لبنان ٢٤:
2024-07-01@22:14:51 GMT

كيف ستُستَغّل تحذيرات نصرالله لقبرص؟

تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT

كيف ستُستَغّل تحذيرات نصرالله لقبرص؟

عندما طالب الأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله قبل أشهر بفتح البحر أمام النازحين السوريين ليتوجهوا إلى الشواطئ الأوروبية كانت جزيرة قبرص وجهة العديد منهم. وهذا الأمر استدعى قيام الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس بزيارتين للبنان، الأولى مع أركان حكومته، والثانية مع رئيسة المفوضية الاوروبيية اورسولا فون دير لاين للبحث مع الحكومة اللبنانية في ما يمكن اتخاذه من إجراءات، ترافقت مع منح لبنان مساعدة مالية بمليار يورو، مساهمة من المفوضية للحد من الهجرة غير الشرعية للنازحين السوريين عبر الشواطئ اللبنانية.

     وكما تسبّب مواقف وزير الاعلام السابق جورج قرداحي، وقبل تعيينه وزيرًا في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي،  بتراجع علاقات لبنان الديبلوماسية مع بعض الدول الخليجية، وبالأخصّ المملكة العربية السعودية، التي علّقت أنشطتها في لبنان، فإن تحذير السيد نصرالله دولة قبرص من أن تكون جزءًا من المشكلة القائمة على خلفية إمكانية سماح نيقوسيا للإسرائيليين باستخدام المطارات القبرصية لشن هجمات على لبنان سيكون مدار بحث على أعلى المستويات السياسية والديبلوماسية، خصوصًا أن لقبرص مكانة خاصة في الاتحاد الأوروبي، وكذلك بالنسبة إلى لبنان، الذي تربطه بالدولة القبرصية، رئيسًا وحكومة وشعبًا، علاقات صداقة ومصالح مشتركة، باعتبار أن جزيرة قبرص هي الدولة الأوروبية الأقرب إليه، وهي لعبت أدوارا خاصة خلال الحرب اللبنانية، حيث فتحت أبوابها لعدد كبير من اللبنانيين، الذين التجأوا إليها هربًا من جحيم المعارك.   وعلى رغم أن الرئيس القبرصي حاول استيعاب تحذيرات نصرالله بردّ فعل هادئ، وبعيدًا من الانفعالية، وأعتبر أن قبرص هي جزء من الحلّ، وليست جزءًا من المشكلة، فإن بعض الدول الغربية، التي تتماهى مواقفها مع مواقف الحكومة الإسرائيلية في ما خصّ الوضع المتفجّر في قطاع غزة، ستحاول الاستفادة من "هفوة" نصرالله الديبلوماسية، التي يرى بعض الأوساط الديبلوماسية أنها شكّلت إحراجًا للموقف الديبلوماسي اللبناني الرسمي، وهي ستكون مادة لـ "الاستثمار السياسي"، داخليًا وخارجيًا، على خلفية ما يمكن اعتباره إساءة لبلد صديق للبنان تربطه به مواثيق وتفاهمات اقتصادية، وبالأخصّ في مجال التنقيب عن الغاز والنفط في البحر الأبيض المتوسط.
فالذين لا يتوافقون مع استراتيجية "حزب الله" داخليًا سيحاولون رفع سقف مواقفهم ليس ضد مصادرته لقرار الحرب والسلم فحسب، بل في ما يسعى إليه لجهة تعكير علاقات لبنان الخارجية، مع ما يمكن أن يرافق هذه الحملات من تجييش لـ "الجيوش الالكترونية"، التي تهدف إلى الحدّ مما أظهره نصرالله في خطابه بالأمس من فائض لفائض القوة عندما تحدّث عن ترسانة "المقاومة الإسلامية"، وما لديها من صواريخ قد يصل مداها إلى عمق أعماق إسرائيل، مع استعدادها وجهوزيتها للحرب، التي بات احتمال وقوعها أقرب من أي وقت مضى.
أمّا الأوساط المقرّبة من "حارة حريك" فرأت أن كلام السيد نصرالله، الذي اعتبره البعض تهديدًا للسلطات القبرصية، انما جاء في السياق الطبيعي لمجمل الحديث، الذي خصّصه لرسم الاطار العام لما تحاول إسرائيل القيام به من عدوان ضد لبنان ومصالحه، وهو يندرج في سياق المعادلات الجديدة في الحرب الإعلامية والنفسية، خصوصًا في ضوء ما عادت به طائرة "الهدهد" من مشاهد عن مواقع إسرائيلية في حيفا وفي غيرها من المدن الإسرائيلية قد رفع من منسوب مما تجمّع لدى "الحزب" من بنك أهداف إسرائيلية محتملة.
ولكن، وفي المحصّلة النهائية، وبغض النظر عمّا يمكن أن تتخذه السلطات القبرصية من إجراءات من ضمن الاتحاد الأوروبي، فإن المواجهة بين "حزب الله" وإسرائيل قد اتخذت أوجهًا مختلفة عمّا كانت عليه الأوضاع قبل التاسع عشر من حزيران.    
 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ا یمکن

إقرأ أيضاً:

سبب الضغوط على لبنان رفضه الترتيبات الأمنية الإسرائيلية

أكد مصدر وزاري لبناني معني لـ "الأنباء الكويتية" ان "هناك غموضا متعمدا يكتنف التحذيرات والتهديدات التي تصل إلى لبنان، من مغبة توسعة الحرب على لبنان جبهة الجنوب، وهذا الغموض جعلنا نطرح عدة تساؤلات واقعية واستنتاجية حول مسار الامور".

واوضح المصدر ان "من هذه التساؤلات، صحيح ان الأمر البديهي عند تصاعد التوتر بين بلدين ان تسارع الدول إلى الطلب من رعاياها تجنب السفر إلى مناطق التوتر وان تطلب منهم المغادرة، ولكن لماذا التحذير طال الرعايا في لبنان فقط؟ ولماذا لم يطل الرعايا في إسرائيل من قبل الدول التي تقيم علاقات مع تل ابيب، كون ذات المخاطر التي تتهدد لبنان تتهدد إسرائيل؟ الا يحق لنا امام هذا الواقع ان نعتبر أن هذه التهديدات والتحذيرات سياسية وتهويلية اكثر منها جدية؟ أليس الهدف هو ارغام حزب الله على وقف اطلاق النار وإقفال جبهة الاسناد لقطاع غزة؟". وكشف المصدر عن انه "وفقا للمعطيات التي تجمعت لدى القيادات اللبنانية، فإن التصعيد العسكري الإسرائيلي المحتمل سيكون تحت سقف الحرب ولن يصل إلى حد الحرب، كي لا يتجاوز الجبهة اللبنانية بحيث نصبح أمام حرب إقليمية. والسبب الاساسي للضغوط الخارجية وتحديدا الغربية، هي رفض لبنان للترتيبات الأمنية التي حملها الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين من إسرائيل، والتي تشبه إلى حد كبير الترتيبات التي كانت مدرجة في اتفاق 17 ايار 1983 بين لبنان وإسرائيل، بعد اجتياح الأخيرة لمعظم الأراضي اللبنانية، والذي ألغي من قبل لبنان لاحقا".   وقال المصدر ان "السبب الجوهري الذي يدفع للخوف من نشوب حرب واسعة، انه في الشهر المقبل يدخل الكنيست الإسرائيلي في العطلة الصيفية التي تمتد إلى شهرين. ووفق الدستور الإسرائيلي تنتقل صلاحيات الكنيست كليا في هذه الفترة إلى الحكومة، وبالتالي يمكن لحكومة بنيامين نتنياهو ان تتخذ قرارات مصيرية من دون العودة إلى الكنيست". وأضاف المصدر "هناك حرب اعلامية ونفسية تخاض ضد لبنان، وهناك ماكينة خارجية تهدف إلى الضغط علينا للقبول بالشروط الإسرائيلية، وايضا لجعل المغتربين اللبنانيين يحجمون عن المجيء إلى بلدهم بعدما سجلت حركة مطار رفيق الحريري الدولي كثافة غير مسبوقة في حركة الوافدين، بينما تعاني إسرائيل من حركة عكسية، خصوصا ان منطقة الشمال المتاخمة للبنان هي الملاذ السياحي الجاذب عندها". وأشار المصدر إلى ان "المؤشرات الميدانية وفق تقارير قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) والاجهزة اللبنانية، تفيد بأن كل الانتشار العسكري الإسرائيلي في منطقة الشمال هو انتشار دفاعي وغير هجومي، وان دولة كبرى ابلغت إلينا بأن الحشود العسكرية لاسيما سلاح الدبابات والمدرعات والمدفعية لا يزال يبعد في مواقع تمركزه اكثر من 20 كيلومترا عن الحدود مع لبنان، وبالتالي هذا الانتشار لا يعتبر هجوميا بالعلم العسكري، الا اذا تقدمت هذه الاسلحة وعددها بالآلاف إلى مسافة 5 كيلومترات وما دون من الحدود اللبنانية".  

مقالات مشابهة

  • رد فعل صادم من الفلكية اللبنانية ‘‘ليلى عبداللطيف’’ عندما سألها المذيع عن مصير حسن نصرالله .. شاهدوا ماذا فعلت (فيديو)
  • سؤال لمتنبئة لبنانية على الهواء عن حسن نصر الله يثير بلبلة (شاهد)‏
  • القواعد العسكرية في قبرص.. مراكز لدعم إسرائيل والتجسس بالشرق الأوسط
  • كيف يعمل لبنان على الحد من تدفق المهاجرين نحو الدول الأوروبية؟
  • سرّ إستخباراتي.. لماذا رفض نصرالله إنضمام أجانب إلى الحزب؟
  • هذه حقيقة تهديد المطار.. ما علاقة نصرالله؟
  • توقعات مفاجئة من ليلى عبد اللطيف.. إقرأوا ماذا قالت عن الحرب نصرالله!
  • صدمة على الهواء.. المتنبئة اللبنانية ليلى عبداللطيف وسؤال عن حسن نصرالله يثير تكهنات
  • سبب الضغوط على لبنان رفضه الترتيبات الأمنية الإسرائيلية
  • بكركي 2024 تحاكي بكركي الـ2000.. وضغط الفاتيكان نجح