"العقوبات البديلة" تغادر البرلمان على أمل المساعدة في تقليص الاكتظاظ في السجون
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
بالإجماع، أجاز مجلس النواب، الاثنين، مشروع قانون العقوبات البديلة في إطار القراءة الثانية. بذلك، يكون أبرز نص قدمه وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، قد أنهى مسيرة طويلة، ومثيرة للجدل في طريق تشريعه وإقراره.
وفي الرابع من يونيو، صادق مجلس المستشارين، على هذا القانون، قبل أن يعاد إلى مجلس المستشارين لإقرار التعديلات التي قدمت على النص الذي أجازته الغرفة الأولى في أكتوبر الفائت.
وعانى هذا النص في نسخته الأولى من تداعيات ضجة بسبب مواد تسمح بشراء أيام المحكومية السجنية، وقد اعتُبرت بأنها نافذة للأغنياء لتفادي الحبس دون الفقراء المجردين من الموارد لاستغلال هذه المواد.
وقد أعيد طرح النص في نسخة ثانية بعد إزالة مواد شراء أيام السجن، باتفاق أولي بين عزيز أخنوش ووزيره في العدل، إلا أن فرق الأغلبية الحكومية في لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب، سرعان ما عادت بعد خفوت الجدل، لتقدم مقترحات تعديل تضيف مواد شراء أيام السجن إلى هذا النص.
ونص تعديل الأغلبية على «إضافة عقوبة الغرامة اليومية» إلى العقوبات البديلة تماشيا مع توجهات السياسات الجنائية لبعض الدول.
وحدد مقترح التعديل مبلغ الغرامة اليومية بين 100 و2000 درهم عن كل يوم من العقوبة الحبسية المحكوم بها، على أساس أن المحكمة تراعي في تحديد الغرامة اليومية الإمكانيات المادية للمحكوم عليه وتحملاته المالية وخطورة الجريمة المرتكبة والضرر المترتب عنها، كما يمكن الحكم بعقوبة الغرامة اليومية على القاصرين في حالة موافقة وليهم أو من يمثلهم.
لكن من شروط الحكم بالغرامة المالية، أنه لا يمكن الحكم بها إلا بعد الإدلاء بما يفيد وجود صلح أو تنازل صادر عن الضحية أو ذويه أو قيام المحكوم عليه بتعويض أو إصلاح الأضرار الناتجة عن الجريمة.
وتتضمن العقوبات البديلة، المنصوص عليها في مشروع القانون، تدابير من قبيل، العمل من أجل المنفعة العامة، والخضوع للمراقبة عبر السوار الإلكتروني، وتقييد بعض الحقوق. وتطبق هذه العقوبات في الجنح التي تقل مدة السجن فيها عن 5 سنوات.
وفي سياق تصويت مجلس النواب هذا اليوم، قال وزير العدل في كلمة، إن الوضعية الحالية للسياسة العقابية المعتمدة، « تعكس لنا القناعة الراسخة بأن العقوبة السالبة للحرية، القصيرة المدة، ليست هي الحل أو الخيار الأنسب لإصلاح المحكوم عليهم وإعادة إدماجهم داخل المجتمع، بل هي تشكل وسيلة عقابية باهظة التكاليف، لاسيما في ظل الارتفاع المتزايد للساكنة السجنية والتي بلغ عددها حسب الإحصائيات المتوصل بها من قبل المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج إلى متم شهر ماي 2024 ما مجموع 102127 معتقلا ».
ويرى وزير العدل أن هذه الوضعية « تستدعي اعتماد نظام العقوبات البديلة كحل معول عليه لتجاوز الإشكالات المطروحة »، مشيرا إلى أن النصوص التشريعية والتنظيمية لمختلف الأنظمة الجنائية المقارنة تؤكد التوجه الجديد نحو إقرار العقوبات البديلة كسبيل لمراجعة وتطوير السياسة الجنائية والتخفيف من الاكتظاظ داخل المؤسسات السجنية، والتغلب على الآثار السلبية للعقوبات السالبة للحرية، خاصة القصيرة المدة التي لا تكفي زمنيا لتحقيق برنامج تأهيلي فعال ومتكامل، زيادة على كونها تسمح باختلاط من هم قليلو الخطورة مع سجناء خطرين، وهو ما أثبت عدم جدوى العقوبات السالبة للحرية في تحقيق الردع المطلوب وإصلاح وتأهيل السجناء.
معتبرا عملية إعداد هذا النص القانوني والمصادقة عليه « إنجازا مهما في مسار إصلاح نظامنا العقابي »، يشدد الوزير على أن « التنزيل الأمثل للعقوبات البديلة يبقى هو المحك الحقيقي، وهو ما حرصنا عليه طيلة مراحل إعداد هذا النص القانوني والتفاوض بشأنه »، متعهدا بمواصلة « التنسيق بشأنه مع كافة الجهات المتدخلة بالحرص والاهتمام اللازمين خاصة مع كل من المجلس الأعلى للسلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج والقطاعات الحكومية والهيئات والمؤسسات المعنية ». مؤكدا حرصه « على إخراج النص التنظيمي المرتبط بالسوار الإلكتروني وتوفير الإمكانيات اللازمة لتنزيله على الوجه الأمثل داخل الأجل القانوني المحدد له ».
ومشيرا إلى « العديد من الإصلاحات المهمة التي ستعرفها المنظومة الجنائية » كمشروعي مراجعة قانون المسطرة الجنائية والقانون الجنائي وقانون السجون والسجل العدلي الوطني والوكالة الوطنية لتدبير الممتلكات المحجوزة والمصادرة، يؤكد الوزير على تعزيز مسار العقوبات البديلة وإنجاحها، بـ »حرص الجهات المتدخلة على التشجيع على اللجوء إلى العقوبات البديلة من قبل الأطراف المتدخلة في مسار العدالة الجنائية سواء كانوا قضاة حكم أو قضاة نيابة عامة أو محامين؛ وتحسيس المجتمع بأهمية ونبل العقوبات البديلة وعلى التعايش مع المحكومين بها؛ وتوفير الإمكانيات المادية واللوجستيكية الكفيلة بتفعيل العقوبات البديلة؛ والسعي إلى الفهم المشترك والسليم للنصوص القانونية الناظمة للعقوبات البديلة من خلال إعداد دليل عملي استرشادي موجه لفائدة جميع المتدخلين وكذا عقد دورات تكوينية وندوات علمية في هذا الإطار؛ وتأهيل المحكوم عليهم لتقبل العقوبة البديلة وتجاوز فكرة الوصم الاجتماعي.
كلمات دلالية المغرب سجون
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب سجون العقوبات البدیلة الغرامة الیومیة هذا النص
إقرأ أيضاً:
وزير الإسكان: جارٍ تنفيذ المرافق والطرق بالمنطقة البديلة شمس الحكمة
صرح المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بأنه جارٍ تنفيذ أعمال المرافق والطرق والكهرباء بالمنطقة البديلة "شمس الحكمة" لأصحاب التواجدات بمدينة رأس الحكمة الجديدة، وذلك في إطار سرعة تنمية منطقة رأس الحكمة، ودفع العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها.
جاء ذلك خلال متابعة المهندس شريف الشربيني، لسير العمل بعدد من المشروعات التنموية بإقليم الساحل الشمالي الغربي، حيث وجه وزير الإسكان بسرعة الانتهاء من الأعمال وفق الجدول الزمني المحدد مع التأكيد على جودة التنفيذ لضمان تحقيق أعلى معايير الكفاءة والجودة.
وفي هذا الإطار، قام المهندس وليد عبد الرحمن حجاجي، رئيس جهاز مدينة رأس الحكمة الجديدة، بجولة تفقدية لمتابعة أعمال المرافق بالمنطقة البديلة "شمس الحكمة" من رصف الطرق والمياه والصرف الصحي والكهرباء، يرافقه المهندس محمد عبد السلام، نائب رئيس الجهاز، والمهندس بدوي السيد، مدير عام المساحة، والمهندس أمير حسن، معاون رئيس الجهاز.
وشملت الجولة، المرور على أعمال تنفيذ شبكات الطرق والمياه والصرف للأراضي البديلة بقطاعات (A – B - C) بالمرحلة العاجلة، بجانب المرور على تنفيذ شبكات الكهرباء بنفس المنطقة ومتابعة موقف تنفيذ مدرسة رأس الحكمة.
وفي هذا الإطار، قام المهندس حسام الدين عبده محمد، رئيس جهاز الساحل الشمالي الغربي (القطاع الثالث) بجولة تفقدية لمتابعة المشروعات السياحية الجاري تنفيذها، ومنها مشروع باحدى القرية السياحية بحري طريق إسكندرية/مطروح الساحل، للتأكد من مدى مطابقة الأعمال المنفذة بالموقع العام المعتمد، وكذا مطابقتها للترخيص الصادرة للمشروع من جهاز الساحل الشمالي (القطاع الثالث).
وشدد رئيس جهاز القطاع الثالث للساحل الشمالي، على تنفيذ البرنامج الزمني المحدد للمشروع بشكل منتظم وبأسرع وقت ممكن ودفع معدلات التنفيذ بالموقع.
وخلال الجولة، تبين أن الشركة قامت بتنفيذ عدد من المنشآت السكنية والخدمية لمراحل المشروع بمعدلات زمنية متسارعة طبقاً لمحضر التنسيق الذي تم بين الجهاز والشركة لإسراع المعدلات الزمنية للمشروع حيث صدر للمشروع نحو ٤٥٤ رخصة مبان وجارٍ استصدار نحو ١٥٥ رخصة لباقي المشروع.
وأكد رئيس الجهاز دعم طلب الشركة ضم الجزء الجنوبي للقرية أو تعديل القرار الوزاري لإنشاء فندق ووحدات فندقية بشكل عاجل وذلك طبقاً لتوجهات الدولة للتنمية السياحة المستدامة بالساحل الشمالي الغربي وفقا للاشتراطات البنائية بالساحل الشمالي.
وفي سياق آخر، صرح المهندس حسام الدين عبده محمد، بأنه تم تنفيذ حملات إزالة للإشغالات والتعديات على الأراضي تحت ولاية الجهاز بمنطقة أم الرخم ومنطقة وادي الرمل ومنطقة القصر بمطروح، وذلك بالتعاون مع شرطة التعمير وبمشاركة المقدم محمد مخيمر، وباقي قوات شرطة التعمير للساحل الشمالي.
وأوضح المهندس حسام الدين عبده محمد، أن الحملة أسفرت عن تنفيذ ٧ قرارات إزالة بالمناطق المذكورة، موجهاً برصد جميع المخالفات وإزالتها في مهدها واتخاذ الاجراءات القانونية حيال تلك المخالفات.