???? تأملات في مسألة التوب البجاوي في التلفزيون السوداني
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
لوائح الخدمة المدنية والسلطة التقديرية للمدير العام…
تأملات في مسألة التوب البجاوي في التلفزيون السوداني …
معروف أن الخدمة المدنية السودانية يحكمها قانون الخدمة المدنية تعديل 2007م ، ويندرج تحت ذلك القانون لوائح تفصيلية تصدرها الإدارة القانونية للوحدات الحكومية بما ينظم العلاقات داخل الهيئة وضوابط العمل وهلجرا بما لا يخالف قانون الخدمة المدنية كمرجعية.
ولكن هناك ما يسمى السلطة التقديرية للمدير العام وهي حقه في اتخاذ القرار المناسب حين لا يجد في نصوص اللائحة ما يتعامل مع المستجدات الناشئة ، ولذلك فإن المدير الذي يحسن استخدام سلطته التقديرية مع مراعاة المتغيرات والمستجدات والجو العام هو الشخص المناسب في الموقع المناسب في الزمن المناسب.
وحيث أن غالبية الوحدات الحكومية الآن مستضافة في مقرات بديلة فالمتوقع بل المطلوب من مديري الوحدات الحكومية استخدام سلطاتهم التقديرية لأن اللوائح مجهود بشري ومهما كان الإجتهاد وقت كتابتها في صياغة نصوصها فإنها وبكل تأكيد لا يمكنها استيعاب كل الإحتمالات وقت صياغتها دعك عن توقعات المستقبل وما فيه من مستجدات تفرض عليك ضغوطها وأجندتها الخاصة.
في بورتسودان حالة من الشحن والغبن مردها أحساس أو قناعة أن الشرق مغبون ومهضوم في الحقوق والتمثيل والحضور في جميع مستويات الدولة والسلطة ، ولعلي لا أكون مبالغا إذا قلت أن الحضور الطاغي لمنسوبي حركات دارفور سلام جوبا وما يبدو عليهم من مظاهر الفخفخة والنغنغة من سيارات فخمة وعقارات مستأجرة وانتشار في الوظائف يلعب دورا في توليد هذه القناعات.
ولا تحتاج حتى لتكون مقيما في بورتسودان فحسابات فيسبوك تجعل لديك القدرة على تلمس أوجاع المدن وكم من إنفجارات مسلحة سبقتها أوجاع وآهات ، ولو كنت في مكان المسئول لما تمسكت باللائحة بهذا العناد المريب ولاستخدمت سلطتي التقديرية وسمحت للمذيعة بت بورتسودان بالظهور بثوبها البجاوي وهو ثوب سوداني بنمط وتلوين مميز ومحتشم جدا وبتحية المشاهدين بأتنينا ودبايوا ولم لا وقد دخلت هذه الكلمات البجاوية قاموس العامية العربية السودانية من كثرة الاستخدام والتداول ، ولن يضير تلفزيون السودان شيئا أن يضفي على شاشته لمسات وومضات محلية تأكيدا على تقديره لمقر الاستضافة وأهله وإلا صار حاله في نظرهم كحال جدادة الخلا الطردت جدادة البيت !
#كمال_حامد ????
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الخدمة المدنیة
إقرأ أيضاً:
رمطان الرمدان !
مناظير الاثنين 3 مارس، 2025
زهير السراج
drzoheirali@yahoo.com
* من الممارسات المعروفة عن النظام البائد، أنه درج على شراء ضعاف النفوس من المبعوثين الدوليين والاقليميين والوسطاء للانحياز له او تحييدهم على الاقل في التعامل مع المشاكل والازمات التي يتورط فيها بارتكابه للجرائم وانتهاك حقوق وكرامة المواطن السوداني، ثم ذرف الدموع وتبديد الاموال في شراء ذمم المبعوثين والوسطاء، ولعل المثال الاكثر وضوحا لهذا النوع من الاشخاص هو الرئيس الجنوب افريقي السابق (ثابو امبيكي) الذي اختاره الاتحاد الافريقي للتوسط بين النظام البائد وبعض القوى المتمردة عليه للوصول الى اتفاق سلام بين الطرفين ولكنه فشل في مهمته فشلا ذريعا لانحيازه المكشوف للنظام البائد وبيع نفسه له على حساب المهنية والامانة والاخلاق (ويمكن لمن يريد الاطلاع على سيرة الرجل الاستعانة بجوجل).
* في السابع عشر من نوفمبر عام (2023) عيَّن الامين العام للامم المتحدة الدبلوماسي والوزير الجزائري السابق (رمطان العمامرة) مبعوثا شخصيا له في السودان للعمل على ايقاف الحرب وحماية المدنيين ومعالجة الاوضاع الانسانية، ولقد سبق للسيد (العمامرة) العمل كمبعوث خاص للامين العام لحل النزاع في ليبيريا بين عامي (2003 – 2007 ) ولم يحقق نجاحا يذكر، كما سبق له التدخل لحل الازمة الليبية قبل مقتل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي ولكنه فشل في ذلك، مما ادخل ليبيا في مجموعة أزمات وحروب أهلية وانقسامات لا تزال قائمة حتى اليوم.
* ولم يقتصر فشل الرجل على المهام الخارجية فقط، بل ظل يلاحقه في الكثير من المناصب التي تقلدها في وطنه الجزائر، ولعل المثال الابرز لذلك فشله في ادارة وزارة الخارجية الجزائرية التي عُين على رأسها بواسطة الرئيس عبد المجيد تبون في يوليو 2021 وتم عزله بعد اقل من عشرين شهرا بسبب الاخفاقات والاخطاء الكبيرة التي ارتكبها خاصة في معالجة مشكلة الصحراء المغربية مما ادى لعزل الجزائر اقليميا ودوليا وتاثر علاقتها سلبيا بالعديد من الدول مثل اسبانيا وفرنسا والمانيا وهولندا والعديد من الدول الافريقية، رغم ما كانت تتمتع به من انفتاح على الصعيد الافريقي والدولي قبل تقلده للمنصب، كما فشل في ادارة اعمال القمة العربية التي احتضنتها الجزائر في نوفمبر 2022 الامر الذي ادى لتأزم العلاقة بينه وبين الرئيس تبون وعزله عن المنصب فيما بعد.
* لعلاقة الصداقة التي تربط هذا الفاشل بالامين العام للامم المتحدة، تم تعيينه مبعوثا خاصا للسودان ليمارس فشله واخفاقاته في بلادنا، فهو لم يفعل شيئا منذ تعيينه قبل اكثر من عام غير الحج الى مدينة بورتسودان كلما هفت روحه لاداء الشعائر والتزود ببركات ونصائح البرهان وسادته الكيزان، ثم الادلاء ببعض التصريحات الاعلامية والعودة من حيث اتي وهو منتفخ روحيا بما حصل عليه من نصائح وبركات، ولقد بلغ به الانتفاخ الروحى مبلغا كبيرا في الآونة الأخيرة لدرجة أنه كتب مشيدا بما اسماها خارطة الطريق التي اقترحتها الحكومة السودانية (وهو يقصد بذلك الوثيقة الدستورية المعيبة التي اصدرتها حكومة الامر الواقع الانقلابية في بورتسودان خلال الايام الماضية)، وداعيا جميع السودانيين "للمشاركة في إثراء الوثيقة التي تهدف إلى تسهيل النقاشات اللازمة لإعادة بناء دولة سودانية موحدة"، بل انه تبنى عيانا بيانا وبدون خجل او حياء هذه الوسيخة الدستورية قائلا ان "خطوتهم القادمة هى تطويرها رغم صعوبة المهمة التي تنتظرهم"، مخالفا بذلك قرارات الامم المتحدة والاتحاد الافريقي وادانتهم لانقلاب البرهان على الحكومة المدنية واعتباره تغييرا غير دستوري، ومتخليا عن دور الوسيط ومتحولا الى حليف وتابع ذليل لحكومة الكيزان الانقلابية في بورتسودان التي حج إليها منذ تعيينه أكثر من اربع مرات والخامسة في الطريق للحصول على المزيد من الانتفاخ والاكتناز الروحي الذي يعشقه اكثر من اى شئ آخر ما عدا الفشل بالطبع!
* ولكن فيم العجب، فماذا ننتظر من شخص نشأ وتربى وشب وشاب وتمرغ في احضان الفشل؟!