بوابة الوفد:
2025-05-01@03:45:42 GMT

الفقر والبطالة.. والوزير السياسى

تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT

الأزمات التى يمر بها الوطن لا يمكن أن تحل باستبدال شخص بشخص آخر أو استبدال حقيبة وزارية مكان أخرى بنفس الأشخاص، فالحل يكمن فى اختيار أشخاص ذوى فكر مسيس محاط بمناخ عادل يحمى هذا الفكر، ففكرة الاستعانة بأشخاص تنفذ أصبحت فكرة بالية أثبتت فشلها مع الوقت، فالأمر يحتاج إلى وزير متأصل الفكر السياسى يملك براحاً من الفكر المتفرد، لقد حان الوقت للاستعانة بالوزير السياسى الذى يمتلك خصائص معينة بها مقومات الإصرار على النجاح والوصول للأهداف المخططة دون تقارير مصنوعة أو عوامل معرقلة ومقيدة.

الوزير السياسى، تعريفه باختصار هو الوزير الذى يتقلد منصباً وزارياً دوره الأبرز صناعة السياسات العامة وإدارة الملفات الوزارية وصياغتها بشكل مبتكر برؤية سياسية متزنة مرنة، ويكون مسؤولاً عن إدارة العديد من الحقائب الوزارية مثل الخارجية،  والاقتصاد، ولا حرج فى إسناد الوزير السياسى لحقائب الدفاع والداخلية، التى تحتاج إلى فكر وإدارة سياسية تتطلب صنع قرارات سياسية واستراتيجية مرنة بفكر متجدد، على أن يتوفر له صلاحيات غير محددة، بعيداً عن الرؤية الرأسية الضيقة. 

ولا شك أن صناعة الاستراتيجيات هى عملية معقدة لا بد لها من خطوات مهمة، لا يستطيع القيام بها سوى الوزير السياسى الذى يضع استراتيجيات فاعلة تعتمد فى  خطواتها على جمع وتحليل البيانات والمعلومات المتعلقة بالمجال المراد وضع استراتيجيات خاصة به، مع الفهم التام لتلك التحديات والفرص الموجودة، وتحديد الأهداف وتقسيمها إلى أهداف قصيرة وأخرى طويلة الأجل بناءً على التحليل السابق، والتأكد من مرونة تلك الأهداف وهل قابلة للقياس وقابلة للتحقيق، وقابلة للتطوير المستمر لتلك الخيارات الاستراتيجية واستكشاف كافة الخيارات المختلفة لتحقيق الأهداف المحددة والمخطط لها، وتقييم كل خيار بناءً على معايير محددة مثل (الفعالية - التكلفة - والمخاطر المحتملة )، ليأتى بعد ذلك اختيار الاستراتيجية الأنسب لكل مرحلة والتى تحقق الأهداف بأكبر فعالية وأقل مخاطرة، مع التأكد من أن الاستراتيجية المقترحة متوافقة مع السياسات العامة والأولويات الوطنية، ثم وضع خطة عمل مفصلة تتضمن الخطوات المطلوبة والجدول الزمنى والموارد اللازمة، مع تحديد المسؤوليات والأدوار لكل فرد أو جهة معنية، وكيفية تنفيذ تلك الخطة وفقاً للجدول الزمنى المحدد لها، والتأكد من أن الأمور تسير وفق المخطط، وذلك من خلال مراقبة النتائج وتقويم الأداء بانتظام، مع إجراء التعديلات اللازمة فى الاستراتيجية بناءً على التقييمات المستمرة، وتحقيق تلك الخطوة لا يأتى إلا بالتواصل مع أصحاب المصلحة المعنيين وإشراكهم فى عملية صنع القرار، وذلك من وجود قنوات اتصال فعالة لتبادل كافة المعلومات التى تؤكد نجاح الاستراتيجية المخطط لها.

اتباع هذه الخطوات يساعد فى وضع استراتيجيات مدروسة ومبنية على أساس علمى وعملى الهدف منه تحقيق الأهداف المرجوة بكفاءة.

الحاجة إلى وزير سياسى فى تلك المرحلة الحالية تعتمد بشكل كبير وأساسى على وضع المرحلة والظروف التى تعيشه الدولة أو المؤسسة، وبما لا يدع مجالاَ للشك فكل المؤشرات تشير إلى ضرورة وجود وزير سياسى فالأزمات بلغت منتهاها، فإذا كانت الدولة تواجه أزمة صحية أو اقتصادية، أو أزمات الفقر والبطالة، فإن وجود وزير سياسى يمكن أن يساعد فى تنسيق الاستجابة بوضع استراتيجيات تؤدى للتعافى، أما إذا كانت الدولة تمر بمرحلة انتقالية أو تواجه تحديات سياسية كبيرة، سيصبح وجود وزير سياسى أمراً ضرورياً لضمان الاستقرار واتخاذ القرارات الحكيمة التى تضمن عبور تلك المرحلة بفكر سياسى هادئ، أما إذا كانت هناك حاجة لإصلاحات هيكلية فى الحكومة أو الاقتصاد يمكن أن يلعب الوزير السياسى دورًا حيويًا فى تصميم وتنفيذ هذه الإصلاحات.

فى حال كانت الدولة تسعى لتحقيق أهداف تنموية كبيرة أو تحديث البنية التحتية، يمكن أن يكون للوزير السياسى دور فى توجيه السياسات والموارد لتحقيق هذه الأهداف، أما إذا كانت هناك حاجة لتعزيز العلاقات الدولية أو التفاوض على اتفاقيات هامة، فإن وجود وزير سياسى يمكن أن يساعد فى تمثيل مصالح الدولة بشكل فعال، ولو هناك توترات اجتماعية أو أمر ضروري لمعالجة قضايا ملحة مثل البطالة والفقر، يمكن أن يسهم الوزير السياسى فى وضع سياسات تهدف إلى تحسين الوضع الاجتماعي.

بناءً على تلك العوامل، فإن ضرورة وجود الوزير السياسى أصبح أمراً حتمياً، خاصة أننا أمام تشكيل جديد لحكومة أثبتت فشلها وذلك من خلال مرورها بانتكاسات ووعكات بل أزمات مهلكة، فالمرحلة تحتم علينا أن نتمسك بوجود وزير سياسى قد يكون ضروريًا إذا كانت الدولة أو المؤسسة تواجه تحديات تتطلب قيادة سياسية واستراتيجية قوية.

 

وللحديث بقية بإذن الله تعالى

‏[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفقر والبطالة الأزمات الوزير السياسى الوزیر السیاسى کانت الدولة إذا کانت یمکن أن

إقرأ أيضاً:

مفوضية المنافسة بجنوب إفريقيا: قوانين المنافسة يجب أن تتوافق مع الأهداف التنموية للحكومة

قال هاردن راتشي سوسو، نائب مفوض بمفوضية المنافسة بدولة جنوب إفريقيا، أن تبني هيئات المنافسة لنهج متوازن يعزز من دورها في تحسين الأسواق وتحقيق التنمية الاقتصادية.

وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عاما بالفوز على جنوب أفريقياالانتصار الأول منذ 12 عاما.. مصر تفوز على جنوب أفريقيا في إستاد القاهرةمحمد عبد الله يسجل الهدف الأول لمنتخب مصر للشباب أمام جنوب أفريقياافتتاح بطولة أمم إفريقيا.. تعادل منتخبي مصر وجنوب إفريقيا في الشوط الأول

 وأوضح سوسو، في كلمته خلال المؤتمر السنوي الثاني لجهاز حماية المنافسة بعنوان «عشرون عامًا من تطور مناخ المنافسة في مصر: تعزيز السياسات والشراكات الدولية»، أن دور هيئات المنافسة لا يقتصر فقط على التطبيق الصارم للقوانين، بل يشمل أيضًا التنسيق مع سياسات الحكومة الوطنية لضمان توافق التشريعات مع الأولويات التنموية.

جاء ذلك خلال الجلسة الثانية تحت عنوان "العلاقة بين قوانين وسياسات المنافسة: دور التشريع والقضاء في دعم الإنفاذ الفعال لحماية المنافسة"، ضمن فاعليات المؤتمر السنوي الثاني لجهاز حماية المنافسة بعنوان "عشرون عامًا من تطور مناخ المنافسة في مصر: تعزيز السياسات والشراكات الدولية".

وقال سوسو: "من خلال إطار تحديد أولويات القضايا التي تؤثر على المستهلكين، وبشكل خاص الفئات الأكثر احتياجًا، نحرص على ضمان توافق قوانين المنافسة مع الأهداف التنموية للحكومة. فعلى الرغم من أن قوانين المنافسة تعتبر امتدادًا لسياسات الحكومة الاقتصادية، إلا أن نجاحها يعتمد على تكامل هذه السياسات". 

وأضاف أن المراجعات المستمرة والتقييمات التأثيرية تُعد من الأدوات المهمة التي ساعدتنا على التأثير في التعديلات التشريعية بما يتناسب مع متطلبات السوق.

وفيما يتعلق بالتعاون الدولي، أشار سوسو إلى أهمية الاطلاع على التجارب العالمية، موضحًا أن جنوب إفريقيا تراقب عن كثب السياسات المتبعة في دول أخرى للتعرف على أفضل الممارسات، وهو ما ساعد في إحداث إصلاحات تشريعية متميزة على مدار السنوات.

وبحسب سوسو، فعلى الرغم من تقدمنا في العديد من المجالات، إلا أن هناك فجوات أحيانًا بين التشريعات والتنفيذ الفعلي. إلا أن الجهود المستمرة لضمان التنسيق بين القوانين والأهداف الاقتصادية جعلت هناك توافقًا بين القطاعين العام والخاص".

أكد سوسو أن التركيز على هذا التناسق بين تشريعات المنافسة والسياسات العامة سيؤدي إلى تعزيز الابتكار والنمو المستدام في الأسواق.
 

طباعة شارك هاردن راتشي سوسو مفوض بمفوضية المنافسة بدولة جنوب إفريقيا تحسين الأسواق

مقالات مشابهة

  • المجتمع يفقد بوصلته.. بين الاستهلاك المادي وضياع الأهداف!
  • في أمسية الأهداف الستة.. معركة برشا- الانتر تنتهي بالتعادل وحسمها إياباً في إيطاليا
  • هجرات ضاعفها الفقر والجفاف والحروب... لماذا أصبح اليمن نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الأفارقة؟
  • امتعاض في العراق.. تبرع ومساعدات خارجية رغم الفقر والأزمة المالية
  • رئيس الوزراء: إيجابية مؤشرات الاقتصاد تزيد.. والبطالة 6.6 %
  • تركيا.. خط الفقر يتجاوز 26 ألف ليرة
  • مفوضية المنافسة بجنوب إفريقيا: قوانين المنافسة يجب أن تتوافق مع الأهداف التنموية للحكومة
  • تعادل مثير بين الجونة وسموحة في الدوري
  • وفاة سعد الله آغا القلعة.. رائد التوثيق الموسيقي والوزير السوري السابق
  • السّيد شهاب يترأس اجتماع لجنة الحماية الاجتماعية