نائب أمين عام الأمم المتحدة سابقا يوضح لـ RT أسباب فشل واشنطن في مواجهة الحوثيين
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
أنفقت الولايات المتحدة مليار دولار لمواجهة صواريخ ومسيرات جماعة "أنصار الله" ولم تتمكن من وقف هذه الهجمات، الزميل سلام مسافر يسلط الضوء على العجز الأمريكي في برنامج "قصارى القول".
استضافت قناة RT العربية على شاشتها نائب الأمين العام للأمم المتحدة سابقا والمبعوث الأممي إلى اليمن (2011-2015) جمال بنعمر لمناقشة تطورات الوضع بين اليمن والولايات المتحدة.
وأشار بنعمر ردا على سؤال "لماذا تفشل الولايات المتحدة في مواجهة هذه الهجمات بل وتخسر مليار دولار حتى الآن في التصدي لها دون جدوى؟"، إلى أن الحملة التي تقودها الولايات المتحدة هي حملة تأكد فشلها الآن، لأن هجمات الحوثيين تصاعدت.
وأضاف: "ليس فقط في البحر الأحمر، بل حتى في المحيط الهادئ وخليج عدن. كما أن الأسلحة التي تم استعمالها تطورت الآن إلى أسلحة جديدة. ومن خلال ما لاحظناه من تصريحات الحوثيين. يبدو أن التهديد أمريكي بريطاني، وحتى يُقال إن هناك تحالف دول كثيرة، لكنه في الحقيقة تحالف أمريكي بريطاني أساسا".
وأكد بنعمر أن "هذه الحملة العسكرية ثمنها باهظ جدا من حيث التكلفة، لكنها لن تحقق أهدافها، لأن الحملة التي يشنها الحوثيون مرتبطة بالوضع في قطاع غزة. هم يطرحون أنهم يتضامنون مع أشقائهم الفلسطينيين ولن يتخلوا عنهم مهما كانت التكلفة".
وأشار إلى أن "هناك في اليمن إجماعا بين جميع القوى السياسية تاريخيا على دعم القضية الفلسطينية"، وأضاف "أتذكر عندما كانت دولة الجنوب المستقلة في عهد علي ناصر محمد وحيدر العطاس والقادة الآخرين، كانت قاعدة خلفية لدعم المقاومة الفلسطينية. كما أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح كان من أكبر المدافعين عن القضية الفلسطينية. والتقيت في صنعاء بعدد من الفلسطينيين الذين كانوا مكرمين فيها. كما أن القوى السياسية الأخرى كلها كانت تدعم القضية الفلسطينية، ومن بينها طبعا الحوثيون".
وشدد على أن "من المعروف أن دعم اليمن للقضية الفلسطينية هو جزء من عقيدتهم ومن خطتهم السياسية. هذا ليس جديدا، فقد كان هناك دائمًا دعم مطلق للقضية الفلسطينية عبر التاريخ في اليمن، وهذا مستمر حتى الآن مع الحركة الحوثية أيضا".
وطرح الزميل سلام مسافر تساؤلا حول الأسباب التي عززت قدرات جماعة "أنصار الله" العسكرية وزيادة قوتهم وما إذا كانت الحرب التي امتدت لسنوات ولا تزال قائمة بدرجات متفاوتة هي التي عززت قوة الحوثيين؟ ليجيب بنعمر: "استخدام أسلحة متطورة هو في مواجهة الآلة العسكرية الأمريكية المرعبة، التي تظهر حتى في أفلام هوليوود وتثير الكثير من المخاوف. بالتأكيد، الحرب مع المملكة العربية السعودية عززت قدرات الحوثيين وجعلتهم أكثر ارتباطا بإيران مما كانوا عليه في السابق. لقد صمدوا في هذه الحرب ولم تحقق السعودية أي هدف من أهدافها المعلنة".
وأضاف: " لقد استفاد الحوثيون تاريخياً من أخطاء أعدائهم، سواء كانوا أعداء محليين أو دوليين. سأبدأ بأعدائهم الدوليين وهم الولايات المتحدة الأمريكية. أخطأت أمريكا حين استهزأت بقدرة الحوثيين عندما سيطروا على عمران ولم تسمح لمجلس الأمن باتخاذ قرار واضح وصارم ضد تمددهم في عمران. نفس الشيء حدث عندما وصلوا إلى مشارف صنعاء، حيث كان هناك استخفاف ودخل الحوثيون صنعاء".
وتابع: "عندما قرر الأمريكيون إغلاق السفارة في عام 2014، كان هذا خطأ قاتل، لأن جميع السفارات الأخرى غادرت بعد إغلاقهم للسفارة. أخطأ الأمريكان أيضا عندما شجعوا المملكة العربية السعودية على الدخول في حرب ضد الحوثيين، وكان هذا خطأ قاتلا كذلك وفشلت هذه الحرب ضد الحوثيين".
وشدد بنعمر على أن "الآن، يشن الأمريكيون حربا بدلا من حل المشكلة الرئيسية وهي الحصار والحرب على غزة والجرائم التي تُرتكب فيها. الأمريكيون مع البريطانيين بدأوا بعسكرة البحر الأحمر وتجميع ترسانة حربية فيه".
وأشار إلى أن "الآن هناك جبهات مختلفة، لكن جميعها تنبع من الوضع في غزة. هناك الجبهة اللبنانية-الإسرائيلية، وهناك كذلك هجمات من جانب المقاومة الإسلامية في العراق، وأيضا هجمات من طرف أنصار الله على السفن المرتبطة بإسرائيل بشكل أو بآخر. هذا الوضع خطير ويمكن أن يتطور إلى حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط"، مشددا على أن "الإدارة الأمريكية لم تنجح في حصر النزاع فقط في غزة. قام الأمريكيون بعدة أنشطة دبلوماسية واسعة كان الهدف منها هو أن تظل إسرائيل مركزة على هدفها الرئيسي وهو الفلسطينيون في غزة، وحرصوا على ألا يتوسع النزاع".
وأكد أن "هذا الصراع قد يمتد إلى مناطق أخرى من الشرق الأوسط، لكن هذا ما يحدث الآن. بمعنى أن الجهد الأمريكي لحصر النزاع فقط في غزة لم ينجح".
وردا على سؤال "هل إن فشل الولايات المتحدة أو تعرضها لما يشبه الهزيمة في الحرب مع الحوثيين، وكون الاقتصاد الأمريكي والبوارج الأمريكية وسفن الشحن الأمريكية تتعرض لأضرار، يساهم في تشكيل رأي داخل الإدارة الأمريكية للضغط على نتنياهو للقبول بصفقة تبادل الرهائن والأسرى؟، بمعنى آخر، هل هذا جزء من عملية سياسية وعسكرية كبيرة تشمل المنطقة بأسرها؟".
قال بنعمر: "في الولايات المتحدة، هناك إجماع بين القوى السياسية الرئيسية، أي الجمهوريين والديمقراطيين، على دعم إسرائيل. هذا لم يتغير رغم الأحداث الأخيرة، وما يحصل في الجانب السياسي في أمريكا المرتبط بالانتخابات يؤثر على موقف الإدارة الأمريكية".
وأضاف: "الهدف الرئيسي لبايدن هو النجاح في الانتخابات المقبلة. لكن هناك جزء من التحالف الذي سانده سابقا في حملته الأولى غير راض عن سياسة الإدارة الأمريكية الحالية. وهذا ما نراه الآن في المظاهرات التي شهدناها في شوارع مدن كثيرة في أمريكا وفي الجامعات. إلى جانب ذلك، هناك أفراد من الحزب الديمقراطي لا يؤيدون سياسة بايدن في الشرق الأوسط. هذا عامل مهم يفسر بعض التحركات الأخيرة في الإدارة الأمريكية. ولكن بشكل عام، ستبقى الإدارة الأمريكية داعمة للموقف الإسرائيلي؛ لا أظن أن هذا سيتغير".
وفي رده على تساؤل الزميل سلام مسافر "هل تقلمت أظافر البيت الأبيض في منطقة الشرق الأوسط وأنها قد تعود الآن بقوة أكبر؟"، قال بنعمر: "أنا أظن أن هناك تخبّطا في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. قبل الحرب على غزة، كتب جاك ساليفان، وهو المستشار الأمني القومي في أمريكا، أن الشرق الأوسط هذه هي أول مرة في خلال عشرين سنة يكون أكثر هدوءا، تصور أن هذا هو كان تحليله. يعني بعد أسبوعين فقط، انفجر الوضع في الشرق الأوسط. هناك تخبط كبير وتقلص ملحوظ في النفوذ الأمريكي وبشكل كبير بالتأكيد".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الحزب الديمقراطي RT العربية البيت الأبيض الجيش الأمريكي الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة الحزب الجمهوري الحوثيون تل أبيب حركة حماس سلام مسافر شبكة RT صنعاء طوفان الأقصى قطاع غزة واشنطن الإدارة الأمریکیة الولایات المتحدة الشرق الأوسط فی غزة
إقرأ أيضاً:
مواجهة دبلوماسية مع ترامب.. رئيسة وزراء إيطاليا تزور واشنطن لمناقشة الرسوم الجمركية
إيطاليا – أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، امس الثلاثاء، أنها ستزور واشنطن الأسبوع المقبل لمناقشة الرسوم الجمركية الأمريكية على الاتحاد الأوروبي مع الرئيس دونالد ترامب.
وفي تصريحات خلال اجتماع مع شركات نشرها مكتبها، أيدت جورجا ميلوني دعوات الاتحاد الأوروبي لإيجاد حل تفاوضي للوضع.
وقالت ميلوني: “هذه هي المفاوضات التي يجب أن نشارك فيها جميعا وعلى جميع المستويات وهذا يشملني، سأكون في واشنطن في 17 أبريل، ومن الواضح أنني أنوي مناقشة هذه المسألة مع الرئيس الأمريكي”.
واعتبرت ميلوني أنه من الصعب تقييم العواقب الاقتصادية للرسوم الجمركية الجديدة بدقة، لكنها حذرت من “الذعر والهلع” اللذين قالت إنهما “قد يؤديان إلى أضرار أكبر من الإجراء نفسه”.
وأضافت: “أعتقد أننا جميعا نتفق على أن الحرب التجارية بين أوروبا والولايات المتحدة لا تناسب أحدا”.
وأكدت رئيسة الوزراء الإيطالية أن الحكومة ستساعد الشركات المتضررة، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يحث الدول الأعضاء على تعديل خططها لإنفاق الأموال المرصودة أصلا في استثمار الموارد على أفضل وجه في الوضع الجديد.
وتواجه ميلوني مهمة دبلوماسية صعبة لأنها حليفة لترامب لكن يجب عليها أيضا الدفاع عن قطاع التصدير الإيطالي الذي قد يعاني بسبب رسوم جمركية تبلغ 20 بالمئة على الصادرات من الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة.
وفي وقت سابق، قالت ميلوني في رسالة مصورة إلى مؤتمر حزب الرابطة الشريك في الائتلاف الحاكم “لا نوافق بالطبع على قرار الولايات المتحدة، لكننا مستعدون لاستخدام كل الأدوات، سواء التفاوضية أو الاقتصادية، اللازمة لدعم شركاتنا وقطاعاتنا التي ربما تتضرر من فرض هذه الرسوم”.
جدير بالذكر أن بروكسل لم ترد حتى الآن على الرسوم الجمركية الشاملة البالغة 20% التي أمر بها ترامب على واردات التكتل الأوروبي، رغم أنها تستعد لحزمة من الإجراءات الانتقامية على الرسوم الجمركية السابقة التي فرضتها واشنطن على المعادن.
وفي مساء الثاني من أبريل 2025، أعلن الرئيس دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية متبادلة على الواردات من دول أخرى.
وصرح بأن النسبة الأساسية الدنيا ستبلغ 10%، إلا أن الرسوم ستتم معايرتها لكل دولة لتشكل نصف ما تفرضه هي على الشركات التي تستورد البضائع الأمريكية.
وبحسب ترامب، فإن فرض هذه الرسوم سيكون بمثابة إعلان لاستقلال الولايات المتحدة اقتصاديا وسيساعد على استخدام الأموال المحصلة منها لسداد الدين العام.
من جانبه، حذر وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت الدول الأخرى من اتخاذ إجراءات مضادة، مؤكدا أن ذلك قد يؤدي فقط إلى تصعيد التوترات في المجال التجاري.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت سابقا رسوما جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا: كما تم استخدام الأدوات نفسها ضد المنتجات الصينية حيث رُفعت الرسوم عليها إلى 20%.
وبررت واشنطن هذه الإجراءات بأنها تهدف إلى مكافحة الهجرة غير الشرعية وتوريد الفنتانيل.
المصدر: وكالات