مصابون بالإيدز يروون قصص الإصابة والتعايش.. والوصم الاجتماعي أبرز التحديات
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
- توفير أحدث العلاجات وتطويرها محليًا والفحص بسرية تامة
- تراجع الوفيات نتيجة العلاجات المتبعة و28 وفاة فقط العام الماضي
- خطط لتفعيل خط ساخن للتعامل مع حالات الإصابة
- دعم متخصص واستشارات نفسية للتعامل مع الأعباء
"مريم" كانت إحدى ضحايا الإصابة بمرض فيروس نقص المناعة المكتسب "الإيدز"، قصتها غيّرت مجرى حياتها بعد إصابتها بالفيروس التي لم تكن تتوقع أن ذهاب زوجها لإجراء فحص شامل في المستشفى التابع لجهة عمله سيكون نقطة تحوُّل كبيرة في حياته وإحالته للتقاعد نتيجة كشف إصابته بالإيدز وإصابتها بالفيروس نفسه وهي حامل بطفلها، وتشير إلى أن حالتها وحالة زوجها النفسية كانت سيئة جدًا خصوصًا أنها عرفت بالنتيجة خلال فترة حملها الأول، أما بالنسبة لزوجها؛ لأنه اكتشف الإصابة عندما ذهب للعلاج في مستشفى عمله مما أدى إلى إحالته للتقاعد وكان هذا الأمر الأصعب إلى الآن.
وتوضح مريم بقولها: بعد الحصول على الإرشاد النفسي بدأنا بتقبل الوضع والتعرف على المعلومات العامة عن هذا المرض وكيفية التعامل معه، والانضباط بأخذ العلاج وأنه مرض مزمن مثل السكري والضغط.
وتؤكد أن الخوف من المجتمع يتكرر دائمًا وتسوء الحالة النفسية نتيجة معرفة أحد الأشخاص بأننا مصابون بالمرض، والسؤال المتكرر كيف انتقل المرض وما يتبعه من خسارة العمل والعلاقات!؟ وتسوء الحالة النفسية ونشعر بالتوتر والقلق عند حضورنا لموعد العلاج في العيادة فقد نصادف أشخاصًا يعملون بنفس مكان العمل. فكنت دائمًا ما أغطّي وجهي وأتستر خلف الكمّام لأخفي ملامح وجهي خوفًا من أن يعرفني أحد، وكذلك لوجود ممرضة من الأهل تعمل في نفس القسم ولكن بعد فترة انتقلت لقسم التنويم الداخلي.
أما الشخص الآخر فقد عاش في صدمة وخوف من تصديق الحقيقة وواقع إصابته بالفيروس ولكنه ما إن التقط أنفاسه واستوعب الواقع اقتنع بالتعايش مع المرض وبالإرشاد والنصح من الأطباء والممرضات، نظر إلى الموضوع بإيجابية وتقبّل الوضع من الناحية النفسية من خلال طمأنته بتوافر الأدوية وجودتها والرعاية المقدمة.
وذكر أن الخوف من تقبّل المجتمع ونظرته هو التحدي الذي كان يقلقه ولكن بعد الإرشاد والنصح وتفهُّم وضع المرض مع الاستمرار في تناول العلاج يتم التحكم في المرض، مشيرًا إلى أن المجتمع بحاجة إلى المزيد من التوعية والإرشاد حول المرض لتتغير نظرته تجاه المريض.
مريض آخر لم يستطع تمالك نفسه حيث أجهش بالبكاء وهو برفقة زوجته المساندة له طوال فترة علاجه بعد أن تم إبلاغه بإمكانية الإنجاب الآن وتحقيق حلم الأبوّة بعد استقرار الفيروس في جسمه إلى مستوى الصفر والسيطرة عليه بعد رحلة علاج دقيقة ولم تسعه فرحته لسماع هذا الخبر واغرورقت عيناه بالدموع.
ولتسليط الضوء على التحديات التي تواجه المتعايشين مع فيروس نقص المناعة وبروتوكلات علاج المرضى المتبعة في سلطنة عُمان، تحدثت الدكتورة زيانة بنت خلفان الحبسية رئيسة قسم العوز المناعي والأمراض المنقولة جنسيًا بمركز مراقبة الأمراض والوقاية منها: إن الاتصال الجنسي هو المسبب الرئيس لحوالي 70% من إجمالي الحالات المصابة بفيروس الإيدز، وهناك حالات بسيطة تنقل عن طريق التشارك في تعاطي المخدرات وحالات آخرى عن طريق الأم إلى الطفل وهي حالات قليلة جدا لأمهات غير مشخصات سابقا، ولم تسجل حالات إصابة عبر نقل الدم.
وأشارت أن الفحص ما قبل الزواج مطلب مجتمعي وهو مطبق في أغلب الدول المجاورة، وما زال الموضوع محل النقاش في وزارة الصحة. وعلى الرغم من أن الوزارة وفّرت الفحص المجاني لكافة الشرائح في المجتمع وبكل سرية إلا أنه غير إجباري، كما أنه موفّر للأمهات الحوامل للكشف عن الإيدز إلا أن هناك فترة تسمى "الشباكية" لا تظهر فيها إصابة الشخص بالفيروس لذا قد تكون الأم حاملة للفيروس ولا تظهر الحالة في الفترات الأولى.
الوضع الإحصائي
وعن الوضع الإحصائي للفيروس في سلطنة عمان، ذكرت الدكتورة زيانة أن العام الماضي تم الكشف عن 221 حالة جديدة (54 من الإناث و167 من الذكور) ليصل عدد المصابين والمتعايشين مع المرض بوزارة الصحة إلى 2339 حالة، والعام الماضي سجل مانسبته 40% من الحالات الجديدة شُخصّت في مراحل متأخرة من المرض، مشيرة إلى أن الوصمة والتمييز تشكلان عقبة كبرى أمام خدمات الرعاية الصحية مما تعرضان المصابين إلى الخطر وتفاقم المرض.
وعن مؤشر الحالات الجديدة خلال الأعوام الماضية يتضح أنه في عام 2022 سجل 201 حالة جديدة (31 من الإناث و170 من الذكور)، وفي العام 2021م تم تسجيل 202 حالة (33 من الإناث و169 من الذكور)، وفي العام 2020 م،بلغ عددهم 146 حالة جديدة (29 من الإناث و117 من الذكور).
أحدث العلاجات
أما عن بروتوكلات علاج مصابي الإيدز، فأوضحت الدكتورة الحبسية بقولها: إن الأدوية المستخدمة لعلاج المرضى هي من أحدث العلاجات المتوفرة عالميًا وتُعطى للمريض وفق برتوكول محدد ويتم تطويرها وتحديثها محليًا لتضم أفضل العلاجات المتطورة وأحدث الأدوية المستخدمة عالميا، مشيرة إلى أن اتباع المريض بروتوكول العلاج يسهم كثيرا في منع انتشار الفيروس للأطراف الأخرى في المجتمع ولها تأثير إيجابي على المريض نفسه حيث يستخدم المريض الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لضبط العدوى بالفيروس وانتشاره، ووفق إثباتات علمية مدروسة فهي تخفض معدل الفيروس إلى صفر وهذا بحد ذاته يجعل الفيروس لا ينتقل جنسيًا.
وبيّنت أن التشخيص المبكر تكمن أهميته في السيطرة على الفيروس بوقت مبكر وإجراء الفحوصات اللازمة حتى يكون العلاج أفضل، فالخط الأول من بروتوكلات العلاج له تأثير أفضل على المريض، وكلما كان الكشف مبكرا كانت النتائج العلاجية أكثر فعالية، وللكشف المبكر عن بعض الحالات استحدثت الوزارة عام 2022م بروتوكول فحص جميع المنومين في القسم الباطني بجميع المستشفيات وهذه السياسة في طور الاستحداث لتشمل كافة مستشفيات القطاع الخاص ورؤية إمكانية تطبيقها في أقسام الأمراض المختلفة.
وأضافت: لهذه العلاجات المتبعة دور في تراجع وفيات مرضى الإيدز، حيث سجّل العام الماضي 28 وفاة فقط، بعد أن كانت تصل إلى المئات خلال السنوات السابقة، وهنا تأتي أهمية العلاجات المتقدمة الموفرة مجانًا للمرضى في تعايش المريض بشكل طبيعي مع المرض والسيطرة على الفيروس وخفض معدل الوفاة، وهذا واقع نراه في حياتنا من خلال علاج المرضى في العيادات المتخصصة مع التشخيص المبكر والسيطرة على الآثار سواء على الفرد أوالمجتمع.
وتابعت: هناك حالات ترفض العلاج والسبب يرجع إلى عدم تقبُّل المرض أو خوفهم من المعلومات المغلوطة التي يقرأ عنها حول الأدوية وبدون الرجوع إلى الطبيب المختص أو الخوف من معرفة جهة العمل بإصابته ومن نظرة المجتمع والوصمة الاجتماعية، ولكن الكوادر الطبية المختصة تتواصل بشكل مستمر مع هؤلاء المرضى المتخلفين عن العلاج وإقناعهم بأهمية العلاج؛ لأنه في حالة تخلفه قد يشكل خطرًا على المجتمع ويكون ناقلا للفيروس وقد ينقل للطرف الآخر سواء كان الزوج أو الزوجة لذا يجب أن يبلغ الطرف الآخر من بداية معرفة الإصابة وقد يتدخل الفريق قانونيًا في إبلاغ الشريك لحماية الطرف من احتمالية نقل الفيروس وحدوث ضرر وخطره على الآخرين.
تكاتف الجهود
وحول طرق الدعم النفسي والاجتماعي لمرضى الإيدز، أشارت الحبسية أن التحدي الأكبر يتمثل في الدعم المجتمعي للمريض الذي لا يزال يعاني من وصمة العار لذا يحتاج الوضع إلى تكاتف الجهود التوعوية مع كافة الأطراف في المجتمع حتى يغير نظرة الوصمة والتميز على مريض فيروس نقص المناعة ومساعدته في التغلب على شعور الخوف والقلق حتى لا يؤثر على المريض فيمنعه من إجراء الفحوصات اللازمة وتلقي العلاج، مؤكدة على أهمية تفعيل الأنشطة والفعاليات التوعوية في المدارس والجامعات ومقار العمل والأماكن العامة، ولكن هذا الجانب لا يستوفي تمامه إلا بتكاتف الجهات الأخرى من الجمعيات والمؤسسات الأهلية، وما تقوم به جمعية الرؤية الإيجابية مثال ناجح في تقديم الرشد والنصح المعنية بالعوز المناعي والمخدرات فهي تساهم مع وزارة الصحة في نهج التوعية والوصول إلى الفئات المختلفة في المجتمع، مؤكدة في الوقت نفسه حاجة المريض لدعم أسري قوي وثمة نماذج في المجتمع العماني لمتعايشين مع المرض حصلوا على الدعم والمساعدة من أفراد أسرتهم، ولكن البعض يعانون من عدم وجود الدعم الأسري؛ فالمجتمع ما زال متخوفا وحذرا من التعامل معهم.
وأضافت: أكثر من 90% من المرضى تغيرت حياتهم للأفضل، فبمجرد الإصابة بالفيروس عادوا إلى الطريق الصحيح وابتعدوا عن أصدقاء السوء، وبعضهم غيّروا حياتهم وطبيعة عملهم، فماهو متعارف عليه أن المصاب يواصل ممارسة الأخطاء، إلا أنه حدث العكس فقد كانت الإصابة سببًا لإحداث نقطة تغيُّر إيجابية في حياتهم.
كما تطرقت إلى جهود الوزارة في دعم المتعايشين مع المرض، فقالت: للحد من عوائق دخولهم إلى سوق العمل عملت وزارة الصحة على تطبيق البروتوكولات المتعلقة بسرية الفحوصات الطبية، وجعل المرضى يعيشون أسوياء وتوفير سبل العيش الكريم والحياة الطبيعية؛ فلم يربط فحص الإيدز وأقرانه بالحصول على الوظيفة، فقد كانت هناك جهات ترفض توظيف الشخص في حالة ظهور إصابته في التقرير الصحي، إلا أن هذه الجزئية موجودة في توظيف العاملين الصحيين فقط.
كما أن هناك جهات أخرى تربط الإصابة بوجوب توفير التأمين الصحي لذا عملت الوزارة جاهدة على إقناع كافة الأطراف بأن العلاج متوفر بالمجان لكافة المرضى وليست هناك ضرورة إلى التأمين الصحي الإجباري.
علاج سلوكي
وقالت موزة السنيدية أخصائية علاج نفسي: يتم علاج مرضى الإيدز بسرية تامة ويتلقون الخدمة في العيادات الباطنية للتخفيف من توتر الزيارة ومتابعة العلاج أثناء زيارة الطبيب، وقد يصاب بعض المرضى بالتوتر والخوف من معرفة الآخرين بإصابته لذا تم دمج عيادة الإيدز مع الباطنية، ويقوم الأخصائي النفسي بتقديم جلسات العلاج المعرفي السلوكي للمريض لحمايته من الأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب، فالطبيب يقيّم وضع المريض ومدى حاجته للدعم النفسي والاجتماعي، وفي حالة دخوله في عزلة اجتماعية يتم نصحه وإرشاده وتعزيز مهاراته الحياتية، كما يقدم له الدعم للبحث عن وظيفة في حالة كان باحثًا عن عمل وتطوير قدراته وتحسين مهاراته.
وتابعت: في الجلسات يسعى الأخصائي إلى تغيير بعض الأفكار السلبية الخاطئة لدى المريض وتعزيز ثقته بنفسه نتيجة الإحباط الذي قد يلحقه بعد الإصابة، وفي حالات نادرة قد يحتاج المريض إلى تناول الأدوية المضادة للاكتئاب.
كما يتم نصح وإرشاد أهل المريض لدعم المريض بعد موافقته الإبلاغ عن حالته المرضية لمتابعته في تناول الأدوية والالتزام بالعلاج الموفر وآلية التعامل معه خاصة إن كان في مقتبل العمر.
ولا نقوم بإبلاغ الأهل إلا في حالة رغبة المريض فأغلب الحالات المرضية يتلقى فيها الشخص الدعم النفسي والاجتماعي من المؤسسة الصحية بكل سرية تامة حتى لا تتوسع دائرة المعرفة عند أفراد الأسرة وقد يتعرض المريض لأذى وتوتر.
وفي حالة واحدة يجبر الشخص أن يبلغ الطرف الآخر وهي الزواج سواء في حالة إصابة الزوج أو الزوجة، كما يتم توعية المريض بالوضع القانوني في حال تعرضه لحالة نقل الفيروس للآخرين بعد تسجيل إصابته في المؤسسة الصحية مما قد يعرضه للمساءلة القانونية في حالة أبلغ عنه شخص تضرر ونقل له الفيروس ولكن المؤسسة الصحية لا تقوم بالإبلاغ عن الشخص.
وأكدت السنيدية على أهمية إجراء الفحوصات ما قبل الزواج للكشف عن الأمراض المعدية وحماية المقبلين على الزواج وتقليل الإصابة بالأمراض، وتعزيز الجانب التوعوي بتكثيف الخطط التوعوية حول المرض وخطورته وطرق انتقاله خاصة بين طلبة المدارس.
التكيُّف مع المرض
من جهتها قالت ريم بنت حمد الرواحية أخصائية إرشاد وتوجيه في مركز الإرشاد الطلابي بجامعة السلطان قابوس: إن التعايش مع مرض الإيدز من الناحية النفسية يمكن أن يكون مليئًا بالتحديات، والخوف من النظرة السلبية والوصمة الاجتماعية يشكلان أبرز العوائق التي يواجهها المرضى مما يؤثر على الحالة النفسية للمريض وتزيد من شعوره بالعزلة والقلق والاكتئاب.
مضيفة أن مرضى الإيدز غالبًا ما يخشون رفض المجتمع لهم أو معاملتهم بشكل مختلف، وهذا الخوف يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالعار والذنب، مما يزيد من العزلة الاجتماعية، وقد يواجه المرضى تمييزًا في أماكن العمل، وفي المؤسسات التعليمية، وحتى في الأماكن العامة. هذا التمييز يمكن أن يقلل من فرصهم للحصول على الدعم الضروري سواء من الناحية النفسية أو المادية. وبسبب الخوف من الرفض قد يميل بعض المرضى إلى الابتعاد عن الأنشطة الاجتماعية والانسحاب من العلاقات الاجتماعية، مما يزيد من مشاعر الوحدة والاكتئاب.
وعن الآثار النفسية المترتبة على مريض الإيدز، بيّنت الرواحية أن الإصابة بمرض الإيدز يمكن أن تترتب عليها آثار نفسية متعددة، تتفاقم عند ظهور أمراض أخرى مرتبطة به. هذه الآثار تشمل الجوانب العاطفية والعقلية والاجتماعية، وتؤثر على جودة الحياة بشكل عام.
ومن الآثار النفسية لمرضى الإيدز، يعانون بشكل كبير من مشاعر القلق والاكتئاب، والخوف من المستقبل، والقلق بشأن تدهور الحالة الصحية أو الوفاة المبكرة، والخوف من نقل العدوى للآخرين، كل ذلك تشكل ضغوطًا نفسية كبيرة، هذه المخاوف تؤدي إلى قلق مستمر وحالات اكتئاب شديدة، مما يستدعي التدخل النفسي والدعم العاطفي المستمر، كما أن الوصمة الاجتماعية المرتبطة بمرض الإيدز تساهم في تدني تقدير الذات والشعور بالدونية، ومرضى الإيدز غالبًا ما يعانون من الشعور بالعار والذنب، خاصة إذا تعرضوا للرفض أو التمييز من المجتمع أو حتى من الأصدقاء والعائلة، هذا التأثير النفسي السلبي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الحالة النفسية للمريض، وعادة ما يميل المرضى إلى الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية بسبب الخوف من الرفض والعار مما يؤدي إلى شعور عميق بالوحدة والعزلة، ويزيد من حدة القلق والاكتئاب.
وتعد العزلة الاجتماعية من أكبر التحديات النفسية التي تواجه المرضى، حيث إنها تؤثر بشكل كبير على حالتهم العاطفية والعقلية، بالإضافة إلى التوتر المزمن للتعايش مع مرض مزمن مثل الإيدز حيث يتطلب مجهودًا نفسيًا مستمرًا لإدارة الأعراض والالتزام بالعلاج، هذا الجهد يسبب توترًا مزمنًا، يتفاقم مع المخاوف المالية المتعلقة بتكاليف العلاج وفقدان الدخل، مما يزيد من الضغط النفسي على المرضى.
وبينت أنه بسبب الآثار النفسية تظهر أمراض أخرى مرتبطة بالإيدز مما يزيد شعور المرضى بالعجز واليأس، الذي يؤدي إلى تفاقم القلق والاكتئاب، كما أن التعامل مع الألم الجسدي المزمن الناتج عن هذه الأمراض يضيف عبئًا نفسيًا إضافيًا، ويزيد من حدة التوتر والإجهاد النفسي المستمر، كما أن الخوف من المضاعفات الصحية وتدهور الحالة العامة يؤديان إلى زيادة الشعور بالقلق وعدم الاستقرار النفسي، وقد تتطلب الأمراض الإضافية فترات طويلة من العلاج أو الراحة، مما يزيد من العزلة الاجتماعية ويؤثر على دينامكيات العلاقات داخل الأسرة وهذا التأثير يمكن أن يضيف ضغوطًا نفسية على المريض وأفراد أسرته، ويزيد من تحديات التكيف مع المرض.
كما تطرقت الرواحية إلى وجود استراتيجيات التكييف والدعم النفسي لمريض الإيدز من خلال اللجوء إلى العلاج النفسي الفردي أو الجماعي؛ لأنه يساعد في التعامل مع القلق والاكتئاب، والاستشارات النفسية المتخصصة يمكن أن توفر الدعم اللازم للتعامل مع الأعباء النفسية المرتبطة بالأمراض الإضافية، والمشاركة في بناء شبكة دعم اجتماعي تسهم في الشعور بالانتماء وتخفف من العزلة والتواصل مع الأصدقاء والعائلة؛ لأنه يوفر الدعم العاطفي الضروري، وعلى مرضى الإيدز ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ لأنها تساعد في تحسين المزاج وتقليل التوتر، والانخراط في الهوايات والأنشطة الترفيهية يمكن أن يعزز من الصحة النفسية، وتوعية وتثقيف المريض بشكل مستمر حول الإيدز والأمراض المرتبطة به يمكن أن يقلل من الخوف والقلق.
جمعية الرؤية
وذكر علاء اللواتي أمين سر جمعية الرؤية الإيجابية أن الجمعية تسعى إلى تحقيق العديد من الأهداف، أبرزها نشر الوعي للتصدي لعدوى فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" والتوعية بمخاطر المخدرات والمؤثرات العقلية الأخرى ونشر الرؤية الإيجابية في المجتمع العماني للحد من الوصم والتمييز ضد المتعايشين مع فيروس الإيدز ومرضى الإدمان والمتعافين ورعايتهم نفسيا واجتماعيا وصحيا هم وأسرهم.
ويضيف اللواتي: عملت الجمعية على خطة عمل لعام 2024 حيث حصلت على تمويل من الشركات والمؤسسات الوقفية ومنظمات الأمم المتحدة لتنفيذ برنامج تدريب مدربي تثقيف الأقران في مجال مخاطر المخدرات وفي مجال فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، وإنشاء خط ساخن خاص للتعامل مع حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية بتمويل من الشركة العمانية للاتصالات "عمانتل"، بالإضافة إلى إعداد مواد تثقيفية توعوية لتعزيز بيئة تتقبُّل المتعايشين بفيروس الإيدز، وإقامة حملات توعية في الكليات والجامعات وجمعيات المرأة ومراكز الشباب لنشر الوعي بفيروس الإيدز، ومواصلة جهود المناصرة مع صانعي القرارات لصياغة سياسات وطنية أفضل للمتعايشين مع الفيروس في ظل التحديات اليومية المستمرة التي يواجهونها للحد من الوصم والتمييز.
من جانبها أوضحت جليلة بنت خلفان النعمانية ممرضة بالمستشفى السلطاني وعضو في جمعية الرؤية الإيجابية بقولها: تناقش الجمعية حاليًا عدة أمور للوقوف جنبًا إلى جنب مع المرضى، ومن ضمنها مساعدة المرضى في كيفية الوصول إلى مواعيدهم والالتزام بالعلاج حيث إن معظم المرضى من خارج محافظة مسقط وبعضهم من ذوي الدخل المحدود ويصعب عليهم الوصول إلى المستشفى السلطاني لتلقي العلاج أو استلام الأدوية بسبب الحالة المادية وتكلفة المواصلات، لذا ارتأت الجمعية بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية أن تتكفل بدفع مصاريف المواصلات حتى يصل المريض في موعده المحدد، كما تسعى الجمعية إلى التعاقد مع شركات التوصيل لتوصيل الأدوية إلى المرضى.
ومن الجهود التي تسعى الجمعية لتحقيقها وبالتعاون مع وزارة العمل محاولة إيجاد فرص عمل لهؤلاء المرضى؛ لأن أغلبهم من ذوي دخل المحدود ومن خلال حصولهم على وظيفة ستساعدهم كثيرا في حالتهم واستلام الأدوية في الموعد المحدد.
وأشارت النعمانية إلى أن الجمعية تقوم بإعداد نشرات توعوية متواصلة عن مرض الإيدز في جميع المراكز الصحية، كما أن هناك خمسة مراكز صحية تقوم بإجراء فحوصات الإيدز.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فیروس نقص المناعة القلق والاکتئاب الحالة النفسیة جمعیة الرؤیة العام الماضی فیروس الإیدز وزارة الصحة مرضى الإیدز مما یزید من فی المجتمع للتعامل مع التعامل مع مرض الإیدز على المریض والخوف من من الذکور من الإناث مع المرض یؤدی إلى الخوف من فی حالة من خلال ل المرض یمکن أن إلى أن کما أن إلا أن
إقرأ أيضاً:
علماء روس يبتكرون طريقة حديثة لتشخيص القدم السكرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اكتشف علماء من جامعة ساراتوف الطبية الحكومية في روسيا، طريقة يمكن للأطباء من خلالها التنبؤ باحتمالية التئام الجروح في القدم لدى المرضى الذين يعانون من تصلب شرايين الأطراف السفلية ومرض السكري.
ووفقا لما نشرته وكالة أنباء سبوتنك الروسية، اليوم الأربعاء فإن هذا الابتكار سيؤدي إلى تحسين نتائج علاج المرضى، الذين يعانون من متلازمة القدم السكرية، وفي الغالب المرض الذين يعانون من مرض السكري وتصلب الشرايين من قله تدفق الدم إلى الساقين، ما قد يحدث بتر في الأطراف ويجعل المريض يفقد أطرافه، وإذا كان المريض يعاني من مرضين في الوقت نفسه ، فإنه يصاب بمتلازمة القدم السكرية، الأمر الذي يتطلب اتباع نظام متعدد التخصصات في العلاج.
ولتقييم خطر فقدان الأطراف والتنبؤ بنتائج العلاج، يستخدم الأطباء أساليب تشخيصية متعددة ، إحدى هذه الطرق هي قياس "التأكسج" في الأنسجة، والذي يسمح بقياس درجة تشبع أنسجة القدم بالأوكسجين.
وقام علماء من جامعة ساراتوف الطبية الحكومية بقياس "التأكسج" في الأنسجة لتقييم شدة تدفق الدم إلى الساقين، واختيار التكتيكات والتنبؤ بنتائج العلاج، وكذلك لمراقبة النتائج، التي تم الحصول عليها.
ووفقا للدراسة المنشورة في مجلة "ميديا سفيرا" العلمية، فإن إدخال أجهزة قياس "التأكسج" للأنسجة في الممارسة الطبية سيحسن نتائج علاج المرضى الذين يعانون من متلازمة القدم السكرية.