باحثون يكشفون عن “لص معرفي” في أدمغتنا
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
السويد – كشفت دراسة جديدة عن خطر كبير يمكن أن يشكله التوتر على الدماغ البشري.
وتوصل باحثون سويديون في دراسة نشرتها مجلة Alzheimer’s & Dementia: The Journal of the Alzheimer’s Association، إلى أن التوتر (أو الإجهاد) يمكن أن يؤدي في الواقع إلى إضعاف الدفاعات الإدراكية في الدماغ، ما يعرضنا لخطر أكبر للإصابة بالخرف.
واستكشفت هذه الدراسة التي أجراها معهد كارولينسكا التفاعل بين أنشطتنا اليومية والصحة المعرفية.
وقد اعتقد الباحثون منذ فترة طويلة أن الانخراط في أنشطة محفزة عقليا، مثل التعلم، والتعامل مع الوظائف المعقدة، والبقاء نشيطا بدنيا، والحفاظ على حياة اجتماعية غنية، يمكن أن يساعد في بناء “احتياطي معرفي”.
ويعمل هذا الاحتياطي كمنطقة عازلة عقلية، ما قد يحمي أدمغتنا من أعراض الخرف، حتى عند وجود علامات جسدية للمرض. ومع ذلك، فإن الإجهاد يقلل من المرونة العقلية التي يتم بناؤها من خلال هذه الأنشطة، ويقوض فوائدها.
ويبدو الأمر كما لو أن التوتر يعمل بمثابة “لص معرفي”، حيث يسرق منا المرونة العقلية التي عملنا جاهدين على بنائها. وهذه النتيجة مهمة بشكل خاص لأنه من المعروف أن التوتر يقلل من التفاعلات الاجتماعية، ويعوق قدرتنا على الانخراط في الأنشطة الترفيهية، بل ويزيد من خطر الإصابة بالخرف.
وقال المؤلف الرئيسي ماناسا شانتا ييرامالا، الباحث في جامعة كارولينسكا: “يمكن أن تكون استراتيجيات إدارة التوتر المختلفة مكملا جيدا لتدخلات نمط الحياة الحالية في الوقاية من مرض ألزهايمر”.
وبدأت عملية الاكتشاف في أواخر الثمانينات عندما لاحظ الباحثون أن بعض الأفراد لم تظهر عليهم أي أعراض للخرف على الرغم من وجود تغيرات في الدماغ تتوافق مع مرض ألزهايمر.
وأدى ذلك إلى ظهور مفهوم “الاحتياطي المعرفي”، ما يشير إلى أن تجارب وسلوكيات حياتية معينة تبني مرونة عقلية تحمي من التدهور المعرفي.
وقام الباحثون بتسجيل 113 مشاركا من عيادة الذاكرة لدراسة العلاقة بين الاحتياطي المعرفي والإدراك والمؤشرات الحيوية لمرض ألزهايمر.
كما قاموا بفحص تأثير الإجهاد، وقياس الإجهاد الفسيولوجي (مستويات الكورتيزول في اللعاب) والضغط النفسي (الإجهاد المبلغ عنه ذاتيا).
ويرتفع الكورتيزول، الذي يُطلق عليه غالبا “هرمون التوتر”، تحت الضغط ويعمل كجهاز إنذار للجسم.
الإجهاد يضعف دفاعات دماغنا
وكشفت الدراسة أنه في حين أن الاحتياطي المعرفي الأكبر أدى إلى تحسين الإدراك، فإن ارتفاع مستويات الكورتيزول أضعف هذه العلاقة المفيدة، ما يشير إلى أن التوتر يؤدي إلى تآكل الطبقات الواقية لـ”القلعة العقلية”.
ويشير هذا الاكتشاف إلى أن تقنيات الحد من التوتر، مثل التأمل، التي تخفض مستويات الكورتيزول، يمكن أن تكون إضافات قوية في نمط الحياة الحالية للحفاظ على دفاعات الدماغ.
وأخذ الباحثون في الاعتبار تأثير التوتر على النوم، ما يؤثر على الإدراك. وعلى الرغم من أن الدراسة أخذت في الاعتبار أدوية النوم، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيف يؤدي الحرمان من النوم إلى إتلاف الاحتياطي المعرفي.
وتفتح الدراسة آفاقا جديدة للوقاية من مرض ألزهايمر من خلال دمج إدارة التوتر مع تدخلات نمط الحياة.
ويخطط الباحثون الآن لمواصلة دراسة العلاقة بين التوتر واضطرابات النوم والاحتياطي المعرفي لدى مرضى عيادة الذاكرة لتطوير تدخلات فعالة للوقاية من مرض ألزهايمر.
ويمكن أن يضر الإجهاد بشكل كبير الدماغ، ما يؤثر على بنيته ووظيفته بطرق متعددة، حيث يمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن إلى انكماش الحصين، وهو جزء من الدماغ مهم للذاكرة والتعلم، بينما يؤدي أيضا إلى تضخم اللوزة الدماغية، ما قد يجعل الدماغ أكثر تقبلا للتوتر.
ولا يؤثر هذا التغيير على الذاكرة فحسب، بل يزيد أيضا من ردود الفعل العاطفية والقلق.
المصدر: Earth.com
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: مرض ألزهایمر أن التوتر یمکن أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
ماهو الإجهاد العصبي ؟.. وأهم أسبابه
إجهاد الجهاز العصبي هو حالة يتعطل فيها الأداء الطبيعي والتوازن في الجهاز العصبي ويحدث ذلك عندما يتعرض الجهاز العصبي لضغط شديد أو مطول، مما يجعله يعمل في حالة تأهب قصوى.
ويمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى ظهور أعراض جسدية ونفسية مختلفة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة حياة الفرد.
ووفقا لما جاء في موقع thorburnchiro نكشف لكم أهم أعراض إجهاد الجهاز العصبى.
إشارات تحذيرية مبكرة لإجهاد الجهاز العصبي
إن جسم الإنسان عبارة عن آلة معقدة ومتشابكة، وفي مركز عملياته يقع الجهاز العصبي وهذا الجهاز مسؤول عن إدارة وتنسيق أنشطة الجسم، مما يجعله مكونًا أساسيًا لبقائنا وأدائنا اليومي ويتكون من جزأين رئيسيين: الجهاز العصبي المركزي، الذي يشمل المخ والحبل الشوكي، والجهاز العصبي الطرفي، الذي يضم جميع الأعصاب التي تتفرع من المخ والحبل الشوكي وتمتد إلى أجزاء أخرى من الجسم.
الوظيفة الأساسية للجهاز العصبي هي نقل الإشارات بين أجزاء مختلفة من الجسم وهذه الإشارات مشحونة كهربائيًا وهي مسؤولة عن كل شيء، بدءًا من تحريك العضلات وحتى تذكر اسم كما إنه نظام معقد للغاية ومتشابك، وفي ظل الظروف العادية، يعمل بسلاسة ودون وعي منا.
ومع ذلك، مثل أي جهاز، يمكن أن يتعرض الجهاز العصبي للإجهاد أو الإرهاق وقد يؤدي هذا إلى مجموعة من المشاكل، بعضها قد يكون خطيرًا للغاية. إن فهم الجهاز العصبي ووظائفه هو الخطوة الأولى نحو التعرف على الجهاز العصبي المجهد والتعامل معه.