كيمياء الدماغ تكشف سر صعوبة إنقاص الوزن
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
المناطق_متابعات
أجرى فريق من الباحثين الألمان دراسة حول استخدام ذباب الفاكهة للناقل العصبي “أوكتوبامين” لتحديد ما إذا كانت ذكريات الطعام مخزنة على المدى الطويل أو القصير، وهي العملية التي تتأثر باحتياطيات الطاقة، وتنعكس على سلوك تناول الطعام في المستقبل.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن آليات مماثلة يمكن أن تؤثر على الإفراط في تناول الطعام لدى البشر، وفي تجارب سلوكية باستخدام ذبابة الفاكهة “دروسوفيلا ميلانوجاستر”، وهو نوع من الذباب يتم استخدامه كنموذج حي في أبحاث الأحياء وعلم الوراثة ووظائف الأعضاء، درس فريق بحثي في معهد علم الحيوان بجامعة كولونيا التحكم في تناول الطعام في الدماغ ومدى الإفراط في تناوله بالمستقبل.
وبحسب ما نشره موقع NeuroScience News نقلًا عن دورية eLife، إنه على غرار البشر تنظم جزيئات مماثلة للأنسولين تناول ذباب الفاكهة للطعام. ومن بين أمور أخرى، تتأثر هذه العملية بنظام الناقل العصبي أوكتوبامين، الذي يتوسط القرارات وفقا لـ “العربية”.
ويستخدم النظام الناقل العصبي أوكتوبامين، وهو جزيء مرتبط بالنورادرينالين، ويحدد الناقل العصبي ما إذا كانت ذكريات تناول الكربوهيدرات مخزنة في الذاكرة طويلة أو قصيرة المدى. ويتم اتخاذ هذا القرار اعتمادًا على مستوى احتياطيات الطاقة الداخلية، والتي بدورها لها تأثير حاسم على سلوك الأكل في المستقبل.
الصيام الخفيفوتم نشر الدراسة التي قادها البروفيسور الدكتور هنريك شولتز، تحت عنوان “أوكتوبامين يقوم بدمج حالة إمداد الطاقة الداخلية في تكوين الذكريات المتعلقة بتناول الطعام”.
قام الباحثون بدراسة كيف يؤثر الصيام الخفيف وانخفاض مستويات الغليكوجين في الأنسجة الدهنية والعضلية على إدراك الكربوهيدرات لدى ذباب الفاكهة. يتم تخزين الغليكوجين، وهو الشكل المخزن للغلوكوز، في الأنسجة الدهنية ويستخدم إلى حد كبير كطاقة في العضلات. يتم دمج المعلومات حول احتياطيات الطاقة في هذه الأنسجة في نظام اتخاذ القرار بواسطة الأوكتوبامين وتؤثر على الميكانيكا الحيوية للدماغ.
مستوى أعلى من غليكوجينأظهرت دراسات سابقة أن الإفراط في تناول الطعام يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات الغليكوجين لدى الحيوانات والبشر. في التجربة، تم تعديل ذباب الفاكهة وراثيًا ليكون لديه مستوى غليكوجين أعلى.
أثناء الصيام، تؤدي احتياطيات الطاقة المتزايدة إلى تكوين ذاكرة مستقرة للغاية لا تختفي عند تناول الطعام مرة أخرى. وهذا هو الحال أيضًا إذا كانت القيمة الغذائية للوجبة التالية كافية بالفعل للتعويض عن العجز الناجم عن الصيام. تؤدي الذاكرة إلى زيادة تناول الطعام.
زيادة الرغبة في تناول الطعامإذا كان مستوى الغليكوجين مرتفعًا جدًا، فإن تناول الكربوهيدرات في التجربة أدى فقط إلى تأثير مجزٍ منخفض في الدماغ. أدى هذا التأثير المنخفض إلى تغذية الرغبة في الاستمرار في تناول الطعام.
إذا كان تناول الطعام كافياً أو كان هناك ما يكفي من الطاقة لدى الحيوان، فإن نظام اتخاذ القرار بدوره قمع تكوين مثل هذه الذاكرة الأطول أمداً فيما يتعلق بمصدر الغذاء.
وتبين أن هذا القرار يتم اتخاذه بشكل مستقل عن محتوى الكربوهيدرات في الطعام، أو ما إذا كان غنياً بالبروتين. بشكل عام، لم يكن لمستوى الغليكوجين أي تأثير على كيفية تقييم ذباب الفاكهة للأطعمة الغنية بالبروتين.
ذكريات الكربوهيدراتاعتمادًا على مستوى الطاقة، يكون الأوكتوبامين مسؤولاً عن نوع الذاكرة التي تتشكل استجابة لتناول الطعام، إذ أنه لا يتم النظر إلى الطعام، الذي يقدم عادةً قيمة غذائية كافية، على أنه مجزٍ بدرجة كافية. ويمكن أن تكون النتيجة الإفراط في تناول الطعام – بغض النظر عن القيمة الغذائية أو نوع الطعام.
تطور السمنةقال الباحث الرئيسي هنريك شولز: “في العصور القديمة، عندما كان الطعام موردًا محدودًا أو نادرًا، ربما كانت هذه الآلية تعمل على بناء احتياطيات الطاقة عندما كان الطعام متاحًا. في أوقات فائض الطعام، قد تدعم الذاكرة طويلة الأمد لمصدر الكربوهيدرات تناول الطعام المفرط – وبالتالي تساهم في تطور السمنة”.
محو ذاكرة الطعام المجزيلا توجد دراسات تثبت وجود آلية مماثلة لدى البشر، ولكن بما أن الجزيئات المعنية متشابهة للغاية لدى ذباب الفاكهة والبشر، يرجح فريق الباحثين أن الآلية تعمل بطريقة مماثلة. وبالتالي، يمكن أن تفسر النتائج سبب صعوبة فقدان الوزن، فإذا كانت ذاكرة التأثير المجزي للطعام تدوم لفترة أطول من التأثير المجزي والمشبع لتناول الطعام الفعلي، فربما يؤدي ذلك إلى زيادة تناول الطعام. واختتم شولتز قائلاً: “في المستقبل، ربما يكون من المهم معرفة كيفية محو هذه الذاكرة طويلة الأمد حتى يصبح فقدان الوزن أسهل”.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: إنقاص الوزن احتیاطیات الطاقة الإفراط فی تناول فی تناول الطعام إذا کانت إذا کان
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف تأثير النظام الغذائي على صحة الدماغ
أوضحت نتائج دراسة أجراها باحثون من معهد غلين بيغز لمرض ألزهايمر والأمراض العصبية التنكسية في جامعة تكساس للصحة في سان أنطونيو بالتعاون مع كلية الطب بجامعة بوسطن أن ارتفاع درجات مؤشر الالتهاب الغذائي (DII) يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف بأنواعه المختلفة، بما في ذلك مرض ألزهايمر.
وكشف الباحثون ـنه بحلول عام 2050 من المتوقع أن يصل عدد المصابين بالخرف إلى 152 مليون حالة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، ما يضع ضغطا متزايدا على الأنظمة الصحية حول العالم.
ولإجراء الدراسة استخدم الباحثون بيانات من مجموعة فرامينغهام للقلب لتحليل العلاقة بين النظام الغذائي ومعدلات الإصابة بالخرف وتشخيصات مرض ألزهايمر لـ 1487 مشاركا تتراوح أعمارهم بين 60 عاما أو أكثر، وكانوا جميعا خاليين من الخرف في بداية الدراسة.
وجمع الباحثون خلال مدة الدراسة المحدةة البيانات الغذائية من استبيانات تواتر الطعام (FFQs) التي تم إجراؤها خلال 3 دورات فحص بين عامي 1991 و2001.
وتم حساب درجات DII بناء على 36 مكونا غذائيا، صُنّف بعضها كمكونات مضادة للالتهابات (مثل الألياف والفيتامينات A وC وD وE، وأحماض أوميغا 3 الدهنية)، بينما صُنّف البعض الآخر كمكونات محفزة للالتهابات (مثل الدهون المشبعة والكربوهيدرات المكررة).
وتوصل الباحثون إلى أن مع كل زيادة في درجة DII، ارتفع خطر الإصابة بالخرف بنسبة 21% وعند تقسيم المشاركين بناء على درجات DII الخاصة بهم، تبين أن أولئك الذين يتبعون أنظمة غذائية محفزة للالتهابات كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 84% مقارنة بالأفراد الذين يتبعون الأنظمة الغذائية المضادة للالتهابات.
ودعمت نتائج هذه الدراسة قول أن الالتهاب الناتج عن النظام الغذائي يساهم في العمليات العصبية التنكسية، من خلال تأثيره على مسارات الالتهاب الجهازية .
وتشير النتائج إلى أن التدخلات الغذائية التي تركز على الأطعمة المضادة للالتهابات قد تساهم في تقليل خطر الخرف. كما يمكن أن تساعد في تطوير استراتيجيات غذائية مستهدفة لتحسين صحة الدماغ والوقاية من الخرف، وخاصة في الفئات المعرضة للخطر.