حمد المطيري: «الأرشيف والمكتبة الوطنية» يهدف للارتقاء بمستوى الخدمات الرقمية
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
هزاع أبوالريش (أبوظبي)
يواصل الأرشيف والمكتبة الوطنية تأكيده وحرصه على مواكبة أحدث التقنيات والممارسات في مجال التوثيق وإدارة البيانات، والتركيز على أهمية الذكاء الاصطناعي، وأثره الكبير في مجال الترجمة، وهو ما تجلى واضحاً في فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر الدولي للترجمة الذي ينظمه سنوياً، حيث تناول الذكاء الاصطناعي بين الترجمة وإثراء المكتبات الوطنية، كما أعلن عن شعار النسخة الخامسة من المؤتمر التي ستعقد خلال يومي 15 و16 أبريل 2025 تحت شعار «الترجمة في سياقات جديدة بين النظريات التقليدية وتطورات الذكاء الاصطناعي».
وأكد حمد عبدالله المطيري، مدير إدارة الأرشيفات بالأرشيف والمكتبة الوطنية، على هذا الاهتمام والتوجه، قائلاً «التراث الوثائقي إحدى ركائز الدول الذي يحفظ للشعوب تراثهم وتاريخهم، ولهذا تسعى المؤسسات الثقافية حول العالم إلى تبني أفضل الممارسات في معالجة التراث الوثائقي، من وثائق وصور خرائط وأفلام وتسجيلات صوتية، وغيرها من الوسائط المعلوماتية لأهمية ما يمكن أن تضيفه وتثريه للآخرين والمعنيين في مجال الثقافة والتاريخ، وأن تكون مرجعاً مهماً للأجيال القادمة»، وأضاف: «تعتبر إدارة البيانات في الوقت الحالي من أهم الموضوعات في العالم لما لها من تأثير كبير على مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، حيث أولت قيادتنا الرشيدة أهمية كبيرة في توظيف التقنيات المتقدمة والإمكانات التي تضمن تطبيق أفضل الممارسات في هذا المجال».
تطلعات مستقبلية
يتابع المطيري، قائلاً «وضع الأرشيف والمكتبة الوطنية استراتيجية تتوافق مع تطلعات القيادة الرشيدة، وذلك من خلال الخطة الاستراتيجية الطموحة التي تمت صياغتها بعناية لتحقيق جميع التطلعات والتوجهات المستقبلية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولهذا باشر الأرشيف والمكتبة الوطنية لتوظيف التكنولوجيا لمعالجة المواد الأرشيفية، وتعزيز إتاحتها لجميع فئات المجتمع، حيث لعبت أدوات الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في تحليل البيانات التاريخية واستنتاج المعلومات الدقيقة التي تدعم البحث العلمي والتاريخي، كما ساهم الذكاء الاصطناعي في ربط البيانات الوصفية للوثائق للوصول إلى درجات عالية من الدقة في البحث، بالإضافة إلى استخدام تقنيات التعرف على الوجوه لتسهيل عملية البحث في المواد البصرية واستخدام خصائص التعرف على الأحرف وتعزيزها بأنظمة «machine learning»، لتسهيل عملية البحث عن نصوص الوثائق التاريخية، وكذلك ساهمت هذه التقنيات في فهرسة الوثائق بشكل أفضل، ونحن مستمرون في البحث عن ما هو جديد في عالم الذكاء الاصطناعي للارتقاء بمستوى الخدمات الرقمية التي تدعم مجتمعات المعرفة».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأرشيف والمكتبة الوطنية الثقافة أبوظبي الترجمة الذكاء الاصطناعي الأرشیف والمکتبة الوطنیة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يساعد في الحفاظ على الحشرات
يقوم فريق من علماء الحشرات في مونتريال بدعم من مهندسين، لتوثيق الانخفاض غير المسبوق لهذه الأنواع المنتشرة بالملايين حول العالم وتحسين سبل مواجهته بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
تحت قبة شفافة كبيرة، تعيش حشرات من شتى الأنواع، بينها آلاف الفراشات من مختلف الألوان، ونمل وشرانق... ففي هذا الموقع المسمى "إنسيكتاريوم مونتريال"، انطلقت هذه المبادرة، ولا سيما من جانب مكسيم لاريفيه مدير المنشأة.
يشرح لاريفيه أنه بالمقارنة مع "كل حالات الانقراض الجماعي التي شهدناها في الماضي، فإن ما يصيب الحشرات يحدث أسرع بألف مرة".
ويضيف عالم الحشرات أنه حتى بهذه السرعة في الزوال "نعجز عن متابعتها بشكل مناسب لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإبطائها".
ومن المعلوم أن المبيدات الحشرية اختفاء الموائل وتغير المناخ هي الأسباب وراء هذا الزوال المتسارع، لكن ثمة قليل من البيانات حول الحجم الدقيق لهذه المأساة البيئية.
هذه الفجوة يرغب في سدها مشروع "أنتينا" Antenna الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي عبر خوارزمية تحدد الحشرات باستخدام الصور.
يتم تشغيل كل شيء بواسطة محطات الطاقة الشمسية الموجودة في أقصى الشمال الكندي ولكن أيضا في الغابات الاستوائية في بنما. وهي مصممة لالتقاط صورة كل عشر ثوانٍ للحشرات التي تنجذب إلى الأشعة فوق البنفسجية.
ويقدّر الباحثون أن هذا الابتكار سيضاعف كمية المعلومات عن التنوع البيولوجي التي جُمعت على مدى السنوات الـ150 الماضية في غضون سنتين إلى خمس سنوات.
ويقول مكسيم لاريفيه باسما "حتى بالنسبة لنا، يبدو الأمر مثل الخيال العلمي".
في نهاية المطاف، يُتوقع أن تتيح هذه البيانات إنشاء "أدوات دعم لمساعدة الحكومات وعلماء البيئة في اتخاذ القرارات"، بغية تحديد أفضل برامج الحفاظ على البيئة التي يمكن اعتمادها و"استعادة التنوع البيولوجي".
- تقدم كبير
تمثل الحشرات، التي تنقص المعلومات عنها في كثير من الأحيان، نصف التنوع البيولوجي في العالم وتؤدي دورا حاسما في توازن الطبيعة، سواء من خلال التلقيح أو تحويل النفايات إلى أسمدة أو من خلال تشكيل أساس السلسلة الغذائية للعديد من الحيوانات.
ويقول دافيد رولنيك، الباحث في معهد "ميلا" للذكاء الاصطناعي في كيبيك "هذا هو التقدم الكبير التالي في مجال مراقبة التنوع البيولوجي".
يخضع هذا الابتكار للاختبار منذ أسابيع، والنموذج "مفتوح المصدر" ويركز حاليا فقط على حشرات العث.
مع وجود أكثر من 160 ألف نوع مختلف، فإن هذه الحشرات تمثل مجموعة "متنوعة للغاية"، "يسهل التعرف عليها بصريا" وتشكل "قاعدة السلسلة الغذائية"، وفق دافيد رولنيك، الخبير في الذكاء الاصطناعي والمولع منذ صغره بالحشرات.
في نهاية المطاف، يرمي المشروع إلى السماح للجميع بالمساهمة في إثراء المنصة، ولكن أيضا في تدريب الذكاء الاصطناعي على التعرف على أنواع جديدة من الحشرات. ففي حين ثمة أكثر من مليون نوع معروف بالفعل، قد يكون العدد الفعلي عشرة أضعاف ذلك.
يوضح الباحث أن "التقديرات تشير إلى أن 90% من الحشرات لم يتم التعرف عليها بعد من جانب العلماء".
في أسبوع واحد، اكتشفت محطة مقامة في غابة بنما "ثلاثمئة نوع جديد"، وفق دافيد رولنيك الذي يوضح أن "هذا ليس سوى غيض من فيض".
يأمل الباحثون أيضا أن يتمكنوا من استخدام هذا النموذج الحاسوبي لتحديد الأنواع الجديدة في أعماق البحار، أو حتى الأنواع الضارة في الزراعة.
في مونتريال، يستخدم "إنسكتاريوم" Insectarium التكنولوجيا بالفعل للأغراض التعليمية.
يمكن لزوار هذا المتحف، المخصص للحشرات، التقاط صور للفراشات التي تتجول بحرية في الحظيرة ومعرفة أنواعها عبر التطبيق.