نظام غذائي يسد الشهية ويحمي الأمعاء من الأمراض
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
توصل مجموعة علماء أميركيون إلى اكتشاف هام يظهر تأثير النظام الغذائي الغني بالبروتين على تريليونات البكتيريا الصحية الموجودة في الأمعاء، والتي تلعب دوراً حيوياً في تنظيم الجوع والتحكم في الشهية. يُعتبر هذا الاكتشاف خطوة جديدة نحو فهم أفضل للعلاقة بين التغذية وصحة الأمعاء، مما يفتح آفاقاً جديدة في مكافحة السمنة.
ووفقًا لما ذكره موقع صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أجرى العلماء تجربة مخبرية شملت 16 فأراً لتحديد تأثير البروتين على ميكروبيوم الأمعاء. خلال أول أسبوعين من التجربة، قُدّمت للفئران وجبات غذائية قياسية غنية بالكربوهيدرات. في الأسبوعين التاليين، قُسّمت الفئران إلى أربع مجموعات، حيث قُدّم لها وجبات جديدة تحتوي على نوعين مختلفين من البروتين الموجودين في اللحوم، الدواجن، والمأكولات البحرية.
خلال فترة الدراسة، جمع العلماء عينات يومية من براز الفئران لتحليل نسبة بكتيريا الأمعاء الصحية. بالإضافة إلى ذلك، تم قياس نسبة الدهون في جسم الفئران. بعد انتهاء فترة الدراسة، تبين أن الفئران التي تناولت وجبات غنية بالبروتين فقدت وزناً ودهوناً أكثر مقارنة بتلك التي تناولت وجبات غنية بالكربوهيدرات.
كشف تحليل البيانات أن الأحماض الأمينية ذات السلسلة المتفرعة الموجودة في الدجاج، لحم البقر، الديك الرومي، السلمون، والتونة، كان لها التأثير الأكبر على صحة الأمعاء. وأظهرت الدراسة أن البروتين غير المهضوم يتخمر في الأمعاء، مما ينتج عنه أحماض دهنية قصيرة السلسلة تساعد في تنظيم الشهية وامتصاص الفيتامينات. كما يؤدي تخمير البروتين إلى تطوير سلالات معينة من البكتيريا المفيدة مثل العصيات اللبنية، التي تكافح البكتيريا الضارة في الأمعاء.
تأثيرات البروتين على ميكروبيوم الأمعاءأكد قائد الدراسة، سامسون أديجومو، مرشح الدكتوراه في علم الأحياء بجامعة إلينوي، أن هذه النتائج تساهم بشكل كبير في تطوير فهمنا لكيفية تأثير البروتين على ميكروبيوم الأمعاء، وبالتالي على صحتنا العامة. وذكر أن البروتين يعمل كركيزة للتخمير الميكروبي في الأمعاء، مما ينتج عنه منتجات ثانوية مفيدة تساعد في تحسين صحة الأمعاء.
تتوافق نتائج هذه الدراسة مع دراسات سابقة أشارت إلى أن وفرة الميكروبيوم المعوي يمكن أن تزيد من معدل حرق السعرات الحرارية وتنظيم إشارات الجوع بين الدماغ والمعدة. علاوة على ذلك، تساعد البكتيريا الصحية في تنظيم حركة الصفراء في الجهاز الهضمي، مما يلعب دوراً مهماً في هضم الدهون وامتصاصها.
يفتح هذا الاكتشاف آفاقاً جديدة للأبحاث المستقبلية التي يمكن أن تتناول كيفية تحسين النظم الغذائية لتعزيز صحة الأمعاء وتقليل مخاطر السمنة. يمكن أن تساهم هذه الدراسات في تطوير استراتيجيات تغذوية أكثر فعالية تساعد على تحقيق وزن صحي والمحافظة عليه، من خلال التركيز على دور البروتينات في النظام الغذائي.
بشكل عام، تشير هذه الدراسة إلى أن النظام الغذائي الغني بالبروتين له تأثيرات إيجابية على صحة الأمعاء والتحكم في الوزن. من خلال تحسين فهمنا للعلاقة بين التغذية وميكروبيوم الأمعاء، يمكننا تطوير استراتيجيات جديدة لمكافحة السمنة وتعزيز الصحة العامة. تشكل هذه النتائج خطوة هامة نحو تحسين النظم الغذائية وتعزيز دور البروتين في تحقيق صحة أفضل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النظام الغذائي البروتين الأمعاء البكتيريا البكتيريا الصحية الشهية ديلي ميل ميكروبيوم الأمعاء النظام الغذائی البروتین على صحة الأمعاء فی الأمعاء
إقرأ أيضاً:
لجنة رباعية تباشر التحقيق في حادثة تسمم غذائي بسلسلة حلويات شهيرة
كشفت مصادر مطلعة لـ ”اليوم“ بأن اللجنة الرباعية المختصة بحوادث التسمم باشرت التحقيق في واقعة تسمم غذائي يُشتبه أنها طالت أكثر من 30 شخصاً إثر تناولهم منتجات من أحد فروع سلسلة محلات حلويات شهيرة. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة لضمان سلامة الغذاء وحماية صحة المستهلكين.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وأوضحت مصادر صحية أن التسمم الغذائي، أو الأمراض المنقولة عبر الغذاء، ينتج عن تناول أطعمة ملوثة، مشيرة إلى أن البكتيريا تُعد المسبب الرئيسي لأكثر من 80% من الحالات عالمياً، بالإضافة إلى ملوثات أخرى كالفيروسات والطفيليات أو السموم الطبيعية مثل بعض أنواع الفطر السام.
أخبار متعلقة الغذاء والدواء تستعد لحج آمن.. تدريبات وفرضيات لسلامة ضيوف الرحمنتراجع رقابة صحة البيئة 34% خلال 5 سنوات وارتفاع التسمم الغذائيأمير الشرقية يدشن حملة “جسر الأمل” التي أطلقتها لجنة “تراحم”وأكدت المصادر على الأهمية البالغة لقضايا التسمم الغذائي عالمياً؛ نظراً لما يسببه تلوث الطعام من ضغوط اجتماعية واقتصادية كبيرة على المجتمعات، مما يستدعي تشكيل لجان متخصصة لتقصي الحقائق في مثل هذه الحوادث.
وذكرت المصادر أن الأمانات تتولى رئاسة لجان الاستقصاء الوبائي وفقاً للقرارات الوزارية، بهدف إجراء الدراسات اللازمة لتقصي تفشي الأمراض المنقولة بالغذاء.
علاقة تكاملية بين الهيئات والوزارات
وأشارت إلى أن العلاقة بين البلديات والجهات المعنية الأخرى، وهي وزارة الصحة ووزارة الداخلية وهيئة الغذاء والدواء، هي علاقة تكاملية تعمل وفق آلية محددة مفصلة في ”دليل ضوابط عقوبات حوادث التسمم الغذائي“، وغالباً ما يمثل هذه الجهات أعضاء ذوو خبرة متراكمة في التعامل مع هذه القضايا.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } وزارة الصحة - اليوم
وبينت المصادر أنه في حال وقوع حادث تسمم، تضطلع الأمانات بدور محوري يشمل التفتيش على المنشأة المعنية للتحقق من تطبيق الاشتراطات الصحية والمشاركة في التحقيق لتحديد أسباب الحادث.
وأضافت أن عمل اللجنة يبدأ فور تلقي بلاغات من المستشفيات عن حالات اشتباه بالتسمم، حيث تُبلغ طوارئ وزارة الصحة التي بدورها تخطر أعضاء اللجنة الرباعية للانتقال فوراً إلى الموقع وبدء عملية الاستقصاء الوبائي. يشمل ذلك فهم ظروف الحادث ومراجعة طرق تحضير وتقديم الأغذية، أو طرق تصنيع وتخزين المواد المشتبه بها، بالإضافة إلى أخذ عينات من الغذاء والعاملين ومسحات من الأسطح والأدوات، وتسجيل إفادات المصابين.
تحديد نوع الميكروب
وتابعت المصادر موضحة أن وزارة الصحة تتولى بعد ذلك تحديد نوع الميكروب المسبب للتسمم لدى المصابين، بينما تقوم مختبرات البلديات وهيئة الغذاء والدواء بتحليل العينات المأخوذة من العاملين والغذاء وأماكن التحضير، ثم تجتمع اللجنة لدراسة كافة جوانب القضية وربط العلاقة بين الغذاء المشتبه به وكافة مراحل إعداده واستهلاكه، بما في ذلك الحفظ والتبريد وإعادة التسخين، ورسم مخطط تفصيلي لخطوات الإعداد لتحديد العوامل المحتملة التي ساهمت في وقوع الحادث.
وبناءً على ذلك، تصدر اللجنة تقريرها النهائي متضمناً الاستنتاجات والتوصيات بإدانة المنشأة وتحديد العقوبة، ويرفع هذا التقرير إلى وزير البلديات لاعتماده، ثم توجه الأمانة أو البلدية المعنية لتطبيق لائحة الجزاءات المقررة، والتي قد تشمل الإغلاق وفرض غرامات مالية.
وأشارت المصادر إلى أن زيادة المعرفة حول الأمراض المنقولة بالغذاء وكيفية السيطرة عليها والحد منها تعتمد بشكل كبير على دقة عمليات الرصد والتقصي والتحقيق في هذه الحوادث. وعادةً ما تُستخدم المعلومات المستخلصة من تحقيقات اللجان، عبر دراسة الحوادث على مدى فترات زمنية أطول، في وضع استراتيجيات فعالة للحد من انتشار هذه الأمراض، سواء عبر إجراءات فورية أو تحسينات طويلة الأمد.
الوقاية أولاً
ونوهت المصادر إلى إمكانية الحد من هذه الحالات بشكل كبير، بإذن الله، إذا تبنت الجهات التنظيمية والرقابية استراتيجيات ترتكز على مبدأ ”الوقاية أولاً“ لتقليل مخاطر تلوث الأغذية. وأكدت على أهمية استخلاص الدروس من حالات التفشي السابقة واتخاذ خطوات استباقية لمنع تكرارها، بمشاركة قطاع صناعة الأغذية ومنشآت إعداد الطعام.
ويشمل ذلك تكثيف الرقابة الصحية المفاجئة وغير المعلنة، ونشر الوعي من خلال حملات توعوية متخصصة مثل حملات ”الصيف وسلامة الغذاء“ و”التلوث الميكروبي للغذاء“ و”سلامة الغذاء مسؤولية الجميع“، بحيث تتناول مسببات التسمم ومصادره وأعراضه وطرق الوقاية منه، بالإضافة إلى الأساليب الصحية المثلى لحفظ وتجهيز وتداول الأطعمة المختلفة. كما شددت على ضرورة توفير قنوات تواصل مباشرة للمستهلكين مع الأجهزة المعنية «وزارة الصحة، وزارة البلديات، هيئة الغذاء والدواء، ومركز الصحة العامة» للإبلاغ عن المخالفات أو الاستفسار حول ما يتعلق بالمنشآت الغذائية والصحة العامة.