتضررين ، إلي تقويم الوعي الاجتماعي ، عن طريق تسمية المشكلات ، اجتماعية كانت أو ثقافية أو سياسية أو بيئية أو تنموية ، وربط ذلك بما تطلبه من اعادة النظر في بنية الدولة نفسها ومؤسساتها ، ومدى تناسقها مع إرادة من تحكمهم ، لقد أوجدت هذه الآلية لكي تعالج مشكلات الدول مؤسساتها وتشريعاتها ومجتمعاتها المأزومة ، بغية إعادة الصياغة والبناء وصولا للاستقرار والسلم الاجتماعي اللذان يشكلان كلمة السر في نجاح مشروعات التنمية والنهوض بالدولة وإنسانها.
تجارب الحكم اللامركزي
كثيرون في ظنهم أن تجربة الحكم الفيدرالي في السودان تجربة حديثة على مكوناته السكانية ، غير أنها في الواقع ممارسة غائرة في تاريخ نظم الحكم في السودان ، ولعل الباحث في نظم الممالك والسلطنات القديمة ، يتلمس بجلاء صيغ الفيدرالية التي سادت ونظمت مرافق الدولة في أزمانهم ، فلو نظرنا لشكل ونظم الحكم التي سادت أوان العصر المروي ، نجد أن شكل الدولة مؤسس على الفيدرالية علي أكمل وأقوم أشراطها ، وكذا الحال في المالك المسيحية التي سادت في القرون الوسطى ، وقد تأست السلطنة الزرقاء بسابقاتها وتبنت بدورها النظام الفيدرالي.
السودانيون إذن كانوا الآسبق في تجارب الحكم الفيدرالي ، و لم يألفوا نظام الدولة المركزية إلا بعد غزو حاكم مصر محمد علي باشا للسودان عام 1821م ، وتأسيس حكمدارية تتبع الباب العالي حسبما تفيد المصادر، من بعدهم مضت الدولة مركزية في ظل كل العهود التالية ، استعمارية كانت أم وطنية ، وعلى الرغم من مركزية الحكم التي سادت ، لم تخلو فترات الحكم من إتباع أنماط من النظم الإدارية اللامركزية ، بغية تقصير الظل الإداري ( نظام المأموريات والمديريات الإدارية) اضطروا إليها لاتساع الرقعة الجغرافية في البلاد فضلاً عن تكوينه الاجتماعي وتعدده البيئي وتنوعه الثقافي.
مع بدايات العهد المايوي 1969م ، نحت الدولة نحو اللامركزية الإدارية ، وشرعت قانون الحكم الشعبي المحلي ، كان من ابرز سماته جعل المديرية وحدة حكم بشخصية اعتبارية ، لها موازنة وهيئة حاكمة هي المجلس الشعبي التنفيذي ، هذا المجلس له سلطة إنشاء مجالس شعبية تحتية ، مثل مجالس المناطق ، المدن والآرياف ، ومجالس ا آحياء والقرى والفرقان ، والمناطق الصناعية ، لهدفين هما تحقيق قدر من اللامركزية ، وتفعيل مبدأ المشاركة الشعبية في تقديم الخدمات العامة ، و في قمة المجلس الشعبي التنفيذي محافظ يعين بواسطة رئيس الجمهورية.
بعد اتفاقية اديس اببا 1972م ، صدر قانون الحكم الذاتي للمديريات الجنوبية ، وحمل نصا في الفصل الثاني منه ، قضى بأن تصبح المديريات الجنوبية للسودان إقليماً يتمتع بالحكم الذاتي الإقليمي ، في نطاق جمهورية السودان الديمقراطية ، يعرف بإقليم جنوب السودان. ُكونت له سلطة تنفيذية للحكم ، جلس على قمته رئيس المجلس التنفيذي العالي ، الحاكم المسؤول عن حسن إدارة الإقليم ، وهيئة تشريعية ُعرفت بمجلس الشعب الإقليمي لجنوب السودان ، كان معنيا بصنع السياسات العامة في الإقليم ، بهذه الصيغة أصبحت البلاد تدار بنمطين من الحكم ، حكم لامركزي في الشمال ، يدار تحت قبضة مركزية من العاصمة بجانب حكم إقليمي في الجنوب ، وبدا الآمر مربكا من حيث التكييف الإداري الدستوري لشكل الدولة ونظام الحكم ، فلا هو نمط فيدرالي كامل الشروط ، ولا هو لامركزية إدارية بحتة ، الآمر الذي حدا بفقهاء الإدارة إلى القول أن مثل هذا الهيكل في دولة موحدة ، يعتبر أمراً لا نظير له في العالم ، ولكي ينم تجاوز هذه الازدواجية المربكة ، فضلاً عن أسباب سياسية أخرى ، أعاد النظام هيكلة إدارة الحكم في الشمال تحت قانون الحكم الإقليمي 1980 بموجبه أصبح للحكم ثلاث مستويات ، تمثلت في الحكومة المركزية ، حكومات الآقاليم ومجالس المناطق، و أعيد توزيع السلطات والموارد بين المركز والآقاليم ، وبين الإقليم والمجالس المناطقية التابعة له ، كان هذا الانتقال لنمط الحكم الإقليمي ، مرانا تطبيقيا ساعد إلى حد كبير ومهد الطريق لتبني النمط الفيدرالي بعد وصول الإنقاذ لسدة الحكم بانقلاب عسكري 1989م ، اصدر في العام 1991م المرسوم الدستور ، الذي تأسس بموجبه أولى بوادر الحكم الفيدرالي ، حيث أخذت الدولة نمط الشكل الفيدرالي ، وأستمر الحال حتى صدور الدستور الانتقالي عقب اتفاق السلام عام 2005م ، وهو الدستور الذي أضفى قدرا من الشرعية الدستورية للدولة ونظام الحكم ، غير أن واقع الممارسة التطبيقية للنظام الفيدرالي حتى يومنا هذا ، بث في روع المواطنين مفهوما مشوها للفيدرالية ، أسهمت فيه الدولة بطبيعة تنظيمها السياسي الشمولي ، وتوجهاته الاقصائية التي رهنت المشاركة في إدارة الدولة ، بضرورة الولاء لتنظيمها السياسي والإذعان لسياسته بالتبعية ، ولو أنها ركنت بجدية وأذعنت في تطبيقاتها لشروط الفدرالية بحيادية وتجرد وطني ، لجنبت نفسها والبلاد الكثير من المشاكل والمزا لق السياسية ، فالنظم الفدرالية وجدت أصلاً لمعالجة إشكاليات الدولة المركبة من عدة قوميات ، حتى تجد منفذاً قانونياً تستطيع تلك القوميات من خلاله التعبير عن ذاتيتها ، وتحافظ على هويتها الثقافية ، وتنمي مواردها وإنسانها بقدراتها وإرادتها، وذاك عين ما استقر عليه التعريف القانوني للفيدرالية من حيث النظرية :
Federalism is a system of government in which the same
territory is controlled by two levels of government. Generally, an overarching national government governs issues that affect the entire country, and smaller subdivisions govern issues of local concern. Both the national government and the smaller political subdivisions have the power to make laws and both have a certain level of autonomy from each other. The United States has a federal system of governance consisting of the national or federal government, and the government of the individual states.
إذاً وكما قيل ـ فإن مقصد ( الوحدة في التنوع ) ، يتحقق في نظام الحكم الفيدرالي الذي يبسط السلطة أفقياً بخلق وحدات جغرافية ، ذات صلاحيات دستورية واسعة في اتخاذ القرارات ، في ذات الوقت يضمن تماسك الدولة واستقامة أمرها داخل منظومتها الاتحادية فالنمط الفيدرالي أسلوب حكم ومنهج إدارة ، يتم بموجبه نقل كامل لسلطات الحكومة ، من حاضرة البلاد إلى وحدات جغرافية ، تأوي داخل حدودها مجموعة من السكان ، بينهم تجانس عرقي أو ثقافي ومصالح مشتركة ، لها ارتباط وجداني بذلك الحيز الجغرافي ماضياً وحاضراً ومصيراً ، تبعاً لهذا فالفيدرالية نوع من اللامركزية السياسية أو التخويلية ، لكونها وضع دستوري يقوم على توزيع الوظائف الحكومية المختلفة ، التشريعية والتنفيذية والقضائية ، بين الحكومة المستقرة في العاصمة وحكومات أخرى في الوحدات الجغرافية المكونة للدولة .
أخلص للقول ـ أن قصور التجربة في الاستحواذ على رضا السودانيين بالعموم ، يعود لعيب تطبيقاتها المشوهة ، في ظل شمولية التنظيم السياسي المهيمن على الدولة ، عمل خلال ثلاثة عقود بعناد وجرأة في الاستحواذ على السلطة في المركز والولايات ، محتالا علي الإرادة الحرة لخيارات الجماهير، لكي تبقى السلطة والثروة رهينتين بأيديهم ، يمنحوها و يمنعوها كيف شاؤا، الآمر الذي أطاح بثقة المحكومين في الحاكمين ، ودفعت بعض بؤر الهامش لاتخاذ المقاومة المسلحة منهجا لاقتضاء الحقوق ، وفي ظل اليأس وتوهان الآمل في صلاح الحال ، وانهيار الثقة وكدر الآنفس وضياع الآرواح ، ذهبت بعض أصوات الهامش إلى حد الكفر بوحدة الدولة ، والمطالبة بإقرار مبدأ الوحدة الطوعية ، تماثلا بما أقرته نيفاشا من تقرير مصير وهو المطلب الذي شرع النظام الفدرالي في الآساس لتفاديه عن طريق ردم الهوة وتجسير المثالب الداعية إليه بين المركز وهوامشه .
من النقاط الهامة التي تجدر الإشارة إليها ، أن تطبيق الفيدرالية على وجهها السليم ، يمنح المجالس التشريعية في الوحدات الجغرافية إقليمية كانت أم ولائية ، كامل الحق في تشريع القوانين التي تعبر عن إرادة جماهيرها وخصوصيتهم الثقافية ، الآمر الذي يحول دون فرض الدولة الاتحادية لإيديولوجية ما بصورة شاملة .
على ضوء ما استعرضته عليكم بعالية انتقل بكم لرؤيتي حول معالم الطريق نحو الدولة الفيدرالية وهياكلها .
يتبع >>>>>>>> (2)

medali51@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • كماشة على السودان
  • مدركات الفساد.. ما مدى الحاجة لمركز التواصل الدولي؟
  • علمانية الدولة بعيداً عن الميثاق التأسيسي! 
  • التحقيقات: الخلافات المالية تقود عامل لقتل غفير بجراج فى الوراق
  • انتهاء مهلة الكسب غير المشروع لموظفى الدولة لتقديم الذمة المالية الأسبوع المقبل
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لإعادة جميع المحتجزين الأحياء والأموات
  • السعودية تحتفل بـيوم التأسيس.. ماذا يختلف عن اليوم الوطني؟
  • معالم في طريق استقرار الحكم في السودان
  • السعودية تحتفل بذكرى يوم التأسيس.. ماذا نعلم عنه؟
  • جوزيف عون: لبنان «دولة منهوبة»