تعدد المبادرات.. حل الأزمة أم إرباك المشهد السوداني؟
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
نيروبي- التغيير: أمل محمد الحسن
بعد ركود سياسي استمر لأشهر؛ لاحت عدد من الدعوات الإقليمية لعقد مؤتمرات سياسية تهدف لتوحيد الصف المدني والسياسي السوداني تجاه وقف الحرب على رأس هذه المبادرات مؤتمر القاهرة الذي ينعقد في 6 يوليو الحالي، ثم دعوة الاتحاد الافريقي لمؤتمر يبدأ في الـ10 من يوليو ويستمر حتى منتصفه، إلى جانب ورشة عمل في جنيف أعلن حزب البعث العربي مشاركته فيها دون أن تكون هناك معلومات تفصيلية حول المشاركين وأحزابهم.
ووفقاً لـ(راديو دبنقا) تتناول الورشة السويسرية موضوعات ذات طبيعة “معقدة” منها وضع الجيش والدعم السريع والمؤتمر الوطني بعد الحرب.
وبحسب مصدر (دبنقا) يشارك في الورشة حوالي 22 قيادياً من مختلف المكونات السياسية السودانية، معبراً عن عدم تفاؤله بالتوصل لتفاهمات في الحد الأدنى بين هذه المكونات التي ينحاز بعضها لأحد طرفي الصراع ويدافع عن أجندته- حد تعبيره.
وحول تعدد المنابر التفاوضية أكد عضو المكتب التنفيذي والهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدُّم) علاء نقد، ضرورة توحيدها، مشيراً إلى مناقشتهم الأمر في مؤتمر تقدم التأسيسي.
وقال في مقابلة مع (التغيير)، إن حضور الشركاء الدوليين في مؤتمر القاهرة سيسهل التنسيق بين المنابر المختلفة، وعبر عن شكرهم في تنسيقية القوى الديمقراطية لكافة المنابر التي تسعى لحل الأزمة السودانية.
جاءت دعوة القاهرة للحديث عن وقف الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية وسبل تهيئة المسار السلمي لحل الأزمة وتحديد الآثار السالبة للصراع وتحديد المطلوبات للمتضررين إلى جانب وضع إطار للحوار السوداني السوداني.
وتم التوافق على هذه النقاط عبر لجنة مشتركة تم تشكيلها بين (تقدم) والجانب المصري بعد أن تقدمت القاهرة بدعوتها- بحسب نقد.
وقال نقد إن (تقدم) اعترضت على الرؤية المصرية التي تحدثت عن “الشمولية” في الأطرف والقضايا والفاعلين الدوليين، وشددت على رفضها مشاركة المؤتمر الوطني وواجهاته.
وبحسب (سودان تربيون) فإن قيادي بارز في حزب المؤتمر الوطني أكد عدم تلقيهم دعوة للمشاركة في مؤتمر القاهرة.
علاء نقد لـ(التغيير): المبادرة الأفريقية “غامضة”
غموض أفريقيرئيس آلية الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى لتسوية الصراع في السودان محمد بن شمباس دعا من جانبه القوى السياسية لحوار سياسي سوداني على مرحلتين.
ووصف عضو الهيئة القيادية لـ(تقدم) علاء نقد المبادرة الأفريقية بـ”الغامضة”، وكشف عن تقديم الاتحاد 5 دعوات فقط لـ(تقدم) مقابل 50 دعوة أخرى لم يتم الافصاح والكشف عن هوية المدعوين فيها!
وقال نقد لـ(التغيير): “لا نعلم إن كان هناك أشخاص من منسوبي المؤتمر الوطني أم لا”، وأكد أن عدم جلوسهم مع أنصار النظام البائد أمر لا حياد عنه.
وأضاف: “تقدم لن تكافئهم على إشعال هذه الحرب ووقوفهم عائقا أمام إيقافها”.
وأشار نقد إلى التسريبات التي نشرت في “السوشيال ميديا” تكشف خبايا ما كان يقوم به المؤتمر الوطني خلال فترة الانتقال عبر منسوبين في القوات المسلحة وضباط في “القيادة العليا”.
“ما تم كشفه يؤكد أن تقدم على حق في رفضها الجلوس مع المؤتمر الوطني”
في الاتجاه الآخر، كشف مصدر سياسي مطلع لـ(التغيير) عن تخصيص القاهرة 18 دعوة لشخصيات تابعة لـ(تقدم) في مقابل 13 دعوة لشخصيات أخرى تنتمي للكتلة الديمقراطية وشخصيات قومية.
وقال المصدر لـ(التغيير): “من المرجح مشاركة كل من: مني أركو مناوي، جعفر الصادق الميرغني، مبارك أردول، التجاني سيسي، ومحمد الأمين ترك، إلى جانب شخصيات غير حزبية منها الشفيع خضر والمحبوب عبد السلام ونور الدين ساتي والواثق كمير”.
صحفي مصري: مؤتمر القاهرة “قارب نجاة” للقوى المدنية السودانية
رؤية مصرمن جانبها، قالت القاهرة إن الحلول السياسية الحقيقية لابد أن تستند إلى رؤية سودانية خالصة تنبع من السودانيين أنفسهم دون إملاءات خارجية.
وشدد وزير الخارجية المصري في منتدى أسوان للتنمية الثلاثاء، على أهمية معالجة الأزمة من جذورها للمحافظة على مصالح الشعب السوداني وأمن المنطقة.
ووصف الصحفي المصري المهتم بالشأن الأفريقي سيد مصطفى مؤتمر القاهرة بـ”قارب النجاة” للقوى السياسية، وأشار إلى أنها منقسمة بين تأييد الجيش والدعم السريع الأمر الذي أفقدها زمام المبادرة.
وقال في مقابلة مع (التغيير)، إن مؤتمر القاهرة يمكن أن ينجح في خروج الجميع برؤية موحدة تضغط على جميع الأطراف.
وأضاف: “خروج المدنيين بخطة عمل واحدة ستضع طرفي الحرب عند التزاماتهما الأخلاقية ويعيد الأمور إلى نصابها مرة اخرى”.
وأكد مصطفى أن الأطراف المتقاتلة استفادت من تشرذم القوى المدنية وتريد أن يبقى الوضع على ما هو عليه، واتهم (تقدم) بأنها تقدم غطاء سياسياً للدعم السريع والإسلاميين بالتحشيد والعسكرة لصالح الجيش في مقابل الحصول على مزيد من النفوذ.
صلاح الدومة: مصر تسعى لجعل السلطة السياسية السودانية “دمية” بين يديها
دمى سياسيةوقلل أستاذ العلوم السياسية صلاح الدومة، من مؤتمر القاهرة الذي قال إنه محاولة استباقية من القاهرة لإفشال كافة المبادرات الأخرى.
وأضاف في مقابلة مع (التغيير): “إن هدف القاهرة الاستراتيجي أن تكون السلطة السياسية في السودان دمية في يديها”.
وعبر الدومة عن ثقته في رئيس الهيئة القيادية لـ(تقدم) عبد الله حمدوك والمكونات المدنية التي لن تفرط في التمسك بأهدافهم في تكوين حكومة مدنية كاملة وإعادة تفكيك النظام البائد إلى جانب التزامهم بشعارات ثورة ديسمبر التي تقول “حرية سلام وعدالة والجنجويد ينحل”.
وحول مشاركة أطراف تعتبر جزءاً من الحرب الحالية مثل القائد مناوي، قال أستاذ العلوم السياسية إن هذه عقبة يمكن للقوى السياسية تجاوزها، ووصف المشاركين من المكونات الأخرى بـ”الدمى المستخدمة من الاستخبارات العسكرية المصرية”- حد قوله.
لقاء السيسيفي بادرة جديدة من نوعها، كشفت مصادر سياسية، عن ترتيب لقاء لكافة المشاركين في المؤتمر مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وهي بادرة تعد الأولى من نوعها.
فعلى الرغم من قيام عدد من المؤتمرات السياسية في القاهرة للحرية والتغيير “المجلس المركزي والكتلة الديمقراطية” وحتى دعوة القاهرة لعبد الله حمدوك سابقاً لم تشمل أي منها لقاء مباشراً مع الرئيس المصري الأمر الذي ربما يحمل إشارات على جدية القاهرة في وضع حد لهذا الصراع الذي بات يؤثر عليها حاليا عبر تدفق اللاجئين السودانيين ومخاوف التأثير المستقبلي مع انتشار السلاح والجماعات الإرهابية.
واعتبر الصحفي المصري سيد مصطفى، أن موقف القاهرة ثابت منذ اندلاع الصراع في السودان باحتوائها كافة المؤتمرات السياسية للفرقاء السودانيين على السواء.
وشدد على أنه النافذة الوحيدة على الحل الآن وسط انعدام الملاذات الآمنة في السودان وزيادة أعداد النازحين واللاجئين واستحواذ القوى العسكرية على مفاتيح اللعبة.
الوسومالاتحاد الأفريقي الجيش الدعم السريع السودان القاهرة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية- تقدم صلاح الدومة عبد الفتاح السيسي علاء نقد مصر نيروبيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الاتحاد الأفريقي الجيش الدعم السريع السودان القاهرة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم عبد الفتاح السيسي علاء نقد مصر نيروبي المؤتمر الوطنی مؤتمر القاهرة لـ التغییر فی السودان إلى جانب علاء نقد لـ تقدم
إقرأ أيضاً:
مؤتمر للحركة التعاونية ومنظمات المجتمع المدني للإعلان عن دعم موقف القيادة السياسية الرافض لتهجير الفلسطينيين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقدت الجمعية المصرية للدراسات التعاونية، برئاسة الدكتور أحمد خميس بالتعاون مع الاتحاد العام للتعاونيات برئاسة الدكتور أحمد عبدالظاهر والاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية برئاسة الدكتور طلعت عبدالقوي، بمقر المعهد العالي للدراسات التعاونية والإدارية بالقاهرة مؤتمر "فخامة الرئيس... كلنا معك"، بمشاركة واسعة من قيادات ورجال وشباب الحركة التعاونية المصرية ومنظمات المجتمع المدني، ممثلين لأكثر من 25 مليون مصري، لإعلان دعمهم الكامل لمواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الوطنية وذلك بحضور الأستاذ الدكتور أحمد خميس، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التعاونية والدكتور طلعت عبد القوي، رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية، والدكتور أحمد عبد الظاهر، رئيس الاتحاد العام للتعاونيات، واللواء وليد البارودي رئيس هيئة تعاونيات البناء والإسكان واللواء الدكتور رضا فرحات، محافظ القليوبية والإسكندرية الأسبق، بالإضافة إلى الدكتور سعد نصار، محافظ الفيوم الأسبق، واللواء الدكتور محمد نعيم، محافظ الغربية الأسبق.
و أكد الحضور أن مصر كانت ولا تزال رمزا للحضارات والسلام والعدالة، مشيرين إلى أن التاريخ يشهد على موقفها الدائم في الدفاع عن القيم الإنسانية ودعوتها للمحبة والتسامح والتأكيد علي أن مصر لم تكن يوما دولة معتدية، بل لطالما وقفت إلى جانب الشعوب لتحقيق السلام.
وأعرب المشاركون عن قلقهم إزاء المحاولات الدولية لتصفية القضية الفلسطينية، والتي تسعى إلى فرض حلول غير عادلة تشمل التهجير القسري للفلسطينيين إلى مصر أو الأردن وأكدت الحركة التعاونية ومنظمات المجتمع المدني رفضها لمثل هذه المحاولات التي وصفوها بأنها "جريمة ضد الإنسانية"، معربين عن تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني الذي قدم تضحيات جسيمة على مدار ثمانية عقود دفاعاً عن أرضه ومقدساته.
وأشاد الحضور بموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الرافض لأي مقترحات تتعلق بالتهجير القسري، مشيرين إلى تصريحاته الواضحة والمتكررة التي تؤكد أن حل القضية الفلسطينية لا يمكن أن يكون إلا من خلال إقامة دولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية معربين عن تقديرهم الكبير للرؤية الحكيمة للرئيس السيسي التي تضع مصلحة مصر وشعبها في مقدمة الأولويات، وتحافظ على موقفها الثابت في دعم الحقوق الفلسطينية.
وفي ختام المؤتمر، وجه المشاركون رسالة دعم للرئيس السيسي، داعين إياه إلى الاستمرار في قيادة الوطن بحكمة وقوة، ومؤكدين وقوفهم إلى جانبه في مواجهة التحديات التي تواجه البلاد مشددين على أهمية الحفاظ على أمن واستقرار مصر، معربين عن ثقتهم بأن الرئيس السيسي سيواصل جهوده لتحقيق التنمية الشاملة والسلام الدائم.