الذهب السائل.. لماذا ارتفع ثمن زيت الزيتون؟ وما بدائله؟
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
انفجرت أسعار زيت الزيتون في العالم كله فجأة، وأصبحت تكلفة هذا العنصر الغذائي الذي حصل على لقب "الذهب السائل" في إلياذة هوميروس، باهظة لدرجة قد تجعلنا نفكر "في كل مرة نصب فيها القليل من زيت الزيتون في مقلاة، أو نضع القليل منه على السلطة"، على حد قول صحيفة "الإندبندنت".
ففي سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، "وصلت الأسعار إلى أعلى مستوى لها، حيث ارتفعت بنسبة 117% على أساس سنوي، بعد أن كان سعره في عام 2019 أرخص 7 مرات"، وفقا لمجلة "الإيكونومست".
والأكثر من هذا أن الخبراء يقولون إن الوضع سوف يزداد سوءا، حيث تشير التقديرات إلى أنه "سيتعين على المستهلكين دفع ضِعف القيمة المعتادة، مقابل الحصول على زجاجة من زيت الزيتون البكر الممتاز"، وهو الزيت الأكثر صحة والأقل معالجة وبالتالي الأغلى في عائلة زيت الزيتون، حيث سجلت أسعاره رقما قياسيا في إسبانيا التي تُعد مرجعا عالميا للأسعار.
كما وجدت مجلة "ذا غروسر" البريطانية، أن "سعر لتر زيت الزيتون في المملكة المتحدة ارتفع بنسبة 45% في عام واحد". فما أسباب هذا الانفجار في الأسعار؟
صناعة زيت الزيتون في حالة يرثى لهاقال ميغيل أنخيل غوزمان، مدير المبيعات في إحدى أكبر الشركات المنتجة لزيت الزيتون في العالم، لشبكة "سي إن بي سي" مؤخرا، إنهم "يواجهون واحدة من أصعب اللحظات في تاريخ القطاع"، بعد أن بلغ حجم مبيعاته في عام 2022، حوالي 22.3 مليار دولارا. مُرجعا ذلك إلى "تأثيرات المناخ، وانخفاض الإنتاج، وزيادة الطلب، والتضخم، على أسعار زيت الزيتون مؤخرا".
فقد أدى عامان متتاليان من الحرارة الحارقة في إسبانيا (5 درجات مئوية زيادة عن المعتاد)، وتجاوزها حاجز الـ 40 درجة مئوية في كل من إيطاليا واليونان، إلى الحد من محصول زيت الزيتون، وارتفاع غير مسبوق في الأسعار أذهل المستهلكين والصُنّاع على حد سواء.
وقد حذر خبراء البذور الزيتية من أن أشجار الزيتون معرضة لأزمة المناخ "بشكل مفرط"، فرغم قدرتها على التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة وتحمل الجفاف إلى حد ما، لكن التغيرات الأخيرة كانت أشد. وأوضح غوزمان أن الجفاف وارتفاع الحرارة خلال المراحل الحرجة من نمو ثمار الزيتون في السنوات الأخيرة، "قد أديا إلى نقص حاد في المحاصيل الإسبانية".
تركيا الفائزةتضررت إسبانيا -البلد المسؤول عن إنتاج ما يقرب من نصف المحصول السنوي من الزيتون في العالم- بفعل فترات الطقس الدافئة بشكل غير عادي في الشتاء، التي تعتبر سيئة لأشجار الزيتون، مما أدى إلى تقليص كمية وجودة محصولها بشكل كبير، وإذا لم يتغير الطقس، "فسوف تستمر أسعار إنتاجها من زيت الزيتون في الارتفاع"، وفقا لما قاله خوان فيلار، الرئيس التنفيذي لإحدى شركات الاستشارات الزراعية، لصحيفة "أوليف أويل تايمز" في فبراير/ شباط الماضي.
كما تعرضت الأشجار في "بوليا" التي تُعد قلب إنتاج الزيتون في إيطاليا -وهي لاعب رئيسي آخر في سوق زيت الزيتون العالمية- على مدى العقد الماضي، بسبب نوع من الحشرات، يسد الأوعية التي تنقل الماء من الجذور إلى الأوراق، فيخنق النباتات حتى الموت، أدت لقتل ما يقدر بنحو 21 مليون شجرة منذ عام 2008، مما أدى لانخفاض الإنتاج بنحو 40% في العام الماضي، مما أسفر عنه ارتفاع الأسعار. وتم الاستعاضة في العام الماضي بمزيد من الزيتون من اليونان وتركيا لتعويض النقص، وأصبحت أشجارها تحتاج إلى التعافي من الحصاد الوفير، وبالتالي من المتوقع أن ينخفض إنتاجهما هذا العام بنسبة تصل إلى 60%.
غير أن تركيا بقيت واحدة من الدول القليلة التي تمتعت بمحصول جيد للزيتون، وحظرت تصدير زيت الزيتون بكميات كبيرة، لإبقاء أسعاره المحلية منخفضة، وهو أدى إلى استقرار الأسعار، لكنه دفعها إلى الارتفاع في أماكن أخرى.
توقعات قاتمة للغايةبحسب المجلس الدولي للزيتون، تتصدر 4 دول هي إسبانيا وإيطاليا واليونان والبرتغال، إنتاج زيت الزيتون في العالم، تليها كل من تركيا والجزائر وتونس والمغرب. ويتوقع المجلس إنتاج ما يقل قليلا عن 2.3 مليون طن من الزيتون هذا العام، وهو ما يُعد انخفاضا كبيرا عن 3.4 مليون طن تم إنتاجها في عام 2022، وهو ما قد يعود بنسبة كبيرة إلى تغير المناخ.
كما تشير التوقعات إلى جفاف آخر يلوح في الأفق في إسبانيا، سيجعل الإنتاج في عام 2024 أقل بمقدار الثلث عن متوسط السنوات الأربع السابقة، وفقا لوزارة الزراعة الإسبانية.
أيضا، بعد الجفاف الإسباني في عام 2022، وسوء الحصاد في عام 2023، يتوقع الاتحاد الأوروبي أن ترتفع الأسعار لموسم التصدير 2024 بشكل أكبر، وألا تنخفض أسعار زيت الزيتون البكر الممتاز في أي وقت قريب، بعد أن قفزت في إسبانيا (أكبر منتج في العالم للزيت البكر الممتاز) بأكثر من 80%.
وتُنبه "الإندبندنت" إلى أن "ما سبق يُعد تذكيرا صارخا بأن تغير المناخ ليس شيئا نظريا بعيدا عنا، لكنه يؤثر بالفعل في الطريقة التي نعيش بها ونأكل بها".
البدائل الأقل تكلفةفي مواجهة ارتفاع أسعار زيت الزيتون، اقترحت "الإندبندنت" هذه البدائل الأقل تكلفة:
زيت بذور اللفت، فهو إضافة متعددة الاستخدامات لمطبخك، بفضل نكهته البسيطة ونقطة دخانه العالية (بمعنى قدرته على الوصول إلى درجات حرارة عالية دون أن يحترق). بالإضافة لاحتوائه على نسبة عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة (الدهون الصحية)، وفيتامين "إي". زيت عباد الشمس، لأنه يتمتع بطعم محايد نسبيا، فهو خيار جيد لمن يستخدمونه في الخبز أو القلي، ولا يهتمون كثيرا بإضفاء نكهة معينة إلى الطعام. كما أنه يحتوي على نسبة عالية من "حمض اللينوليك"، أو حمض أوميغا 6 الدهني الأساسي والحيوي لأغشية الخلايا، والالتهابات، والمناعة. الزيت النباتي، فهو من أرخص زيوت الطهي وأكثرها معالجة، لأنه مصنوع من مزيج من الدهون النباتية، مثل البذور والحبوب وفول الصويا والكانولا. زيت السمسم، فالنوع الخام منه ذو نكهة جوزية تتناسب بشكل جيد مع البطاطس المقلية، بفضل نقطة احتراقه العالية، في حين أن المحمص يُعد خيارا ممتازا للتتبيلة. كما أنه غني بمضادات الأكسدة ويعتقد أن له خصائص مضادة للالتهابات.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أسعار زیت الزیتون زیت الزیتون فی من زیت الزیتون فی إسبانیا من الزیتون فی عام
إقرأ أيضاً:
جودة السائل المنوي.. مؤشر خفي على صحة الرجال ومتوسط أعمارهم؟
كشفت دراسة حديثة أن جودة السائل المنوي قد تكون مؤشرًا على الحالة الصحية العامة للرجال، بل وقد ترتبط بزيادة متوسط أعمارهم. ووفقًا لما نقله الخبراء لـEuronews Health، فإن الرجال الذين يتمتعون بحيوانات منوية ذات جودة أفضل قد يكون لديهم فرصة للعيش مدة أطول.
استندت الدراسة إلى تحليل بيانات نحو 80 ألف رجل دنماركي، خضعوا لفحوصات من أجل تقييم جودة السائل المنوي، ضمن اختبارات العقم لدى الأزواج، وذلك مع متابعة امتدت لما يقارب 50 عامًا.
وركز التحليل على ثلاثة مؤشرات رئيسية: كمية السائل المنوي، وكثافة الحيوانات المنوية، ونسبة الحيوانات المنوية المتحركة، أي القادرة على التنقل بفعالية، وتلك التي تمتلك شكلًا طبيعيًا.
وأظهرت النتائج، التي نُشرت في مجلة Human Reproduction، أن الرجال الذين يمتلكون عدد أكبر من الحيوانات المنوية المتحركة قد يعيشون لفترة زمنية أطول وفقًا للتوقعات، بفارق يتراوح بين عامين إلى ثلاثة أعوام مقارنة بأولئك الذين لديهم عدد أقل من الحيوانات المنوية المتحركة.
Relatedدراسة: الإفراط في تعاطي القنب يزيد خطر الإصابة بالفصام لدى الشبابدراسة جديدة تكشف: أدوية السمنة قد تساعد في تقليل الرغبة في الكحول والتدخيندراسة: كبار السن في إنجلترا أكثر سعادة بعد جائحة كوفيد-19وقالت الدكتورة لاركي بريسكورن، الباحثة الرئيسية في الدراسة وأستاذة في مستشفى جامعة كوبنهاغن بالدنمارك، إن "الرجال الذين بلغ لديهم إجمالي عدد الحيوانات المنوية المتحركة أكثر من 120 مليونًا عاشوا سنتين وسبعة أشهر(2.7) أكثر مقارنة بمن تراوح عدد الحيوانات المنوية المتحركة لديهم بين صفر وخمسة ملايين".
وأوضحت بريسكورن أن العلاقة بين جودة السائل المنوي ومتوسط العمر المتوقع لم تكن مرتبطة بأي أمراض تم تشخيصها خلال السنوات العشر السابقة، كما أنها لم تتأثر بالمستوى التعليمي للرجال.
جودة السائل المنوي… مؤشر على صحة الرجاليطرح الباحثون فرضية مفادها أن جودة السائل المنوي قد تكون مؤشرًا على الصحة العامة للرجال، مما يجعلها عاملاً مرتبطًا بطول العمر. وتستند هذه الفرضية إلى أبحاث سابقة أظهرت أن الرجال الذين يعانون من انخفاض تركيز الحيوانات المنوية يدخلون المستشفى في سن أبكر بمتوسط سبع سنوات مقارنة بغيرهم.
ووفقًا لهذه النتائج، فإن ضعف جودة السائل المنوي لا يؤثر فقط على متوسط العمر المتوقع، بل يحد أيضًا من عدد السنوات التي يمكن أن يتمتع فيها الرجال بصحة جيدة.
وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة جيرمين باك لويس، عميدة كلية الصحة في جامعة جورج ميسون الأمريكية، في تصريح لموقع "Euronews Health" عبر البريد الإلكتروني، أن "النتائج الحالية تعزز الأدلة على أن جودة السائل المنوي ليست مجرد مؤشر على صحة الرجل في الوقت الآني، بل قد تشكل أيضًا مؤشرًا للتنبؤ بالحالة الصحية".
وأضافت أن هذا الأمر دفع الباحثين إلى اقتراح تصنيف جودة السائل المنوي كـ"علامة حيوية سادسة"، إلى جانب العلامات الحيوية الخمس التقليدية التي تشمل درجة الحرارة، ومعدل ضربات القلب، ومعدل التنفس، وضغط الدم، ونسبة تشبع الأكسجين في الدم.
ورغم أن الدراسة لم تحدد الأسباب الدقيقة للاختلاف في متوسط العمر المتوقع بين الرجال، أشارت لويس إلى أن "التعرض للملوثات البيئية قد يكون عاملًا مؤثرًا على الصحة الإنجابية والصحة العامة بشكل عام".
Relatedدراسة: كمية المياه التي تفقدها الأنهار الجليدية تعادل ما يستهلكه سكان العالم في 3 عقوددراسة جديدة تحسم الجدل: لقاح كوفيد-19 أثناء الحمل لا يؤثر على نمو الأطفالدراسة: ديمقراطية أوروبا تبقى في الصدارة وتراجع عالمي ملحوظ والاستبداد يزداد قوةبدورها، أكدت الدكتورة دولوريس لامب، المديرة المشاركة لمركز أبحاث التعلم في مستشفىChildren’s Mercy Kansas City بالولايات المتحدة، أن "غياب الفهم الدقيق لأسباب العقم والوظائف المتأثرة به، يجعل من الصعب تطوير علاجات طبية أو أدوية جديدة لمعالجة هذه المشكلات".
وأشارت إلى أن "العلاقة بين العقم والمخاطر الصحية المتزايدة لدى الرجال المصابين به لا تزال قيد البحث العلمي، في محاولة لفهم الرابط بين الخصوبة والصحة العامة تحديداً".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية دراسة: 11٪ فقط من الفرنسيين يتمتعون بصحة قلبية مثالية دراسة تكشف أكثر الدول الأوروبية ملاءمة للأفراد وفقًا لتأثير "ضريبة العزوبية" وتكاليف المعيشة دراسة: التعرض المتكرر للحرّ الشديد يُسرّع من الشيخوخة المبكرة أبحاث طبيةخصوبةطبدراسةزواجمرض