«صيف قاسٍ على المزارعين».. خسائر فادحة وارتفاع في الأسعار
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
يواجه قطاع الزراعة في مصر أزمة خانقة هذا الصيف تُهدد الأمن الغذائي في البلاد، بفضل ارتفاع درجات الحرارة، حيث يُؤثر سلبًا على نمو المحاصيل ويُقلل من الإنتاجية.
درجات الحرارة المرتفعة
وتأثرت العديد من الزراعات بدرجات الحرارة المرتفعة، وهو ما أدى إلى هلاكها، الامر الذي تسبب في الكثير من الخسائر للمزراعين الذين انفقوا أموالهم على زراعة المحاصيل.
وأدت درجات الحرارة المرتفعة إلى تسريع عملية تبخر الماء من التربة، مما يُؤدي إلى جفافها ويُصعب على النباتات الحصول على الماء اللازم لنموها، وتُسبب درجات الحرارة المرتفعة حروقًا في أوراق النباتات، مما يُقلل من قدرتها على امتصاص ضوء الشمس وإنتاج الغذاء، وتؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تساقط أزهار النباتات قبل أن تتطور إلى ثمار، مما يُقلل من الإنتاج.
كما تُوفر درجات الحرارة المرتفعة بيئة مناسبة لانتشار الأمراض والآفات، مما يُهدد بتلف المحاصيل، وهو ما أدى إلى انتشار دودة الحشد التي أصبحت صداع يؤرق المزارع.
معاناة المزارعين:
يُواجه المزارعون صعوبات كبيرة في التعامل مع ارتفاع درجات الحرارة، وتشمل بعض هذه الصعوبات، زيادة تكاليف الري، و يضطر المزارعون إلى استخدام المزيد من المياه لري محاصيلهم في ظل ارتفاع درجات الحرارة، مما يُزيد من تكاليف الإنتاج، وانخفاض جودة المحاصيل، وتؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى انخفاض جودة المحاصيل، مما يُقلل من قيمتها السوقية.
يُواجه المزارعون خسائر مالية كبيرة بسبب انخفاض الإنتاجية وتلف المحاصيل بسبب درجات الحرارة المرتفعة، مطالبين الحكومة المصرية بتقديم المساعدة لهم لمواجهة هذه الأزمة،
وطالب المزارعون بتقديم دعم مالي لمساعدتهم على تغطية تكاليف الإنتاج المتزايدة، وتحسين بنية تحتية الري لزيادة كفاءة استخدام المياه، وتوفير مبيدات حشرية بأسعار مناسبة لمكافحة الأمراض والآفات، ودعم البحث العلمي لتطوير أصناف نباتية أكثر مقاومة لارتفاع درجات الحرارة.
وساهمت درجات الحرارة المرتفعة في قلة المعروض من المحاصيل الزراعية، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعارها، حسب أصحاب محال بيع الخضراوات.
وطالب المزارعون بضرورة التزام مصانع الأسمدة بتوريد حصتها المخصصة كسماد مدعم، لضمان توفير السماد للمزارعين بأسعار مناسبة، وتحسين منظومة التسويق الزراعي، لضمان وصول المنتجات الزراعية للمستهلكين بأسعار عادلة، ورفع الوعي بأهمية الزراعة والأمن الغذائي، من خلال برامج توعية تُحفز على الاستثمار في هذا القطاع وتُشجع على الإنتاجية.
صيف حزين:
ومن جانبه، أكد حسين عبدالرحمن أبوصدام الخبير الزراعي ونقيب عام الفلاحين على المزارعين يواجهون صيفا حزين على خلفية ارتفاع درجات الحرارة المفرطة، وانتشار دودة الحشد، وزيادة أسعار المنتجات الزراعية سواء كان أسمدة ومبيدات وتقاوي، لافتا إلى أن طن السماد وصل لـ20ألف جنيه في الأسواق.
وأوضح أبو صدام أن ارتفاع أسعار الغاز أدى إلى زيادة تكلفة إنتاج الأسمدة، وتسببت سياسة تخفيف الأحمال في انقطاع التيار الكهربائي عن بعض مصانع الأسمدة، مما أثر على الإنتاج، وكما أن زيادة الصادرات على حساب تلبية احتياجات السوق المحلي أدى إلى خلق أزمات في السوق.
ووفق نقيب الفلاحين فأن عدم التزام بعض المصانع بتوريد حصتها من السماد المدعم، أدى إلى نقص المعروض في الجمعيات الزراعية، في وقت يشهد ذروة احتياج المحاصيل الصيفية للأسمدة، مما لاأدى إلى تفاقم من حدة الأزمة وارتفاع الأسعار في السوق السوداء.
وحسب أبو صدام أن أسعار الأسمدة ارتفعت بشكل جنوني، ووصل سعر طن السماد في السوق السوداء إلى 20 ألف جنيه، مطالبا الحكومة بدعم الحكومة لمصانع الأسمدة، ولتخفيف عبء ارتفاع أسعار الغاز، ومراجعة سياسة تخفيف الأحمال، ولضمان استمرار عمل مصانع الأسمدة، وتشديد الرقابة على الصادرات، لمنع تصدير الأسمدة على حساب احتياجات السوق المحلي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قطاع الزراعة الأمن الغذائي درجات الحرارة المرتفعة إنتاج الغذاء معاناة المزارعين درجات الحرارة المرتفعة ارتفاع درجات الحرارة ی قلل من أدى إلى
إقرأ أيضاً:
كوبرنيكوس: مارس 2025 يسجل رقمًا قياسيًا في ارتفاع درجات الحرارة في أوروبا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكر مرصد كوبرنيكوس الأوروبي، أن شهر مارس 2025 سجل رقما قياسيا في ارتفاع درجات الحرارة في قارة أوروبا.
وأفاد راديو بلجيكا، اليوم الثلاثاء، بأن متوسط درجة حرارة الهواء وصل إلى 14.06 درجة مئوية على المستوى العالمي، أي أعلى بنحو 0.65 درجة مئوية عن المتوسط للفترة 1991-2020، وأكثر بنحو 1.60 درجة مئوية عن مستوى ما قبل الصناعة (1850-1900).. وبالنسبة للقارة العجوز، ارتفع متوسط درجة الحرارة إلى 6.03 درجة مئوية في مارس، وهو أعلى بمقدار 2.41 درجة مئوية من متوسط مارس للفترة 1991-2020.
وأضاف الراديو أن شهر مارس 2025 سيكون هو الشهر العشرين من بين الأشهر الـ21 الماضية الذي ستكون درجة حرارة الهواء فيه أعلى من +1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.
وتهدف اتفاقية باريس للمناخ إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من 2 درجة مئوية وإذا أمكن إلى 1.5 درجة مئوية. وهذا هدف طويل الأمد، ولا يعني تجاوز الموعد النهائي لعدة أشهر أن الهدف الأكثر طموحا للاتفاق الدولي لم يعد قابلا للتحقيق.
من جانبها، قالت سامانثا بورجيس، مسؤولة سياسة المناخ في المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى (ECMWF) إن شهر مارس 2025 "يسلط الضوء مرة أخرى على كيفية استمرار درجات الحرارة في تحطيم الأرقام القياسية"، وأضافت أنه كان أيضا شهرا مختلطا من حيث هطول الأمطار، "حيث شهدت العديد من المناطق أكثر شهر مارس/آذار جفافا على الإطلاق، بينما شهدت مناطق أخرى أكثر شهر مارس رطوبة منذ 47 عاما على الأقل".
وشهدت أوروبا الشرقية وجنوب غرب روسيا أكبر تغيرات في درجات الحرارة، في حين شهدت شبه الجزيرة الأيبيرية درجات حرارة أقل من المتوسط.
وأوضح الراديو أن درجات الحرارة القياسية أثرت في جميع أنحاء العالم أيضا على المحيطات، حيث وصل متوسط درجة حرارتها إلى 20.96 درجة مئوية في مارس، مما جعله ثاني أكثر شهر مارس دفئا على الإطلاق. ويصل الجليد البحري أيضا إلى مستويات قياسية، ولكنه آخذ في الانخفاض، سواء في القطب الشمالي أو في القطب الجنوبي. بالنسبة لشهر مارس، كان حجم الجليد البحري في القطب الشمالي هو الأدنى منذ 47 عاما من سجلات الأقمار الصناعية، بنسبة 6% تحت المتوسط. كان عام 2024 بالفعل الأكثر دفئا على الإطلاق على مستوى العالم وأول عام تقويمي يتجاوز فيه متوسط درجة الحرارة العالمية عتبة الاحترار البالغة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، مع متوسط درجة حرارة 15.10 درجة مئوية، و0.72 درجة مئوية فوق متوسط 1991-2020 و1.6 درجة مئوية فوق ما يسمى بعصر ما قبل الصناعة.