لبنان ٢٤:
2024-11-18@14:37:26 GMT

كيف ستُستَغّل تحذيرات نصرالله لقبرص؟

تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT

كيف ستُستَغّل تحذيرات نصرالله لقبرص؟

عندما طالب الأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله قبل أشهر بفتح البحر أمام النازحين السوريين ليتوجهوا إلى الشواطئ الأوروبية كانت جزيرة قبرص وجهة العديد منهم. وهذا الأمر استدعى قيام الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس بزيارتين للبنان، الأولى مع أركان حكومته، والثانية مع رئيسة المفوضية الاوروبيية اورسولا فون دير لاين للبحث مع الحكومة اللبنانية في ما يمكن اتخاذه من إجراءات، ترافقت مع منح لبنان مساعدة مالية بمليار يورو، مساهمة من المفوضية للحد من الهجرة غير الشرعية للنازحين السوريين عبر الشواطئ اللبنانية.

     وكما تسبّب مواقف وزير الاعلام السابق جورج قرداحي، وقبل تعيينه وزيرًا في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي،  بتراجع علاقات لبنان الديبلوماسية مع بعض الدول الخليجية، وبالأخصّ المملكة العربية السعودية، التي علّقت أنشطتها في لبنان، فإن تحذير السيد نصرالله دولة قبرص من أن تكون جزءًا من المشكلة القائمة على خلفية إمكانية سماح نيقوسيا للإسرائيليين باستخدام المطارات القبرصية لشن هجمات على لبنان سيكون مدار بحث على أعلى المستويات السياسية والديبلوماسية، خصوصًا أن لقبرص مكانة خاصة في الاتحاد الأوروبي، وكذلك بالنسبة إلى لبنان، الذي تربطه بالدولة القبرصية، رئيسًا وحكومة وشعبًا، علاقات صداقة ومصالح مشتركة، باعتبار أن جزيرة قبرص هي الدولة الأوروبية الأقرب إليه، وهي لعبت أدوارا خاصة خلال الحرب اللبنانية، حيث فتحت أبوابها لعدد كبير من اللبنانيين، الذين التجأوا إليها هربًا من جحيم المعارك.   وعلى رغم أن الرئيس القبرصي حاول استيعاب تحذيرات نصرالله بردّ فعل هادئ، وبعيدًا من الانفعالية، وأعتبر أن قبرص هي جزء من الحلّ، وليست جزءًا من المشكلة، فإن بعض الدول الغربية، التي تتماهى مواقفها مع مواقف الحكومة الإسرائيلية في ما خصّ الوضع المتفجّر في قطاع غزة، ستحاول الاستفادة من "هفوة" نصرالله الديبلوماسية، التي يرى بعض الأوساط الديبلوماسية أنها شكّلت إحراجًا للموقف الديبلوماسي اللبناني الرسمي، وهي ستكون مادة لـ "الاستثمار السياسي"، داخليًا وخارجيًا، على خلفية ما يمكن اعتباره إساءة لبلد صديق للبنان تربطه به مواثيق وتفاهمات اقتصادية، وبالأخصّ في مجال التنقيب عن الغاز والنفط في البحر الأبيض المتوسط.
فالذين لا يتوافقون مع استراتيجية "حزب الله" داخليًا سيحاولون رفع سقف مواقفهم ليس ضد مصادرته لقرار الحرب والسلم فحسب، بل في ما يسعى إليه لجهة تعكير علاقات لبنان الخارجية، مع ما يمكن أن يرافق هذه الحملات من تجييش لـ "الجيوش الالكترونية"، التي تهدف إلى الحدّ مما أظهره نصرالله في خطابه بالأمس من فائض لفائض القوة عندما تحدّث عن ترسانة "المقاومة الإسلامية"، وما لديها من صواريخ قد يصل مداها إلى عمق أعماق إسرائيل، مع استعدادها وجهوزيتها للحرب، التي بات احتمال وقوعها أقرب من أي وقت مضى.
أمّا الأوساط المقرّبة من "حارة حريك" فرأت أن كلام السيد نصرالله، الذي اعتبره البعض تهديدًا للسلطات القبرصية، انما جاء في السياق الطبيعي لمجمل الحديث، الذي خصّصه لرسم الاطار العام لما تحاول إسرائيل القيام به من عدوان ضد لبنان ومصالحه، وهو يندرج في سياق المعادلات الجديدة في الحرب الإعلامية والنفسية، خصوصًا في ضوء ما عادت به طائرة "الهدهد" من مشاهد عن مواقع إسرائيلية في حيفا وفي غيرها من المدن الإسرائيلية قد رفع من منسوب مما تجمّع لدى "الحزب" من بنك أهداف إسرائيلية محتملة.
ولكن، وفي المحصّلة النهائية، وبغض النظر عمّا يمكن أن تتخذه السلطات القبرصية من إجراءات من ضمن الاتحاد الأوروبي، فإن المواجهة بين "حزب الله" وإسرائيل قد اتخذت أوجهًا مختلفة عمّا كانت عليه الأوضاع قبل التاسع عشر من حزيران.    
 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ا یمکن

إقرأ أيضاً:

كيف علقت القوى السياسية اللبنانية على تصريحات جعجع بشأن سلاح حزب الله؟

بيروت- أطلق رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، سلسلة من المواقف السياسية التي أثارت ردود فعل متباينة بين القوى السياسية اللبنانية، وخاصة تلك المتعلقة بدعوة حزب الله للتخلي عن سلاحه، لإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان، مبديا في الوقت نفسه معارضته قيام الجيش اللبناني بنزع سلاح حزب الله بالقوة.

وكان جعجع قد دعا -في مقابلة إعلامية- حزب الله والدولة اللبنانية إلى تنفيذ الاتفاقات المحلية والقرارات الدولية لحل الفصائل المسلحة خارج سيطرة الدولة، مؤكدا أنه "لا يرى إمكانية لاندلاع حرب أهلية في لبنان"، وأن حزبه لا يريد أن تبدأ تلك الحرب.

واعتبر جعجع أن ضغوط الحملة العسكرية الإسرائيلية الشديدة تشكل فرصة لإعادة البلاد إلى مسارها الصحيح، كما رأى أن نزوح اللبنانيين الشيعة إلى مناطق سنية ومسيحية من شأنه إثارة مشاكل في بلد يعاني مشاكل اقتصادية.

توضيح الحزب

وأصدرت دائرة الإعلام الخارجي لحزب القوات اللبنانية بيانا وضحت فيه "أن الحديث الذي نشر لا يعبّر في بعض نقاطه بشكل صحيح عما قاله جعجع، إذ إنّ الترجمة التي تولّتها الوكالة قد حرّفت مضمون بعض الأجوبة أو افتقرت إلى الدقة".

وفي حديث لمسؤول جهاز الإعلام في حزب القوات اللبنانية شارل جبور، للجزيرة نت، أوضح أنه عندما تُجرى المقابلات مع صحفيين أجانب وباللغة الأجنبية، قد يحدث أحيانا سوء فهم لبعض المصطلحات أو التوجهات السياسية، مما يؤدي إلى تفسير الأمور بشكل مغاير للمواقف الفعلية.

وأضاف جبور أنه "تم التنبيه إلى أن بعض النقاط كانت غير واضحة بسبب سوء الترجمة أو التقدير"، مؤكدا أنهم اكتفوا بالتوضيح الذي ورد في البيان الصادر أمس الخميس، من دون الدخول في تفاصيل حول النقاط التي تسببت في اللبس أو نقص الدقة في التعبير.

لكن اللافت في مواقف جعجع أنه أطلقها:

عشية الإعلان عن تسليم السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون رئيس مجلس النواب نبيه بري ورقة خطية تتضمن مسودة اقتراح لوقف إطلاق النار. عشية زيارة علي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني إلى بيروت قادما من دمشق، ولقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري للبحث معهما حول العدوان الإسرائيلي على لبنان. بعد أيام قليلة على القرار الإسرائيلي بتوسيع العملية البرية في لبنان. التمسك بالقرار

وتعليقا على مواقف جعجع، يرى الدكتور علي درويش النائب السابق في الكتلة البرلمانية لرئيس الحكومة اللبنانية أن "حل مشكلة سلاح حزب الله يكمن في تطبيق القرار 1701"، مذكرا أن هذا الحل الذي لطالما نادى به كل من رئيس الحكومة ميقاتي ورئيس مجلس النواب بري، اللذان يمثلان السلطة الرسمية اللبنانية حاليا، ومشددا على ضرورة التمسك بالمرجعية الرسمية اللبنانية، مع احترام مختلف الآراء.

وأشار درويش -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن تطبيق القرار 1701 من شأنه أن يعيد الأمور إلى مسارها الصحيح، "حيث يتولى الجيش اللبناني مسؤولية الانتشار في الجنوب، مما يضمن عدم وجود أي مسلحين في المناطق التي يسيطر عليها الجيش"، ورأى أن هذه الخطوة، حتى وإن لم تحقق الحل النهائي، فإنها تشكل بداية نحو وقف الحرب وتطبيق القرار.

وفي ما يتعلق بتداعيات الحرب الراهنة، قال درويش "إننا نواجه أزمة نزوح كبيرة من المتوقع أن تنحسر مع نهاية الحرب، لذلك، يجب التركيز على إنهاء الحرب كخطوة أساسية لحل معظم الأزمات التي يعاني منها لبنان، ولتبديد الهواجس التي تقلق البعض"، كما أكد أهمية الوحدة الوطنية، التي تعدّ ضرورية لدعم لبنان في هذه المرحلة الحرجة وفي المراحل المقبلة.

جعجع دعا حزب الله والدولة اللبنانية إلى تنفيذ الاتفاقات المحلية والقرارات الدولية لحل الفصائل المسلحة (رويترز) إعادة تقييم

من جانبه، اعتبر عضو المجلس السياسي في التيار الوطني الحر وليد الأشقر أن جعجع أثار نقطة وصفها بالمهمة، وهي "استحالة نزع سلاح حزب الله بالقوة"، وأوضح أن هذه المسألة كانت دائما محط تأكيد من التيار منذ 20 عاما.

وأشار الأشقر -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن جعجع "الذي طالما بالغ في تصريحاته حول ضرورة نزع سلاح الحزب على مدى السنوات الماضية، اعترف اليوم، في خضم المعركة التي يخوضها حزب الله ضد إسرائيل، بعدم إمكانية تحقيق هذا الهدف بالقوة".

وأكد أن التيار الوطني الحر يرحب بأي موقف يؤيد هذه الرؤية، حتى وإن جاء متأخرا، مشددا على موقف التيار المستمر منذ عقدين بضرورة وضع إستراتيجية دفاعية شاملة تلتزم بها جميع الأطراف اللبنانية.

وفي ما يخص ملف النازحين، أشار الأشقر إلى أهمية احتضان المدنيين النازحين من مناطق القصف، مؤكدا أن التخوف من الاعتداءات الإسرائيلية يبقى دائما حاضرا بسبب عدم تمييز إسرائيل بين المدنيين والعسكريين، مستشهدا باستهداف مركز للدفاع المدني في بعلبك أمس الخميس، وأضاف أن "الادعاء بوجود مسلحين بين المدنيين يخدم مصلحة العدو الإسرائيلي فقط".

وختم الأشقر حديثه للجزيرة نت بالدعوة إلى ضرورة التضامن بين اللبنانيين، محذرا من خطر الفتنة الداخلية، ودعا إلى الحفاظ على التوازن في العلاقة بين المستضيفين والنازحين، بحيث يبقى كل طرف ضمن حدوده سواء في الضيافة أو في المتطلبات، دون تجاوز المقبول.

سيادة الدولة

بدوره، رأى أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، في حديثه للجزيرة نت، أن "إعادة بناء الدولة ومؤسساتها ينبغي أن تكون أولوية قصوى، بحيث تصبح الدولة وحدها بمختلف أطرها المرجع الأساس لإدارة شؤون اللبنانيين"، وأكد أن "منطق سيادة الدولة يستوجب أن تكون وحدها صاحبة القرار في مسائل السلام والحرب والأمن".

وفي ما يتعلق بإشكالية سلاح حزب الله، شدد ناصر على أن الحل يكمن في الحوار الوطني، وصولا إلى إستراتيجية دفاعية وطنية تستوعب كل القدرات الدفاعية تحت كنف الدولة، كما أشار إلى أهمية "ضمان أمن الجنوب وسلامة أهله في وجه العدو الإسرائيلي"، معتبرا أن اتفاقية الهدنة يمكن أن تشكل حلا واقعيا على المستويين الأمني والعسكري، عبر تبني نهج "لا حرب ولكن لا سلام".

وبالنسبة لمسألة النزوح، أوضح ناصر أن "هذه الأزمة هي في الأساس قضية إنسانية، مما يستدعي تضامنا وطنيا لمواجهتها"، ورغم أن حجم النزوح الحالي غير مسبوق سواء من حيث الأعداد أو المدة الزمنية، فإنه نفى وجود أي مبرر للحديث عن خطر حرب أهلية بسببه، مؤكدا أن اللبنانيين ليسوا في هذا الوارد أصلا.

ولفت ناصر إلى أن النازحين سيعودون إلى قراهم بمجرد وقف إطلاق النار، مؤكدا أن التوترات التي قد تحدث بين الحين والآخر لا تعني بالضرورة أنها ستفضي إلى حرب أهلية، خصوصا في ظل الدور الذي تقوم به القوى الأمنية والجيش لضبط الأوضاع ومعالجة المشاكل على الأرض.

مقالات مشابهة

  • بري وبيرم ناقشا الشكوى اللبنانية ضد إسرائيل والمستجدات السياسية
  • لحود: العدو المجرم لن يكتب له الانتصار
  • الصحة اللبنانية: 3481 شهيدا و14786 جريحا منذ بدء العدوان الصهيوني
  • الصحة اللبنانية: 3,481 شهيداً و14,786 جريحًا منذ بدء العدوان الصهيوني
  • «الصحة اللبنانية»: 3481 شهيدا و14786 جريحا منذ بدء العدوان الإسرائيلي
  • الصحة اللبنانية: استشهاد شخص وإصابة 3 آخرين في غارة إسرائيلية
  • بعد تفجيرات البيجر.. السفير الإيراني لدى لبنان يكشف ما فعله نصرالله (فيديو)
  • الصحة اللبنانية: 59 شهيدا و182 جريحا في الغارات الإسرائيلية أمس
  • الصحة اللبنانية: استشهاد 56 شخصًا وإصابة 180 في قصف إسـرائيلي خلال الـ 24 ساعة الماضية
  • كيف علقت القوى السياسية اللبنانية على تصريحات جعجع بشأن سلاح حزب الله؟