لكبيرة التونسي( طانطان) 
ضمن أجواء احتفالية استثنائية، تتواصل فعاليات «الجناح الإماراتي» في «موسم طانطان الثقافي 2024» بالمملكة المغربية، التي تستمر حتى 30 يونيو الجاري، مضيئاً على العادات والتقاليد الإماراتية الحية، ومعززاً انسجام القيم والعادات والتقاليد والتراث الثقافي المشترك الذي يجمع البلدين الشقيقين، من كرم ضيافة وسنع وحفاوة استقبال، عبر حزمة من الأنشطة والفعاليات والمسابقات التي شكّلت جسراً للتواصل بين الثقافتين، وأطلعت الجمهور من مختلف الجنسيات على القواسم المشتركة والمتشابهة إلى حد كبير في الثقافة الصحراوية الإماراتية والمغربية.

 

شكّلت فعاليات الجناح الذي تشارك به «هيئة أبوظبي للتراث»، بالتعاون مع عدد من المؤسسات المعنية بصون التراث، في فعاليات «موسم طانطان الثقافي»، والذي يقام في جنوب المملكة المغربية، تحت شعار «20 عاماً من الصون والتنمية البشرية»، نقطة جذب للزوار الصغار والكبار الذين تعرفوا على عادات البلدين، عبر الكثير من المعارف والممارسات الحية، من صناعات يدوية وأسواق شعبية وأزياء نسائية وطهي وألعاب شعبية، إلى جانب مسابقات إعداد القهوة الإماراتية والشاي المغربي، ضمن استعراضات حية أمام الزوار، بينما استمتع الأطفال بالألعاب الشعبية المغربية والإماراتية وتعرفوا على قواسمهما المشتركة.

كرم وسخاء
لوحات بصرية حية، أسرت الجمهور وجعلته يندمج في قيم وعادات أهل الصحراء المتفردة، من كرم وسخاء ضمن مسابقة القهوة الإماراتية وإعداد الشاي «أتاي» المغربي، ضمن طقوس أصيلة، حيث شارك أبناء القبائل الصحراوية المشاركين في «موسم طانطان الثقافي»، في مسابقة إعداد الشاي الصحراوي في عرض حي أمام الجمهور، وفي الوقت نفسه يتم إعداد القهوة الإماراتية، حيث استقطبت الفكرة الإبداعية الزوار، وجعلتهم ينخرطون ويتفاعلون مع هذا النشاط التراثي وما يرتبط به من قيم إنسانية، ويتعرفون على أوجه التشابه بين العنصرين التراثيين، حيث يعتبر الشاي المغربي، رمز السخاء والكرم والاحتفاء بالضيف، ويحتل «أتاي» مكانة هامة في قلب العادات والتقاليد في الأقاليم الصحراوية في المملكة المغربية.

وانهمك المتسابقون في إعداد القهوة الإماراتية والشاي المغربي، ضمن ورشة مفتوحة أمام الزوار، محدثين تفاعلاً بينهم وبين الجمهور، الذي كان يتذوق كل مشروبه الخاص، الذي ارتبط بالكرم وحسن الضيافة، لكل مذاقه الخاص، لكن يتشاركان في قيم السخاء وإكرام الضيف.
القواسم المشتركة
وأكد  عيد القبيسي، اختصاصي إعداد القهوة العربية، الفائز بالمركز الأول في مسابقة إعداد القهوة العربية بـ «مهرجان الحصن»، أن الهدف من المسابقة هو إبراز القواسم المشتركة بين الثقافتين، وتسليط الضوء على هذا الموروث، والحفاظ عليه، واستدامته للأجيال، وتعريف الجمهور بالعادات والتقاليد المشتركة والمعارف المرتبطة بها، موضحاً أنه يقوم بإعداد القهوة وتحميصها على الجمر أمام الجمهور، والتعريف بعادات إعدادها.

أخبار ذات صلة الفنون الشعبية الإماراتية تستقطب زوار "موسم طانطان" الجناح الإماراتي في «طانطان».. نافذة على التاريخ وساحة نابضة بالتراث عيد القبيسي يستعرض المعارف المرتبطة بالقهوة الإماراتية

وأضاف: «تبادلنا الخبرات ونقلت لهم المعرفة المتعلقة بالقهوة في جميع مراحل إعدادها، من اختيار البن إلى التقديم للضيوف، والقاسم المشترك بين الثقافتين، هو تقديرك للضيف وجلوسك معه وحفاوتك به منذ لحظة الإعداد إلى التقديم». ولفت إلى أن القهوة العربية تمثل رمز الجود والكرم، وتُعتبر جزءاً أساسياً من الضيافة في جميع الأوقات، حيث إن تقديم القهوة من أهم تقاليد الضيافة في المجتمع الإماراتي والعربي. 
عادات راسخة
وأشار المتسابق النعمة الساحلي، اختصاصي إعداد الشاي الصحراوي المغربي إلى أن المسابقة التي يتم تقديمها يومياً في «موسم طانطان الثقافي»، فكرة إبداعية لتبيان القواسم المشتركة في الثقافتين الصحراويتين، واستكشاف أوجه التشابه الكبير على الرغم من بعد المسافات واختلاف المشروبين.
وأوضح أن المسابقة المفتوحة أمام الجمهور، هي نشاط رمزي، تهدف إلى الحفاظ على الموروث والممارسات المرتبطة به، والقيم الإنسانية التي يرسخها، وإبراز الموروث الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة المغربية.

النعمة الساحلي

أبناء القبائل
أشار الساحلي إلى أن الشاي المغربي ارتبط بالجلسات والتسامر والأفراح والمسرات، حيث قد تستغرق الجلسة الواحدة لإعداد الشاي 3 ساعات، وأكثر من مرة في اليوم، ولافتاً إلى أن المسابقة يشارك فيها على مدار مدة الموسم 30 متسابقاً، يمثلون 30 قبيلة في إعداد الشاي، ويشترط توفر عدة عناصر لإعداد الشاي الجيد ومنها، الجمر والعلك، وهو مادة تنتجها شجرة الطلح، والسكر، ومن المفارقات أن القهوة العربية تُشرب بدون سكر، بينما الشاي يشرب حلواً، ويفضل أن يقدم «أتاي» من طرف شخص يحظى بقيمة في المجتمع، ويتوفر على دراية بالعادات والتقاليد، ويرتدي اللباس التقليدي.

حدث عالمي
يقدم الجناح الإماراتي في «موسم طانطان الثقافي»، الذي يعد حدثاً عالمياً مسجلاً في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، فعاليات متنوعة وحية، ويشكّل جسراً للحضارة الإماراتية وبعدها الإنساني وقربها للجمهور في لوحة بصرية حية، عبر العديد من الأنشطة التراثية، التي تتميز بغنى في الفقرات الثقافية والفنية طيلة أيام هذه التظاهرة التراثية والثقافية الأصيلة، التي  تستحضر أجواء الحياة الإماراتية قديماً، من أهازيج وعروض حية عن الحرف الإماراتية القديمة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: موسم طانطان التراث الإماراتي فعاليات موسم طانطان الثقافی القواسم المشترکة القهوة العربیة إعداد القهوة إلى أن

إقرأ أيضاً:

انطلاق فعاليات الملتقى الإقليمي لحماية التراث الثقافي البحري المغمور بالإسكندرية

شهدت اليوم الثلاثاء مكتبة الإسكندرية انطلاق الملتقى الإقليمي حول "حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في الدول العربية"، وذلك بحضور الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور حميد النوفلي؛ مدير إدارة الثقافة بالمنظمة العربية للعلوم والفنون والثقافة، والدكتور عماد خليل؛ رئيس الملتقى ورئيس كرسي اليونسكو بجامعة الإسكندرية، والدكتورة سمية السيد؛ مساعد الأمين العام للجنة الوطنية المصرية للعلوم والثقافة، وعدد من الخبراء والمتخصصين من ١١ دولة عربية.
 

التراث الثقافي المغمور

وقال الدكتور أحمد زايد إن مكتبة الإسكندرية تسعى في محيطها العربي إلى النهوض ورفع شأن الثقافة، لافتًا إلى أن المكتبة ليست مكانا للقراءة ووعاء للكتب فقط ولكنها مؤسسة ثقافية كبيرة. 

وأضاف أن المكتبة نافذة لمصر على العالم ونافذة العالم على مصر أيضا، لافتًا إلى أن وجود المكتبة على شاطئ البحر المتوسط له دلالة ثقافية لجمع ثقافات البحر المتوسط.
وأشار زايد إلى أهمية عملية التوثيق الثقافي التي تتم في مكتبة الإسكندرية، قائلا "مكتبة الإسكندرية لا تدخر جهدًا للحفاظ على التراث الثقافي المغمور بالمياه في البحر المتوسط".
وأوضح أنه ربما مع الاكتشافات القادمة نعيد كتابة التاريخ لأن هذا التراث لا زال به الكثير من الغموض، مؤكدًا على ضرورة تكثيف الجهود العلمية والبحثية لاكتشاف هذه المناطق وكشف أسرارها.
 

كما أكد علي ضرورة التسويق السياحي للمناطق التراثية والتاريخية الموجودة في حوض البحر المتوسط.
 

جهود دولية حول التراث المغمور

ومن جانبه، قال الدكتور حميد النوفلي؛ مدير إدارة الثقافة بالمنظمة العربية للعلوم والثقافة، إن الملتقي يجمع بين الأمل والإبداع وروح التحدي للحفاظ على التراث الغارق، لافتًا إلى أن التراث الغارق جزء من ثقافتنا. وأشار إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية من أجل الكشف تفاصيل هذه الآثار التي تشكل جزءً من ثقافتنا وهويتنا وليس مجرد آثار غارقة فقط.
وأوضح أن الملتقى يسهم في الحفاظ على التراث من خلال تبادل الخبرات بين المشاركين والاطلاع على التجارب المختلفة. كما شدد على ضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة في معرفة أسرار هذه الآثار التي تشكل قيمة حضارية وفرصة للباحثين فضلًا عن دورها في الترويج السياحي.

200 مدينة غارقة حول العالم


وقالت الدكتورة سمية السيد؛ مساعد الأمين العام للجنة الوطنية المصرية للعلوم والفنون والثقافة، إن العالم اكتشف نحو ٢٠٠ مدينة غارقة حول العالم، وأن هناك الآلاف من المدن التي لم يتم اكتشافها بعد. وأضافت أن الحياة البحرية ليست موطنا للكائنات البحرية فقط ولكنها أيضا مكانا لمدن غارقة.
 

كما تحدثت عن التحديات التي تواجه عمليات اكتشاف الآثار البحرية الغارقة والتي تتمثل في نقص الموارد أمام الباحثين وكذلك الحدود البحرية الدولية التي تحتاج إلى موافقات واتفاقات بين الدول، موضحة أن الذكاء الاصطناعي ساهم إلى حد ما في المساعدة في الاستكشافات ولكن هناك الكثير من التحديات التي تواجه الباحثين. وأبدت تطلعها أن يخرج المنتدى بتوصيات قابلة للتنفيذ وتكون نواة لمشروعات تساهم في الكشف التراث الغارق في البحر.
ومن جانبه، ثمن اللواء عمرو عبد المنعم؛ معاون محافظ الإسكندرية، فكرة المنتدى التي تعد فرصة لتبادل المعلومات والخبرات في الدول العربية في هذا المجال.

 وقال إن التراث المغمور بالمياه يشكل جزءا هاما من تاريخ المنطقة التي تعرضت لمخاطر كبيرة خلال الفترة الماضية ما يحتم ضرورة وضع آليات لحمايتها والحفاظ عليها.
كما أضاف إن الاسكندرية يوجد بها 5 مناطق للآثار الغارقة بداية من أبو قير وحتى قلعة قايتباي، مشيرا إلى ضرورة تضافر الجهود للحفاظ على هذه الكنوز من خلال تنفيذ برامج فعالة للترميم.
 

من جانبه، تحدث الدكتور عماد خليل، رئيس كرسي اليونسكو في جامعة الإسكندرية، عن تعريف الآثار الغارقة الصادر من منظمة اليونسكو، لافتا إلى أن المنظمة اتاحت للدول تعريف وتحديد المناطق التي ترى فيها أنها تحمل قيمة تراثية للمناطق الغارقة.
وأوضح أن أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة والبالغ عددها 17 هدف، يتناول جزء منها الحفاظ على التراث الثقافي ومن بينها الحفاظ على الآثار الغارقة.


 

inbound681253654721142034 inbound6338143222929030659 inbound7086664185583671837

مقالات مشابهة

  • ختام فعاليات الأسبوع الثقافي بالإدارات الفرعية بالفيوم
  • أوقاف الفيوم تختتم فعاليات الأسبوع الثقافي في 17 مسجدًا
  • استعدادات خاصة لاستقبال نيران الأناضول التركية في الأوبرا
  • نشرة المرأة والمنوعات.. أشياء احذر من وضعها في غسالة الأطباق.. الشاي أم القهوة يحمي من السكتة الدماغية؟
  • الشاي أم القهوة يحمي من السكتة الدماغية؟.. الإجابة لن تتوقعها
  • دراسة: كوب يومي من الشاي أو القهوة قد يحميك من مرض خطير
  • أكياس الشاي تطلق جسيمات نانوية من البلاستيك
  • انطلاق فعاليات الملتقى الإقليمي لحماية التراث الثقافي البحري المغمور بالإسكندرية
  • وزارة الرياضة تُنهي فعاليات برنامج إعداد المُعِدّ النفسي الرياضي للدفعة الثالثة
  • انطلاق فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي بأوقاف الفيوم