باحثون يكشفون عن "لص معرفي" في أدمغتنا
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
كشفت دراسة جديدة عن خطر كبير يمكن أن يشكله التوتر على الدماغ البشري.
إقرأ المزيد إنجاز رائد.. إنشاء أول دماغ صغير في العالم مزود بحاجز دموي دماغي وظيفيوتوصل باحثون سويديون في دراسة نشرتها مجلة Alzheimer’s & Dementia: The Journal of the Alzheimer’s Association، إلى أن التوتر (أو الإجهاد) يمكن أن يؤدي في الواقع إلى إضعاف الدفاعات الإدراكية في الدماغ، ما يعرضنا لخطر أكبر للإصابة بالخرف.
واستكشفت هذه الدراسة التي أجراها معهد كارولينسكا التفاعل بين أنشطتنا اليومية والصحة المعرفية.
وقد اعتقد الباحثون منذ فترة طويلة أن الانخراط في أنشطة محفزة عقليا، مثل التعلم، والتعامل مع الوظائف المعقدة، والبقاء نشيطا بدنيا، والحفاظ على حياة اجتماعية غنية، يمكن أن يساعد في بناء "احتياطي معرفي".
ويعمل هذا الاحتياطي كمنطقة عازلة عقلية، ما قد يحمي أدمغتنا من أعراض الخرف، حتى عند وجود علامات جسدية للمرض. ومع ذلك، فإن الإجهاد يقلل من المرونة العقلية التي يتم بناؤها من خلال هذه الأنشطة، ويقوض فوائدها.
ويبدو الأمر كما لو أن التوتر يعمل بمثابة "لص معرفي"، حيث يسرق منا المرونة العقلية التي عملنا جاهدين على بنائها. وهذه النتيجة مهمة بشكل خاص لأنه من المعروف أن التوتر يقلل من التفاعلات الاجتماعية، ويعوق قدرتنا على الانخراط في الأنشطة الترفيهية، بل ويزيد من خطر الإصابة بالخرف.
إقرأ المزيد اكتشاف يعد بعلاجات مستقبلية .. حالات نادرة تصاب بألزهايمر دون ظهور أي أعراض!وقال المؤلف الرئيسي ماناسا شانتا ييرامالا، الباحث في جامعة كارولينسكا: "يمكن أن تكون استراتيجيات إدارة التوتر المختلفة مكملا جيدا لتدخلات نمط الحياة الحالية في الوقاية من مرض ألزهايمر".
وبدأت عملية الاكتشاف في أواخر الثمانينات عندما لاحظ الباحثون أن بعض الأفراد لم تظهر عليهم أي أعراض للخرف على الرغم من وجود تغيرات في الدماغ تتوافق مع مرض ألزهايمر.
وأدى ذلك إلى ظهور مفهوم "الاحتياطي المعرفي"، ما يشير إلى أن تجارب وسلوكيات حياتية معينة تبني مرونة عقلية تحمي من التدهور المعرفي.
وقام الباحثون بتسجيل 113 مشاركا من عيادة الذاكرة لدراسة العلاقة بين الاحتياطي المعرفي والإدراك والمؤشرات الحيوية لمرض ألزهايمر.
كما قاموا بفحص تأثير الإجهاد، وقياس الإجهاد الفسيولوجي (مستويات الكورتيزول في اللعاب) والضغط النفسي (الإجهاد المبلغ عنه ذاتيا).
ويرتفع الكورتيزول، الذي يُطلق عليه غالبا "هرمون التوتر"، تحت الضغط ويعمل كجهاز إنذار للجسم.
الإجهاد يضعف دفاعات دماغنا
وكشفت الدراسة أنه في حين أن الاحتياطي المعرفي الأكبر أدى إلى تحسين الإدراك، فإن ارتفاع مستويات الكورتيزول أضعف هذه العلاقة المفيدة، ما يشير إلى أن التوتر يؤدي إلى تآكل الطبقات الواقية لـ"القلعة العقلية".
إقرأ المزيد خبراء: الاستهلاك اليومي لزيت الزيتون يقلل من خطر الوفاة بمرض لا دواء لهويشير هذا الاكتشاف إلى أن تقنيات الحد من التوتر، مثل التأمل، التي تخفض مستويات الكورتيزول، يمكن أن تكون إضافات قوية في نمط الحياة الحالية للحفاظ على دفاعات الدماغ.
وأخذ الباحثون في الاعتبار تأثير التوتر على النوم، ما يؤثر على الإدراك. وعلى الرغم من أن الدراسة أخذت في الاعتبار أدوية النوم، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيف يؤدي الحرمان من النوم إلى إتلاف الاحتياطي المعرفي.
وتفتح الدراسة آفاقا جديدة للوقاية من مرض ألزهايمر من خلال دمج إدارة التوتر مع تدخلات نمط الحياة.
ويخطط الباحثون الآن لمواصلة دراسة العلاقة بين التوتر واضطرابات النوم والاحتياطي المعرفي لدى مرضى عيادة الذاكرة لتطوير تدخلات فعالة للوقاية من مرض ألزهايمر.
ويمكن أن يضر الإجهاد بشكل كبير الدماغ، ما يؤثر على بنيته ووظيفته بطرق متعددة، حيث يمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن إلى انكماش الحصين، وهو جزء من الدماغ مهم للذاكرة والتعلم، بينما يؤدي أيضا إلى تضخم اللوزة الدماغية، ما قد يجعل الدماغ أكثر تقبلا للتوتر.
ولا يؤثر هذا التغيير على الذاكرة فحسب، بل يزيد أيضا من ردود الفعل العاطفية والقلق.
المصدر: Earth.com
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة ألزهايمر الصحة العامة امراض امراض نفسية دراسات علمية مرض الشيخوخة مرض ألزهایمر أن التوتر یمکن أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
بتوجيهات أحمد بن محمد .. مجلس دبي للإعلام يطلق “برنامج التبادل المعرفي الإعلامي”
اختتم وفد مجلس دبي للإعلام مؤخراً زيارته إلى اليابان حيث مثّلت الزيارة تدشين “برنامج التبادل المعرفي الإعلامي” الذي أطلقه المجلس بتوجيهات سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، وهو برنامج هدفه الاطلاع على أفضل التجارب العالمية في مجال العمل الإعلامي، واكتشاف فرص يمكن من خلالها تبادل الخبرات والمعارف المهنية المتقدمة، بما يخدم في تعزيز قدرات الإعلام المحلي، عبر استلهام الدروس المستفادة من التجارب الناجحة في البلدان التي حققت طفرة إعلامية وتمكنت من توظيف التكنولوجيا في بناء إعلام قوي مؤثر ومنافس.
وضمن أول زيارة خارجية ضمن البرنامج، قام وفد مجلس دبي للإعلام تتقدمه سعادة نهال بدري، أمين عام المجلس بزيارة 22 جهة في العاصمة طوكيو بهدف استكشاف المشهد الإعلامي المتطور في اليابان، إذ شملت الزيارة مجموعة من أهم المؤسسات اليابانية الرائدة والتي تعد الأشهر على مستوى العالم في مجالات إعلامية متنوعة، بما في ذلك تكنولوجيا الوسائط المتقدمة والألعاب الإلكترونية والأنيميشن (الصور المتحركة) وصناعة الأفلام، كما شملت الزيارة مؤسسات كبرى في مجال البث التلفزيوني وعدد من المؤسسات الأكاديمية المتخصصة في علوم الإعلام.
وفي هذه المناسبة، أكدت سعادة منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام أن برنامج التبادل المعرفي الإعلامي هدفه تعزيز الشراكات وتبادل الخبرات من أجل دفع معدلات وفرص النمو وتشجيع الابتكار وخلق قيمة مضافة حقيقية لقطاع الإعلام المحلي وتحديد تصورات لسبل جديدة يمكن معها اكتشاف وتطوير المزيد من المواهب لرفد قطاعاته المختلفة.
وقالت سعادتها: “نعمل وفق توجيهات سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم بضرورة العمل على زيادة وتيرة تبادل الخبرات والتجارب الناجحة للاستفادة من أفضلها في تأكيد الريادة الإعلامية لدبي وفق معايير عالمية… نحن حريصون على مد جسور التعاون مع أصحاب التجارب الإعلامية الناجحة وأهم صُنّاع الإعلام الجديد، والبرنامج يفتح نوافذ مهمة للاطلاع على تجارب بالغة ناجحة ومتميزة ويمهّد الطريق لتعاون يعزز أهداف تطوير قدرات إعلامنا المحلي.”
وأضافت: “اطلاع المجلس على البيئة الإعلامية المتقدمة في اليابان فرصة لاكتساب فهم أعمق لأنظمة وأطر وآليات العمل هناك من ناحية التكنولوجيا والإبداع وكيفية توظيف تلك العناصر في تطوير صناعة الإعلام حيث جاءت الزيارة في إطار التزامنا الكامل ببناء مشهد إعلامي متطور ومستدام في دبي يضاهي الأفضل في العالم… والبرنامج سيضم زيارات أخرى لمراكز إعلامية متطورة حول العالم لاستكمال أهدافه.”
الألعاب الإلكترونية
وتواكب أولى الزيارات، ضمن برنامج التبادل المعرفي الإعلامي، تركيز مجلس دبي للإعلام على قطاعات أساسية ومن أبرزها الألعاب الإلكترونية، وبما يتناغم مع مستهدفات “برنامج دبي للألعاب الإلكترونية 2033” الذي أطلقه سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، بهدف جعل دبي ضمن أفضل 10 مراكز عالمية لقطاع الألعاب الإلكترونية، وتوفير ما يصل إلى 30 ألف وظيفة جديدة مرتبطة بهذا القطاع وتعزيز مساهمته في نمو الاقتصاد الرقمي والناتج الإجمالي المحلي لإمارة دبي لنحو مليار دولار بحلول عام 2033.
فقد شملت زيارة وفد مجلس دبي للإعلام إلى العاصمة طوكيو لقاء القائمين على مجموعة من أبرز الشركات الكبرى ذات الشهرة العالمية ومنها: “سيجا” (SEGA) و”بانداي نامكو” (Bandai Namco) و”سكوير إنيكس” (Square Enix) و”جريي” (Gree) ولها جميعاً باع طويل وشهرة كبيرة في مجال التكنولوجيا الإعلامية الرقمية والألعاب الإلكترونية والأفلام.
الإنتاج والتدريب التلفزيوني
وزار وفد مجلس دبي للإعلام مؤسسة البث التلفزيوني في طوكيو (TBS)، وهي شبكة رئيسية متخصصة في مجال البث الإخباري، والإنتاج التلفزيوني، وهي صاحبة برنامج التحدي والمسابقات الشهير (الحصن) أو (قلعة تاكيشي) والذي تم بثه حول العالم وفي عدد من الدول العربية.
كذلك قام الوفد بزيارة إلى مؤسسة “أساهي” (TV Asahi ) وهي إحدى أكبر وأعرق مؤسسات البث التلفزيوني في اليابان، حيث اطلع الوفد على أسلوب عمل المؤسسة العريقة التي يعود تاريخ تأسيسها إلى العام 1957، واستمعوا إلى شرح حول المحتوى المقدم من خلال شاشتها ويشمل مجموعة متنوعة من البرامج الإخبارية والثقافية والتعليمية إضافة إلى البرامج الترفيهية.
وخلال زيارة المؤسسات التلفزيونية، تمت مناقشة فرص التعاون في مجال الإنتاج وتطوير المحتوى، وتدريب وإعداد الكوادر التلفزيونية من مذيعين ومعدين ومنتجين ومخرجين وغيرها من التخصصات بأسلوب يواكب التطور التكنولوجي السريع للقطاع.
تعاون أكاديمي
وعلى الصعيد الأكاديمي، قام الوفد بزيارة إلى برج “مود جاكيون كوكون” الشهير وهو ثاني أعلى برج في العالم مخصص للأنشطة التعليمية، ويضم مقار “الكلية الدولية للتكنولوجيا” والكلية المهنية للتصميم”، كما زار الوفد “جامعة اليابان”، وهي الجهة المنظّمة لمهرجان طوكيو السينمائي الدولي، حيث استهدفت الزيارة الوقوف على أساليب التدريس والمناهج العلمية المتبّعة في مجال إعداد الكوادر الإعلامية الشابة، لاسيما ما هو مرتبط منها بالإعلام الرقمي، كما تم التطرق إلى بحث أساليب دعم صناعة الأفلام وتنمية المواهب وتحفيز صناع الأفلام، واستراتيجيات تسويق المحتوى، وفرص التعاون في هذا المجال من خلال برنامج التبادل المعرفي الإعلامي.
وتعليقاً على الزيارة، قالت سعادة نهال بدري، الأمين العام لمجلس دبي للإعلام: “يأتي البرنامج تعبيراً عن التزام مجلس دبي للإعلام ببناء القدرات من خلال تبادل المعرفة وتفعيل فرص التعاون لدعم جهود تطوير المشهد الإعلامي في دبي. والزيارة إلى اليابان كانت فرصة للاطلاع على تجربة وخبرات مهمة يمكن الاستفادة منها في تحقيق أهداف المجلس لمستقبل القطاع.. ولقد لمسنا اهتماماً وترحيباً من المؤسسات اليابانية للتعاون في الإنتاج والتدريب وتبادل الخبرات”.
وأضافت: “البرنامج هدفه الوقوف على أفضل التجارب الإعلامية في العالم واستلهام أبرز ما فيها من مقومات النجاح.. ودراسة الممارسات المتطورة في أسواق الإعلام الرائدة تمكننا من تحديد متطلبات تحسين مناهجنا بشكل أكبر لتعزيز التميز في المحتوى وتنمية المواهب ودمج التكنولوجيا المتقدمة وتسخيرها لتطوير العمل الإعلامي في دبي. ونحن على ثقة أن نتائج برنامج التبادل المعرفي الإعلامي سيكون لها أثرها الملموس في بناء بيئة إعلامية متطورة وديناميكية.”.
الاستثمار الإعلامي
كما تضمّن برنامج وفد مجلس دبي للإعلام في طوكيو، زيارة منظمة التجارة الخارجية اليابانية (JETRO) وهي منظمة حكومية معنية بتشجيع التجارة والاستثمار، حيث بحث وفد المجلس مع مسؤولي المنظمة فرص التعاون في مجال الاستثمار في المجال الإعلامي، وبما يدعم أهداف استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي والرامية إلى تحويل الإمارة إلى وجهة مفضلة للمبدعين من كل أنحاء العالم، وعاصمة عالمية للاقتصاد الإبداعي بحلول العام 2026، لاسيما وأن المنظمة تجمعها علاقات تعاون قديمة مع دبي من خلال مكتبها المركزي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والذي تم افتتاحه في العام 1981.
تم خلال اللقاء استعراض الفرص الكبيرة التي تتيحها دبي للمستثمرين بصفة عامة في مختلف المجالات، بما في ذلك القطاع الإعلامي، لاسيما وأن دبي توفر العديد من المميزات للمستثمرين خاص من خلال مناطقها الإعلامية الحرة وتشمل مدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للاستوديوهات ومدينة دبي للإنتاج، وهي تشكل معاً مجتمعاً إعلامياً متنامياً يضم آلاف الشركات الإعلامية التي تغطي كافة تخصصات القطاع.
كما زار الوفد مؤسسة “شيبويا لدعم رواد الأعمال” (Shibuya Startup Support) وهي مؤسسة حكومية معنية بتوفير الدعم والمشورة لأصحاب المشاريع الناشئة والصغيرة ورواد الأعمال من أجل تعزيز فرص نموهم، حيث جرى خلال اللقاء استعراض فرص التعاون وتبادل الخبرات في هذا المجال الذي توليه دبي اهتماماً كبيراً، لأثر هذا القطاع في دعم الاقتصاد الكلي، كما تم مناقشة فرص التعاون في تعزيز ريادة الأعمال في المجال الإعلامي وتحفيز الشباب على إطلاق مشاريع تخدم قطاعات الإعلام المختلفة.
يُذكر أن برنامج التبادل المعرفي الإعلامي هو أحد المبادرات التي يسعى من خلالها مجلس دبي للإعلام لتوسيع دائرة التعاون مع كبرى المؤسسات الرائدة في مختلف المجالات الإعلامية، من أجل إيجاد المزيد من عناصر القوة الداعمة لعملية تطوير قطاع الإعلام في دبي، وإكساب الإعلام المحلي مقومات تعزز تنافسيته سواء عربياً أو عالمياً، عبر الاهتمام بمحاور رئيسة في مقدمتها الكادر الإعلامي الوطني الذي يشكل إعداده وتدريبه أولوية استراتيجية في مسيرة التطوير الإعلامي.