خبراء التغذية: 70% من الملح الخفي يتسلل إليك من هذه الأطعمة
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
رغم أن محاولات التقليل من الملح/الصوديوم، تُعد بالغة الأهمية لنمط حياة صحي، لكنها أصبحت بالغة الصعوبة؛ بعد أن أغرقتنا الأطعمة المُصنعة وفائقة المعالجة بكميات فوضوية من الصوديوم.
وقد أكد علماء لصحيفة "واشنطن بوست"، أنه لا شيء يضر ميكروبيوم الأمعاء (تريليونات من البكتيريا والفيروسات والميكروبات التي تعيش في أمعائنا)، "مثل الأنظمة الغذائية التي تحتوي على كثير من الصوديوم"، حيث أظهرت أبحاثهم أن "تناول مستويات عالية من الصوديوم، يمكن أن يمنع بعض الميكروبات المفيدة التي تعيش في أمعائنا؛ وأن التقليل من الملح قد يُحدث العكس".
كما وجدت دراسة نُشرت عام 2020، أنه "عند تقليل كمية الصوديوم المستهلكة، تنتج بكتيريا الأمعاء مستويات أعلى من المركبات المفيدة التي تقلل الالتهاب وتحسن الصحة".
وقال كريس دامان، الطبيب بمركز صحة الجهاز الهضمي في جامعة واشنطن، "نعلم من الدراسات أنه حتى التخفيضات الطفيفة في كمية الملح التي نتناولها، يمكن أن تؤثر على صحة ونمو الميكروبات الموجودة في أمعائنا"، مُضيفا أن "الملح يحد من قدرة هذه الميكروبات على المساعدة في تنظيم شهيتنا والتمثيل الغذائي لدينا".
كما يعتقد الخبراء أن "النظام الغذائي عالي الصوديوم يتسبب في ارتفاع ضغط الدم، من خلال تعطيل ميكروبات الأمعاء المسؤولة عن المساعدة في تنظيم ضغط الدم". لكن المفاجأة أن ملح المائدة ليس هو المتهم الوحيد.
التساهل في تناول الصوديوم ظاهرة عالميةالغالبية العظمى من الناس يستهلكون كميات كبيرة من الصوديوم دون أن يدركوا أن معظمها لا يأتي من الملح الذي نضيفه إلى طعامنا بشكل مباشر، بل إن حوالي 70% منه مصدره الأطعمة المعالجة والمعبأة مثل الخبز، البيتزا، رقائق البطاطس، اللحوم المصنعة، الحساء المعلب، والبرغر، وفقًا لهيئة الغذاء والدواء الأميركية "إف دي إيه" (FDA). وتوصي الهيئة البالغين بعدم استهلاك أكثر من 2300 مليغرام من الصوديوم يوميًا، ما يعادل ملعقة صغيرة من ملح الطعام.
وهو ما تتفق مع جمعية القلب الأميركية، لكنها تضيف أن "الحد المثالي لاستهلاك الملح/الصوديوم، يجب ألا يزيد عن 1500 ملغم يوميا لمعظم البالغين". لكن ما يحدث غالبا، هو حالة من الميل العام للتساهل في تناول الصوديوم، حيث يتناول المواطن الأميركي العادي -على سبيل المثال- حوالي 3400 مليغرام من الصوديوم يوميا.
هذه هي أهم 4 تأثيرات قد يسببها الإكثار من تناول الملح، وفقا للخبراء:
عدد أقل من الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، بحسب اختصاصية التغذية المعتمدة، أشلي براون، فإن الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، هي نوع من الأحماض الدهنية التي تنتج من قيام بكتيريا الأمعاء بتحليل وتخمير الألياف، "وتلعب دورا مهما في الحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض، من خلال استخدامها بواسطة خلايا الأمعاء، في إنتاج الطاقة، وتقليل الالتهاب، وامتصاص المعادن، والمساعدة في عملية التمثيل الغذائي، وغيرها من الفوائد الصحية".وقد أشارت دراسة مهمة نُشرت عام 2020، إلى أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم غير المعالج، ظهرت لديهم مستويات أعلى من الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، وانخفاض ضغط الدم وتحسينات في صحة الأوعية الدموية، "بعد اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم لمدة 6 أسابيع"، مقارنة بحالتهم عندما تناولوا نظاما غذائيا "عالي الصوديوم".
لقطع الطريق على الملح قبل أن يتسلل إلى نظامك الغذائي، قدم الخبراء 6 خطوات عملية، هي:
انتبه للأطعمة المُصنّعة، فاستبدال الأطعمة فائقة المعالجة بالأطعمة الطازجة يعني أنك ستستهلك دائما كمية أقل من الصوديوم. وذلك لاحتواء الأطعمة فائقة المعالجة دائما على كمية أكبر من الصوديوم، مقارنة بالأطعمة قليلة المعالجة مثل الفواكه الطازجة والخضروات واللحوم والدواجن والبيض والأسماك والحليب واللبن الزبادي العادي. اقرأ الملصقات بعناية، من الأفضل لك ولأسرتك أن تُعوّد نفسك على التحقق جيدا من محتوى الصوديوم المدون في ملصق بيانات أي طعام مغلف أو معبأ. وهذه هي أكثر المصطلحات المتعلقة بالصوديوم شيوعا على عبوات المواد الغذائية، وفقا لجمعية القلب:1- خال من الملح/الصوديوم – أقل من 5 مليغرامات لكل وجبة.
2- منخفض الصوديوم جدا – 35 مليغراما أو أقل لكل وجبة.
3- منخفض الصوديوم – 140 مليغراما أو أقل لكل وجبة.
فتش عن قنابل الملح، وفقا لهيئة الغذاء والدواء، هناك أطعمة قد تضيف كميات زائدة من الصوديوم إلى نظامك الغذائي؛ حيث يحصل معظم البالغين على حوالي 40% من الصوديوم من 9 فئات من الطعام، هي: البيتزا، الحساء، شطائر اللحوم، الوجبات الخفيفة ( مثل رقائق البطاطس والبسكويت والفشار)، البرغر، التاكو، الدجاج، أطباق المعكرونة، والعجة أو الأومليت. تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، يوضح دكتور كريس دامان أن "الملح ليس سيئا بطبيعته، لكننا نأكل الكثير منه"، ويؤكد أن "إحدى الطرق للتخفيف من آثار الملح على صحتنا هي زيادة تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم"، مثل: الخضروات الورقية، البطاطس، الفاصوليا، العدس، والحمص، والفواكه مثل: الأفوكادو، الموز، البرتقال، المانجو، الكيوي، البرقوق، الزبيب، التمر، والمشمش المجفف. فقد وجد تحليل نُشر في أبريل/نيسان الماضي، أن "الأشخاص الذين استبدلوا ملح الطعام ببدائل الملح التي تحتوي على البوتاسيوم والصوديوم معا (بدلا من الصوديوم وحده)، كانوا أقل عرضة للوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب أو غيرها من الأسبابن مقارنة مع الأشخاص الذين استخدموا الملح العادي". كما وجدت دراسات أخرى أن "استبدال الملح العادي ببدائل الملح التي تحتوي على البوتاسيوم، يخفض ضغط الدم". استفد من التوابل، فبدلا من إضافة ملح الطعام إلى طعامك، حاول استخدام مسحوق الثوم والفلفل الأسود وبذور السمسم والأعشاب الأخرى والتوابل والبهارات، بدلا من ذلك.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الأحماض الدهنیة مستویات أعلى من الأشخاص الذین من الصودیوم الملح التی ضغط الدم من الملح أقل من
إقرأ أيضاً:
بقيمة 3.7 مليار ريال.. «الذهب الأبيض» يُغذي الأسواق المحلية والعالمية
يشهد قطاع صناعة الملح في المملكة تطورًا واهتمامًا كبيرًا من جانب وزارة الصناعة والثروة المعدنية، التي أطلقت العديد من الفرص الاستثمارية شملت رخص الكشف الجيولوجي لخام الملح، ورخص تشغيلية للمصانع لإنتاج الملح وتعبئته في مختلف مدن ومحافظات المملكة.
وأنتج 27 مصنعًا وطنيًّا للملح (الذهب الأبيض) حتى منتصف العام الجاري 2025، الملح الخام متعدد الاستخدامات، التي غذت الأسواق بقيمة إجمالية بلغت 3.7 مليار ريال، وصُدِّر الملح الخام السعودي الصناعية والدوائية والغذائية، إلى الأسواق المحلية والدولية، شملت المملكة الأردنية الهاشمية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، وجمهورية السودان، وجمهورية الصومال، ودولة الكويت، وجمهورية اليمن، وجمهورية اليونان، وجيبوتي، وسلطنة عمان، ودولة قطر، وليبيا، وماليزيا، وموريتانيا، وإندونيسيا, بقيمة تجاوزت (18) مليون ريال، من عام 2024 حتى النصف الأول من العام الجاري 2025م.
وتوجد مخازن الملح الطبيعية في السبخات الملحية المحاذية لساحل الخليج العربي بالمنطقة الشرقية، الممتد بطول أكثر من (1200) كيلومتر من شمال محافظة الخفجي إلى محافظة العقير جنوبًا، إذ تحتضن المنطقة العديد من السبخات المنتجة للملح، وأقدمها وأبرزها، سبخة (رأس القرية) الساحلية في محافظة بقيق، وتبعد عن البحر قرابة (4) كيلومترات، وتنتج ملحًا طبيعيًّا عاليَ النقاوة، يطفو طبيعيًا على سطح الأرض، ويمتد بعمق (5) أمتار في باطن الأرض.
ويُستَخرج الملح البحري في فصل الصيف بتجفيف مياه الأمطار ومياه البحر في السبخات الملحية بأشعة الشمس وتبخير المياه للحصول على الملح الخام، ويُغلف ويُعبّأ وينقل للأسواق المحلية والعالمية، ويُستَخرج من الصخور الغنية بكلوريد الصوديوم مثل الهاليت، إضافة إلى استخراجه من مناجم الملح الطبيعية، وأيضًا يُسْتَخْرَج من بعض البرك الطبيعية أو المناجم.
وتسهم صناعة الملح في دعم الصناعات التحويلية والبتروكيميائية، وإنتاج ملح الطعام المكرر عالي النقاوة، كما يُستخدم المكرر منه في دعم الصناعات الغذائية، أما الخام منه يستخرج من سبخة رأس القرية في دعم الصناعات التحويلية والبتروكيميائية، وإنتاج ملح الطعام يجري تحويله إلى ملحٍ صناعي خالٍ من الشوائب بنسبة تفوق (99%) من كلوريد الصوديوم.
وقال المدير العام لشركة مسفر للتعدين والخدمات اللوجستية فهد القحطاني، إن المملكة تنعم بالخيرات الكثيرة، وتحظى بمخزون استراتيجي كبير في قطاع التعدين، ومنه صناعة الملح الذي يمثل مرتكزًا أساسيًا يستخدم في العديد من المجالات الصناعية والغذائية والدوائية، مبينًا أن رؤية المملكة 2030 أولت قطاع التعدين اهتمامًا بارزًا لدوره الداعم في الاقتصاد الوطني.
وأوضح أن السبخات الملحية توجَد في العديد من مناطق المملكة، خاصة في المنطقة الشرقية وأقدمها سبخة (رأس القرية) في محافظة بقيق، الذي أسهم موقعها الجغرافي على ضفاف الخليج العربي في وجود الملح البحري والصخري فيها بشكل كبير، مبينًا أن خام الملح يتكون من آلاف السنين، وذلك من خلال دخول ماء البحر على السبخات الرملية منخفضة الارتفاع عن سطح البحر، حيث يُبَخَّر ماء البحر بحرارة الشمس، ومن ثم رفع الترسب الملحي وإعادة غسله داخل المنجم واستخراج الملح النقي الخالي من الشوائب الرملية، ومن ثم يُعاد تكريره وتهيئته حسب الاستخدام الغذائي والصناعي.
فيما تناول المتخصص في مجال التعدين المهندس أحمد العوض، أنواع الملح في المملكة التي تتكون من نوعين أساسين: هما الملح الصخري، ويتكون من مياه البحر، وتكون نقاوته عالية ومتعدد الاستخدامات في الجانب الصناعي والغذائي، وتكون كمية إنتاجه كبيرة، والنوع الثاني من الملح يتكون بتبخير المياه الجوفية، وتكون كميته قليلة وجودة أقل.
وأكد العوض على أن مناجم الملح في المنطقة الشرقية تُخْتَار وفق مسح جيولوجي لتحديد كمية مخزون الملح في الموقع (سبخات الملح)، مشيرًا إلى أن بعض المواقع في سبخة رأس قرية يفوق مخزون الملح فيها (5) ملايين طن من الملح الخام المتجدد، متطرقًا إلى طريقة استخراجه من خلال حفر خنادق يصل عمقها إلى (4) أمتار داخل المناجم وبمواصفات تراعي الحافظ على البيئة والثروة المعدنية.