4 خطوات لاستعادة حماسك بعد فقدان الطاقة للعمل
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
"إن ظاهرة العزوف عن العمل آخذة في الارتفاع في جميع أنحاء العالم، حتى أن أولئك الذين يحبون عملهم بشكل عام يجدون صعوبة أحيانا في حشد الطاقة والتركيز من أجل الحفاظ على شغفهم".
هذا ما أشار إليه كل من بوريس غرويسبيرغ الأستاذ في كلية هارفارد للأعمال وروبن أبراهامز الباحث في الكلية نفسها في مقال لهما بعنوان "كيفية الخروج من مأزق فقدان الحافز" نُشر على موقع "هارفارد بيزنس ريفيو- آيديا كاست" مؤخرا.
لا أحد إذن يخلو في أي وقت من الوقوع في حفرة من الشعور بالتعثر وعدم التحفيز والتقاعس عن العمل تجعله في أشد الحاجة إلى اتخاذ بعض الخطوات لتغيير هذا الوضع "لكنه يكون مرهقا لدرجة العجز عن التفكير بشكل سليم أو القيام بأي شيء" كما تقول جيسيكا ستيلمان على موقع "إي إن سي".
وهنا تكمن أهمية مقال أبراهامز وغرويسبيرغ في تقديمهما حلولا للتصدي لهذه المشكلة المحبطة والعودة إلى المسار الصحيح "من خلال مساعدة الأشخاص على استعادة أعصابهم وتطوير أفكارهم وتجديد طاقتهم للتعامل مع نقص الحماس والمشاركة الفعالة في العمل"، وذلك عن طريق خطوات عملية تعتمد على بروتوكول مدعوم بالأبحاث يشمل المراحل الأربع التالية:
1- الانفصاليعترف أبراهامز وغرويسبيرغ بأنه قد يكون من المثير للاستغراب أن تكون الخطوة الأولى في خطتهم هي "التوصية بالانفصال عن العمل".
لكن أبراهامز يبرر هذه الخطوة بأننا غالبا ما نميل إلى الدخول في دوامة من التفكير السلبي وغير المنتج عندما نشعر بالإحباط "فيأتي الانفصال العاطفي عن العمل ليمنحنا مساحة كافية لرؤية الوضع من زاوية مختلفة أكثر سطوعا".
والانفصال العاطفي -بحسب "هيلث لاين"- هو "التقليل من التواصل مع الآخرين، أو وضع حدود مع أشخاص أو مجموعات معينة، والحفاظ على مسافة صحية في العلاقة معهم للحد من الضغوط والقلق أو التوتر".
الانفصال عن العمل إذن لا يعني التخلي عنه، لكنه "انفصال بهدف الراحة والاسترخاء دون شعور بالذنب" كما تقول المؤلفة ومدربة تنمية المهارات القيادية المعتمدة ميلودي وايلدنغ.
الانفصال عن العمل لا يعني التخلي عنه لكنه "انفصال بهدف الراحة والاسترخاء دون شعور بالذنب (شترستوك)وتوصي وايلدنغ بالتحلي بالصبر وأخذ الأمر بهدوء وبطء والتحدث بوضوح مع الزملاء عن الشعور بالإرهاق والحاجة للراحة لبعض الوقت، كأن تقول -على سبيل المثال- "من اليوم لن أكون متاحا بعد السابعة مساء، ومن يحتاجني لأمر عاجل فليتفضل بكتابة رسالة نصية أو بريد إلكتروني".
أو إذا كان لديك مدير يرسل لك بريدا إلكترونيا في جميع الأوقات فحافظ على حدودك وقل "شكرا على رسالتك، أقضي وقتا مع عائلتي، ولكنني سأجعل هذا الأمر في مقدمة اهتماماتي أول الأسبوع".
لهذا، يؤكد أبراهامز أن الانفصال عن العمل يأتي "لمساعدتنا على الهدوء والتأكد من مشاعرنا ومراجعة أهدافنا والحصول على المسافة التي نحتاجها لاتخاذ الخيارات الصحيحة".
وبدلا من البقاء عالقا تردد "لا أستطيع فعل أي شيء"، خذ وقفة للتفكير في ما حدث "ففي وقت الأزمات يكون التفكير أداة قوية".
2- التعاطف"التعاطف مع الذات هو القدرة على ملاحظة معاناتنا والتأثر بها، مما يجعلنا نرغب في القيام بشيء فعال للتخفيف منها"، وفقا للمدربة المتخصصة في هذا المجال كريستين غاردنر.
وتصف لوري سانتوس أستاذة علم النفس في جامعة ييل التعاطف مع الذات بأنه "إستراتيجية تحفيز أكثر فعالية لتعزيز الأداء والمرونة بدلا من لوم نفسك على إخفاقاتك".
أيضا "يمكن للتعاطف القوي مع الذات أن يمهد الطريق لتحسين الصحة والعلاقات والرفاهية العامة"، حيث كشفت الأبحاث عن عدد من فوائده "تشمل مستويات أقل من القلق والاكتئاب" بحسب موقع جامعة هارفارد للصحة.
التعاطف القوي مع الذات قد يمهد الطريق لتحسين الصحة والعلاقات والرفاهية العامة (بيكسلز)ورغم أن مجموعة كبيرة من الدراسات أشارت إلى أن "التعاطف مع الذات هو الطريقة الأفضل لحل المشكلات الصعبة بدلا من التوبيخ الداخلي للنفس" يحذر كل من أبراهامز وغرويسبيرغ من أن "الأشخاص المنفصلين عن العمل يميلون غالبا إلى التصرف مثل الإنسان الآلي ويتعاملون مع الآخرين بطريقة ينقصها التعاطف".
لهذا، ينصحان "بعدم السماح لمشاكلنا وصراعاتنا الخاصة بأن تنسينا أن نكون أكثر تعاطفا مع من حولنا أيضا"، ويشدد أبراهامز على أن "وجود روابط عاطفية مع الأشخاص في العمل يمكن أن يكون أمرا بالغ الأهمية للمساعدة في إعادة الشحن".
كما يوصي موقع "إنديد" بعدم إغفال شبكة الدعم الخاصة بك، والبحث عن وجهات نظر أشخاص من خارج نطاق عملك، والاستماع إلى آراء الأصدقاء أو أفراد الأسرة "لمساعدتك في فهم ما تمر به".
3- الحركةيقول غرويسبيرغ "الآن وبعد أن وفرت لنفسك المساحة العقلية والعاطفية التي تمنحك مزيدا من الهدوء والتركيز فقد حان الوقت لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتغيير وضع عملك".
وينصح بكسر الجمود وإعادة تشكيل الحياة وتحسينها من خلال الرؤية الواضحة التي تحققت في الخطوتين الأوليين "بوضع أهداف محددة كل صباح وعمل قوائم مهام يومية تفصل بين العمل والاهتمامات الشخصية".
وقم بخطوة واحدة في كل مرة، حيث يمكن للأهداف أن تغير عقليتك "وتساعدك على تحديد الأولويات بشكل أكثر فعالية"، بحسب موقع "إنديد".
الخبراء ينصحون بكسر الجمود وإعادة تشكيل الحياة وتحسينها (بيكسابي)"وثابر نحو هدفك، وركز على المهام والمسؤوليات التي تتحكم فيها بشكل كامل، وابقَ بعيدا عما لا يمكنك التحكم فيه"، وحدد المهارات التي ترغب في تعلمها أو تطويرها أكثر، وأضفها إلى قائمة أهدافك للتركيز عليها.
واصقل مهاراتك "فالأزمة تغذي الابتكار"، واسأل نفسك: ما الذي لا تعرفه؟ ما احتياجاتك التي لم تتم تلبيتها؟ حيث يؤكد أبراهامز أن "ممارسة الهوايات خارج أوقات العمل قد تساعد على العودة إلى الوظيفة بمزيد من الطاقة والإبداع والمرونة".
4- إعادة الصياغةيوضح أبراهامز أنه "بمجرد أن تستعيد توازنك من خلال الانفصال والتعاطف والحركة تأتي إعادة الصياغة للمساعدة في تحديد الطريقة التي يمكن أن تجعل الوظيفة أكثر إرضاء وتزيد إمكانية إعادة هيكلتها بطريقة ما".
وتُظهر الدراسات أن "إعادة الصياغة يمكن أن تجعل نفس المهام القديمة تبدو أكثر فائدة، مما يزيد دافعنا للقيام بها"، وإن كان هذا لا يمنع من الحاجة إلى خطوات أكثر جذرية في بعض الحالات كالانتقال إلى فريق آخر تماما، على سبيل المثال.
وتقول المؤلفة والمدربة المعتمدة شيريل تشاك على موقع فوربس إن تقنية "إعادة الصياغة" هي إستراتيجية قد تساعد الشخص على النظر إلى الموقف من خلال منظور أكثر إيجابية"، مضيفة أن إعادة الصياغة لديها القدرة على "مساعدتك على فهم الآخرين والتواصل معهم على مستوى أعمق".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مع الذات من خلال
إقرأ أيضاً:
غزة: أكثر الأماكن التي تضررت بها خيام النازحين في القطاع نتيجة الأمطار
أكد الدفاع المدني في غزة تعرض الخيام التي تؤوى آلاف النازحين في مناطق عديدة من القطاع صباح اليوم الأحد، إلى أضرار جسيمة بعد أن تدفقت مياه الأمطار بداخلها، ما أدى إلى تضرر واتلاف أمتعتهم وأفرشتهم.
وفيما يلي نص التصريح كما وصل وكالة سوا:
تصريح صحفي صادر عن الدفاع المدني في غزة:
▪تعرضت الخيام التي تؤوى آلاف النازحين في مناطق عديدة من قطاع غزة صباح اليوم إلى أضرار جسيمة بعد أن تدفقت مياه الأمطار بداخلها، ما أدى إلى تضرر واتلاف أمتعتهم وأفرشتهم.
▪تركزت الحالات التي تضررت فيها خيام النازحين في كل من: مخيم إيواء ملعب اليرموك ومتنزه بلدية غزة ومنطقة مخيم الشاطئ والخيام المقامة في بعض المدارس، وكذلك في وسط وجنوب القطاع في وادي الدميثاء بالقرارة ومنطقة وادي السلقا ومحيط بركة حي الأمل وحرم جامعة الأقصى ومنطقة الشاكوش بمواصي رفح ومنطقة البركة وساحل البحر في دير البلح.
▪نوجه تساؤلات للعالم الإنساني وللمنظمات الدولية بأن خيام النازحين تعرضت لأضرار صباح اليوم بمجرد سقوط أمطار محدودة وخفيفة؛ فكيف الحال لو شهدت هذه الخيام أمطار غزيرة ومتواصلة؟ بالتأكيد أننا أمام مشهد إنساني كارثي إذا استمر النازحون في المخيمات على هذا الحال لاسيما في ظل تلف كثير من خيامهم وعدم صلاحها للإيواء.
▪نحذر بشدة بأن النازحين أمام مخاطر كبيرة حال تعرضت المناطق المنخفضة إلى غمر مياه الأمطار في ظل انسداد قنوات الصرف الصحي بفعل تدمير جيش الإحتلال الإسرائيلي للبنى التحتية في مناطق القطاع، والخشية أيضا من انهيار منازل ومباني ينزح فيها مواطنون هي غير صالحة للسكن وآيلة للسقوط بسبب تعرضها للقصف الإسرائيلي.
▪نناشد المجتمع الدولي الإنساني والأمم المتحدة بأن تتداعى لإنقاذ حياة النازحين الفلسطينيين في المخيمات بقطاع غزة قبل فوات الأوان، وأن تساعدهم وتمدهم بخيام وكرفانات إيواء للوقاية من أضرار فصل الستاء.
المصدر : وكالة سوا