ضريح لينين.. مرقد الجسد المحنط لرمز الثورة البلشفية
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
ضريح زعيم الثورة البلشفية في روسيا ومؤسس دولة الاتحاد السوفياتي فلاديمير لينين، وهو أحد أكثر الأماكن جذبا للمواطنين الروس والسياح الأجانب في الساحة الحمراء. يقع بالقرب من جدار الكرملين الجنوبي في العاصمة موسكو، ويتمتع إلى جانب ذلك بأهمية تراثية وقيمة تاريخية كبيره لمؤيديه.
شكلت عملية تحنيط لينين بداية تقليد جديد بين الشيوعيين في بعض دول العالم، حيث جرى في أوقات لاحقة تحنيط جثث زعماء شيوعيين آخرين مثل ماو تسي تونغ، هوشي منه وكيم تشور إن وكيم سونغ إيل لتكون معروضة ويتمكن من رؤيتها الجميع.
تم تشييد الضريح في البداية على عجل باستخدام الخشب في 27 يناير/كانون الثاني 1924 لتخليد جثمان الزعيم الشيوعي الذي فارق الحياة في 21 من الشهر ذاته.
ولكي يتمكن الملايين من إلقاء نظرة الوداع عليه، حنط الأطباء الجثة في البداية لمدة 6 أيام، قبل أن تقرر لجنة الجنازة عدم دفنها، بل تحنيطها لأطول وقت ممكن والاحتفاظ بها في سرداب، قبل أن يتم تغيير الضريح بآخر أكثر متانة في العام نفسه، وفي عام 1930 بعد تم بناؤه بحجر الغرانيت.
في البداية كانت قاعة الضريح ضيقة ويزدحم فيها الزوار، ولا تسمح بزيارات تليق بالزعيم الشيوعي، فضلا عن أن ذلك يرفع درجة الحرارة في المكان ويهدد سلامة الجثة المحنطة.
فلاديمير لينين زعيم الثورة البلشفية ومؤسس الاتحاد السوفياتي (مواقع التواصل الاجتماعي)وبعد فترة تم إغلاق المبنى للإصلاح، وأدخلت عليه تحسينات تضمنت تركيب تابوت زجاجي مزود بنظام تبريد وبتقنيات حديثة تم جلبها من ألمانيا للحفاظ على جسم لينين لعقود.
بعد ذلك بفترة قصيرة أجريت على الضريح تعديلات كبيرة تضمنت نقل قطعة ضخمة من حجر اللابرادوريت تزن 60 طنا من أوكرانيا لتركيبها على واجهة المبنى.
هذا الحجر، الذي تم اختياره بعد الأضرار التي لحقت بالهيكل الأول للضريح، استغرقت رحلة توصيله فقط من المحجر إلى محطة السكة الحديدية ثمانية أيام، استخدمت خلالها جرارات وعربات ضخمة، قبل أن يُنقل بالقطار إلى روسيا.
عند وصوله إلى موسكو، تم نقله إلى الساحة الحمراء ومعالجته وتركيبه على واجهة الضريح، أما التابوت فتم تثبيته على قاعدة ثقيلة تزن 20 طنا وضعت على طبقة من الرمال لتقليل تأثير الاهتزازات، بما في ذلك حتى عندما تتحرك المركبات المدرعة التي تمر عادة على بعد أمتار من الضريح عند إقامة العروض العسكرية.
جدل حول فكرة التحنيطوقد برزت فكرة تحنيط الزعيم الشيوعي قبل وفاته، وتحديدا عام 1923 بعد تدهور صحته بشكل حاد، وعندها بدأت القيادة السوفياتية بالتفكير في مصير رفاته، وفي اجتماع شارك فيه جوزيف ستالين وشخصيات حزبية أخرى تمت مناقشة مقترح للحفاظ على جسد لينين عن طريق التحنيط في حالة الوفاة.
لكن شخصيات أخرى بارزة في الحزب انتقدت بشدة فكرة الحفاظ على جثة لينين، ورأت في ذلك تمجيدا للرفات وطقسا من طقوس الكنيسة، التي لم يكن لينين، في رأيهم، ليوافق عليها.
الزعيمان السوفياتيان فلاديمير لينين (يسار) وجوزيف ستالين (شترستوك)ومع ذلك، في اليوم التالي لوفاة لينين، خضع جسده لإجراءات التحنيط باستخدام مواد كيميائية مختلفة بما في ذلك الفورمالديهايد والغليسرين.
وقبل عملية التحنيط تمت إزالة جميع الأحشاء والتبرع بالدماغ لأغراض البحث، أما القلب (حسب بعض المعلومات) فمحفوظ في الكرملين، ومن غير المعروف أين ذهبت بقية الأعضاء.
ويوجد مختبر متخصص لمتابعة التغيرات على جسد لينين ويراقب العلماء باستمرار درجة الحرارة والرطوبة فيه، وكذلك تغيرات الأنسجة مع اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على سلامته.
أجواء الضريح وشروط زيارتهيسود الضريح جو بارد نظرا لتثبيت الحرارة على درجة محددة للحفاظ على الجسد المحنط، إضافة إلى إضاءة خافتة محسوبة بعناية فائقة.
يدخل الزوار إلى الداخل ويمرون بصمت ودون توقف أمام جسد لينين في وسط القاعة، وهو يرقد في تابوت زجاجي ببدلة سوداء وقميص أبيض وربطة عنق سوداء، وجميعها، لاعتبارات أمنية، مضادة للرصاص.
يلزم الرجال بنزع قبعاتهم عند دخول الضريح، كما يحظر التقاط الصور والفيديو في الداخل ويمنع إدخال أي أجهزة للتصوير.
في مدخل الضريح أجهزة متطورة لكشف المعادن، وعند كل مترين أو ثلاثة يقف حراس أمن بزي عسكري، في إجراء احتياطي إضافي جاء بعد عدة محاولات "لتدنيس" جسد الزعيم الشيوعي، الذي تبلغ تكلفة الحفاظ عليه حوالي 200 ألف دولار سنويا، حسب مصادر رسمية.
تمثال لينين في شبه جزيرة القرم (الجزيرة)ويفتح الضريح للزوار ثلاث ساعات فقط أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس والسبت، ولهذا السبب هناك دائما طابور طويل أمامه.
على عكس الأماكن التاريخية الشهيرة الأخرى في العاصمة الروسية، فإنه رغم أن المواد التي شيد منها الضريح مكلفة للغاية لكن زيارته مجانية.
تراث عالميفي أوائل تسعينيات القرن العشرين اعترفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بضريح لينين إلى جانب قبور الشخصيات السياسية والعامة البارزة المجاورة للكرملين، كجزء من التراث العالمي.
وتعتقد نسبة من المواطنين الروس أنه يجب إخراج جثة لينين من الضريح ودفنها في مقبرة، بينما يعتقد آخرون أنه يجب تركه في الساحة الحمراء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات للحفاظ على
إقرأ أيضاً:
الاستثمار في الذهب أم الفضة.. أيهما أفضل للحفاظ على رأس المال والربح؟
يبحث أصحاب المدخرات عن الوسائل الأفضل لتحقيق أعلى ربحية ممكنة على رؤوس أموالهم سواء كانت صغيرة أو كبيرة، ووفقا للخبير الاقتصادي ورئيس مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية والاقتصادية الدكتور عبدالمنعم السيد، فإنَّ الاستثمار في الذهب أم الفضة كليهما وسيلة آمنة لأصحاب المدخرات الصغيرة.
الاستثمار في الذهب أم الفضة أفضل؟وأضاف «السيد»، في تصريحاته لـ«الوطن»، أنَّ أصحاب المدخرات الصغيرة قد يرغبون في معرفة أيهما أفضل: الاستثمار في الذهب أم الفضة؟ والإجابة هي: «الاستثمار في الذهب أفضل من الفضة في حالات وشروط معينة؛ ولكن القاعدة الأهم هي سؤال آخر لابد أن يجيب عليه الشخص من خلال معرفة ما هي أهدافه الاستثمارية بشكل أساسي».
الاستثمار في الذهب أفضل من الفضة في هذه الحالةوأوضح الخبير الاقتصادي، أنَّ الاستثمار في الذهب أفضل من الفضة عندما يكون هدفك استثمار طويل الأجل وكلما كانت هناك أزمات بالبيئة المحيطة كلما كان الذهب ملاذًا أكثر أمانا، في هذه الحالة فإنه يفضل شراء الذهب وادخاره لأطول وقت ممكن وسط التقلبات الاقتصادية، لأنه سيحقق لك أفضل ربح في النهاية وبذلك يكون أنسب استثمار في هذه الحالة.
الاستثمار في الفضة أففضل عند توافر هذا الشرطفيما يرى أن الاستثمار في الذهب ليس أفضل من الفضة إذا كان صاحب المدخرات يبحث عن أعلى عائد خلال فترة قصيرة، فالفضة معدن نفيس لكنه يكثر المضاربة عليه ويشتهر بأنه أعلى مخاطرة مقارنة بالذهب، موضحا: «للإجابة على سؤال: الاستثمار في الذهب أم الفضة.. فإن الفضة استثمار أفضل لأي شخص قادر على تحمل التقلبات التي تعتري الأسواق في كثير من الأحيان، وهنا يكون الاستثمار في الفضة أفضل كحالة استثنائية».