رغم أن محاولات التقليل من الملح/الصوديوم، تُعد بالغة الأهمية لنمط حياة صحي، لكنها أصبحت بالغة الصعوبة؛ بعد أن أغرقتنا الأطعمة المُصنعة وفائقة المعالجة بكميات فوضوية من الصوديوم.

وقد أكد علماء لصحيفة "واشنطن بوست"، أنه لا شيء يضر ميكروبيوم الأمعاء (تريليونات من البكتيريا والفيروسات والميكروبات التي تعيش في أمعائنا)، "مثل الأنظمة الغذائية التي تحتوي على كثير من الصوديوم"، حيث أظهرت أبحاثهم أن "تناول مستويات عالية من الصوديوم، يمكن أن يمنع بعض الميكروبات المفيدة التي تعيش في أمعائنا؛ وأن التقليل من الملح قد يُحدث العكس".

كما وجدت دراسة  نُشرت عام 2020، أنه "عند تقليل كمية الصوديوم المستهلكة، تنتج بكتيريا الأمعاء مستويات أعلى من المركبات المفيدة التي تقلل الالتهاب وتحسن الصحة".

التخفيضات الطفيفة في كمية الملح التي نتناولها قد تؤثر على صحة ونمو الميكروبات الموجودة بالأمعاء (وكالة الأنباء الألمانية)

وقال كريس دامان، الطبيب بمركز صحة الجهاز الهضمي في جامعة واشنطن، "نعلم من الدراسات أنه حتى التخفيضات الطفيفة في كمية الملح التي نتناولها، يمكن أن تؤثر على صحة ونمو الميكروبات الموجودة في أمعائنا"، مُضيفا أن "الملح يحد من قدرة هذه الميكروبات على المساعدة في تنظيم شهيتنا والتمثيل الغذائي لدينا".

كما يعتقد الخبراء أن "النظام الغذائي عالي الصوديوم يتسبب في ارتفاع ضغط الدم، من خلال تعطيل ميكروبات الأمعاء المسؤولة عن المساعدة في تنظيم ضغط الدم". لكن المفاجأة أن ملح المائدة ليس هو المتهم الوحيد.

التساهل في تناول الصوديوم ظاهرة عالمية

الغالبية العظمى من الناس يستهلكون كميات كبيرة من الصوديوم دون أن يدركوا أن معظمها لا يأتي من الملح الذي نضيفه إلى طعامنا بشكل مباشر، بل إن حوالي 70% منه مصدره الأطعمة المعالجة والمعبأة مثل الخبز، البيتزا، رقائق البطاطس، اللحوم المصنعة، الحساء المعلب، والبرغر، وفقًا لهيئة الغذاء والدواء الأميركية "إف دي إيه" (FDA). وتوصي الهيئة البالغين بعدم استهلاك أكثر من 2300 مليغرام من الصوديوم يوميًا، ما يعادل ملعقة صغيرة من ملح الطعام.

وهو ما تتفق مع جمعية القلب الأميركية، لكنها تضيف أن "الحد المثالي لاستهلاك الملح/الصوديوم، يجب ألا يزيد عن 1500 ملغم يوميا لمعظم البالغين". لكن ما يحدث غالبا، هو حالة من الميل العام للتساهل في تناول الصوديوم، حيث يتناول المواطن الأميركي العادي -على سبيل المثال- حوالي 3400 مليغرام من الصوديوم يوميا.

النظام الغذائي عالي الصوديوم يتسبب في ارتفاع ضغط الدم (بيكسابي) تأثيرات الإكثار من الملح

هذه هي أهم 4 تأثيرات قد يسببها الإكثار من تناول الملح، وفقا للخبراء:

عدد أقل من الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، بحسب اختصاصية التغذية المعتمدة، أشلي براون، فإن الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، هي نوع من الأحماض الدهنية التي تنتج من قيام بكتيريا الأمعاء بتحليل وتخمير الألياف، "وتلعب دورا مهما في الحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض، من خلال استخدامها بواسطة خلايا الأمعاء، في إنتاج الطاقة، وتقليل الالتهاب، وامتصاص المعادن، والمساعدة في عملية التمثيل الغذائي، وغيرها من الفوائد الصحية".

وقد أشارت دراسة مهمة نُشرت عام 2020، إلى أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم غير المعالج، ظهرت لديهم مستويات أعلى من الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، وانخفاض ضغط الدم وتحسينات في صحة الأوعية الدموية، "بعد اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم لمدة 6 أسابيع"، مقارنة بحالتهم عندما تناولوا نظاما غذائيا "عالي الصوديوم".

الذين يستهلكون مستويات أعلى من الصوديوم هم أكثر عرضة لإيواء البكتيريا المسببة للأمراض في أمعائهم (بيكسابي) عدد أقل من ميكروبات الأمعاء الصحية، فقد أظهرت أبحاث أجريت عام 2017، أن إطعام الأشخاص وجبات غذائية عالية الملح، يؤدي إلى انخفاض حاد في ميكروبات الأمعاء المهمة، التي تلعب دورا رئيسيا في جهاز المناعة ومستويات الالتهاب. مزيد من ميكروبات الأمعاء الضارة، حيث كشفت دراسة نُشرت عام 2020، أن "الذين يستهلكون مستويات أعلى من الصوديوم هم أكثر عرضة لإيواء البكتيريا المسببة للأمراض في أمعائهم". ميكروبات أمعاء أقل تنوعا، فالدراسات الكبرى السابقة نفسها، تُظهر أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الملح، "يميلون إلى أن يكون لديهم ميكروبيوم أمعاء أقل تنوعا، وهو ما يرتبط بارتفاع معدلات السمنة، وضغط الدم، والأمراض المزمنة الأخرى". اقطع الطريق على الملح

لقطع الطريق على الملح قبل أن يتسلل إلى نظامك الغذائي، قدم الخبراء 6 خطوات عملية، هي:

انتبه للأطعمة المُصنّعة، فاستبدال الأطعمة فائقة المعالجة بالأطعمة الطازجة يعني أنك ستستهلك دائما كمية أقل من الصوديوم. وذلك لاحتواء الأطعمة فائقة المعالجة دائما على كمية أكبر من الصوديوم، مقارنة بالأطعمة قليلة المعالجة مثل الفواكه الطازجة والخضروات واللحوم والدواجن والبيض والأسماك والحليب واللبن الزبادي العادي. اقرأ الملصقات بعناية، من الأفضل لك ولأسرتك أن تُعوّد نفسك على التحقق جيدا من محتوى الصوديوم المدون في ملصق بيانات أي طعام مغلف أو معبأ. وهذه هي أكثر المصطلحات المتعلقة بالصوديوم شيوعا على عبوات المواد الغذائية، وفقا لجمعية القلب:

1- خال من الملح/الصوديوم – أقل من 5 مليغرامات لكل وجبة.

2- منخفض الصوديوم جدا – 35 مليغراما أو أقل لكل وجبة.

3- منخفض الصوديوم – 140 مليغراما أو أقل لكل وجبة.

فتش عن قنابل الملح، وفقا لهيئة الغذاء والدواء، هناك أطعمة قد تضيف كميات زائدة من الصوديوم إلى نظامك الغذائي؛ حيث يحصل معظم البالغين على حوالي 40% من الصوديوم من 9 فئات من الطعام، هي: البيتزا، الحساء، شطائر اللحوم، الوجبات الخفيفة ( مثل رقائق البطاطس والبسكويت والفشار)، البرغر، التاكو، الدجاج، أطباق المعكرونة، والعجة أو الأومليت. تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، يوضح دكتور كريس دامان أن "الملح ليس سيئا بطبيعته، لكننا نأكل الكثير منه"، ويؤكد أن "إحدى الطرق للتخفيف من آثار الملح على صحتنا هي زيادة تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم"، مثل: الخضروات الورقية، البطاطس، الفاصوليا، العدس، والحمص، والفواكه مثل: الأفوكادو، الموز، البرتقال، المانجو، الكيوي، البرقوق، الزبيب، التمر، والمشمش المجفف. فقد وجد تحليل نُشر في أبريل/نيسان الماضي، أن "الأشخاص الذين استبدلوا ملح الطعام ببدائل الملح التي تحتوي على البوتاسيوم والصوديوم معا (بدلا من الصوديوم وحده)، كانوا أقل عرضة للوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب أو غيرها من الأسبابن مقارنة مع الأشخاص الذين استخدموا الملح العادي". كما وجدت دراسات أخرى أن "استبدال الملح العادي ببدائل الملح التي تحتوي على البوتاسيوم، يخفض ضغط الدم". استفد من التوابل، فبدلا من إضافة ملح الطعام إلى طعامك، حاول استخدام مسحوق الثوم والفلفل الأسود وبذور السمسم والأعشاب الأخرى والتوابل والبهارات، بدلا من ذلك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الأحماض الدهنیة مستویات أعلى من الأشخاص الذین من الصودیوم الملح التی ضغط الدم من الملح أقل من

إقرأ أيضاً:

دراسة علمية.. وجبة إفطار بسيطة ورخيصة قد تقلل من خطر الإصابة بالسرطان والسكري بشكل كبير

يحتوي الياغورت على البكتيريا الجيدة التي تعزز الصحة والبروتين والكالسيوم، ما يسهم في تقوية العظام والعضلات، بحسب ما ذكرت صحيفة "إكسبريس" البريطانية.

وتوصلت وحدة علم الأوبئة التابعة لمجلس البحوث الطبية في جامعة كامبريدج، أن الاستهلاك المنتظم للياغورت يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 28% مقارنة بأولئك الذين لا يتناولونه.

وقد يسهم أيضا في منع امتصاص الجسم للدهون، ومن ثم فقدان الوزن، وكشفت دراسة بحثية أخرى في مجلة التغذية والسرطان أن تناول 40 جرام يوميا من الياغورت قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان الكبد بنسبة 5.4%، استنادا إلى بيانات من 5000 مشارك.

وقال أخصائي التغذية إيان ماربر أن الزبادي الياغورت له فوائد صحية عديدة.

واكتشف باحثون من جامعة واشنطن أن تناول حصتين على الأقل من الياغورت أسبوعيا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالأورام السرطانية، بمقدار الخمس.

وجدت الدراسة، التي تتبعت أكثر من 80 ألف فرد لمدة 25 عاما، أن أولئك الذين تناولوا الياغورت بانتظام كان لديهم نمو أقل بنسبة 19٪ و26٪ أقل من الأنواع الأكثر عرضة للخطر.

وأوضحت دراسة أخرى أجرتها وحدة علم الأوبئة بمجلس البحوث الطبية بجامعة كامبريدج، أن الأشخاص الذين يتناولون الياغورت بانتظام لديهم خطر أقل بنسبة 28٪ للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بالذين ل يتناولوه.

كما أن الياغورت له تأثيرات مضادة للالتهابات، وعادة ما تزداد مؤشرات الالتهاب في الجسم بعد تناول الطعام الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكر.

وترتبط المستويات العالية من الالتهاب بحالات مثل أمراض القلب والتهاب المفاصل والربو.

ويعتبر الياغورت أيضا مصدرا غنيا باليود والفيتامينات D وB2 وB12 والزنك، والبروتين والكالسيوم.

وأوضحت الدكتورة كارولين تشايلدز أخصائية التغذية في جامعة ساوثهامبتون، أن الياغورت طريقة مفيدة للحصول على البروبيوتيك أو البكتيريا الصديقة وطعمه جيد.

وأضافت "كارولين" أن تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل الياغورت يجعل من الصعب على الجسم امتصاص الدهون من الطعام، ولكن يجب أن يكون الياغورت بالحليب العادي، دون إضافة أي شيء آخر إليه، للحصول على هذه التأثيرات.

مقالات مشابهة

  • كيف تعرف إذا كنت تعاني من مرض السكري؟.. إليك أساليب فعالة للوقاية منه
  • شرب عصير البنجر ينظف الدم من تراكم الكوليسترول
  • علاقة الحساسية الغذائية بالصداع ومرض السكري؟
  • طريقة إدارة توازن السعرات الحرارية لفقدان الوزن
  • فوائد تناول الرمان.. أهمها بناء العضلات وعلاج الضعف الجنسي
  • وفاة طفلة بريطانية بسبب مشكلة في الأمعاء منذ الولادة.. ما القصة؟
  • علاقة مرض «باركنسون» بصحة الأمعاء.. تعرف على 10 أطعمة تقلل خطر المرض
  • إدارة التغذية لـ"مرضى السكري" أمر حاسم| أطعمة ملائمة ومفيدة للصحة
  • دراسة علمية.. وجبة إفطار بسيطة ورخيصة قد تقلل من خطر الإصابة بالسرطان والسكري بشكل كبير