كتب- محمد شاكر:

قالت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، إن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بملف التراث الثقافي غير المادي، في ظل حملة ممنهجة لمحو التراث العربي، وأكدت أن اللجنة الوطنية المصرية نجحت في تسجيل عدد من العناصر وتعمل على تسجيل عدد آخر في أقرب وقت ممكن.

جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لورش العمل الدولية، التي نظمتها اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمجلس الأعلى للثقافة، تحت عنوان "حماية التراث الثقافي غير المادي وصونه وتوظيفه في التنمية المستدامة في الدول العربية… تقاليد الطعام نموذجًا"، وأدارتها الدكتورة نهلة إمام- مستشار وزير الثقافة لشئون التراث الثقافي غير المادي.

وقال الدكتور حميد بن سيف النوفلي، مدير إدارة الثقافة بمنظمة الألكسو"لم ينل مجال صون التراث الثقافي غير المادي من خلال تقاليد الطعام، ما يكفي من العناية بالمقارنة مع الأصناف الأخرى من التراث الحيّ، رغم ما ينطوي عنه من قيمة تراثية عميقة وأبعاد اقتصادية في سياق التنمية المستدامة على غرار ما تكشف عنه التجارب المقارنة في عالم اليوم.".

وأوضح أن الطعام يُظهر للعالم بوصفه إحدى التعبيرات الخاصة جدًّا عن الهوية الثقافية والذاكرة الجماعية، فهو يعكس الخصوصيات التاريخية والجغرافية والاجتماعية، وخلف هذا التنوع والاختلاف تكمن مظاهر عديدة من التشابه إلى حدّ التماثل أحيانًا، بما يجعل تقاليد الطعام هي بحقّ ملتقى للتواصل والتفاعل يكرّس بعفوية ضربا من الوحدة الثقافية.

وأضاف: تكتسب تقاليد الطعام اليوم أهمية بالغة لقيمتها الوظيفية من حيث هي مصدر ديناميكية تنموية، وتتميّز هذه الورشة، من خلال برنامجها، باعتمادها مقاربة شاملة تحاول أن تأخذ بعين الاعتبار مختلف جوانب الموضوع، وهو ما سيساهم دون شكّ في تعزيز قدرات الخبراء المشاركين، بحيث سيكتسبون مهارات وتقنيات جديدة تساعدهم على التعامل الجيد مع مجال التراث الغذائي، بما يعود بالمنفعة على الممارسين له وحملته من الأفراد والجماعات والمجموعات المعنية.

من جانبه قال الدكتور شريف صالح رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات والمشرف على اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، " أن لكل أمة إرثها الثقافي، فالتراث هو السبيل الأمثل لمعرفة المكون الثقافي لحضارات تلك الأمم، ويمثل الرابط الأهم للتسلسل التاريخي الذي يشكل حلقة متصلة بين الماضي والحاضر والمستقبل، لذلك يعد التراث جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية، وتجسيداً مادياً ومعنوياً لهذه الهوية، فهو يجمع بين الأماكن والمعالم، وبين القيم والتقاليد وأنماط التعبير البشري سواء كانت فردية أو جماعية، فتتشكل أمامنا لوحة تراثية نتعرف من خلالها على ماضينا وهويتنا الثقافية المتجذرة عبر العصور في التاريخ الإنساني.

وأضاف: يمثل التراث غير المادي جانباً هاماً من التراث الحضاري للأمم، فيعبر عن الهوية الثقافية لكل مجتمع ويعكس الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسات التي مرت بها المجتمعات المحلية في المراحل الزمنية المختلفة لكونه يتمثل في التقاليد وأشكال التعبير، والمعارف، والمهارات الموروثة كالتقاليد الشفهية، وفنون الأداء، والمعارف الاجتماعية والمناسبات، والاحتفالات، والممارسات، فالتراث معين لا ينضب من المعرفة، ومصدرا للهوية الإنسانية التي تكتمل بالتراث.

وأشار إلى أن مصر تزخر بإرثها وتراثها الثقافي غير المادي والذي يعد في مجمله كنزا حضاريا يعكس الدور الذي قام به المصري القديم في بناء الحضارات التي تعاقبت على أرض الكنانة، وأصبحت الآن جزءاً مهماً من التراث الإنساني المسجل بعضه على قائمة التراث العالمي، وشهدت السنوات الأخيرة اهتمام الجهات المعنية بتراثنا الوطني، فتسابقت العديد من الجهات والمؤسسات والمراكز والمبادرات ومنظمات المجتمع المدني للعمل على حفظ وتوثيق التراث، وعملت الدولة على تشجيع الأفراد والمؤسسات والشركات على إنتاج وتطوير المحتوى التراثي، فقامت بتنظيم العديد من الدورات التدريبية في المجالات التراثية المختلفة، كما عملت الجهات المختصة على بناء البرامج التراثية التعليمية حيث يجري الآن العمل على إنتاج برامج يتم تدريسها في المدارس للتعريف بالتراث الثقافي غير المادي ومن ثم رفع مستوى الاهتمام والوعي به وحمايته من الاندثار، بل وتنميته ليساهم في خطة التنمية المستدامة.

وأوضح أن مصر نجحت في إدراج العديد من عناصر التراث الثقافي على قائمة التراث العالمي، وأصبح الآن ملف "الأغذية الشعبية والأطعمة التقليدية" من الملفات الملحة التي يجب العمل عليها بشكل عاجل ومكثف والتقاليد والعادات المتعلقة بها، حيث نادي الكثير من خبراء التراث والغذاء بأهمية البدء في تحقيق ذلك لافتين النظر إلى أنها خطوة تأخرت كثيراً باعتبار أن المطبخ المصري بل والعربي من أعرق مطابخ العالم وأن عدم توثيقه بشكل دولي، أو رسمي حتى الآن قد يؤدي إلى إدعاء بعض البلدان الأخرى نسب عدد من الأكلات المعروفة لنفسها.

يذكر أن الورشة التي تعقد على مدار يومين بالمجلس الأعلى للثقافة، تناقش مفهوم التراث الثقافي غير المادي وتطبيقاته في تقاليد الطعام، بالإضافة إلى دور تقاليد الطعام في التنمية المستدامة.

وتُشارك بها كل من: "المملكة الأردنية الهاشمية، المملكة المغربية، السودان، المملكة العربية السعودية، ليبيا، الكويت، الجمهورية التونسية"، تجاربها في توثيق الأطعمة التقليدية وصونها.

وتهدف لنشر الوعي حول أهمية التراث الثقافي غير المادي، خاصة تقاليد الطعام، ودوره في التنمية المستدامة، ومناقشة سبل حماية وصون تقاليد الطعام العربية، واستكشاف آليات توثيقه.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: حكومة مدبولي الطقس أسعار الذهب سعر الدولار معبر رفح التصالح في مخالفات البناء مهرجان كان السينمائي الأهلي بطل إفريقيا معدية أبو غالب طائرة الرئيس الإيراني سعر الفائدة رد إسرائيل على إيران الهجوم الإيراني رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان نيفين الكيلاني ورشة العمل الدولية وزيرة الثقافة التراث الثقافی غیر المادی التنمیة المستدامة تقالید الطعام

إقرأ أيضاً:

رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية: ثورة 30 يونيو دفعت عجلة التنمية المستدامة

هنأ الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجميع أبناء الشعب المصري بمناسبة الذكرى الحادية عشر لثورة 30 يونيو المجيدة.

وأكد «طه» أن ثورة 30 يونيو تعد محطة مهمة في تاريخ مصر الحديث، تذكرنا باستمرار بأهمية الوحدة الوطنية والعمل المشترك من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين.

القطاع الصحي المصري يأتي على رأس أولويات الدولة

أوضح رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، أن القطاع الصحي المصري يأتي على رأس أولويات الدولة المصرية، مؤكدا أن المشروع الوطني منظومة التأمين الصحي الشامل يعد أهم إنجازات الجمهورية الجديدة والذي يحظى برعاية القيادة السياسية بهدف توفير رعاية صحية متكاملة لجميع المصريين.

وأعرب عن فخره بما حققته الهيئة من نجاحات كبيرة في تحسين مؤشرات الصحة، وعلى رأسها حصول الهيئة على الاعتماد الدولي لبرنامج تدريب مراجعي ومقيمي الهيئة من الجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحية (اسكوا ISQUA ) بنسبة نجاح بلغت 96%، وهو الإنجاز الثالث للهيئة بعد أن حققت بالفعل الحصول علي الاعتماد الدولي لكافة ما أصدرته من معايير اعتماد للمنشآت الصحية، والتي تم اعدادها بأيدي خبراء مصريين وحصلت جميعها على نسب نجاح تتراوح ما بين (97% - 99%)، فضلا عن اعتماد الهيئة ذاتها دولياً في مجالي الجودة والتميز المؤسسي كجهة تقييم مستقلة لجودة المنشآت الصحية.

إتمام الحصول على جميع اعتمادات المنظمة الدولية «اسكوا»

وأكد رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية GAHAR، أن إتمام الحصول على جميع اعتمادات المنظمة الدولية "اسكوا" يؤكد الثقة في أن جميع أدلة المعايير الصادرة عن الهيئة، وعمليات وسياسات العمل بالهيئة، إلى جانب طريقة تقييم المنشآت الصحية، متوافقة تماما مع أحدث التوجهات الدولية، وهو ما يحقق الهدف من إنشاء الهيئة.

وأضاف، أن ما اتخذته الهيئة من سياسات وإجراءات ساهم بقوة في زيادة عدد المنشآت الصحية الحاصلة على الاعتماد وفقا لمعايير الجودة الوطنية الصادرة عن جهار، إذ وصل عدد المنشآت المعتمدة إلى إلى 364 منشأة و46344 من أعضاء المهن الطبية.

وأكد «طه» استمرار الهيئة في بذل الجهود لتحقيق أهدافها وتعزيز نظام الرعاية الصحية في مصر، مشيرا إلى أن التعاون والعمل الجماعي هما الأساس لتحقيق المزيد من النجاحات.

مقالات مشابهة

  • الكويت تفتتح مهرجانها الثقافي الصيفي الـ 16 بـ «ليلة الحريبي»
  • ورشة عمل إقليمية حول "حماية التراث الثقافي غير المادي"
  • «التخطيط» تشارك في المؤتمر الدولي العلمي للهندسة الكيميائية الخضراء
  • اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم تعقد ورشة عمل حول "حماية التراث".. تفاصيل
  • "ليلة الحريبي" .. الكويت تفتتح مهرجانها الثقافي الصيفي الـ 16
  • التعليم العالي: ورشة عمل إقليمية حول "حماية التراث الثقافي غير المادي"
  • «الثقافة»: نعمل على إدراج الأطعمة الشعبية في قائمة التراث العالمي
  • وزيرة الثقافة تُفتتح ورشة العمل الدولية حول "حماية وصون تقاليد الطعام"
  • رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية: ثورة 30 يونيو دفعت عجلة التنمية المستدامة