عبدالعزيز بركة ساكن، اكثر اتساقا ووضوح في مواقفه من بقايا قحت وحمدوك
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
مقال للدكتور الهادي هباني يعلق على ما كتبه الاستاذ الدقير ردا على الأديب عبدالعزيز بركة ساكن .
مقال الدقير حول ما كتبه بركة ساكن حسب فهمي وتقديري ومن أول قراءة يعتبر كما هو معروف في علم النفس (بالإسقاط) والإسقاط أشكاله متعددة وهذا واحد من أهم أشكاله واسعة الانتشار.
فكون الدقير يورد قصة ابن خلدون مع تيمورلنك والتي أوردها في مقاله ليس مقاربة وردا علي موقف بركة ساكن وإنما محاولة مبطنة لتبرير موقفه وموقف تقدم من الجنجويد ومن الجلوس مع أطراف الحرب والسعي لإيجاد تسوية معهم وهذا هو جوهر المقال ومحتواه الأساسي وورود بركة ساكن مجرد عامل مساعد فقط لا غير.
فليس هنالك وجه مقارنة أصلا بين بركة ساكن وبن خلدون فبينما عاش وترعرع بركة ساكن مع الجماهير الكادحة ونشأ بينها وحمل فكرها وهمومها وعبر عنها في كل كتاباته ومواقفه حتي اليوم ترعرع بن خلدون منذ نعومة أصابعه في القصور وبين مجالس الحكام ولم يشغله ذلك من العطاء الإنساني والفكري وقدم للعالم ما لا يقدر بثمن وهو مطبق حاليا في حياة الملايين من شعوب العالم المتقدم التي اختارت ما يطلق عليه اليوم ب (التنمية المستدامة).
الفرق الوحيد بين بن خلدون والدقير وأتباعه من تقدم وقحت والتسوويين أنه هو (ابن خلدون) الذي كتب بنفسه في كتاب كامل عن تاريخ حياته بعنوان (إبن خلدون ورحلته شرقاً وغرباً) بتفاصيل دقيقة وبكل ما دار في خيمة تيمورلنك خارج أسوار قلعة دمشق وقتها ولم نسمعه أو نقرأ عنه من أحد بل منه شخصيا حتي بما فيه الإيماءة وتقبيل اليد كله سرده بن خلدون بتفصيل دقيق جدا وبدون تبرير أو تلوين أو ذركشة حين قال ما نصَّه بالتفصيل: (… دخلت عليه فاتحت بالسلام وأوحيت إيماءة الخضوع، فرفع رأسه ومد يده فقبلتها، وأشار بالجلوس فجلست حيث إنتهيت …).
أتمني أن يقوي الدقير وقحت وتقدم وحمدوك نفسه علي أن يكشفوا للناس بهذا القدر من التفصيل الدقيق الشفاف الصادق ما دار ويدور بينهم وبين حميدتي ومن ورائه حتي بما فيها طريقة السلام والحديث وينشروا تفاصيله بنفس شفافية بن خلدون للتاريخ وللدروس والعبر وليعرف الشعب السوداني والعالم حقيقة مواقفهم ونواياهم.
وبرغم أن بن خلدون حكي كل شئ بتفصيل في لقائه مع تيمورلنك إلا أن موقفه هذا لم يمنع هيغل وكارل ماركس، وآدم سميث، وديفيد ريكاردو، وكينز، وجون ناش، وبول كروغمان، ولافر صاحب نظرية (منحني لافر للضرائب) في الاستناد إلي ما قدمه في علم الاقتصاد وفي فلسفة الجدل ولم يشير أي واحد فيهم حتي ماركس، ومحمد أبراهيم نقد في مقالته الشهيرة (كيف حاصر الجمود أطروحات ماركس وأنجلز عن الاشتراكية) عام 2002م عن موقفه وما دار بينه وبين تيمورلنك الذي يعرفه العالم أجمع من بن خلدون نفسه قبل أن يسمعوه من غيره.
ولعل الدقير في اتهامه ووصفه لموقف بن خلدون كان متأثرا تماما بإبن عرفة شيخ الإفتاء في تونس في عصر بن خلدون والذي كان يكن العداء لابن خلدون ويكيد له المكايد غيرة من نبوغه وعلمه وتفوقه في مجالس العلم وتميزه في عطائه الفكري. أعتقد ما كتبه بركة ساكن صادقا كحقيقة انتمائه الصادق للكادحين من جماهير الشعب وهو من صلبهم ومن بيئتهم ومن حواريهم وأزقتهم ولم يهادن أو يداهن وهو لا ينتظر شهادة من الدقير علي عطائه وأدبه وإذا كان هنالك ما يمكن أن يقدمه الدقير لبركة ساكن ويجد منه التقدير هو أن يتحلي الدقير بنفس شجاعة وشفافية ابن خلدون ويحكي ما يدور في مجالسهم مع حميدتي ومن ورائه وخلفه بنفس التفاصيل الدقيقة فهذا هو الذي يمكن أن يجد التقدير من الناس كما وجد ابن خلدون و(علي عكس اتهام الدقير له) الاحترام والتقدير في سرده لتفاصيل ما دار بينه وبين السفاح المغولي تيمورلنك الذي مارست قواته نفس الجرائم البشعة التي ترتكبها اليوم مليشيات الجنجويد في حق المدنيين والأبرياء من قتل واغتصاب وسرقة ونهب وتشريد واضطهاد.
تعليق
عبدالعزيز بركة ساكن ، اكثر اتساقا ووضوح في مواقفه من بقايا قحت وحمدوك .
كسرة
تبا للسنابل اليابسات وكل من يسير في درب الجنجويد والإمارات.
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: برکة ساکن ابن خلدون ما دار
إقرأ أيضاً:
جامعة الملك عبدالعزيز.. 6 ملصقات بحثية في مؤتمر ”الأسبوع الجيومكاني“
شاركت جامعة الملك عبدالعزيز، ممثلة في قسم الجيوماتكس بكلية العمارة والتخطيط ومكتب نظم المعلومات الجيومكانية والاستشعار عن بُعد، بـ 6 ملصقات بحثية في مؤتمر الأسبوع ”الجيومكاني“ الذي ينظمه الاتحاد الدولي للمسح والتصوير الجوي «ISPRS» ضمن 209 ملصقات تمثل نخبة من الأبحاث المتقدمة عالميًا، في مدينة دبي خلال الفترة من 6 إلى 11 أبريل 2025م.
وتعرض الملصقات ضمن جلسات المؤتمر، إلى جانب اعتمادها للنشر ضمن سلسلتي ISPRS Annals وISPRS Archives، المعترف بهما دوليًا كمنصتين مرجعيتين في مجالات الجيوماتكس، والاستشعار عن بُعد، والتصوير الجوي.
أخبار متعلقة راعٍ رئيسي.. تفاصيل مشاركة المملكة بـ "الأسبوع الجيومكاني" في دبي140 باحثًا من 56 جامعة دولية بمؤتمر الاتصال الرقمي لجامعة المؤسسمستجدات تشريعية ورؤية 2030.. ملتقى قانوني بجامعة الملك عبدالعزيز .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جامعة الملك عبدالعزيز.. 6 ملصقات بحثية في مؤتمر ”الأسبوع الجيومكاني“
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جامعة الملك عبدالعزيز.. 6 ملصقات بحثية في مؤتمر ”الأسبوع الجيومكاني“مراحل مبكرة
سجلت المشاركة تواجد أربعة من الملصقات المقبولة أعدّها طلاب المرحلة الجامعية الأولى، وهو ما يُعد تفرداً أكاديميًا يؤكد كفاءة العملية التعليمية في الجامعة، وقدرتها على تحفيز طلابها نحو البحث والإبداع في مراحل مبكرة من مسيرتهم الأكاديمية.
وحظيت مشاركة فريق جامعة الملك عبدالعزيز خلال المؤتمر، بدعم الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية، في خطوة تؤكد تكامل الجهود بين مؤسسات التعليم العالي والجهات الوطنية ذات العلاقة في إبراز الكفاءات السعودية في المحافل العلمية الدولية.
ويُعد مؤتمر ISPRS أحد أبرز التجمعات العلمية العالمية في مجالات التصوير الجوي ونظم المعلومات الجغرافية، حيث يضم أكثر من 30 مجموعة عمل، ويستقطب نخبة من الأكاديميين والخبراء وصناع القرار من مختلف دول العالم.