بوابة الوفد:
2024-07-07@22:48:43 GMT

7 محطات يستعين بها الرسول في تعامله مع زوجاته

تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT

استطاع رسول الله ﷺ، وهو قائد المسلمين؛ أن يُدخل السعادة لنفوس زوجاته كلهن، وتمكن بفطنته ولينه ولطفه وحكمته من التوغل في أعماق نفوسهن، ورؤية خباياهن وفهم مشاعرهن وأفكارهن، لذا كان نعم الزوج الحنون المدلل، فكيف والله قد أزال من قلبه أي غلظة، حيث قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) آل عمران 159.

ويمكننا استعراض بعض من صور معاملة الرسول ﷺ مع زوجاته فيما يلي:

اللطف والاحترام

كان الرسول ﷺ يدلل زوجاته ويعاملهن بلطف. نرى ذلك في العديد من المواقف الحياتية له مع زوجاته، فقد كان ﷺ ينادي زوجاته بأحب الأسماء إليهن؛ فيقول لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: “يا عائش، هذا جبريل يقرئك السلام. فترد عليه: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته “. وكان يناديها أيضًا بـ “يا حميراء”، وهي تصغير حمراء، وتعني البيضاء المشربة بحمرة. وكان الرسول يسمع زوجاته ما يحبون من كلام، فعن أم المؤمنين عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: ” أما ترضيْنَ أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرةِ ؟ قلتُ: بلى واللهِ ! قال: فأنتِ زوجتي في الدنيا والآخرةِ”.

أو حين جاءت زوجة رسول الله ﷺ السيدة صفية -رضي الله عنها-، تزوره في اعتكافه في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت معه قرابة ساعة ثم قامت لتذهب، فقال لها: “لا تعجلي حتى أنصرف معك”، وكانت تسكن في دار أسامة، فخرج الرسول ﷺ معها فقابله رجلان من الأنصار، فنظرا للرسول ﷺ ثم أجازا، فقال لهما النبي: “تعاليا، إنها صفية بنت حيي”، قالا: سبحان الله يا رسول الله، قال: “إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يلقي في أنفسكما شيئًا”، فكم كان الرسول يتمتع باللطف واللين والاحترام لزوجاته وللناس جميعًا.

دعاء يوم الجمعة من السنة النبوية

حسن المعاشرة

كان رسول الله ﷺ جميل العشرة مع زوجاته، فكان يداعبهن، وينفق عليهن ويضاحكهن ويتودد إليهن. وحسن معاشرته هذه تتضح في العديد من المواقف؛ فعن عائشة قالت: “سابقني رسول الله فسبقته، فلبثت حتى أرهقني اللحم -أي سمنت- سابقني فسبقني، فقال: هذه بتلك (إشارة للمرة الأولى التي سبقته فيها). كما كان يجمع نساءه في بعض الأحيان في بيت التي يبيت عندها، ويتناول معهن العشاء، ثم تنصرف كل واحدة إلى بيتها. ومن حسن عشرته وكرم خلقه ما أفادت به السيدة عائشة -رضي الله عنها-، حين قالت إن الرسول كان يشرب وراءها وهي حائض من نفس الموضع الذي شربت منه.

كيف كان يعامل رسول الله النساء؟

كان رسول الله صبورًا حليمًا مع نسائه، فكيف لا وهو رسول الله مثل البشرية الأعلى وقدوتهم، فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: “كنا معشر قريش قومًا نغلب النساء. فلما قدمنا المدينة وجدنا قومًا تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، قال: وكان منزلي في بني أمية بن زيد بالعوالي. 

قال فتغضبت يومًا على امرأتي، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني. فقالت: ما تنكر أن أراجعك، فوالله إن أزواج النبي ﷺ ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل. قال: فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت: أتراجعين رسول الله ﷺ قالت: نعم. قلت: وتهجره إحداكن اليوم إلى الليل، قالت: نعم. قلت: قد خاب من فعل ذلك وخسر، أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله”.

بل كان الرسول ﷺ يلاطفهن وقت الغضب، فكان يقول للسيدة عائشة -رضي الله عنها-: “إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت علي غضبى، قالت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم، قالت: قلت أجل والله يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك”.

وكان رسول الله يصبر على الإساءة والغيرة ويضحك، ففي صحيح البخاري: ” كانَ النَّبيُّ ﷺ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ، فأرْسَلَتْ إحْدَى أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ بصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، فَضَرَبَتِ الَّتي النَّبيُّ ﷺ في بَيْتِهَا يَدَ الخَادِمِ، فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ، فجَمَع النَّبيُّ ﷺ فِلَقَ الصَّحْفَةِ، ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الذي كانَ في الصَّحْفَةِ، ويقولُ: غَارَتْ أُمُّكُمْ. ثُمَّ حَبَسَ الخَادِمَ حتَّى أُتِيَ بصَحْفَةٍ مِن عِندِ الَّتي هو في بَيْتِهَا، فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إلى الَّتي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا، وأَمْسَكَ المَكْسُورَةَ في بَيْتِ الَّتي كَسَرَتْ”. يقال إن السيدة أم سلمة -رضي الله عنها- هي التي أرسلت الطعام، وأن السيدة عائشة -رضي الله عنها- هي التي غارت.

دعاء عرفة للأبناء| أفضل الأدعية المكتوبة من القرآن والسنة

الوفاء

إذا ضربنا مثلًا في الوفاء؛ فلن نجد أكثر وفاءً من رسول الله ﷺ، لا سيما لزوجته السيدة خديجة -رضي الله عنها-. وقد كانت السيدة عائشة تقول إنها ما غارت على رسول الله ﷺ من امرأة كما غارت من السيدة خديجة، لكثرة ما كان يذكرها الرسول ﷺ. وكان إذا ذبح الشاة يقول: أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة، فكان وفيًا لها حتى بعد وفاتها.

العدل

كان رسول الله ﷺ عادلًا مع كل أزواجه، لا يفضل بعضهن على بعض في الأيام التي يمكث فيها عندهن، وكان إذا تزوج ثيبًا -امرأة سبق لها الزواج-؛ مكث عندها ثلاث ليال ليؤانسها، ثم يقسم لها الأيام كسائر نسائه، حتى في مرضه ﷺ كان يتحرى العدل، وكان يطوف على نسائه في بيوتهن، حتى ثقل، فاستأذن منهن أن يمرّض في بيت عائشة، فأذنَّ له. وكان الرسول ﷺ يعدل فيما يقدر عليه ويملكه، ويعتذر من الله فيما ليس بيده. كم قالت السيدة عائشة إنه قال: “اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك”. وقد فسر هذا أبو داود أنه يعني بهذا الحب والمودة، لأنها شيء ليس له عليه سلطة، وأنه أمر خارج حدود قدراته وإرادته.

الاستشارة وطلب النصح

كان الرسول ﷺ لا يخجل من استشارة زوجاته في أدق الأمور. ومن أشهر المواقف التي تدل على هذا استشارته لأم سلمة وقت صلح الحديبية، لما دخل على أم سلمة، فذكر لها المشكلة بينه وبين مشركي قريش، وأنه قال لأصحابه: قوموا فانحروا واحلقوا، فلم يقم منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فقالت له أم سلمة: يا نبي الله، اخرج ثم لا تكلم أحدًا منهم بكلمة، حتى تنحر بدنك وتدعو حلاقك فتحلق، فقام فخرج فلم يكلم منهم أحدًا حتى فعل ذلك، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غمًا.

دعاء الغباشي: التأهل لأولمبياد باريس كان حلمًا بذلنا كل مابوسعنا من أجله

المساعدة والعون

كان الرسول يساعد زوجاته ويقدم لهن يد العون، فحين سئلت عائشة: ماذا كان يفعل الرسول ﷺ في البيت، قالت: كان يكون في مهنة أهله -أي يساعد في الأعمال المنزلية-، فإذا سمع الأذان خرج. وكانت السيدة عائشة تقول إن رسول الله كان يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ر معاملة الرسول ه النساء قائد المسلمين رسول الله رضی الله عنها کان رسول الله السیدة عائشة کان الرسول مع زوجاته إذا کنت

إقرأ أيضاً:

شيخ العقل في رسالة رأس السنة الهجرية: لاتخاذ المبادرة والبدء بتشاور جدي لانتخاب رئيس للجمهورية

وجه شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ‏أبي المنى رسالة لمناسبة رأس السنة الهجرية جاء في نصها: "ما بين الأول من محرم؛ تاريخ هجرة الرسول إلى المدينة، وبين الأول من محرم العام 1446هـ، مسافة زمنية طويلة تحمل في طياتها كنوزا من العبر والفكر والعناوين، ورسالة إسلامية جليلة حملها الرسول المهاجر عليه الصلاة والسلام فأتم بها النعمة وأكمل بها الدين: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"، ورسالة إنسانية حملها أصحابه الأوفياء وآل بيته الأولياء، مجاهدين في سبيل إعلاء كلمة الحق، بالكلمة الطيبة المؤثرة ولغة العقل والمنطق حينا، وبالجهاد والمواجهة الحاسمة حينا آخر، لا لشيء سوى لتكون كلمة الله هي العليا، تأكيدا لقوله تعالى: "... وجعل كلمة الذين كفروا السفلىٰ ۗ وكلمة الله هي العليا ۗ والله عزيز حكيم".

أضاف: "دخل الرسول المدينة مهاجرا من مكة، فأضحت ‏برسالته "المدينة المنورة"، وهل يعني التنوير غير نور الحق ‏والتوحيد؟ وهل يعني الحق والتوحيد غير عبادة الله الواحد الأحد؟ وهل تعني عبادة الله الواحد الأحد غير معرفته والعيش الصادق معه؟ معرفة لا شبهة فيها، وعيشا نورانيا لا ظلمة تطغى عليه. تلك هي الرسالة التي استوجبت الهجرة، إذ هي رحلة سعي وجهاد لبلوغ الهدف الأسمى، وهو ما هاجر لأجله الرسول ليحقق قوله تعالى: "إن الدين عند الله الإسلام"، أي الإسلام الذي لا يتعارض أبدا مع ما جاء في الكتب السابقة وما جاء به الأنبياء والمرسلون، إذ ليس هو معزولا عما جاء قبله ومبطلا له، بل هو ما دعا إليه الرسول من توحيد وعبادة، توحيد للواحد الأحد يحطم أصنام الحجر والفكر والتخلف، وعبادة للفرد الصمد تتعدى عبادة العبيد والتجار إلى عبادة الأشراف والأحرار، وذلك هو العرفان، والعرفان هو التوحيد".

وتابع: "حمل الرسول الرسالة متحملا صابرا مجاهدا مصمما واثقا وناطقا بما أوحاه الله سبحانه وتعالى إليه، متحديا المخاطر والعقبات، مواجها حين تقتضي الرسالة المواجهة، ومحاورا حين تدعو الرسالة إلى المجادلة بالتي هي أحسن، مثبتا في هذه وتلك قواعد الإيمان في القلوب، والفضائل في المجتمع، ‏والوحدة الإنسانية في الأمة الواحدة، داعيا إلى المؤاخاة بين المسلمين والمساواة بين الناس أجمعين، آمرا ‏بالمعروف، ناهيا عن المنكر وعن كل ما من شأنه أن يحيد بالإنسان عن مراقي الخير إلى ‏مهاوي الهوى.‏ ليس للهجرة معنى وقيمة إذا لم تكن في غير ما قصده الرسول وما أمر به، أكان القصد منها اتقاء للفتنة، أم ارتقاء بالمهمة، وكلاهما جدير بالسفر والمسافرة، وبمثل هذه الهجرة التي تحمل معنيي الاتقاء والارتقاء تتحقق الغاية وتصان الرسالة، تماما كما أن الروح التوحيدية لا تحيا إلا بالاجتناب والاكتساب، والمجتمعات المنيعة لا تبنى إلا بمحاربة الآفات والرذائل وتنمية الأخلاق والفضائل".

وقال: "كما في كل ذكرى وعيد ومناسبة، فإننا نستذكر حال القوم وواقع البلاد عندنا، فنذكر لعل الذكرى تنفع والتذكير يوقظ الضمائر، ونرفع الصوت لعل آذان المسؤولين تسمع وعيونهم تبصر وضمائرهم تتيقظ، ألا يعيشون ما يعيشه الشعب من خوف على المستقبل وقلق على المصير؟ ألا يتوجسون من انهيار الهيكل على ساكنيه في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث واعتداءات إسرائيلية متمادية؟ ألا يعلمون أن التنافر يبدد الآمال وأن التفاهم يولد الإنجازات؟ فإلى متى الانتظار؟ وهل يبنى الوطن بغير دستور يحترم ونظام يتبع؟ أم هل تدار الدولة بغير رأس منظم وقلب يتسع للجميع؟ ألسنا اليوم أحوج ما نكون لاتخاذ المبادرة والبدء بالتشاور الجدي والحوار الصادق والصريح لانتخاب رئيس للجمهورية قبل تفاقم الأمور وحصول ما هو أسوأ في ظل ما نشهده يوميا من تصعيد حربي عدواني واستباحة إسرائيلية لجنوب لبنان الصامد؟ وهل فقدنا القدرة على تفاهم داخلي يأخذ في الاعتبار التوازنات المطلوبة، وأصبحنا رهينة لتفاهم خارجي منتظر يراعي التوازنات بين الدول ويحل العقد المستعصية في المنطقة؟"

أضاف: "إن إسرائيل المغتصبة لأرض فلسطين والطامعة بخيرات لبنان والضاربة عرض الحائط بالقرارات الدولية وبمشاعر العالم كله بما ترتكبه في غزة من مجازر وحشية لا يجوز أن تواجه بعجز داخلي وشغور رئاسي وتجاذب سياسي عشوائي، بل بمزيد من تحمل المسؤولية والتضامن الوطني والتلاقي على المصلحة الوطنية العليا وتأكيد الوحدة الوطنية الرافدة للعمل المقاوم الرادع والتصدي الميداني البطولي. إننا بحاجة إلى استلهام الحقيقة من ذلك الحدث التاريخي العظيم بتثبيت الإيمان والتأكيد بأن الحق والعدالة والإنصاف ونبذ الظلم والعدوان هي سبل الخلاص، بدءا من الانصراف إلى تزكية الذات وتطهيرها من الآفات، وصولا إلى تزكية المجتمع وتطهيره من الموبقات، والوطن من المعوقات، وتحقيق الإصلاح هنا وهناك، بإخراج النفس من محنة الشك إلى رحاب اليقين، والمجتمع من محنة التفكك والانحلال إلى واحة التمسك بالقيم والتماسك والأمل، والوطن من محنة عجز الدولة وفراغ المؤسسات وتحمل المخاطر إلى واحة النهوض والازدهار والانتصار".

وختم: "نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوقظ الضمائر ويحيي البصائر، وأن يلهم الجميع سواء السبيل، ببركة ما تحمله هذه المناسبة المباركة من معاني الخير والهدى، وأن يعيدها على أمتنا وعلى اللبنانيين بالخير والسلام، ويلهمنا جميعا ‏سبل الخلاص، إنه هو الكريم الحليم، وهو سبحانه السميع المجيب".

مقالات مشابهة

  • كيف قلبك يا سُراقة؟!
  • إحياء ذكرى الهجرة النبوية في صنعاء
  • عضو بـ«العالمي للفتوى»: حسن اختيار الصديق أحد الدروس المستفادة من هجرة الرسول
  • الدروس المُسْتَفادة من الهجرة النبويّة
  • ياسمين الحصري: اختيار الرسول للدليل في الرحلة كان فيها عدة دروس
  • عمر هاشم: الهجرة النبوية الشريفة فرّقت بين الحق والباطل
  • شيخ العقل في رسالة رأس السنة الهجرية: لاتخاذ المبادرة والبدء بتشاور جدي لانتخاب رئيس للجمهورية
  • الهجرة النبوية..محطات خالدة
  • مع بداية العام الهجريّ الجديد 1446: إياك أن تصل متأخرًا
  • نص خطبة الجمعة اليوم.. «الهجرة النبوية المشرفة وحديث القرآن عن المهاجرين»