هل يؤثر نمط الحياة والنظام الغذائي للأب على صحة الطفل؟
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
الطفل كثيراً ما نسمع عن تأثير النظام الغذائي للأم وأسلوب حياتها أثناء الحمل على صحة الطفل، ولكن ماذا عن دور الأب؟.. أثبتت العديد من الدراسات الطبية الحديثة أن عادات الأكل لدى الأب مرتبطة بصحة الطفل أيضًا، وذلك وفقًا للتقرير المنشور عبر موقع hindustantimes.
كشفت الدكتورة إنشارا ماهيدفي، استشاري التغذية في مستشفى الأمومة في لولاناجار في بيون، أن الآباء الذين يميلون إلى اختيار نظام غذائي منخفض البروتين وعالي الكربوهيدرات سوف يلاحظون أعراض القلق عندما يتعلق الأمر بأطفالهم.
ومع ذلك، لم نكن نعلم أنه حتى نمط حياة الأب ونمط النظام الغذائي يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة الطفل بالكامل، فمن المعروف أن صحة الطفل ونموه يتأثران إذا فشلت المرأة في اتباع نظام غذائي مناسب أثناء الحمل، وبالمثل، إذا كان النظام الغذائي للأب سيئًا، فقد يكون ذلك مشكلة بالنسبة للطفل أثناء نموه.
فالنظام الغذائي السيئ يتسبب في تغيير جينات الطفل على الرغم من عدم تغيير الحمض النووي، ووفقًا للأدلة المتاحة، فإن البنات المولودات لآباء لديهم نسب دهون أعلى في أجسادهن من المرجح أن يكون لديهن المزيد من الدهون في الجسم.
وبصرف النظر عن هذا، قد تظهر على هؤلاء البنات أيضًا أعراض أمراض التمثيل الغذائي مثل مرض السكري المرتبط بمشاكل قاتلة في الكبد والقلب والكلى والمرارة.
اقرأ أيضاًالمنوعاتدارة الملك عبدالعزيز تنظم ندوة “العلاقات السعودية الصينية” في بكين
كما أن السمنة مشكلة أخرى تظهر لدى الأطفال الذين يميل آباؤهم إلى إتباع عادات غذائية سيئة، فيمكن أن يكون لهذه الظروف عواقب طويلة المدى على صحة الطفل وتقلل من نوعية حياته.
كما أن الآباء الذين يتبعون نظامًا غذائيًا منخفض البروتين وعالي الكربوهيدرات من المرجح أن يشهدوا زيادة في أعراض القلق لدى أطفالهم.
وأشارت الدكتورة إنشارا ماهيدفي إلى أن الكمية المناسبة من توازن المغذيات الكبيرة التي تتكون من البروتينات والدهون والكربوهيدرات لدى الآباء ستساعد في الحفاظ على صحة قلب الطفل، ومن خلال الأخذ في الاعتبار الكمية الدقيقة من البروتين والدهون والكربوهيدرات في النظام الغذائي للأب، من الممكن تحسين صحة الطفل، ويجب على الوالدين الاهتمام بنظامهما الغذائي، والتأكد من اختيار الأطعمة المحملة بجميع العناصر الغذائية الحيوية قبل الحمل. وبهذه الطريقة، يمكن للوالدين التأكد من أن جيل المستقبل سيتمتع بصحة جيدة. يجب على كلا الوالدين الاستعانة بأخصائي التغذية الذي يمكنه إرشادهما إلى ما يجب تناوله وحذفه من النظام الغذائي.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية النظام الغذائی على صحة الطفل
إقرأ أيضاً:
الجنين يتحكم في غذائه بـ ريموت كونترولمن الأم .. اكتشاف جديد قد يغير فهمنا للحمل
في دراسة مذهلة كشفت عنها جامعة كامبريدج البريطانية، اكتشف فريق من الباحثين آلية غير مألوفة تمكن الجنين من التحكم في نوعية المغذيات التي يحصل عليها من الأم خلال فترة الحمل، باستخدام جين معين يمر إليه من الأب.
الجنين يتحكم في غذائه عبر "ريموت كونترول" من الأم: اكتشاف جديد قد يغير فهمنا للحملالجنينهذه الاكتشافات الجديدة، التي نُشرت في مجلة "أيض الخلية" (Cell Metabolism)، قد تغيّر بشكل جذري فهمنا لكيفية تفاعل الأجنة مع البيئة الداخلية للأم وكيفية تأثيرها على صحة الحمل.
تتمثل هذه الآلية في عملية معقدة، يشبهها العلماء بالتحكم عن بُعد، حيث يقوم الجنين بإرسال إشارات هرمونية إلى الأم عبر المشيمة، مما يؤدي إلى تعديل عملية الأيض لديها، الهدف من هذه الإشارات هو منح الجنين أفضل الفرص للنمو عبر تحسين استهلاك المغذيات في جسم الأم.
وصف الباحثون هذا التفاعل بـ"المعركة من أجل الغذاء"، التي تحدث ضمن توازن دقيق بين احتياجات الجنين وأيض الأم. ففي هذه العملية، يحاول الجنين تأكيد استحواذه على أكبر كمية ممكنة من المغذيات عبر تغيير وظيفة الأيض لدى الأم، في حين تسعى الأم للحفاظ على توازن في المغذيات لضمان صحتها المستقبلية وقدرتها على الإنجاب مرة أخرى.
الرابط الحيوي بين الأم والجنينالمشيمة، التي تعد الرابط الحيوي بين الأم والجنين، تلعب دورًا محوريًا في هذه العملية، حيث تفرز هرمونات خاصة تساهم في توجيه الجسم لتلبية احتياجات الجنين. وفقًا للباحثين، فإن الجين الذي يورثه الأب للجنين يلعب دورًا رئيسيًا في هذه السيطرة، إذ يعزز نمو الجنين عبر الاستحواذ على موارد غذائية من جسم الأم.
وتشير الباحثة أماندا بيري إلى أن هذه الدراسة تقدم أول دليل مباشر على كيفية تأثير الجينات التي يحصل عليها الجنين من الأب في التواصل مع جسم الأم لزيادة فرص نموه.
من جانب آخر، أوضح الباحث ميغيل كونستانسيا أن هذا التفاعل البيولوجي يعتمد بشكل كبير على "التطبع الجيني"، الذي يتحكم في كيفية تشغيل أو تعطيل هذه الآلية وفقًا للجينات التي يرثها الجنين من والديه.
إحدى النتائج المثيرة للدهشة التي أظهرتها الدراسة هي أن الجينات الموروثة من الأب تتسم بنوع من "الأنانية"، حيث تسعى لاستغلال الموارد الغذائية لصالح الجنين، بينما تسعى الجينات التي يرثها الجنين من الأم إلى الحد من نموه الزائد، حتى لا يؤثر ذلك في صحة الأم أو عملية الولادة.
تأمل الباحثون أن تساعد هذه الاكتشافات في تحسين استراتيجيات الرعاية الصحية للأمهات الحوامل، وتوفير طريقة أفضل لفهم العلاقة بين الأجنة وأمهاتهم خلال فترة الحمل.